Monday, June 30, 2008

الجانب الآخر


بالقلم الرصاص أرسم بوابة خشبية لها مقبض على شكل دبدوب
يبتسم إذا ما ضغطت على أنفه وانا أفتح الباب

في الجانب الآخر
تتبدل ملابسي لفستان قرمزي قاتم كحبات التوت
التي تصنع بقع أبدية في القلوب .
في الجانب الآخر تقف أنت تنتظرني
في حضنك أغيب وعلى لحن أغنيتي التي أحبها نرقص
وفي ذروة النشوة والتحليق أبكي حين تعتذر انت عن الغياب والرحيل
حين تعود ترمم النتوءات التي صنعها خروجك من روحي
حين تعود تلملم الدموع عن عيني
وألملم العشق عن شفتيك

في الجانب الآخر من الباب
نجلس في حديقتنا التي أنهمكنا في رسمها طيلة الليل
تحمل السلم الخشبي وتصعد للسماء
ترسم هناك نجمة تشبهني
وتهديني قوس قزح يغير لون عتمة الليل
عند القمر ترسم بقلمك الرصاص ابتسامه
وعلى حافة الجبل الثلجي في الكوكب البارد الموحش
ترسم قلب وحروف أسمي وتكتفي

في الجانب الآخر
تحقق لي كل أحلامي .. نعود لبدايات العالم
من البحر تجمع المحارات وتصنع لي وجبة مالحة
ومن الغابة أجمع لك الثمار وأصنع " فروت سلاط"
ألمح ابتسامتك الآن

أبتسامتك تضئ عتمة ايامي
وطيبة قلبك تدثرني من صقيع الحنين
أما أنا فأصنع لك دوائر ملونة وابوابا نحتمي عبرها من الحزن .

Friday, June 27, 2008

الجنة فيها زحليقة


لم يكن هناك شئ يستدعي ان أطلب اجازة
لكني مع ذلك كتبت طلب وحصلت على أجازة 4 أيام

ليس هناك شئ سوى رغبتي في كسر التكرار ..
أن استيقظ في ميعاد محدد وامارس نفس طقوس الصباح وأقطع نفس الطريق واذهب لمكتبي أو للمقهى
اختار الذهاب للجريدة مرورا بوسط البلد او لف الكرة الارضية والذهاب لشاطئ النهر الذي كثيرا ما اشتاقه في الصباحات الحزينة ثم العودة للعمل

الرغبة في عدم الذهاب للتكعيبة او لسوق الحميدية أو لكافتيريا النقابة
أو الالتقاء صدفة أو بميعاد بأحد الاصدقاء
الملل من حضور الندوات واقتسام فناجين القهوة ومتابعة الاخبار على شاشة الكمبيوتر
والتحديق في صفحة الفيس بوك او ملفات الكتابة
دخول المطبخ وعمل أكل سريع ... ترتيب الدولاب اي حاجة
العجلة في نشر الغسيل ... اللهاث
حتى التأني
كل شئ
الأيام التي شعرت فجأة انها بدت متشابهة وإن كانت غارقه في الإثارة والتغيير

هل جربت حتى الملل من التغيير

في البيت لم يكن هناك خطط محددة سوى الإلتئام
التوقف عن الجلوس على شاشة الكمبيوتر
الجلوس امام سكان البيت أكثر وقت متاح في طاقتي.
لإستيعاب ما يفكرون فيه وما يفعلونه .. دون التظاهر باني اسمع كما كنت أفعل الايام الماضية .
لأني أنهى كل طاقتي وأعود للبيت غير راغبة في شئ سوى الصمت والتلاشي.

كنت أحتاج ايضا للجلوس معي
لسد الثقوب التي تتسع في روحي بفعل الحزن والشجن

الحنين الذي فتح طاقاته كلها امامي
استجبت وتداعيت


أيام إجازتي الأريعه كانت مزدحمة بالبشر والأحداث
والحزن والفرح
بالتغيير والتكرار


أحب الأطفال
أتمنى أن يكون لي طفلة لا أمل من تلك الأمنية
كيف بدى ذلك الإحساس مسيطرا بجنون الفترة الأخيرة
كيف ينعكس فقدي لأمي وإحساسي الأبدي بالفقد
وارتعادي من الاتصالات الهاتفية الصباحية والليلية المتأخرة
أفكر في أخبار الموت

أرهب الوحشة وأظن أن إبتسامات الأطفال قد تفي بالغرض

من برنامج الاجازة كان استضافة طفلات عمي الثلاث
كنت أفكر أن أجرب الاعتناء بطفل

كيف أكتب عن ذلك !

أنا اعاني من أرق ولا أنام عادة إلا بعد الفجر بساعتين
البنات يجلسن ملتصقات بي يحكين ويضحكن ويغنين ويرقصن حتى .. أشعر برغبه في النوم بعد منتصف الليل بقليل
أظن أني بذلت مجهود كبير في يوم واحد
بلا ورق ولا كتابة ولا جرائد ولا وسط البلد

في المطبخ نلعب ونصنع البيتزا
وفي الحمام نرش على بعضنا الماء
وفي حجرتي يتظاهرن بترتيبها في حين أنهن يعثون فيها فسادا
على شفا الانهيار العصبي المضحك
اكتشفت ان الاطفال لا تتوقف عن الحديث أبدا
اكتشفت انهم يعيدون الحوارات على مدار اليوم .. وأن كل منهن تحب أن تحكي لي نفس الحكاية التي حكتها اختها لكن بلسانها هي
ما الذي كان يحدث لي ولجهازي العصبي

يتابعني أبي ويضحك عليّ
ويسألني بشماته من حين لآخر
" اتبسطي في الأجازة "
في الحقيقة – اتبسطت-
هل جربت ان تهرب من عالمك الكبير القبيح المرعب وسط امان الاطفال

في أول ايام الأجازة
توفت والدة صديق عزيز عليّ جدا
اعتصر الحزن قلبي .. أن تفقد امك مرة اخرى
كيف لازمتني ابتسامه والدته طيلة ايام الأجازة
تذكرت لقاءنا الأول .. تذكرت الكلمات الرقيقة الطيبة التي قالتها لمحمود عني
وتذكرت حتى انها اول من فكرت فيه في أول عيد أم مر عليّ بعد وفاة امي أذكر أني حدثتها وقتها ..
لم أعرف أن اتحدث مع محمود يوم وفاتها .. تكلمنا على الهاتف قبل سفره بساعه كنت اظن اني لن ابكي وأنا أعزيه
كنت اظن أني سأقول له كلام يشد من ازره ويقويه .. واخبره انها الآن في الجنة مع امي .. اظن ان أمي تحب مجالسه طنط يا محمود
هي بالفعل تحبها
أنا اذكر دموعك يوم وفاة امي .. وأنت لا تعرف كيف ارتديت ملابسي بعد مكالمة شيماء لي لتخبرني بخبر وفاة والدتك وأنزل للشارع أمشي هناك
أقف في ميدان طلعت حرب اشتكي لله
محمود أحزن كما تريد .. فلا شئ يعوض الأم ...

أصفف لحبيبة شعرها
وأعلم فرح لعب بنك الحظ – اشتريناها مخصوص لأجلهن
وأنا امسك كروتها واوراقها عدت طفلة تلعب مع أطفال لم يتبقى منهم سوي رجال وسيدات كبار لديهم بيوت واطفال الآن .
وأقبل حلا قدر ما تسع طاقتي أدغدغها وتضحك ويتسرب جزء من حزني .

أحاول ان احكي لهم فلا يمنحوني فرصة
يفسدون كل ما أحاول قوله لهن
يغيرون الأغاني على الكمبيوتر لأنهم لا يريدون سماع منير .. يحبون تامر حسني وغيره وأنا لا اعرف ان اسمع ذوقهم

أسأل حلا تعرفي الجنة ؟
تقول لي " الجنة بيدخلها الناس اللي مش بيكدبوا – وتنظر لي بطفولتها وجمالها
وتقول " عارفه الجنة فيها ايه ؟
وأنظر لها وتفاجئني بأن تقول بثقة وايمان و يقين هي التي لم تتعد الاعوام الثلاثة أن " الجنة فيها زحليقة كبيرة " هكذا تفتح يدها على سعتها وتقول كبيرة أوي

تدور حولي وانا اشرب فنجان قهوتي
تقولي لي – تشربي قهوة زي بابتي – تقصد والدها – عمي
أضحك واقول ايوا تقول عارفه انا بحب القهوة سبيلي حبة
اخبرها أنها سادة وأني لن أعطيها منها
تقول لي بحبها من غير سكر زي بابتي عارفه بحب أشم ريحتها في الفنجان هاتي كده وتضع أنفها في الفنجان وتغمض عينها وتقول الله
اترك الفنجان أخذها في حضني أقبل يدها وأقول
أنتي كده صاحبة مزاج كمان
لا تعرف ما الذي أعنيه لكنها تقول هاتي لسحه
وتقصد لحسة من البن على طرف الفنجان أعطيها لسحة
وأشرب احلى فنجان قهوة

إجازتي هذه الأيام
كانت كالحياة غارقة في الشجن والبهجة وتستحق أن نحياها .


Monday, June 16, 2008

شهريار

أحبك لأنك شهريار
ابتسم لنفسي وأنا أصل لمربط الفرس .. ذلك يجعل مني شهرزاد الحكايا
في البدء – تورطت أنت في رمالي لأني كائن يضحك ويبكي في ذات اللحظة بذات الصدق .
أردت ان تعرف سري .
ما الذي جذبني أنا إليك – الدهشة التي تتلقى بها كل اشيائي العادية - طريقتك في سؤالي " بتعملي كده أزاي" ؟ –
والهدوء الذي تحتوي به جنوني – أحكي لك بخجل ثم اسألك – مجنونة؟
تقول لي بصدق لأ طبعا مين قال كده
أسرد عليك قائمة طويلة من البشر تنظر في عيني بطيبتك وحنانك وتقول – غلطانين ملهمش حق –
هل أخبرتك من قبل أن هذه تحديدا هي اللحظة التي تتملكني فيها رغبة بريئة لطبع قبلة طفولية على خدك ! أو لسكب كوب الأيس كريم عليك
أو لوضع قطعه من الثلج في ملابسك والإختفاء داخل حضنك وأنا اضحك وابكي في ذات اللحظة .

أحبك لأنك شهريار أخر
غير ذلك الدموي المطبوع في ذاكرة تراثنا – أنت نسخة معدلة منه تتمم ما ينقصه
تحمل يافطة زرقاء لون السماء والبحر والحب وتمضي إلى جواري
نلملم معا كل المقهورين – كل الحيارى والحزانى – أنت حلاج جديد بلا نهاية مأساوية
أنت صانع العالم الجديد
عالم من النساء
أنت فيه رجل وحيد يقيم العدل ويمنح العطايا
تتمناك كل نساء المملكة
لكني وحدي من أكون أميرتك

أحبك لأنك تحرر نقط السرد في ذاكرتي
تمنحني طوال اليوم كل لحظات السعادة الممكنة ، وكل الإبتسامات التي يسعها قلبي ،وتعدني بكل الأمنيات التي يتسع العمر لإنجازها .
أحبك لأنك شهريار الذي يجعل مني شهرزاد الحكايا .
البوست - اهداء لتسنيم

Sunday, June 15, 2008

تقرير

لأنها تخاف من الوحدة .. عطب جهازها العصبي من الزحام
ولأنها تخاف الوقوع في الحب
رتب لها وجع القلب موته تليق بعاشقة محترفة
ولأن ماركيز أفسد ذوقها بشأن الرجال فأنت لست بطلها .
ولأنها زهدت في تلك الطفلة
أسلمت نفسها لأخر رجل بقى في محطة الترام في تلك الساعة المتأخرة من الليل .
ولأنها كانت المرة الأولى لكليهما فقد مر الليل دون أن يحدث شئ كارثي يذكر
، ولأنها صاحبة مبدأ انزعجت لوجودكما معا في حياتها
أضطرت لفراقكما معا
ومصادقة ذلك الرجل الذي بدى لها مختلفا - بشكل مؤقت- حتى تتكرر نفس أخطاءه الذكورية فادحة الألم .

Wednesday, June 11, 2008

فراغ مزدحم



لا أحب رائحة الدخان خاصة العادي – البرئ -
لكني أحب شكل السيجارة في يد الإنسان العصبي
الذي تشعر ان السيجارة هي التي تشربه
تمتصه كقبلة من مصاصة دماء شبقة ستنتهز فرصة انه مغمض عينيه – لزوم الاستمتاع – ثم تنظر بعينها الشريرة تجاه الكاميرا ليراها المشاهدون ويصابون ببعض الذعر الذي يحتاجونه تماما من باب – الإثاره
السيجارة هنا تبدو كتلك العضة التي تنهي المشهد بصراخ الضحية وابتسامتنا نحن المشاهدون الساديون .

اكتشفت اني احب كرسي المكتب المرتفع – الأخضر- عندما اكتب
بينما أفضل الكرسي البني الذي سحبته من الانتريه لحجرتي – عندما اشاهد فيلم اجنبي أو العب اللعبة الغبية التي تحرق في اليوم وعلى الاقل 5 ساعات
ربما هي الساعات التي احتاجها للنوم او للقراءة


يذكرني منظري قرب الفجر كل يوم بتايلر دردن في نادي القتال
وهو يصنع الصابون .. خاصة وانا اصنع مربى المشمش في الخامسة صباحا وأغسل شيش بلكونتي بعد منتصف الليل بساعتين

أجلس على الكمبيوتر في الخلفية صوت منير أو موسيقى عمر خيرت
ثم صوت الفراخ وهي تثور في لعبة غزو الفراخ أو لعبة زوما تلك الكرة التي يهددني ابي بمسحها من على جهازي الخاص بحجرتي لأنها تستنفذ طاقتي –
يذكرني ذلك بضرورة وضع كلمة سر للجهاز وطبعا ستكون نفس الكلمة التي استعملها دوما لكل بوابات عالمي التي تحتاج لكلمات سر
في حين اني كائن بطبيعته يكره الاسرار
.
لأنه كاذب سئ
أفكر احيانا كيف كنت سأبدو لو كنت كاذبة عظيمة
إذا كنت ارتكب كل تلك المصائب بقليل من الشر فما الذي كنت سأفعله بشر كامل بلا إعاقة روحية من الخجل والضمير الاخلاقي حيال الكذب .
قطعا كنت سأبدو أكثر بهجة وربما قادرة على النوم بشكل افضل


في الساعات القليله جدا التي انامها
يزورني كل من أعرف تبدو الاحلام مزدحمة
بالأمس حلمت اني اخبر احدى صديقاتي اننا سنسهر اليوم لمشاهدة نادي القتال كاملا .. لكن صديقتي هذه كائن طبيعي يسهر و في النهاية ينام
يفاجئني انسحاب الأخرين لعالم النوم
أبدو وحيدة تماما عندما يسود السكون في البيت – ينام الجميع-
أصدقائي لا يردون على هواتفهم لأن بعضهم يستيقظ مبكرا لللحاق بأعمالهم الشريرة التي تقتلهم بهدوء – العمل أكثر من 12 ساعه
والبعض يبدو مغيبا تماما وغير صالح للمسامرة في هذا الوقت من الليل – هذا ما يفعله الحشيش في راغبي الانتحار غير المعلن-
المتاحون من اصدقائي في اوقات متأخرة من الليل يبدو كلامي معهم معادا لما قلناه في فترات سابقة من اليوم
عندما انام أنهي كل اتصالاتي الهاتفية واقابل كل من هم على جدول مواعيدي وننجز كل المهام
ويكون عليّ في الصباح ان افكر أين الوهم والحقيقة في كل ما تمتلأ به ذاكرتي
.

وجودك في حياتي ..
يحملك انت كل الطاقات الفائضة في جهازي العصبي
يكون عليك طوال اليوم ان تستعد لاقتراحاتي المجنونه
وان تقابلني على الاقل 3 مرات
في الصباح قبل العمل لتهديني وردة زرقاء وفي منتصف اليوم لتناول فنجان قهوة وفي المساء لنتجول في الشوارع وناكل الايس كريم بنكهة الشيكولاتة الغامقة .. كل ذلك لا يدخل بهجة كاملة علىّ
يظل إحساسي بالخواء قائما حقيقيا


اقترح عليك أن نمارس الحب
تتعلل بأن الجو رطب .. عندما ألح عليك رغبة مني في كسر الملل
تشتري لي قطعه حلوى وتخبرني أني لا اثيرك أبدا
لاني لست رجل فأنا لا افهم تلك المشاعر .. ولأني لا اخوض فيما لا اعرف قد اقتنع بمبررك وقد اغضب
لكن الشئ الوحيد المؤكد ان إحساس الخواء سيبقى عملاقا مهيبا في كل المساءات
.

Monday, June 09, 2008

المجد للغضب

طوال الوقت أحاول ان ابتسم
تتسع ابتسامتي لتقاوم الحزن
حزني الخاص في هذا العالم
وجع الآخرين ..
القبح
طوال الوقت أحاول ان أجزم بعبثية معاني سيئة
كالخيانة والكذب والحقد

احتمل تعليقات الاخرين التي تبدو كبصقة في طريق نظيف
لأن كناس البدلة البرتقالية لم يمارس فيه مهام عمله .
احتمل التعليقات التي تبدو لي الآن تافهة ولعينة بشأن الورد الروز والشيكولاته والبالونات
اتجاهل ما لا يعجبني – أتفادى النقاش في قضايا عقيمة واهدار الوقت
في ما يحاول الآخرون – المرضي بالضرورة- لدفعي نحوه طوال الوقت –

مهاترات نائل الطوخي مثلا
تعالي سلوى بكر واستخفافها ب" جيل كامل "
بتجربة الشباب وتلخيصها في اننا خطأ مطبعي – جيل جاهل متعجرف سببه النقد الاكاديمي الردئ
فعلت كل ذلك دون أن يرمش لها عين
لملمت أدوات الجراحة الصدئة وخرجت من ورشة الزيتون
.


تسقط بعض الأقنعة عمن اعرف
عمن أظن انهم أصدقاء- احتاج لتصفية بعض الحسابات
لخلع ملابس القديسة تلك التي لا تلائمني
احتاج هذه المرة للإشتباك وإسالة بعض الدماء
الآن لدي متسع من الوقت احتاج لإهداره
احتاج لبعض الخدوش على وجهي من أثر خربشات الآخرين
وأظن اني سأترك بعضا من الغضب في أرواحهم

أحتاج الآن ان أخبرك
أنك لست ملاكا
وأني لم اقابل ابدا في هذه الارض سوى الرجال – تلك الفصيلة الشريرة – من الكائنات
تلك الخرافات التي هربت من كتاب سحر أسود وبقت على الارض
أقابل كل يوم عشرات المسوخ

أحتاج الآن أن اخبرك اني أكرهك تماما
وانت تبتسم لي وتمد يدك لمصافحتي
لأنك العاقل الهادئ بينما انا المجنونة بنت المجانين
تأخذني في حضنك لأنك تعرف أني ابكي الآن
تقرأ في أذني بيت الشعر الذي أحبه
تشير للأتوبيس الاخضر تدفعني داخله
تلوح لي وتبتسم وأنت تراني أغادر بلا عودة
.

Saturday, June 07, 2008

كتابة


لا يصنع الإتفاق مع الذات أي كتابة
وحدها الخلافات والصراعات والزلازل
وربما الأمراض النفسية والجنون ما تصنع الكتابة العظيمة
الكتابة – هي المنطقة المحرمة المعتمة من إدراكنا –
هي ما نثيره من خلافات عبثية مع ضمائرنا ونزقنا
هي الشر الخالص الذي جاهدنا طيلة الوقت لارتكابه وفشلنا
هي خدوش الروح التي بقت بلا امل في التداوي

بين الحب والموت والكتابة يبدو العالم الذي يشغلني
هناك تحديدا تكمن كل مواطن أوجاعي ومخاوفي
الرهبة التي تتملكني في لحظات اكتشاف مشاعري عندما أكتب
هي ذات رهبتي وانا أفكر في الموت في جوف الليل
الهدوء والظلام رسومات " نوت" تلك الالهة الفرعونية ربة السماء
التي عادت معي من وادي الملوك في الاقصر
لا أعرف اين أختبأت وسط متاعي لكنها لا تكف عن الظهور لي كل مساء
تفترش سقف حجرتي بألوانها المبهرة ونجومها وسحرها الذي يرهبني وتبقى هناك تحدق بي
.
بين رهبة ثالوث " الحب والموت والكتابة " تختصر كل الهموم
يدفعني الغضب والحزن للاختفاء في الكلمات
وفي الاحتماء بحضن من أحب
لا يشغلني كم من الوقت أقضي بين الكتابة والبكاء والجنون
ولا مقدار ما اكشف من ضعفي وإخفاقي وعجزي –
لا يشغلني كيف سترتد سهام الكتابة والحب في صدري
لا يشغلني كم أبدو مستنفزة ولا مباحة –
كل ما يشغلني أن أنبش في نقوش ذلك المعبد ربما أجد سبيلا للوصول .

Thursday, June 05, 2008

عن الذي يجيد الطاهر شرقاوي زراعته



غلاف فانيليا - مخلوف وعبد الله
الطاهر شرقاوي - مع ا. سيد الوكيل/ أ يسري عبد الله

الطاهر وسمر نور ومحمد عبد النبي
في مقولة اخرى
فانيليا وبعد ان يخرج الامير للصيد وبريق لا يحتمل



طاهر وأ. شعبان يوسف



جانب من الحضور






كيرلسون ومواقيت للتعري وفاصل للدهشة
في مقولة اخرى هاني عبد المريد وهدرا جرجس ومحمد الفخراني
مع أ سيد الوكيل - وا يسري عبد الله



الطاهر شرقاوي وعبد الله




عمر شهريار والطاهر وهويدا صالح وهاني عبد المريد وهاني فضل
عمر شهريار وفانيليا وعمرة الدار وكيرلسون وكابينة الجسد
عدسة - كراكيب

منذ بدأت التواجد في الوسط الادبي وأنا اقابل بشر اختلف معهم او أتفق.
أحبهم أو ارفضهم.
أمتلأ هوس بهم أو أكرههم

منذ جئت الوسط الادبي لم أجد – ولد – كما يحب هو أن يطلق على نفسه
لم اجد ولد يتفق عليه الجميع
يتفقون على حبه واحترامه وتقدير موهبته
مثل – الطاهر شرقاوي-

ولد هادئ نحيف متأمل
أخبرني اصدقائه المقربين انه غامض
لكني لم اجده كذلك- كان صمته دوما موحيا لي – كان يضع لي دلالات وإشارات

تعلمت ان افك طلاسم الكّتاب بعد قراءتهم
أعطاني طاهر مجموعاته وقرأتها
تذكرت مقوله الفخراني بان كتابة طاهر – ستسحرني- وقد فعلت
قرات فانيليا وكالكثيرين وقعت في هواها

لم يكن ذلك كله ما اردت الحديث عنه .. أظنني اردت الحديث عن مناقشة رواية " فانيليا " في ورشة الزيتون
أردت اليوم ان أقول كم أنا سعيدة
أشعر بخفه وكأني حبة مطر عنيده قررت ألا تسقط على الارض وان تعاكس الجاذبية
حسنا –أنا قطرة ماء شقيه معلقة في فراغ- ملئ بالنشوة والامنيات وطيف الحب الذي شعرته اليوم
في حضور ندوة الطاهر
أن يجتمع الناس على حب أحد بهذا الشكل !
أمر جميل – قليل في هذا الزمن
أن يتجمع هذا الجيل المتوحد الحزين الشارد الذي اختار الكتابة ليصرخ ويلعب ويبكي وربما ليموت
امر يشعرني بالبهجة والدفء
يشعرني بقوة ليست زائفة ابدا
يشعرني ان الحب والخير في قوة الشر والحقد والجنون
قال محمد عبد النبي اليوم ان هذه الرواية مكتوبة بحب للكتابة / وللدنيا
وأنا اقول الآن ان – الحب- شئ يجيد الطاهر شرقاوي زراعته لذا فلابد أن يحصده .


Monday, June 02, 2008

يا حبيبتي

أحمد - سوق الحميدية -صباح سبت ما
عدسة- كراكيب -
لا أشعر وأنا أسير في وسط البلد بأني أمشي في الشارع
لكني أحس بأني أمضي داخل جدران عالمي
بيتي- كراستي البيضاء الخاليه من السطور
مساحتى الإفتراضية من البراح
.

في الايام التي أستيقظ فيها مبكرا تملأ انفي رائحة بن عبد المعبود
وأشعر نسمة الهواء التي تنتظرني في مقهى سوق الحميدية "
أشعر بحنين لفنجان قهوة من يد أحمد " فتى المقهى" اللطيف
صاحب الإبتسامة الدائمة والتحية الصادقة الذي يعاتبك إن غبت
يبلغك رسائل من سئلوا عنك وأخيرا يضع امامك فنجان قهوتك
ويتركك مع حنينك لصباح هادئ .

يتسلل رفاق الحنين الصباحي للمكان جميعهم يشبوهونك
محملين بحنين غامض ورغبة في هدوء غير حقيقي
سيفسدونه حال تجمعهم الوشيك بالحكايا وتبادل الأخبار
واخيرا النظر في الساعات والمغادرة للعمل
الذي غالبا ما يكون ذا صلة بالكتابة والصحافة – هؤلاء من اعرف

ينتظر – الطاهر شرقاوي – وطارق هاشم- وبعض أصدقائي الذين يعرفون أستاذ سيد
رجل المقهي – موجه اللغة الإنجليزية بالمعاش -
الذي يجي في الصباح لشرب فنجان القهوة مع معجنات تصنعها له زوجته
أن اتحدث عنه لكني لن افعل
سأترك الأمر للقدر – سأترك أستاذ سيد غير مجسدا في بضع كلمات
ساتركه في الفضاء الحقيقي –
لكني اصدق انه سيبقى سبب حقيقي وحيد لتوقفنا جميعا عن الذهاب لسوق الحميدية في الصباح ،
وربما توقف احمد نفسه عن استقبال الزبائن في ذلك الوقت المبكر من اليوم .

في الخامسة عصرا يطلق سراحي من عملي بالجريدة التي تقع
على بوابة وسط البلد – كما اسمي شارع رمسيس –
أنطلق كطفلة للشارع – أسمعني وانا اخرج من باب الجريدة
أهتف بأن " هيه هيه"
اتنسم رائحة الشارع اخبره اني اشتقته
أضحك وأنا المح رقم أبي على هاتفي وكأنه يراقبني – يسألني أين انا ؟
أخبره أني تركت الجريدة حالا
يسألني إن كنت في طريقي للبيت اخبره – لفة سريعه كده في وسط البلد وساعود "
يعرف انها ليست لفة واحدة وانها ليست سريعه لكنه يوقن في النهاية اني ساعود – حتما سأعود
-
أمر بجوار عم ناجي الذي يناولي " اخبار الأدب " صباح كل سبت
أن امشي في وسط البلد – وحدي – أو مع أخرين
أتحدث أو أصمت لا يهم
المهم ان أشعر بكل تفاصيل الشوارع تحتضني
شوارع وسط البلد هي المكان الوحيد الذي لا اخجل ان أبكي وانا اسير فيها
أنا أترك دموعي على راحتها هناك – هل يخجل أحد من البكاء في حجرته
.

وسط البلد – مكتبات الهيئة العامة للكتاب
سندوتشات الطعمية والفول
مقهى صالح وتجمع يوم السبت هاني عبد المريد - محمد أبو زيد كل القادمين باتفاق او صدفة
تبادل الكتب والنكت والنميمة الأدبية ، النوايا الحسنة -
رجل الشاي بالحليب ذلك العجوز النائم الذي نلتقط له صور خفية كل أسبوع
ونعود لنجده مكانه هناك وبقايا الشاي عالقه بجدران كوبه وصوت نومه العالي يصل لنا
- قهوة البورصة – قهوة البستان وأستاذ مكاوي سعيد – الندوة الثقافية
التكعيبة التي حملها موت محمد ربيع في ذاكرتي كل مساحات الحزن والوجع
التكعيبة التي تقاوم شجني وتمنحني ذكريات جديدة مبهجة كل مرة
سهى زكي- سمر نور- طه عبد المنعم-
د. زين عبد الهادي- سالم الشهباني طبعا - الجميع كل العابرين وكل الباقين
عمر بوك ستور – مكتبة البلد
ميدان طلعت حرب – مكتبة الشروق ومدبولي –
وميريت حبيبتي واستاذ محمد هاشم وحمدي أبو جليّل

وسط البلد – الأرصفه التي اجلس عليها عندما تفاجئني فكرة لأكتبها
وسط البلد التي اتجول فيها بمنامتى البنفسجية أم فيونكات
وشبشب الحمام الازرق ذلك الذي اشتريته مخصوص لرحلة اسوان والاقصر
ورميته فور عودتي لأني أحب المشي حافية القدمين في البيت
وسط البلد – تلك التي أشتاقها وأصنع فيها تاريخ من الجنون والعبث والحب .


 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner