أظنني مخطئة تماما لتعلقي بكتب الحكايات وإنزعاجي من الصالونات
أنا أحب قصص الاساطير الرومانسية تلك التي بها اميرة وحصان وشباك وغولة وبحيرة مسحورة ووحش وأحب حجرات المعيشة التي نطلق عليها ليفنج روم –
ونستخدمها في كل شئ فنتناول بها الطعام ونجلس لنشاهد التليفزيون
وفي نهاية اليوم نسحب مخدة ونضعها على الارض تحت الشباك وننام قليلا .
... حكى لي زميل في العمل اليوم أنه سيتزوج بعد شهر
الخبر ليس غريبا على الإطلاق – مرسي سيتزوج بعد شهر-
منذ عام تقريبا يبحث مرسي عن عروس ...
يقول لنا بفخر أنه زار حتى الآن ما يقرب من سبعين عروس وأن واحدة منهن لم تنل رضاه
أنا امقت الزواج التقليدي ... في الحقيقة أنا لديّ مشاكل كثيرة مع – فكرة الزواج – كلها بشكل عام .
لكن الزواج التقليدي هو اكثر الأشياء التي تزعجني بعد البطيخ كفاكهة
والرجال ككائنات خرافية والفانيليا لأنها تسبب لي الدوار .
الزواج التقليدي....
صينية القهوة ... والكعكة ومتابعة خيوط السجادة في الأرض من فرط الخجل والإنزعاج
وأحدهم – سيكون احدهم يجلس هناك لأنه قرر أن يتزوج ،
واشار عليه احدهم آخر أنك لطيفة وتصلحين لمهمة أن تكوني زوجته
وهكذا يحدث المشهد الأثير ... وأنت بتشتغلي إيه – أعرف اني سأرد بسماجة على هذا السؤال واقول بشتغل قلم
ثم يفسر أحدهم اني صحفية وصدرت لي كتب
سيتحمس أحدهم العريس ويقول لي بجد.؟ وبتكتبي عن ايه ؟
سأبتسم وارد في هدوء أكتب عن الحب الحب ... الشوق الشوق
يصطنع الذكاء ويقول رومانسي يعني ... على فكرة انا بحب الرومانسية أوي
أخبره أني أفضل عصير القصب في كيس والمكرونة بالكبدة من عند رضا في باب اللوق
سأخبره ايضا عن المقهى وجلسات الحشيش وأصدقائي الكثيرين
وهوسي بالمشي ساعات طويلة وفي النهاية سأشعر بالنعاس
ولأننا لم يعد لدينا حجرة صالون منذ سنوات بعيدة
ولأننا نجلس في الليفنج روم سأسحب مخدتي وأنام تحت الشباك .
مرسي سيتزوج بعد شهر ...
لأن هناك واحدة من السبعين نالت رضاه ولأنه أعلن في فخر أنه مش بتاع خطوبة
وإنما بتاع جواز تمم كل شئ وسيتزوج بعد شهر
من الحكايات التي أفسدت عقلي – مسرحية " تاجر البندقية لشكسبير-
الطريقه التي تزوجت بها بطلة الحكاية تعجبني جدا
ترك لها أبوها ثلاث صناديق واحد من الذهب وأخر من الفضة والثالث من الرصاص ..
كان كل صندوق يحمل رساله
طلب منها ابوها أن تدخل كل من يتقدم لها إلى حجرة الصناديق
ولا تتزوج ابدا إلإ من يختار الصندوق الصحيح ...
أنا انتظر رجل يعرف الصندوق الصحيح
منذ أيام وانا افكر في الحصول على ضفدع
لم يكن لديّ سبب لتلك الرغبة الملحة.. فقط كنت في زيارة منذ أيام للريف
وسمعت صوت الضفادع وعلقت بذهني
في المساء أعلنت عن رغبتي في ضفدعه
ولأنهم معتادون على نزواتي تلك لم يعلق أحد في البيت
الضفدع مرتبط في ذهني ارتباط شرطي بكتب المكتبة الخضراء
في طفولتي كنت اتساءل كثيرا كيف أستطاعت الأميرة الجميله أن تضع الضفدع في فراشها
وتشاركه طعامه وتقبله في فمه ليتحول في الصباح لأمير جميل وتزول عنه اللعنه ...
هل كانت تعرف أنه أمير مسحور !
بالطبع كانت تعرف ربما قرأت ذلك في كتاب حواديت من قبل
أظن التعويذة لم تكن في تحول الضفدع لأمير
وإنما هي الكيفية المطلقة التي يعمل بها الحب
الحب وحده يحرك داخلنا الرغبة في مشاركة الآخر كل شئ
أدوات الطعام والفراش والحكايات والأسرار
الحب وقصص المكتبة الخضراء تنهي لعنة الأمير وتمنحه قبلة الخلاص .
لأن مرسي سيتزوج بعد شهر وأنا سأبيع نسختي من تاجر البندقية
وأحدهم سيجرب طهي الضفادع في مسابقة – الطاهي الحديدي – على قناة فتافيت