Friday, December 25, 2009

دوار الشمس



أمتلئ به كأنه الشمس
معه اتحول لزهرة دوار
أشتعل بالنور ، يعرف كل الآخرين أني أشربه حد الإمتلاء
عندما يكون هنا أصبح أشهى
أتحسس رشرشات السعادة على روحي فأعرف أنها باقية من اثر ملامسته
أعرف أني أحبه كورطة عمري
لا يمكنني التقدم أكثر لأن طريق السير انتهى ولم يعد بوسعي رسم المزيد من الخطوط
على ورقتي الصفراء المهترأة
لا يسعني الإنسحاب لأن العلامات التي صنعتها في الطريق طمستها الأمطار والدموع
وسائل الحياة الذي يسري منه داخلي ليصنع لي عشرات الأطفال يتقاسمون بشكل فوضاوي
وغير عادل كل ما بيني وبينه .
هكذا أحبهم أكثر لأنهم خلطة بدائية لي وله
بهذه الطريقه يمكنني أن اتابع عاداته وطريقته عندما كان صغيرا
ولم اكن أنا قد جئت للعالم
أطفالنا يشبهونه حد الجنون ، ويتورطون في أشيائي حد الجنون .
الجنون الذي أحبه فيه ، ويجذبه نحوي ...
فنبقى طوال الوقت مدينين للفوضى والألعاب التي نتبارى فيها طوال الوقت
أحبه في كل حالاته
لكن تبقى لحظتي المفضلة هي تلك التي يطبق فيها على أناملي
ويخبر العالم أني أنتمي له /
اللحظة الأخرى التي يجردني فيها من حزني ومخاوفي ويدخلني فتذوب بيننا الحدود
الواهية ، ويتلاشى العالم البعيد القاس
اتحسس قربه واطبق عليه وأحفظه في ذاكرتي لأمليه على ذاتي في اوقات الغياب .
امتلئ به واتركه يفيض على ملامحي فيرسم ابتسامة تلازمني حتى في لحظات النوم ، ووشم
قرمزي على جدار القلب يحمل ملامحه والحرف الأول من أسمه
.

الحائط الأخير



الحائط يمكنني من حماية ظهري من الكائنات الخرافية ...
أحدهم سيجئ من الخلف ويأكلني
. سيبدأ بقضم أشيائي كلها ، وعندما اختفي سأنبت من جديد
ابتسامتي ستنقذني .... ستفى تماما بالغرض

Tuesday, December 01, 2009

مملكة الفقد


أخفق في مقاومة رغبتي في الكتابة عن الشتاء
اعترف اني لا استطيع ان افعل شيئا جيدا في هذا الفصل
حتى الكتابة تتورط في مراقبة الغيوم والليل الذي يجئ مبكرا
فيدفعني للعودة لبيتي والإختفاء وسط أوراقي وأشيائي
الشتاء الذي يشعرني بالحصار
بزخم الذكريات حد صعوبة التنفس
بالبرد الذي يحير مراكز الأعصاب لديّ
فلا أعرف كيف اقاومه
أنا لا أحب ملمس ملابس الشتاء على بشرتي ،
ولا أحب ألوانه الداكنة التي تغزو أجساد البشر
وأزياءه القاتمة الموحشة التي تغزو فاتيرنات المحلات فتمنعني من التسكع هناك .
البرد الذي يورطني في الإختفاء تحت الغطاء الخفيف لاني لا أحتمل الدفء الكامل
كيف اشرح ذلك !
للأمر علاقة بخوفي من الدفء التام
لظني أن الموت دافئ كالجلوس أمام مدفئة والتدثر بلفافات من الملابس الثقيله
ليس للأمر علاقة بالخوف من الموت
هي تركيز فكرة الدفء المضادة عندي للحياة
في الصيف يبدو كل شئ منسجم
حرارة الجسد وسخونة الجو ودرجة حرارة سوائل الجسم الدم / الماء / اللبن / الدموع
التناغم بين الكون كله يجئ في الصيف / الشمس البرتقالية تكون هناك ترتدي خيوطها وتمدها نحو الأرض والبحر والهواء والجسد
الشتاء يكسر نوته التناغم
العزف النشاز المنفرد لأدوات الكون يرهبني
يشعرني بهشاشة قلمي الرصاص ... يبعثر أوراقي .... يدمغ في قلبي أوجاع العمر
يقتلني بالحنين والفقد
الشتاء الذي يورطني في الجنون فلا أستطيع إنهاء الفصل الذي أعمل عليه منذ عشرة أيام
لأن اجهزة استقبالي مشتتة
ولأن روحي تقشعر من ما يصدره لي الليل والبرد والجنون
أقف على اطراف اصابعي خلف باب الشمس أنتظر عودة الصيف ،
ومن حين لآخر أتحسس نصل السكين الحاد
الذي أنوي تسديده لقلب الشتاء لو عاد باحزان جديدة تصبغ الأيام القادمة .
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner