لأن الدم على يده " صلصة" ..
ولأن القتيل كان يفضل الموت في الماء المالح
في ظلام وسواد الأرض البعيدة والسما البعيدة والأحلام التي لن تتحقق أبدا
البشر يبدأون في الإختفاء لأن " الأهلى سيلاعب الزمالك"
في جمعية نقاد السينما نقف دقيقة حداد على " يوسف شاهين"
في ظلمة القاعة وجمال الفيلم الحزين الغارق حتى الثمالة في أوجاعنا وهمومنا
أضع يدي على فمي حتى لا يتبين الجالسون صوت بكاءي
لكنك تعرف اني أبكي فتناولني منديل ..
في المجلس الاعلى للثقافة يحضر بعض الأصدقاء حفل توقيع " بوق على ضوء .. يسقط مظلما "
هناك يقفون دقيقة حداد على روح المخرج يوسف شاهين
على المقهى يصرخ الأخرون لأن الهدف الأول جاء
وسط البلد تبدو هادئة وحيدة بلا متسكعين لأن حدث جلل يحدث
ليس القهر والظلم والفساد والغلاء وإنما أهداف في شباك الحلم
انا وانت هناك
في قلوبنا كل الحزن من وطأة كل شئ
نتلمس الدفء والحكايات علنا نشعر أن هناك احد
علنا نصدق أن الحياة بها اختراع حقيقي اسمه " اخرين "
علنا نجد من يقتسم معنا رغبتنا الجادة في الصراخ والبكاء
أنا وأنت هنا
نمارس فعل الحلم رغم الحاجز الممتد
على الأرصفة الأخرى يتجمع الحائرون
في التاون هاوس معرض وفي المستشفى مرضي بلا أسرة
وتحت الكوبري اطفال يسحبون الكوله
وفي حي السيدة زينب يستعد المجاذيب لل" مولد"
وعلى سور الكتب ثمة حياة .. وفي فيرجن سيتي ستارز كتب بضعف الثمن
وفي مكتبة " البلد" نسخة من روايتي فرحت عندما رأيتها
في عيونك عالم احلى
في عيوني دموع متجمعه
في مدونات السياسة وجرائد المعارضة بلد مستباح
في الجرائد الحكومية بلد أخر يحكي عنه بشر لا نعرفهم
في وسط البلد نبعثر الحزن .. تشتري لي الحلوى .. واهمس لك بسر كبير
تتناوله مني .. تطبق كفك عليه لأجلى .. نبتسم
يتعالى ضحكنا وبكائنا
قبل أن يغلفنا الصمت ...
في الصباح أستيقظ على صوت " نهى الصغيرة " تخبرني أنها جاءت..
أقبل راسها ويدها وأخذها في حضني لأحكي لها عن " السمكة نيمو التي تذهب للمدرسة