Wednesday, July 21, 2010

معجزة


أسوء ما في انتظار المعجزات عدم مجيئها
وأنا كنت أنتظر الخلاص
تخبرني صديقتي أني مدللة ولا اقسو على نفسي للحصول على بعض النتائج الهامة
فأنا لا أحتمل إتباع أي حمية غذائية لأخسر بعض الوزن ، لأن فكرة الحرمان من فوضى رغباتي يوترني جدا ويثير داخلي حاسة العند
فأفكر طوال الساعات التي أحافظ فيها على حمية غذائية في كل الأطعمة الأخرى الممنوعه منها ، اتباع حمية غذائية يحزنني لأنه يقوم بالأساس على مبدأ المنع
المنع مرادف للقهر
وانا لا اشعر بالراحة عندما يقهرني شئ
التدليل الذي اتبعه مع نفسي يمتد لكل شئ
أنا احقق لذاتي رغباتها ونزواتها الشريرة لان ذلك يبهجني
ويورطني بالطبع في مواجهة الكثير من التنغيصات الأخرى
استعدادي القوي لعدم الإلتزام بمواعيد أشعر أني لا أرغب في القيام بها مهما كانت مهمة يخلق الكثير من الحرج فيما بعد عندما أبحث عن عذر وتبرير لعدم ذهابي
، كارثة ان تكون هوائيا ولا تفعل إلا ما ترغبه بشدة يجعل كل قراراتك عرضه للتبديل في أي لحظة
لكنك في نقطة بعيدة داخلك تعرف انك تجلس الآن في راحة شديدة مستند على طرف سحابة وتمد قدميك أمامك لاعتبارات الراحة المفرطة وتحدق في الفراغ .
أفعل كل ذلك لأفرح
لأني احب الفرح
، لكن عدم رغبتي في القسو على نفسي وخوفي الشديد من الألم ، ومعرفتي أني لا احتمل الخواء الذي يصنعه غياب الحب
يعرقل تقدمي نحو لقطة الجلوس عند طرف السحابة حيث أمد قدمي امامي وأتلهى بعد صوابع قدمي كعادة سيئة لا أعرف مقاومتها
قرأت ان عادة العد القهرية التي تتملكني هي نوع خفيف من مرض الوسواس القهري ، أنا أعد كل شئ صالح للعد
حبات الطماطم في درج الثلاجة ، حبات الفلفل والبطاطس في السوق عندما اشتريها
سلالم البيت ، ريش مروحتي الخشبية ، أصابع يدي وقدمي
وارجل الأثاث
وأصابع الرجل الذي أحبه
أنا احب شكل اصابعه , لم ار يد رجل أجمل من يده
انتبه الآن أني لم انظر ابدا ليد اي رجل غيره ، لكن ذلك لا يفسد يقيني بأني أحب شكل اصابعه ويده وأنها أحلى كف رجل رايتها .
المشكلة فقط أن علاقتي به – انتهت إكلينيكيا منذ شهور طويلة – لكن ذلك لا يمنعني من التواصل معها عبر الميتافيزيقا معها تلك تعود على علاقتي به
عندما كنت أدرس في كلية الآداب كنا نحفظ الكثير جدا من ابيات الشعر ، واذكر انه في بعض الأحيان كنا نكتب أكثر من خمسين بيت شعر في ورقات الاجابة في الإمتحانات
أذكر اني كنت أكتب كل ما احفظه ثم أكتب شعرا آخر اخترعته لحظتها ويبدو مناسبا تماما ليتمم القصائد، كان يجئ وكأنه كان هناك منذ الأزل
وهكذا علاقتي بشبح الحب الذي غادر بدت وكأنها حقيقية وباقية منذ الأزل
السعادة التي تتحقق لبطلتي الجميلة جوليا روبرتس مثلا في فيلمها مع ريتشارد جير
عندما حمل باقة الزهور وصعد لها كالأمير على سلم المطبخ
مئات النهايات الآخرى في الأفلام الرومانسية التي اتعاطاها كأشد انواع المخدرات فتكا بخلايا العقل
الحق في السعادة وفي أمير احلام وفي تعويذة تتحقق
هو ما يورطني مع ذلك الرجل وحده .
حتى عندما أغادر عالمه أو يسحبني هو برقته ورفقه لباب الحدوته ويغلق الباب خلفي ويبدو بالداخل هادئا رائقا بعدما تخلص مني
حتى عندما يحدث ذلك كله أعرف ان هناك لقطات حذفت في المونتاج وكانت ستبدو أكثر جمالا ومنطقية مما حدث في الواقع
أنا اعاني هلاوس شديدة بشان حكاياتي معه
أنا اجرب حضنه كثيرا عندما أحذف ميج رايان ونيكولاس كيدج من فيلم مدينة الملائكة لأشعر دهشة اللمس الأولى التي يعرفها ذلك الملاك في المرة الأولى التي يجرب فيها الحب .
تعود صديقتي لخلفية المشهد وتخبرني أني مدللة ، ولا أقسو على ذاتي
وأن تعلقي الشديد بهذا الرجل ليس فقط لاني احبه واخاف من شكل العالم بدونه
لكن لأني أخشى من طوفان الحزن الذي يغمر روحي عندما يجف طوفان وجوده وافكاري عنه و الأشياء المبهجة أو القاسية التي بيننا والتي اقتسمها معه في استسلام يبدو طبيعيا كغريزة التنفس والبقاء ذاتها .
المعجزة التي أنتظرها الآن هي الخلاص من حب ذلك الرجل ، ومن قسوة تدليلي لذاتي تلك التي تعرق لقطة الجلوس على طرف السحابة والاستمتاع بالهدوء والفراغ .


Saturday, July 10, 2010

هناك .. عاليا وبعيدا

الكتابة وطن
عندما أتخيل شكل مدينة الكتابة ، أتصور دائما أنها بعيدة وعالية
فوق قمة جبل سحري حيث تتقاطع السحابات مع قممه ويكون علينا أن نخفض رؤسنا قليلا عند الخروج من الأكواخ الخشبية حتى لا نصطدم بالسحب والطيور والأمنيات التي يرسلها الحيارى للسماء

عندما أكون هناك
أكون في قمة سعادتي ، أحلق في خفة طائرة ورقية يدفعها الحكي
الكتابة تكون لحظتها هي كل نسمات الهواء الممكنة

الحب ملاذ
عندما أتخيل شكل مدينة الحب أجدها تحمل نفس التخيل السابق
هناك حيث قمة جبل مسحور وسحب بيضاء وفراشات خرجت من مدار الجاذبية لتملأ هذا الجزء الغيبي من العالم بألوانها
لمسة الرجل الذي أحبه تكون هي كل الرياح التي أحتاجها لأحلق قدر ما تسع طاقة الحياة على احتمالي
الكتابة والحب قدر المحظوظين
الذين يصابون بذلك المس ليقضوا ما تبقى من أعمارهم يخبروا الآخرين عن مدنهم المسحورة – تلك التي يشكك كل من تاه عنها في وجودها .
يقين اليأس يدفعهم للقول بانه لا فردوس مفقود على الأرض .

شاهدت قريبا فيلم كرتون اسمه – up-
فوق
مسني الفيلم بشكل غريب ، عندما كنت أتحدث عنه مع اصدقائي أخبرني أحدهم أني بطلة هذا الفيلم
نظرت له في حيرة وتساءلت في أعماقي - كيف عرفت!

ربما تذكرني أصدقائي وهم يشاهدون الفيلم لأن الفتاة إيلين تصنع نفس ضوضائي ، تحكي كثيرا وتتخيل اشياء وتحلم
لكن ما جعلني أنا اتماس مع هذا الفيلم ليست الأشياء التي تشبهني فيه وانما الأشياء التي أنتظرها
ايلين تلك الفتاة المحظوظة التي قابلت رفيق طفولة وأحبته وتزوجا وعاشت معه كل لحظات عمرها وعندما ماتت
قرر أن يحقق لها حلما قديما وعدها به عند أول لقاء لهما
أن يحمل لها البيت الذي عاشا فيه ويرفعه إلى هناك بعيدا عاليا عند شلال الفردوس
كانت دموعي تغرق وجنتي وهو يرفع البيت بالالاف البالونات
ويخاطبها طوال الرحلة
الكثير من المصاعب والمغامرات الطريفه حدثت حتى حقق لها وعده ،
الكثير جدا من الحب والوفاء والأمل كان في هذا الفيلم
وفي هذه الحكاية
ربما اشبه ايلين
لكن هل سأكون محظوظة مثلها ،
الصعوبة التي يقطع بها رجل أحبه الوعود لي تشعرني بورطة أن تعد أحد بشئ
هل تعدني الآن ! هل تشير الأن ناحية قلبك وتعدني أن تبقى معي هناك بعيدا وعاليا .
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner