هل كان يفكر بورخيس ، وهو يتوج مجموعته القصصية البديعة بهذا العنوان ، إنه سيجئ مثل زماننا هذا !
يبدو المقطع الأخير إنشائي ، وقديم .. لكنني لن أغيره .
أتساءل في اللحظة التي يطفئ فيها الصخب أنواره ، ويمنحني المساء بعض السكينة هل سانجح الآن في كتابة نصا جديدا .
أنا التي لا تستقيم الحياة لديها إلا بكتابة جديدة .
كيف تتسرب لمسامعي الأخبار السيئة إن كنت لا أشاهد قنوات الأخبار ، ولا أقرأ الجرائد .. وأحب تدخين الحشيش .
أحبه بروح خالصة ، وبلا خجل .
ليس في هذا الكون الممتلئ بالخزي ، ذرة خجل .
أي خجل في مذابح سوريا التي أراها بقلبي وقد صارت الأشباح تتجول في الاسواق ، وتزاحم الأحياء .
أصبح من الصعب عليّ أن احتفظ في قلبي بدمشق التي أحببتها ، أحببت لكنة الرجال القادمين من الشام ، وأحب نصوص خليل صويلح .
والحلوى السورية ، والمفرش الذي أشتريته من المعرض السوري لأن الرجل الذي باعه لي قال إن الله سينصرنا على بشار ، أشتريته لأفترشه ليلة عرسي .
حتى لا أنسى ابتسامة الرجل التي تقف أمام مذابح الجبن .
أي حياء ، وكلماتنا ضد الفجر والعهر ، صراخنا ولطم خدودنا أمام براءة الطبيب في قضية كشف عذرية وطن .
هل أكتب مرة اخرى عن السياسة !
ما الذي حدث لكلمات الحب !
وقلب طفلة احتفظت به في صدري ، رغم الخصلات البيضاء التي ملئت روحي وبقت .
ما الذي حدث لطاقتي التي كنت اقاوم بها الفقد ، والخيبات .
فأستبدلت مارس الذي يذكرني برحيل أمي ، بتعويذة أمل
مارس الذي يمنحني كل عام هدية تخصني ، وحضن يكفي عاما آخر ، يفيض على جوانب قلبي ، فأوزعه وردا على الصديقات الوحيدات .
ما الذي حدث للنور وسط سحابات الظلام الرمادية التي تبدد مشهد الصباح فيبدو بعيدا ولا يمكننا لمسه مهما حاولنا أن نرتفع قليلا فوق الأرض .
الجملة الأخيرة مزدحمة ، وشاعرية ، وتبدو مثل نغمة طويلة سترهق عازف الناي حتى يتمكن من نفخها في ألته الحزينة ، تبدو كذلك لكني سأفضل الصمت ولن أبدلها .