Monday, December 27, 2010

أحضان الحبايب



في ورقة بيضاء صغيرة مطوية بعناية كتبت لسانتا كلوز أمنيتي لهذا العام ، فردت الورقة عدة مرات لأتأكد من وضوح الخط ، وصحة التدقيق الإملائي للطلب ، في الحقيقية لم أكن أشعر أن الأمر يحتمل الخلط أو اللبس أو نسبة صغيرة من الخطأ ..
وكما كنت أفعل دوما ، حولت الورقة لقصاصات صغيرة سحرية ، وتركتها تغادر عبر شرفتي لتصله .
في الأيام التي تلت ذلك كنت أتمهل كل صباح في فراشي ، وأنتظر أن يجئ الطلب ، لكنه لم يكن قد جهزه بعد – ربما-

أمنيتي لهذا العام كانت – حضن-
حضن يجمع كل الأحضان القديمة الرائقة التي ارتميت فيها وأحتوت وجعي وحزني وارقي وبهجتي .
حضن لها رائحة حضن امي وجدتي ... حضن له نعومه ومحبة أحضان الصديقات الآتي يطبقن على أحزاني
حضن هالة الأول الذي احتواني بعد دقائق من وفاة امي ، حضن شيماء الذي مرر لي كل الصبر في ذلك اليوم قالت لي وهي تكذب أني قوية وشاطرة وان كل شئ سيكون جيدا .
حضن رحاب الذي يقدر على إحتوائي من صوتها على الهاتف حتى وجودها أمامي ، ونحن نضحك ونبكي في لحظة واحدة
حضن ابي ليلة صدور روايتي الأولى ، حضن اخي الصغير يوم حفل تخرجه ليصبح مهندسا ويحقق حلما يخص أسرتنا الصغيرة المثقلة بألم الفقد والحزن .
حضن محمد الذي أختفى فيه وقد هدني الوجع فتنساب دموعي على راحتها داخل ذلك الصغير الذي كنت أحمله عندما كان طفلا واضعه في ارجوحة النوم حتى تنهي أمنا أعمال البيت .

حضن ترتيل وهي تنهي حوارا بيننا سالت فيه دموعنا معا لأن الكلام كان دافئا وساخنا ..
أحضان خجلة مثل حضن سلوى وهي تطمئن اني لم امت بعد من اوجاع الحب ، حضن اسماء ولهفة حضن زينب وهي تقابلني صدفة في وسط البلد .
حضن سهى وهي تحتفل معي بأشياء بلهاء تخصني فيكون محملا بالفرح عن آخره .
حضن هبة وهي تخفيني داخلها من حماقاتي
حضن سمية الفتاة التي تتساقط منها الطيبة والمحبة ذلك الحضن الذي يكلفني المشي من شارع رمسيس حتى قصر النيل لأقف أمامها واسألها بصدق ممكن حضن
، فتفاجئني بإبتسامة وتمنحنى حضنا جميلا يكفي ليلة باردة .
حضن رجل سأحبه قريبا جدا ، سيتجسد عملاقا قويا يكسر لي عظامي من فرط الشوق ، ثم على مهل نعيد ضلوعي مكانها من جديد ، بعدما نخرج منها كل ما ملئها بدماء فاسدة ونزف بلا توقف .
رجل أعرف انه قادم ليهبني حضن وطفلة ومحبة المحها في عينه وشغف يكفيني برودة الشتاء وقسوة العالم
مثل ذلك واكثر طلبت حضن من سانتا كلوز
مثل ذلك واكثر أجلس كل نهار في فراشي وأتمهل قبل مغادرته لاني في إنتظار – حضن-.

Tuesday, December 14, 2010

في هجاء الحنين

لا يسرسب لي الزمن أي إحساس بالنضج ..
النضج .. ذلك الذي يمنع الناس من الضحك كلما شاءوا ،
يجعلهم يشعرون بحرج أعتبار مصاصة الفراولة حلوى مقدسة .
لا يسرسب لي الزمن عجز مشاعر ولا خصلات بيضاء في طريقة روحي لإستقبال العالم .
لكني منذ عبرت للجانب الآخر من الثلاثين ، واصبحت ثلاثينية بدأت أشعر ببعض الحرج في كتابة خواطري عنك- على مدونتي- التي تقاطعها في خصامنا لأن حزني يربكك ويعكر مزاجك ، ولان غضبك يفسد استمتاعك بنصوصي .
قلت لنفسي أن كاتبة ثلاثينية لا يمكنها نشر المزيد من النصوص عن الحب الحب الشوق الشوق بذات الوتيرة من الهشاشة والحماس الذي يليق بمراهقة صغيرة لم تجرب أوجاع الحب .
توقفت عن كتابة نصوص موصومة بالحنين ، وفكرت في إختبار البهجة التي تمتعني لكنها لا تجني أي كتابة .
الكتابة تجئ من منطقة مغايرة .. طوال الوقت تفاضل البنت بين أن تعيش لتفرح او أن تلملم العالم لتكتبه
قد يبدو الامر مربكا وربما متعارضا لكنه حقيقي تماما
الكتابة بغوايتها تعطل الأشياء الأخرى كلها .. تقف وحدها بنرجسيتها وتقول بلا خجل " لا أقبل شريكا " .
في الفترة الماضية كنت ألعب مع العالم ، وافرح لنفسي .. فرحا صغيرا يكفيني ولا يخرج من دائرتي الحسية ، لا يتحول لكتابة ولا لمشاعر نحوك .
فقط سعادة صغيرة تربت كتفي وتعبر معي الشوارع وتمدني بأشياء تمنعني من التداعي .
الكتابة تقف غاضبة تراقبني بعجرفة ، تقول لنفسها اني بنتا ضالة سأبتعد قليلا ثم اعود لأطلب منها الصفح والغفران ، هي تعلم ذلك جيدا .. وأنا ايضا لكن ذلك لم يمنعني من ممارسة عصيان عليها وعليك .
لا أخجل ان اعود وارتمي في حضن الكتابة - حضنها الذي يسعني تماما .
لكني أتعثر كثيرا في طريق عودتي نحوك ، هل تشعل لي شمعه لتدلني على طريقك !، هل تطبق علي يدي عندما اعود لأتأكد أنك حقيقي بما يكفي !

Sunday, December 05, 2010

نورت الدنيا يا حلو

قريبا بالمكتبات
الطبعة الثالثة من كتاب نامت عليك حيطة
الكاتب الصديق محمد فتحي - نهى محمود
دار ليلي للنشر

Wednesday, December 01, 2010

حاجة حلوة

حاجة حلوة
جاية قريب
يلا بقى تعالي
هووووووووووووووووووب

Thursday, November 25, 2010

ندوة تاء الخجل بديوان الأسكندرية







Tuesday, October 12, 2010

نداء المجهول

في اخميم- معبد ميريت أمون
لقطة من شرفه حجرتي بسوهاج

منذ سنوات بعيدة قرأت رواية لمحمود تيمور عنوانها " نداء المجهول"
، الرواية كانت تتحدث عن رحلة استكشافيه قام بها عدد من الرجال ، اكتشفوا على إثرها قلعه مختفية عن الأنظار تعيش فيها فتاة وحيدة .. هكذا كانت الأحداث إن لم تخني ذاكرة قراءاتي القديمة .
في نهاية الرحلة يترك البطل أصدقاءه وحياته التي يعرفها ، ويعود للقلعه الغائمة ، ذات البعد الشبحي في الرواية
يعود وهو غير متأكد من شئ غير عدم قدرته على مقاومة نداء العودة الذي تدوي أصداءه في روحه كلها .
في السنوات الكثيرة التالية لقراءتي لهذا العمل ، كان لديّ تقبل كبير لفكرة ان يناديك شئ او شخص أو مكان دون اسباب منطقية ، دون رؤية واضحة ومعرفة لما يناديك .
كنت أقبل تماما فكرة إلحاح رغبة وحالة ونداء . وكنت دائما أستسلم.
لأني فتاة قدرية .. تصدق قلبها وحدثها .

لم يناديني مكان قدر ما يفعل معي متحف أندرسون الملحق ببيت الكريتليه في السيدة زينب.. ذلك المكان قادر تماما على الإستحواذ عليّ مهما كنت مشغولة ومرهقة وبعيدة .
شئ يدفعني للذهاب ، والدخول من البوابة والمشي خلف مرشد البيت ليحكي لي مرة أخرى ما أعرفه جيدا ، ويمر بي على نفس الحكايات .
في المرات الأولى لزيارتي للبيت كنت اشعر بطاقة كبيرة من الأرواح لم أجدها في مكان من قبل ، كانت الأصوات الخافتة كثيرة ومتداخلة .. كانت تملئني بالرهبة ، وتقص لي حكايات لا يعرفها المرشد ولا كتب التاريخ .
وحدهم اصحابها يعرفون .
في المرات الأولى كانت الرهبة تملئني ، عندما أغادر وعندما أشعر بنداء المتحف مرة أخرى ، في النهاية تعودت على تكرار الزيارة وسماع الأصوات التي صارت الآن أكثر تناغما .
في كل مرة اقف امام – الألة الكاتبة التي استخدمها الطبيب أندرسون عندما عاش في مصر ، وافكر أي كتابة سأنجزها لو أستخدمت ألة شبيهه
في كل مرة اقف امام عبارة الحب المكتوبة تحت تمثال كيوبيد الموجود على باب حجرة الطعام وابتسم .
في كل مرة تملئني طاقة البشر الذين عاشوا هناك وعبروا للجانب الآخر من الحياة

كنت احكي كل ذلك
ليس لرغبتي في الحديث عن متحف أندرسون ولكن للحديث عن نداءات المجهول

كنت أحكي عن نداء مجهول آخر جاءني هذه المرة من شابات يسكن قرب نهاية الخريطة ، على بعد 7 ساعات من القاهرة
كنت أحكي لأتحدث عن رحلتي إلى سوهاج في الأسبوع الماضي
المحبة التي تمررها لي زهرة في رسائلها ومحادثتنا الإلكترونية القصيرة ، بعض الكلمات التي تكتبها أسماء من كتابي كراكيب .. الكتابة التي أقرأها لهن في المدونات .. هن ولينا وصديقات صغيرات أخريات
طاقة طيبة تجئ من الصديقات الاتي لا اعرف عنهن اكثر من أنهن يكتبن كتابة محملة بالمشاعر .
الكتابة دوما تشي بأطياف أصحابها ، الحب يخبر عنا ويبقينا.
وأنا صدقت كل ما جاءني من هناك .. حتى دعوة زهرة بالمجئ لسوهاج في يوم من الأيام .. ورغبتي في الجلوس مع هذه الفتاة ، ونداء ملح جدا أن أقابل أسماء واسألها عن طاقة الحزن التي تسرسبها كتابتها وصمتها معا .

تحت وطأة وإلحاح – نداء المجهول – غير المنطقي- سافرت
كل شئ كان يورطني للذهاب
كنت أحتاج لساعات الصمت في قطار الليل لأفكر في أشياء كثيرة عالقه تخص العمل والكتابة والقلب .
كنت أحتاج أن اخرج من داخلي لأرى جيدا ..
كنت خائفة لأني امارس أشياء عادية لأول مرة .. غادرت تحديدا لأتخلص من مخاوفي بشأن الأشياء العادية ، ربما أتخلص يوما من مخاوفي العميقة ، وأحزان العمر .

أسافر وحدي في قطار الليل / أنزل بفندق وأنام وحيدة / أزور فتيات لم أقابلهن من قبل بشكل مادي لكن طاقات الروح كانت تملئني ألفة .
منذ وصولي لهناك ، وأنا اشعر بخفة في الروح – كنت اشعر أني عنوان رواية كونديرا " كائن لا تحتمل خفته"
كنت سعيدة واضحك طوال الوقت .. استند على طاقة من المحبة استنشقها في الهواء ، واكتسبها من الشوارع والنيل وحجرتي
كنت أشعر أني مكتملة كفتاة ولست مكسورة كنصف هلال كما كنت اشعر قبل سفري بسبب اوجاع القلب والحزن .
في سوهاج دعوت لندوة أدبية وقابلت فتيات مختلفات يحملن في ارواحهن الكثير من السحر ، وقابلت شاعر تفيض منه الإنسانية والرقي هو الاستاذ بهاء الدين رمضان.
في سوهاج قابلت أسماء وزهرة وزينب وميادة وحسين
في مقابلتي الأولى معهن لم أكن اشعر بغربة المرة الأولى ، كنت أتحدث واستمع بحماس من غادر أصدقائه وعاد لرؤيتهم .. في أيام قليلة تجولنا في البلد كلها ، جلسنا في كل المقاهي المخصصة للفتيات ، واقتسمنا وجبات طعام وحلوى وحكايات .
ولعبنا لعبة دائرة الساحرات المستديرة واقتسمنا الأمنيات الطيبة ، وشيكولاته بطعم الأمل .
ووقفنا وسط الميدان لنشتري عروسة قطنية بائسة تلوح لي منذ اليوم الأول لوصولي لهناك ، اسمتها زهرة ايلي ، وأحبتها اسماء بشدة ، وفرحت انا لأنها ملئت ساعات الليل في جلستي بالشرفة أمام النهر بغرفتي .
بيت عائلة زهرة مسني حتى النخاع
الطريقه التي دللني بها والدها ، الجولات الرائعه التي قام بها لأجلي في سوهاج وأخميم والكوثر ، كل البهجة والطيبة ..
وفناجين القهوة .
حسين وميادة الثنائي الرائع الذي جاء من أسيوط ليقتسم معنا يوم الرحلة ، الحديث الجميل عن الكتب والكتابة .
والدة زهرة التي قاومت رغبة قاسية في تقبيل يدها لشكرها على ضيافتها لي ، كنت أقابلها وكأني أرى أمي
هي في رقة أمي ، وذكاءها
أحب المرأة التي تلمع عينها بالطيبة والذكاء ، كانت من اجمل ساعات زيارتي لسوهاج تلك التي قضيتها في بيت هذه السيدة التي أنفقت نهارا كاملا لتعد لي أصنافا كثيرة للغداء .. صنعت لي طعاما محملا عن آخره بالمحبة .
الطهي مثل الكتابة يحمل روح صاحبه ويخبر عنها .
كنت أظن اني سافرت لأمرر محبتي وأمرر بعض شعوذات الكتابة ويقين الأمل لهؤلاء الشابات لكن ما حدث أنهن مررن لي قدر ما تسع طاقتي محبة وأخوة وطاقة أمل وجمال .



Sunday, September 19, 2010

ميراث الخسارة




لا أعرف ما الذي يجعلني أمشي مطأطأة الرأس هذه الأيام
، لا أجد سببا واضحا لإحساسي بالعار والخزي الذي يدفعني للبحث كالمجاذيب عن أشياء على اسفلت الشارع فأمضي ثلاث ساعات متواصله من المشي دون أن أهتم برفع عيني لما حولي
شيء في قلبي يملئني بإحساس الهزيمة .

اقاوم انجذابي نحو الأرض ثم أستسلم وأجلس على حافة رصيف منخفض
أشعر بالدنو ، يعلو صدري ويهبط في محاولة لالتقاط أنفاس منتظمة محملة برائحة الفرح لكني اخفق
يمر جواري رجل مسن ويهمس لي – سبيها على الله –
اتساءل بعد اختفاءه كأنه غيمة ضباب مرت جواري وتلاشت هل يبدو الحزن على ملامحي لهذه الدرجة .

تكاد حافلة أن تصطدم بي عند عبوري الطريق لأنها جاءت مسرعة من الجانب الآخر ، ولأني لم استطع ان ارفع عيني نحو الطريق
عندما مرت بمحازاتي تماما
رأيت المشهد البديل ، جسدي مسجيا على الأرض مغطيا بالدماء

ابتهجت لأن الحافلة اخطأتني
ولأن لازال لديّ المزيد من الوقت
قطعت باقي المسافة وأنا أغني – الدنيا ريشة في هوا- كنت اغنى وصوت منير يملأ قلبي وليس صوت سعد عبد الوهاب

كنت افكر في فيلم " اميرة التوابل " التي اقترحت عليّ رؤيته صديقتي الفراشة كما أحب تسميتها وأحضره لي صديقي الطيب الذي لا استحق صداقته ، أميرة التوابل التي تتحدث اليها النباتات والتوابل وتمنح من خلالها الحياري والمحتاجين يد العون والمساعدة .
أفكر اني احتاج منها خلطة قوية لتجعلني أنسى الذكريات الأليمة ، لطرد اشباح اخفاقات العمر ، خلطة للأمل والبدء من جديد

والتوقف عن الكتابة كأنها طريقتي للتداوي
لماذا لا أملك ترف التملص من كتابة الوجع عندما أرغب في تزييفه

الساعات الطويلة التي قطعت فيها الشوارع سمحت للحزن أن يتسرب من جعبتي ،
الرواية الجميلة التي أقرأها الآن انقذتني من الجنون

رواية " ميراث الخسارة " لكاتبة هندية شابة هي كيران ديساي
في المرة الأولى التي وقعت فيها عيني على نسخة من هذه الرواية كان في نافذة عرض مكتبة حكومية
رددت اسم الرواية في قلبي- ميراث الخسارة – وتساءلت عما قد يكون !
داخل الرواية كان هناك الكثير جدا من الجمال والشجن والإنسانية ، في كل مرة كنت اترك فيها النسخة وأنشغل عنها بشئ كنت أشعر اني اطوي الصفحات المحملة بالدم واللحم والأنفاس والحيرة كنت أفكر في ما قالته الكاتبة
" هل يمكن أن يتحول في أعماقنا الشعور بما نحققه من إنجاز إلى شئ أشبه بالخسارة والفقد ؟

كل ما حققته من انجازات في حياتي أحالني للشعور بالفقد والخسارة
لتحقيق حلمي بالعمل في الصحافة كان عليّ أن أنذر سنوات بلا أمل ، كان عليّ ان اقامر بالعمر ، عندما أحببت رجل منحته كل ضحكات القلب وطاقات الفرح حتى تمكنت من قلبه فاجئني ان ما حصلت عليه ليس كافيا لتحقيق السعادة .
حتى الكتابة التي أبادلها الروح وأقايض بها العالم
تعذبني وتغير أبعاد الكون والبشر من حولي

في رواية ديساي أجد بعض العلامات التي تدلني
تقول على لسان "ساي " انها فقدت مهارتها القديمة في العيش وحيدة "
ابتسم لأني لم أتخيل ابدا أني سأكون إجتماعية هكذا ، لم اكن اتخيل اني فقدت قدرتي على الوحدة .

يقول العم بوتي ناصحا ساي
يتعين عليك أن تنظري للحب باعتباره فنا ، أو كقطعه نسيج مزدانه بالرسوم والصور، وأن تدركي أن ما يصاحب الحب من حزن وفقد وخسارة يفوق في قيمته اي سعادة اخرى .

حسنا سأستمع للعم بوتي سأحمل في قلبي الحزن والفقد والخسارة وأطمئن .

Friday, September 17, 2010

تفاصيل موت أخير


تماما كأصحاب اللعنات القديمة أحمل قلبي بين ضلوعي
أنحنى بجسدي نحو الأرض لأن طاقة الألم اقوى من قدرتي على فرد قامتى
بالإنحناء استطيع أن اطوي بعض أحزاني وأمضي

في الحكاية الجديدة ليس هناك حبيب لأنه اختار المغادرة لحلم أخر لا يخصني
/ حيث أتحول انا فيه لخرافة
ويتحول هو لمجرد انعكاس في الماء يمكنه أن يجئ من السماء أو الظل القريب لكني لا أستطيع مسه
لأننا لا نمس الخرافات .. لم يعد بإمكاني الإتكاء على أنامله التي أحفظ تفاصيلها
لأني كنت اقضى العام كله في التحديق بها .
لأنه لم يعد هنا
لم يعد في قدرتي استدعاءه لممارسة طقوس الألعاب السرية التي كانت بيننا
لم يعد بإمكانه ان يذيب الثلج من جسدي
ولم يعد من حقي ان ابحث في حضنه هو تحديدا عن دفء من صقيع الوحشة

غادر تاركا لي رتق ينزف من كثرة ما حاولت مداواته
تاركا صدعا في الروح ووجع لا احتمله
ولا أفكر في الإحتفاظ به كثيرا
سأرميه في اقرب نهر ، سأتبرأ من الوجع والحلم
سأبحث عن لغة جديدة ، ورجال لا يكذبون
ولديهم قدر اقل من الأنانية والدم الملوث الذي ورثوه من شهريار

سأنساه دون أن اكرهه
لأن النساء الموصمات بالكره بغيضات ، وتعلو أرواحهن هوة داكنه لا أحتمل وجودها .

الآن سأتكأ على قلبي وانحنى كثيرا للأمام قبل أن اعرف ذات يوم أن ارفع قامتي وأمضي دون أن أتذكر كثيرا تفاصيل موتي الأخير
.

Tuesday, September 07, 2010

عيد سعيد


اللوحة للفنانة سوزان عليوان

Monday, September 06, 2010

إيزابيل الليندي تحصد جائزة الأدب في تشيلي



أجهشت المؤلفة التشيلية إيزابيل
الليندي بالبكاء، أول من أمس، أثناء تسلمها جائزة الأدب الوطنية في تشيلي. وأثارت
الجائزة الرفيعة المستوى جدلا كبيرا في البلاد بين الذين يؤيدون أعمال الليندي
والذين يعارضونها بافتراض أنها تكتب قصصا شعبية أكثر منها أدباً. وقالت الليندي
صاحبة روايتي «بيت الأشباح» و«مدينة الوحوش»، «لو كانت الجائزة تمنح من زملائي، لما
كنت حصلت عليها أبدا، إنها تأتي في إطار حملة من القراء». وأضافت «في تشيلي، كما هي
الحال في كثير من البلدان، الناس لا تغفر النجاح، إلا إذا كان الشخص لاعبا لكرة
القدم». وقال الكاتب ماركو أنطونيو دي لا بارا «في هذه الحالة يجب أن نعطي جائزة
نوبل لمؤلفة كتاب هاري بوتر». وتعد مؤلفات الليندي (68 عاما)، التي تعيش في
كاليفورنيا من أكثر الكتب مبيعا في أميركا اللاتينية وأكثرها ترجمة

الخبر نقلا عن جريدة الإمارات اليوم إيزابيلا مبروك أنا مبسوطة طبعا
شكرا لصديقتي حنان شافعي على ما تعرفه جيدا

Sunday, September 05, 2010

عن الأشياء



لا يحتاج أصدقائي للسؤال عني عبر الهاتف يكفي كل منهم ان يفتح مدونتي في الصباح ليعرف كل شئ
– تقول هالة ذلك دائما .
اتصل بي صديق لطيف اليوم وهو يضحك ويقول لي " انتي أجمل من يكتب يومياته "
كنت أعرف انه يعايرني بإخفاقي في الاحتفاظ بأسرار كارثية
وأجدها الآن فرصة لأخبره أن لديّ أسرار ليست كثيرة لكنها موجوده ودافئة باقية في أعماق روحي المظلمة كسمكة حنكليس تعيش في قاع المحيط .

الكوابيس التي تملأ ذاكرتي الآن تجئ كلها بشان الكتابة
عندما أكتب صفحة كاملة وأنام ، تجئ الكلمات مرتدية بدل رقص غير محتشمة تماما
، تخبرني انها رخيصة وحقيرة وعادية
تحثني أن انهض من النوم لأمسحها من على حاسوبي
في الفقرة التالية من الحلم تزورني طفلة صغيرة أحبها وتشبهني هي – ملك- التي اعتبر خالتها رسميا
، الملعونة أول طفلة اصبح بسببها خاله
تطلب مني أن اطعمها ونجلس سويا على الكنبة الحمراء نكسر البسكوت ونضعه في كوب اللبن /
كوب اللبن الذي يخصني ولا أستطيع أن اشارك فيه أحد
، امنحه لها في الحلم الذي اعتبره لهذا السبب تحديدا – كابوس-

في الشارع أعاني من نوبات تخيل قاسية
بينما أنتظر العربة الخضراء التي تبدو فارغه كل صباح لأستقلها للعمل
، أرى زحفا جنونيا من حبات البرتقال
البرتقال الذي يمشي بأقدام صغير ووشاح أحمر يغطي وسطه تماما
يملأ الشارع ويرقص أمامي
، يغني في نهار رمضان اغنية مبتذلة هي – لا والنبي يا عبدو – من هذا العبدو !

في العمل أظهر قليلا جدا
لأني افعل اشياء غامضة في أكثر من مكان ، أدخل مكتبي قليلا
، واجلس تلك الجلسة التي اتظاهر فيها اني اسمع الجميع ، أراقبني وانا أهز راسي وابتسم .
في البيت أمشي على حافة الحجرات لأن اشياء كبيرة تملأ رأسي عن آخرها
أكتب أشياءا أمسح نصفها في نهاية كل ليلة
أطهو ملوخية خضراء في الثالثة صباحا وأخبرهم انها السحور
فقط لأن شحنة توتر زائدة تملكت روحي ولم اعرف ان اتخلص منها إلا بالطهي
الكتب الجميلة التي ملئت قائمتي وبدأت العمل بها تسلب ما تبقى من عقلي وتركيزي
فأضبطني في الصباح وانا اغسل وجهي أرفع عيني للمرآة وأتحدث عن شئ في بناء رواية " اكتشاف الشهوة " شئ جعل رأسي يترنح طيلة ليلة – بنت اللذين
الصفحات الزائدة عن الحاجة التي كتبتها بشأن كتابي الجديد
، اعترافي لصديقتي اليوم بالفوبيا الجديدة التي أصابتني ، والتي لن اكتبها هنا حتى لا يعرفها الآخرين .
رسالة إلكترونية من صديق لي يزور كوريا حاليا يحدثني عن المرشدة السياحية الكورية ويخبرني أنها نسخة مني ، تضحك مثلي وتتحدث تماما كما افعل وتحرك يدها كثيرا وتشبهني
قال لي ذلك وارسل صورتها فشعرت بحيرة انها تشبهني كثيرا ، كتب لي ملحوظة ان قريني " كوري"
هذا يوسع دائرة الاحتمالات التي تخص نصفي الآخر وتفسر لماذا لم أقابله حتى الآن ! ذلك المعتوه الذي سأعلقه في مسمار وأعذبه كثيرا عندما آراه .
المزيد من الأفلام التي تبهجني
فأنهض من مكاني لأرقص قليلا من فرط النشوة التي تحققها هذه الافلام –
قبل ان اعترف لي أني مجنونه تماما

تجمع العائلة الأخير ، والذي لم يسألني أحد فيه السؤال الرسمي – لماذا ابقى حتى الآن بلا زواج- ربما لأني اعترفت لهم اخيرا أني محطمة كليا ولازلت في مرحلة التداوي لأن شيئا كسر قلبي

كانت الجلسة مبهجة جدا ، وكنا نضحك للأبد ، دون ان يعكر صفوها سيرة عاهتي المزمنة – سألتني زوجة إحدى أعمامي عن كتابي الجديد لكني فوت عليها الفرصة ... هززت راسي وقلت اني في اجازة حاليا ولا أكتب
بدت كذبة جميلة وحاسمة .

قبل ان أنام اليوم ، وقفت امام الله وأخبرته بدعواتي كلها ، وطلبت الكثير من الفرح
قبل أن أنام تحدثت مع برتقاله في طبق الفاكهه وقلت لها بحسم لا مزيد من الخلاعه
، وفي الحلم اخبرت الكتابة أني متعبة قليلا ولا أريد المزيد من المراوغة
في الحلم طلبت سحابة وردية وكتاب – الجسد حقبة سفر – لغادة السمان / بعدما تركت ديوان كراكيب الكلام لسوزان علوان لأنها تحدثت في العشرين صفحة الأولى عن المطر والشتاء ، كان ذلك كافيا لأعلن لنفسي أني لا أريد ان أنهى الديوان .ولأعرف اني أكذب تماما في مسألة بداية تعلقي بالشتاء .
أنا كاذبة سيئة – أنا أحب الصيف ولن احب أحد غيره حتى ان مارست الشمس معنا هزارا سخيفا ولسعت كل شئ بقسوة حتى بشرتي ستظل تبهجني وترسل لي رشرشات ملح طيبة .
في الحلم كانت السحابة والكتاب وأغنية زياد سحاب " وعنيكي " التي سمعتها أول مرة من أسماء وشيماء
شيماء التي أفتقدها كثيرا هذه الأيام واخجل من محادثتها رغم اني أنظر للوحة الرائعه التي أهدتها لي في عيد ميلاد وابتسم
السحابة والصورة والأغنية والبرتقالة والكلمات
كل ذلك كان كافية تماما لمنحني سلاما جديدا ، ومحبة
.

Thursday, September 02, 2010

وأطير



لم يكن الطيران احد أحلامي أبدا
أنا مولعة بالأرض تلك المحببة القريبة .
هي مكاني المفضل في لحظات الحزن ، والفرح ، الغياب ، والتحقق.

أحلامي القاسية كانت رغبات موجعه لتعلم السباحة وركوب الدراجات والرقص .، والخبيز.
في حوض السباحة يتعلم فريق الاطفال الذي تربيت بينهم
وحدي مرتدية لباس السباحة الازرق ، أرتجف واخفق واغوص وابتلع ماء الحمام العدبة بنكهة الكلور
يحتار معي مدرب السباحة يخرجني من الحوض ويناولني لعمي
أبكي كثيرا ، واحاول في سنوات كثيرة تعلم السباحة ولا أنجح
لا استطيع العوم لأن شيئا في قلبي يأخدني للعمق ، شيئا اثقل من يقين الآخرين اني سأنجح لو اتبعت التعليمات .

عندما أراقب أحد يركب دراجة ، اشعر اني أمام حلم بالغ الصعوبة والجمال .
في المصيف يركب الجميع الدراجات وفي الشوارع يحمل عمال المطاعم الخبز فوق دراجات ، وفي فيلم مدينة الملائكة تذهب ميج رايان لعملها فوق دراجة .


كنت طفلة تشبه الكرة ، لم أكن نحيفة ابدا .
لكني لم اشعر أبدا أني ممتلئة ، لم يعاملني أحد على اني طفلة تشغل حيزا زائدا من العالم
كنت أحب مدرستي
كنت طفلة متفوقة ، قضيت طفولة متميزة في مدرستي ، وفي بيتي كنت مدللة غارقة في محبة قبيله من النساء والرجال
وألعب كل الالعاب
كرة القدم بالدوم ، كنت أجري في النادي في تمارين الأولاد
كنت أقع كثيرا وأتكور على بعضي ، ولازلت اقع كثيرا واشغل حيزا زائدا من العالم
لكني لا اشعر بذلك لأني لازلت أجد ترحابا ومحبة من العالم .

في مراهقتي كنت بنتا وحيدا لا تجيد الرقص ، ولا تعرف غير أن تصفق بمرح في جلسات البنات ، وفي أيام الحنة كنت أشعر ان الرقص جزءا من السحر يمارسه الصفوة من المخلوقات وأني لست منهن .
أنا اكتب الشعر .. هذا ما كنت اقوله لنفسي لأهون عليّ عجزي عن فعل ذلك الشئ المبهج الذي يبدو عفويا وبسيطا وأنثويا جدا .

عندما أتورط في تجربة ألم ، أقاومها بمغامرة جديدة.
والحقيقة اني خلال الأيام الماضية غيرت لون شعري وقصصته ، واشتريت ملابس جديدة بألوان لم تكن لديّ ابدا من قبل .
وأخذت أول درس لتعلم القيادة ، وذهبت لأماكن جديدة ، وذبت في زحام السيدة زينب في رفقة عذبة من الفتيات .
الشوارع الجانبية الصغيرة ، زينة رمضان البسيطة التي تشي بالعناء والبهجة والصخب الذي شاع وقت تعليقها .
وشاهدت صديقتي وهي تتشاجر مع نادل المطعم الذي تاخر في إحضار الطعام لنا ، قالت له في حماس مخزي انه تاخر لأننا مجموعه من الفتيات ولو كان معنا رجل لجاء الطعام مبكرا
عندما غادر النادل كنت اشعر انها اعترفت له اننا بعين واحدة ونعرج ووشت له بلون ملابسنا الداخلية ، كنت محرجة وأضحك في الوقت ذاته
لقد ارجعت تاخير الطعام لأسباب ذكورية ، كان الأمر اكثر من شجار انه تجسيد للقهر الساكن في أعماقنا – نحن النساء-
المحل ذاته الذي اعجبني أناقته ووجباته وخدمته لن استطيع أن اقترب منه ثانيا لأني فتاة ، بعين واحدة وعرجاء وترتدي ملابس داخلية زرقاء وتجئ دائما بدون رجل ، فقط الصديقات .

تعلمت خبز الكعك اخيرا من جدة طيبة ، سمحت لي أن أجلس جوارها وأضع يدي في العجين وأتماس معه وابث له سري وأخذ منه طيبته ومحبته
العجين كان يؤرقني أني لا استطيع أن أخترعه
فهو عندي مثل الكتابة والخلق والعطاء وربما الإنجاب
الآن اصنع فطيرة ساخنة وكعكا وخبزا ومحبة .
الآن انا احلى .


في الأيام الماضية ضحكت من قلبي، وحفرت نفقا جديدا للفرح

اشتريت كتبا جديدة ، وبدأت في قراءة كاتبة جزائرية جميلة هي فضيلة الفاروق ، قرأت لها رواية كادت أن توقف قلبي من فرط العذوبة والرقة
احترت بعض الوقت في اقتسام أشياء وأسرار ونكات مع أحد
قال لي صديق أحبه " أننا جميعا هنا لأجلك " وأنا أعرف ذلك جيدا

شكرا للأحلام الجديدة التي تزورني مثل رجل الحلوى في عيد القديسيين
منذ أيام نظرت للسماء وكان هناك نجما أعرفه وأحبه سألني أن اطلب منه شئ ، فقلت بخجل
أحتاج لمعجزة

النجوم تفي بوعودها ، والحياة تجد سبيلها ، والفرح يمس القلوب المتعبة فتضئ
.

Sunday, August 29, 2010

توابل سحرية


أنا احب طهي الكبسة لأنها سهلة وبسيطة وانتهي من إعدادها في لمح البصر
إناء طهي واحد على النار أضع فيه كل المكونات التي أعددتها من قبل وحرصت أن ارتبها جوار بعضها كأني اقدم حلقة في برنامج تليفزيوني
عندما اطهو الكبسة اشعر أني أعد وصفة سحرية ربما لأن الملعقة الخشبية تعطيني إحساس بذلك والقدر الذي يشبه ذلك الذي تستخدمه الساحرة في وضع وصفاتها لا ينقص قدري سوى الضفادع ..
الضفادع التي تبدو اساسية في كل وصفات السحر
في هذا الصنف من الطعام استخدم يدي لوضع التوابل
أنا في الغالب استخدم ملعقة لوضع التوابل والبهارات على الأطعمة
لكن مع هذا الصنف استخدم يدي
بطبيعتي لا استخدم مقادير في صنع الطعام .. احساسي يدلني
الأشياء تتحدث معي وتسرسب لي أسراراها
اذا سألتني صديقة عن مقدار معين لصنف جربته من يدي وأعجبها أخبرها بخطوط عريضه عن مكوناته لكني ابدا لا أعرف المقادير

البهارات التي استخدمها للكبسة خاصة وكثيرة ، بعضها خلطته بنفسي واختبرت لأجل شكله النهائي الكثير من الأنواع الأخرى
أنا احب محلات العطارة ، واقضي فيها وقتا كالذي أقضيه في مكتبة الشروق فرع طلعت حرب أو ديوان الزمالك .

الجزء الأكثر متعة وإثارة عندما أطهو الكبسة هو ذلك الذي أمد فيه يدي داخل علب التوابل
أتذكر في تلك اللحظة الوصف الذي كتبته إيزابيل الليندي في كتاب " افروديت "
قالت في وصف الحبيب
نفسه مثل عسل مطيب بالقرنفل الفواح
فمه حلو مثل مانجا ناضجة
تقبيل جلده مثل تذوق اللوتس
تكويره سرته الخفية مثل ضمة من توابل
ما تبقى من ملذات وحده اللسان يعرفها
لكنه لا يستطيع البوح بها

- ضمة من توابل – لا أعرف لماذا يثيرني هذا الإحساس
عندما أطبق يدي على التوابل الخاصة تلك اشعر بإحساس مهيج من البهجة ، إحساس من الصفاء لا يحققه سوى ضمة من يد الحبيب جاءت في لحظة اتمشي فيها جواره وافكر في لمسة منه .
إحساس من البراح يحققه لي الجلوس على شاطئ النهر في نهار مشمش وشجي مثلي .

في المرة الأولى التي شعرت فيها بذلك الإحساس الممتع
ابتسمت من فرط النشوة ، وضعت يدي في علب التوابل الأخرى وضممت بعضا منها ثم نثرته على سطح الإناء
فشعرت أني أنثر أحلاما على سطح القمر الفضي ، وشعرت أني أبعثر محبتي ببذخ على رجل اعرف انه يستحق .
أستخدم أعواد القرفة الخشبية ايضا في وصفتي عندما أمد يدي لها أتحسسها بغواية
أمرر لها لمستي لتحفظها ، أقربها من فمي وأحفظ في ذاكرتي رائحة عود القرفة الخجل والذي سيتعرى تماما ويعطى احلى ما فيه عندما اضعه في الإناء واحكم الإغلاق .

عندما اطهو الكبسة وأغلق الإناء عليها
أخرج من المطبخ وأنا أخف أشعر كأني أطير من الوله
أشعر أني صرت أحلى وارق لأن إختلاطا واهيا حدث بيني وبين التوابل ، أسرارا مرت بيننا ، وحكايات ، ولمسات حسية أغوتني بها تماما فأسلمت .

Wednesday, August 25, 2010

البنت التي تكتب



البنت التي يعايرها الرجال أنها ليست عادية
تشبه كل الفتيات الأخريات المصنفات مثلها في خانة – الصديقات – لأن البيت له إمرأة أخرى .

البنت التي تمشي في الشارع كل يوم بدهشة طفلة تجرب الخطوات للمرة الأولى
التي تضحك حتى تختلط ابتسامتها بالهواء ويتسرب لقلبك فتذكرها كثيرا كلما شاهدت ضحكة تمشي بحذر لتعبر الطريق دون ان تدهسها سيارة الرش .

تشبه الأخريات
تدندن بأغنيات منير في الشوارع دون أن تتأثر بالشاب الذي يقتحم خصوصيتها ويخبرها ان صوتها حلو
تضع الإنجيل جوار المصحف
وتقرأ نشيد الإنشاد كثيرا لأنها تحبه
تماما كما تحب سورة الأنعام

تحب إيزابيل الليندي وتنتظر افلام ميريل ستريب وجوليا روبرتس

وتختار أن تخبئ أناملها في كف رجل تحبه لانها تراه مكانا أمينا ، تميل على كتفه لتسند راسها عندما يملئها دوار النشوة وهي في حضنه
تكتب له في الصباح قصيدة ولا تنسى أن تكتب له على الوسادة عدد مرات ممارسة الحب بينهما في الليلة الفائتة كجزء من هوسها بتسجيل الأرقام بسبب الوسواس القهري الذي تعاني منه .

تصنع لنفسها كوبا من القهوة ، وتجلس منكمشة على الكرسي المجاور للفراش تتابعه وهو يستيقظ ، تنتظر أن تسمع صوته المغبر بالنوم
تنتظر ضحكته الأولى لتعرف أن الشمس ملئت الكون .

البنت التي تحب فريدا كويليهو
لأنها أيقونة صمود

وتقرأ كثيرا ، وتكتب لأن الكتابة طريقتها لتحيا
وتخبز في ليالي الحزن أشياءا طيبة ، وتصنع كعكة البرتقال التي يحبها هو
وتدخل المطبخ فتمارس السحر دون أن يعاقبها رجال الدين بالحرق
وتستيقظ في الصباحات الباكرة لتجلس في الشارع على الأرصفه تتابع النسمات
والبشر وتلملم الحكايا

البنت التي تحب الصيف وحدها وتعرف أن الشتاء يحتاج لصحبة لا تملكها
وقوس قزح يقبل ان تطويه في حقيبتها لتفرده عندما يجئ المطر
تقف جانب الصيف الذي يسرسب لها الشمس المبهجة وحرارة الأجساد وحركة العرق التي تدغدغ الروح وتروى جفاف الحلم ورشرات الملح التي تترك على شفتيها طعم قبلة الصيف لها .
ترقب من الجانب الآخر الشتاء الذي وعدها رجل تحبه أن يعبر بها نحوه لأن لديه فائض من اقواس قزح المطيعه التي تقبل بكل رحب أن تصنع لهما جسرا من الألوان يصلح لرقص التانجو تحت المطر

البنت التي تتمنى لو احبها أكثر ، لو رأى شغف عيناها
لو سمع دقات قلبها التي تغني له اغنيات جنية خضراء صغيرة
لكنه بدلا من ذلك كله
ينظر لها كل صباح وهو فاقد التركيز ومشوش
يحكي لها عن نساء أخريات تعجبه استداره اجسادهن ، وطيبة ارواحهن
يحكي لها كل ذلك دون ان يلحظ خيط دموعها
فقط يردد عندما يغادر الحجرة أنها بنتا ليست عادية وأنها تكتب

يردد ذلك بصوت مسموع
قبل ان يهمس لنفسه فقط لو كانت عادية.

Tuesday, August 24, 2010

البنطلون الأزرق



تحتاج صديقاتي أعمارا جديدة بعدما اهترأت قلوبهن
وأحتاج أنا للمزيد من الطاقة والحب لأكتب
وينقص رجل كان في عالمي وغادر بعض الوقت ليندمل جرح خروجه من الكون الصغير الذي يخصني
بعض الوقت لأقطع وحدي مسافات سير أكثر من التي اقتسمتها معه
بعض الوقت لأحلام لا يعرف عنها شيئا ، المزيد من الساعات التي أقرا فيها كتابا جديدا لم يرشحه لي ولم ادسه أنا وسط اوراقه عندما ارتب له طاولته

المزيد من الساعات حتى ينسى جسدي طريقته في لمسي والربت على يدي وإخفائي في حضنه .
الكثير من الحكايات الجديدة التي ستملأ عقلي الصغير حتى يلتبس عليّ وجوده
احزان جديدة وأنكسارات أخرى تهون عليّ الوجع العظيم الذي يشق روحي

رجال آخرين
يصنعون المزيد من الندوب
لأنساك
أحتاج للمزيد من الجهد والفوضى

التشبث بالبنطلون الأزرق القديم مثل ما بيننا
البنطلون الذي اشتريته وقضيت فيه شهرا كاملا على سرير ابيض في المستشفى
نفس البنطلون الذي كان يرتديه كل من يجئ للحجرة التي نسيت رقمها وينوي المبيت مع أمي
البنطلون الذي عاد معي للبيت وبقى بعد رحيلها
وكان له حضور وشعبية عجيبة في البيت كنا نحبه جميعا وننتظر أن ينشره احدنا على حبل الغسيل حتى يخطفه الاخر ويخبئه حتى يرتديه في المساء

بقينا على هذا الحال 3 سنوات
حتى سئم منه الجميع وفزت به في النهاية ، وصار زيي المفضل عندما اجلس للكتابة
صار جزء من طقس التشبث بالحروف عندما تغيب وتتدلل

المزيد من الوقت داخل هذا البنطلون سيعني اني سأكتب أشياء أحلى لست بطلها ولم نقتسمها معا

سيذكرني كلما صار أكثر رقة ونعومة أن المزيد من الوقت يمر
وقتا كافيا تماما للنجاة

Wednesday, July 21, 2010

معجزة


أسوء ما في انتظار المعجزات عدم مجيئها
وأنا كنت أنتظر الخلاص
تخبرني صديقتي أني مدللة ولا اقسو على نفسي للحصول على بعض النتائج الهامة
فأنا لا أحتمل إتباع أي حمية غذائية لأخسر بعض الوزن ، لأن فكرة الحرمان من فوضى رغباتي يوترني جدا ويثير داخلي حاسة العند
فأفكر طوال الساعات التي أحافظ فيها على حمية غذائية في كل الأطعمة الأخرى الممنوعه منها ، اتباع حمية غذائية يحزنني لأنه يقوم بالأساس على مبدأ المنع
المنع مرادف للقهر
وانا لا اشعر بالراحة عندما يقهرني شئ
التدليل الذي اتبعه مع نفسي يمتد لكل شئ
أنا احقق لذاتي رغباتها ونزواتها الشريرة لان ذلك يبهجني
ويورطني بالطبع في مواجهة الكثير من التنغيصات الأخرى
استعدادي القوي لعدم الإلتزام بمواعيد أشعر أني لا أرغب في القيام بها مهما كانت مهمة يخلق الكثير من الحرج فيما بعد عندما أبحث عن عذر وتبرير لعدم ذهابي
، كارثة ان تكون هوائيا ولا تفعل إلا ما ترغبه بشدة يجعل كل قراراتك عرضه للتبديل في أي لحظة
لكنك في نقطة بعيدة داخلك تعرف انك تجلس الآن في راحة شديدة مستند على طرف سحابة وتمد قدميك أمامك لاعتبارات الراحة المفرطة وتحدق في الفراغ .
أفعل كل ذلك لأفرح
لأني احب الفرح
، لكن عدم رغبتي في القسو على نفسي وخوفي الشديد من الألم ، ومعرفتي أني لا احتمل الخواء الذي يصنعه غياب الحب
يعرقل تقدمي نحو لقطة الجلوس عند طرف السحابة حيث أمد قدمي امامي وأتلهى بعد صوابع قدمي كعادة سيئة لا أعرف مقاومتها
قرأت ان عادة العد القهرية التي تتملكني هي نوع خفيف من مرض الوسواس القهري ، أنا أعد كل شئ صالح للعد
حبات الطماطم في درج الثلاجة ، حبات الفلفل والبطاطس في السوق عندما اشتريها
سلالم البيت ، ريش مروحتي الخشبية ، أصابع يدي وقدمي
وارجل الأثاث
وأصابع الرجل الذي أحبه
أنا احب شكل اصابعه , لم ار يد رجل أجمل من يده
انتبه الآن أني لم انظر ابدا ليد اي رجل غيره ، لكن ذلك لا يفسد يقيني بأني أحب شكل اصابعه ويده وأنها أحلى كف رجل رايتها .
المشكلة فقط أن علاقتي به – انتهت إكلينيكيا منذ شهور طويلة – لكن ذلك لا يمنعني من التواصل معها عبر الميتافيزيقا معها تلك تعود على علاقتي به
عندما كنت أدرس في كلية الآداب كنا نحفظ الكثير جدا من ابيات الشعر ، واذكر انه في بعض الأحيان كنا نكتب أكثر من خمسين بيت شعر في ورقات الاجابة في الإمتحانات
أذكر اني كنت أكتب كل ما احفظه ثم أكتب شعرا آخر اخترعته لحظتها ويبدو مناسبا تماما ليتمم القصائد، كان يجئ وكأنه كان هناك منذ الأزل
وهكذا علاقتي بشبح الحب الذي غادر بدت وكأنها حقيقية وباقية منذ الأزل
السعادة التي تتحقق لبطلتي الجميلة جوليا روبرتس مثلا في فيلمها مع ريتشارد جير
عندما حمل باقة الزهور وصعد لها كالأمير على سلم المطبخ
مئات النهايات الآخرى في الأفلام الرومانسية التي اتعاطاها كأشد انواع المخدرات فتكا بخلايا العقل
الحق في السعادة وفي أمير احلام وفي تعويذة تتحقق
هو ما يورطني مع ذلك الرجل وحده .
حتى عندما أغادر عالمه أو يسحبني هو برقته ورفقه لباب الحدوته ويغلق الباب خلفي ويبدو بالداخل هادئا رائقا بعدما تخلص مني
حتى عندما يحدث ذلك كله أعرف ان هناك لقطات حذفت في المونتاج وكانت ستبدو أكثر جمالا ومنطقية مما حدث في الواقع
أنا اعاني هلاوس شديدة بشان حكاياتي معه
أنا اجرب حضنه كثيرا عندما أحذف ميج رايان ونيكولاس كيدج من فيلم مدينة الملائكة لأشعر دهشة اللمس الأولى التي يعرفها ذلك الملاك في المرة الأولى التي يجرب فيها الحب .
تعود صديقتي لخلفية المشهد وتخبرني أني مدللة ، ولا أقسو على ذاتي
وأن تعلقي الشديد بهذا الرجل ليس فقط لاني احبه واخاف من شكل العالم بدونه
لكن لأني أخشى من طوفان الحزن الذي يغمر روحي عندما يجف طوفان وجوده وافكاري عنه و الأشياء المبهجة أو القاسية التي بيننا والتي اقتسمها معه في استسلام يبدو طبيعيا كغريزة التنفس والبقاء ذاتها .
المعجزة التي أنتظرها الآن هي الخلاص من حب ذلك الرجل ، ومن قسوة تدليلي لذاتي تلك التي تعرق لقطة الجلوس على طرف السحابة والاستمتاع بالهدوء والفراغ .


Saturday, July 10, 2010

هناك .. عاليا وبعيدا

الكتابة وطن
عندما أتخيل شكل مدينة الكتابة ، أتصور دائما أنها بعيدة وعالية
فوق قمة جبل سحري حيث تتقاطع السحابات مع قممه ويكون علينا أن نخفض رؤسنا قليلا عند الخروج من الأكواخ الخشبية حتى لا نصطدم بالسحب والطيور والأمنيات التي يرسلها الحيارى للسماء

عندما أكون هناك
أكون في قمة سعادتي ، أحلق في خفة طائرة ورقية يدفعها الحكي
الكتابة تكون لحظتها هي كل نسمات الهواء الممكنة

الحب ملاذ
عندما أتخيل شكل مدينة الحب أجدها تحمل نفس التخيل السابق
هناك حيث قمة جبل مسحور وسحب بيضاء وفراشات خرجت من مدار الجاذبية لتملأ هذا الجزء الغيبي من العالم بألوانها
لمسة الرجل الذي أحبه تكون هي كل الرياح التي أحتاجها لأحلق قدر ما تسع طاقة الحياة على احتمالي
الكتابة والحب قدر المحظوظين
الذين يصابون بذلك المس ليقضوا ما تبقى من أعمارهم يخبروا الآخرين عن مدنهم المسحورة – تلك التي يشكك كل من تاه عنها في وجودها .
يقين اليأس يدفعهم للقول بانه لا فردوس مفقود على الأرض .

شاهدت قريبا فيلم كرتون اسمه – up-
فوق
مسني الفيلم بشكل غريب ، عندما كنت أتحدث عنه مع اصدقائي أخبرني أحدهم أني بطلة هذا الفيلم
نظرت له في حيرة وتساءلت في أعماقي - كيف عرفت!

ربما تذكرني أصدقائي وهم يشاهدون الفيلم لأن الفتاة إيلين تصنع نفس ضوضائي ، تحكي كثيرا وتتخيل اشياء وتحلم
لكن ما جعلني أنا اتماس مع هذا الفيلم ليست الأشياء التي تشبهني فيه وانما الأشياء التي أنتظرها
ايلين تلك الفتاة المحظوظة التي قابلت رفيق طفولة وأحبته وتزوجا وعاشت معه كل لحظات عمرها وعندما ماتت
قرر أن يحقق لها حلما قديما وعدها به عند أول لقاء لهما
أن يحمل لها البيت الذي عاشا فيه ويرفعه إلى هناك بعيدا عاليا عند شلال الفردوس
كانت دموعي تغرق وجنتي وهو يرفع البيت بالالاف البالونات
ويخاطبها طوال الرحلة
الكثير من المصاعب والمغامرات الطريفه حدثت حتى حقق لها وعده ،
الكثير جدا من الحب والوفاء والأمل كان في هذا الفيلم
وفي هذه الحكاية
ربما اشبه ايلين
لكن هل سأكون محظوظة مثلها ،
الصعوبة التي يقطع بها رجل أحبه الوعود لي تشعرني بورطة أن تعد أحد بشئ
هل تعدني الآن ! هل تشير الأن ناحية قلبك وتعدني أن تبقى معي هناك بعيدا وعاليا .

Thursday, June 24, 2010

ساراماجو الذي لا أحبه

من صورة أرنب بيده جزرة وأربعة أحرف تحت الصورة علمتني أمي أن اقرأ
أرنب وبطة وتفاحة وثوم .
في كتاب تعليم القراءة الأول كانت طلاسم العالم تدهش عقلي الصغير
، لازلت اذكر رهبتي في امتطاء الحروف والنظر لأمي وهي تنطق لأنقل خلفها الكلمات ،وابتسم عندما أعرف .
المعرفة التي ورطتني فيما بعد ، وفتحت ليّ بوابة العالم السحري
لن أتحدث الآن عن – الكتابة – تلك المقدسة
لكني أتحدث عن القراءه ومتعتها التي نبتت كجذوة من النار اشتعلت في شجرتي بفعل شرارة برق خاطفة لم تقصد أن تمتد نحوي.
وربما قصدت .

تتحول القراءة من ساحرة طيبة نقضي معها الوقت ، تتحول من إمتاعنا وابهارنا وتوسيع مداركنا لشئ أكثر شرا وقسوة من ذلك كله...لدائرة تبتلع العالم الحقيقي
لوطن نحتفي فيه ، ونكتشف أدواته فنعرف الحب والموت والجنون والإيروتيكا
الفن الذي يجمد اللحظات لنتحسسها كلما أردنا ، ونستقبلها كيفا نريد وتبعا لأهوائنا
لنمارس مع المعرفة كل أوضاع الحب الحسية والمتخيلة .
لنحرك شهوتنا تجاه الحياة والمجهول لنغادر المسلمات ونبحث دوما عما خلف الحقيقي ، والثابت والمتوقع .

بدأت في قراءة ادب أمريكا الاتنية منذ 3 سنوات فقط ..كنت فيما قبلها مشغولة بقراءات أخرى واقتسام عوالم كثيرة مع أمي ،كنا نقرأ الحرب والسلام لتولستوي وبؤساء هيجو وأتعثر كثيرا في الولوج لعالم الروايات فتأخذ يدي كما تعودت دائما وتشير لي لمفاتيح الكتب والشخصيات .
صنعت معها جسرا من الروايات الجميلة وكان على راسها رواية مزرعة الحيوان لجورج أوريل – كنا نقرأ كثيرا ونتحدث عما قرأنا طوال ايام .

عندما رحلت امي ارتبكت حياتي عامين أو ثلاثة ثم عادت الحياة والاحتفاء بالحكايات والكتب... هكذا اكتشفت عالم أدب امريكا الاتينية وأسبانيا والبرتغال ، ولابد ان اؤكد أن الحياة قبل ايزابيل الليندي وماركيز وساراماجو وماريو يوسا وخوان مياس شئ والحياة بعدهم حكاية أخرى .

يقتسم معي شريكي في ذلك الهوس كل الكتب والحكايات ... نقضي ساعات نقرأ ونتحدث ونصرخ من فرط التاثر أو السذاجة أو النشوة ... نتبادل الحب على طريقتنا ....
في عالم أدب أمريكا الاتينية وعلى مدار 3 سنوات كنت أجرب العالم ، واقتسم مع رجل... الحب والكتب والتدخين والتسكع في الشوارع و النجوم .
صنعنا جسرا من الروايات الجميلة
بدأت بالحب في زمن الكوليرا وليس مائة عام من العزلة لماركيز
ثم ابنة الحظ لإيزابيل الليندي وليس بيت الارواح
ثم شيطانات الطفلة الخبيثة ليوسا وليس في مديح الخالة
بدأت اللعبة بهذه الكتب الثلاثة
ثم اتسعت لتشمل الجميلات النائمات لكاوباتا وليس الصرخة الصامتة ، وقعنا في غرام الجميلات النائمات – النسخة التي قدمها ماركيز بحب وحقد قبل أن يضعف أمام إغواء عالم هذه الرواية الجميلة فيكتب شبيهتها " ذكرى عاهراتي الحزينات"
تعجبنا اللعبة كل يوم اكثر ويمتد جسر الكتب بيننا ، عوالم جديدة ومحبة وشفرة تخصنا وحدنا ...
جربنا ايضا جيشا لأرثر جولدن
وربما اسمي أحمر لباموق
، والعمى لساراماجو ، ورواية مطبخ للكاتبة اليابانية بنانا يوشيموتو

كثيرا ما نقرأ بدافع المتعة واكتشاف العوالم ، وكثيرا ما نقرأ بدافع العمل واختبار الكتابة الادبية وخصائصها لدى كل أديب ... نختلف كثيرا حول الكاتب الواحد يحب احدنا كتابا ، ويفضل الآخر كتابا غيره ،لكننا في النهاية ومع كل هؤلاء نستمتع .

إستثناء وحيد نقرأه لأننا لا نستطيع أن نفلته "جوزيه ساراماجو" الذي نال نوبل عن مجمل أعماله وإن كانت روايته العمى هي التي وصلت به لهناك ...
ساراماجو الذي يبدو كالشتاء يحبه كل اصدقائي واكرهه أنا ، دون أن نشعر بأي ذنب نسبه أنا وشريكي سرا بيننا بألفاظ بذيئة .
نقف عند رواية العمى ونقول لو كتب العمى وحدها فهي كافية لاعتباره كاتبا كبيرا
، نخجل كثيرا من إعلان رأينا في المتعه الشحيحة التي تحققها لنا كتب ساراماجو
امام الحاح الأصدقاء الكتاّب جميعا ان ساراماجو جامد أخر حاجة .
بلا كلل نقرأ الأخر مثلي ثم يقاطع كل منا الآخر بأنه لا يستمتع إطلاقا ..أهون عليه احيانا أصل الفكرة حلوة – طب اصبر شوية .
نعود لقراءة الذكريات الصغيرة ثم الطوف الحجري ، فأحادثه وانا نافذة الصبر واقول – مش مبسوطة – يبادل وضعه معي هذه المرة ويقول اصبري الطوف الحجري حلوة .
نقرأ ولا نصل للمتعة الصافية والنشوة التي يحققها لنا الحب والكتابة الحلوة .
حتى حصلنا على رواية " إنقاطعات الموت" لساراماجو
لم نكن نخطط لشئ
أبدى رغبة لقراءه شئ جديد لساراماجو ورغم كل ما حدث لنا معه تحمست جدا لأن صديق لي كان قد اخبرني عن رواية جديدة له بترجمه صالح علماني ستصدر قريبا عن سلسلة الجوائز .
اسم الرواية " انقطاعات الموت" تحكي عن الموت الذي توقف فجأة عن اداء وظيفته ، بهرتنا الفكرة وبحثنا عن الرواية وحصلنا على نسخة وتكرر السيناريو
أقرأ بنهم لان الفكرة براقة جدا .
أجد بعد عشرات الصفحات الجافة الذهنية كتابة من لحم ودم ، بشر يعانون
ثم يبدأ الكاتب في لملمة الجزء الذي سحرني مرة اخرى ويقول تظاهروا انه لم يحدث ... ثم يفرض من جديد سطوة أسلوبه الجاف، وافكاره التي يقدمها لنا هكذا
لا يجملها ، ولا يترك فيها شيئا من روحه ليبلل جفافها ، لكنه يفعل شيئا أخر حقيقي تماما ... يصب فيها رغبته في التغيير ، وايمانه بأفكاره ، وألعاب عالم الكتابة الذي يخصه .
في العمى وانقطاعات الموت يلملم ساراماجو العالم الذي نعرفه بنواميسه ومنطقة ويخترع أشياء أخرى ، فيغرق العالم في عمى حليبي أبيض ، ويضعنا امام رغباتنا الشريرة وحيوانية البقاء داخلنا بعيدا عن التمدن والشعارات البراقة لاشئ غير صراع للبقاء.
وفي انقطاعات الموت يعطل الموت ويرصد العالم الذي توقف فيه الموت عن العمل
يحكي عن المرضى المتجمدين على حافة البقاء ، ويحكي عن الطرق التي سلكها البشر للتخلص من هذه الورطة ، يتكلم عن مشاعرنا بشان غياب الموت وحلم الابدية ، يربكنا ويمتعنا ويحبس أنفاسنا بعادية .
ساراماجو لا يهتم الا بأفكاره يرى انها وحدها صاحبة دور البطولة في الكتابة
إنقطاعات الموت أمتعتني جدا وامتعت شريكي .
قضينا وقتا جميلا في قراءات ، وساعات لطيفة في التحدث عنها .
قرأت نصفها الأول ثم حكيته له على الرصيف في الشارع ، ثم انهى هو قراءتها قبلي وحكي لي الجزء الذي لم اكن قد اكملته بعد على الهاتف... كنت اسمع صوته متاثرا بالجمال والدف المختلط فيه الخوف والموت بالحياة والحب.
انقطاعات الموت التي احببناها علمتنا كيف نتورط مع ساراماجو ، وكيف نغفر له ولنا عثرات الجفاف التي يمطرنا به في كتبه الآخرى التي تحكي عن رجل ينشغل بشبيه له طوال مئات الصفحات يتحدث مع نفسه ويخطط ويدبر ليقتل الرجل – في الآخر مثلي- لا شئ واضح يعيننا على أن نكمل الكتاب ، ومع ذلك لا نفلته وفي البصيرة وصناديق الاقتراع والبلد التي لا تجئ للتصويت لا شئ يمسنا لنكمل ، وفي ذكرياته الصغيره لا أجد الخيط الذي احتاج ان اتشبث به حتى لا انزلق من عالمه في كتاب الذكريات .
ساراماجو الذي لا احبه
امتعني وأثار بيني وبين شريكي جدلا لم يفعله كاتب آخر ،نسبه ببذاءه ثم نكمل الكتب ، ونضع له وحده في جسر الكتب الذي بيننا روايتين.
لكل منهما جمال وزخم وقوة كاتب يعرف جيدا ما للحروف من سطوة وتعاويذ .

Saturday, June 12, 2010

سارق الفرح


أسئلة كثيرة أغرقتني يوم امس
ذلك اليوم الذي بدى ثقيلا ومحملا برائحة الدماء والعجز والكفر
كنت قبلها بأيام أفكر في مروة الشربيني ، وفي فاجعة الدويقة وعبارات الموت وفي معهد الاورام الممتلئ عن آخره بضحايا المرض الذي جاء لهذا البلد مقابل ملايين اودعت في خزائن عديمي الضمير .
من الذي يحكم هذه البلد
التصريحات الكوميدية التي يقولها كل الوزراء عن اي إنجاز صغير
بانها مقترحات الرئيس ، وأن الرئيس أوصى ببطاقة تموين وزجاجة زيت ورصف شارع وغطاء لبالوعة
الرئيس مسئول عن كل كبيرة وصغيرة
ماذا يفعل صف من الوزراء والمجالس التشريعية والنيابية
وهل الرئيس يفعل كل ذلك بالفعل !
كيف تمشي هذه البلد الذي تبدو فيها كل محاولة للإصلاح دربا من العبث
لا نستطيع ان نعدل في الدستور لأن المهرجين يقولون في وسائل الإعلام المأجوره بان لا شئ اسمه تعديل دستور وأن ذلك ضحك على عقول البسطاء
المطالبة بالإصلاح والتغيير ضحك على البسطاء ، ما تفعله الحكومة ووزارة الداخلية عهر علني
كيف ستنجب هذه البلد غد افضل نستطيع ان نحيا فيه بكرامه وإنسانية وهي لا تستطيع ان تضم فخديها قليلا لترتاح من الداعرين الذين يتاجرون في لحمها .
أنا لا اكتب في السياسية ولا اشارك في المظاهرات ولا اذهب لاي نوع من الإنتخابات لأن كل شئ مشوش ولأن السيرك ممتلئ عن آخره بالمهرجين والدجالين .
أنا لا اصدق في شئ غير قدرتي وقدرة الشرفاء على الحلم ، ومقاومة القبح
وزرع وردات ملئ العالم
لكن لا ورد يصمد في مياه الصرف المسمومة
ولا شرفاء قادرون على المواجهة لأنهم ضعفاء عاجزون مرتبكون
كنت اطمئن عندما كنت شابة في مقتبل حياتي العملية وانا اتحدث عن القضاء المصري ، وأعرف أن كل عدل سيتحقق اذا تدخل النائب العام
لأنه رمزا للدفاع عنا
العدل – تلك الكلمة التي ظللت ارددها طيلة يوم أمس كالمجذوبة وكأني أجربها وأتأكد انها لازلت تتكون من نفس الحروف واتساءل هل لها مدلول هل لها قوة
كيف يقبل النائب العام بالإفراج عن المسئولين عن مذبحة الشاب السكندري ضحية البلطجة ، ما الذي حدث لضمير الطب الشرعي
ما الذي يحدث في الشارع المصري
وفي القضاء الذي استسلم لطوفان الفساد ،
المماطلة في الحق ضياع له
محاكمة السكري وهشام طلعت هل كانت تحتاج لكل ذلك الوقت للحكم بالادانة – الصفقات المشبوهه تضيع الحق وثقتنا في غد أفضل
الغموض في قضية هبه ونادين / المختلين العقليين الذين تحملوا كل القضايا في العشر سنوات الأخيرة
الشباب الذي يقتل نفسه على الكباري من اليأس والحزن والإحباط
الشمس التي منعوا نورها والغد الذي شوهوه والفرح الذي ننتظره جميعا في هذا الوطن من الذي سرقه
!

Thursday, June 03, 2010

مشعلو الحرائق

عشق بسيط لأني ارنو والوله التركي لأنطونيو جالا ، وصديقة قتلت حبيبها واخرى انتحرت ،وعذاب العشق الذي يملئني ولا يمس رجل احبه فأبدو مثل غارقة تلوح من خلف زجاج فاميه يسمح لي أن أراك جيدا، وأرسم على وجهي كل علامات الغباء والحزن لأنك لا تستجيب لإشاراتي . مثل ذلك كله يبدو العالم حولي مضطربا
أتذكر مسرحية مشعلو الحرائق لماكس فريش ... وأنا ارمي عقب سيجارتي السرية على أرضية الحجرة الممتلئه عن اخرها بأوراق تخصنا
أنا وأنت والكتابة التي تخلق بيننا رابطة دم ... يشتعل كل شئ
في ليلة الخميس أجلس في المنضدة التي تسمح لي أن أرى جانب من ميدان طلعت حرب ...المنضدة الوحيدة التي تستطيع عليها أن تهرب من بار ستلا ، الذي يحيلك فور دخوله لفيلم عربي قديم ، ويفصلك عمن تجلس معهم لانك تنتظر أن تنزل هدى سلطان سلالم غير موجوده وهي تقول ايوووه اسكندراني ما عاد يستخدمها أحد .
أدفع الساعات الباقية في الليلة ليجئ يوم الجمعة فأرتدي عباءة خليجية ناعمة وأذهب للسيدة نفيسة وأنا اتذكر أن صديقتي ستوبخني لأني أتعامل مع الأولياء كالمجاذيب.
أصحح لها المعلومة – السيدة نفيسة حاجة تانية- هناك أجلس على الأرض وأفكر في اشياء كثيرة تؤلمني ، أترك لصاحبة المقام حكاياتي وأصلي الجمعة في ذلك الطقس الذي يضم روحي ويربت جسدي المتعب .
وأقرر أني سأشعل شمعه أخرى عند زيارتي الكنيسة المعلقة المرة القادمة ، وأني سأجدد نفس دعوتي ولن اغيرها
أن يمسك داء العشق الذي يملئني ، أن تنظر في عيني ذات مرة فترى شيئا جديدا لم تصادفه في كل السنوات الفائتة أن تعرفني عندما تلقاني
هل تكفي دعوتي هكذا !

بجوار السائق الملتحي تجلس سيدة تشبة موظفة خمسينية نسلها كله من الذكور ، تحكي للرجل الجالس جوارها دون سابق معرفة عن الشاب الذي شنق نفسه على حديد كوبري اكتوبر وعن آخر رمى نفسه من فوق سطح العمارة بالشيخ زايد...تحكي الحكاية مرة أخرى دون تغيير ثم تخرج الجريدة وتري الرجل والسائق الحادثة .
يسري جدل في الأتوبيس حول سبب الإنتحار،تؤكد السيدة ان الحوادث سببها قصص حب فاشلة يرفض السائق تماما ويقول ده كلام جرايد
مفيش حب دلوقت – سبب الإنتحار فشله في الحصول على وظيفة او ضائقة مادية... يؤمن الركاب على كلام السائق الذي يعيد الكلام هو الآخر بذات الثقة ده كلام جرايد مفيش حب دلوقت.

أتذكر أنا رجل القطة الذي أحرق الشقة من أيام بعدما احتضن قطته التي اعتاد ان يضعها تحت الماء البارد في ثلاجة الكولدير بالشارع
ثم يعود لبلكونته حيث يجلس عاريا تماما يخاطب كائنات لا يراها غيره
أتذكر كل ذلك ... ومعه فشلي في القبض على حكاية تصلح لقصتي القصيرة التي أحتاج أن أنجزها عن المهمشين .
تلك القصة التي وضعتني أمام حقيقة مخزية ... انا لا اعرف الكتابة عن سكان الفوضى في هذا العالم ، تبدو حكاياتي عنهم تقريرية
أكتب ما اشاهده لا أملك نقطة يقين أنطلق من داخلها نحوهم
فيبقوا طوال الوقت رجل القطة العاري والفتى المشنوق على الكوبري
في البيت أجلس أمام المرآه لأفكر ، وكالعادة لا المح انعكاسي
أتذكر أني منذ غرس ذلك الرجل عاري القدمين متسخ الثياب مديته في جنبي عندما كنت اتحدث معه عن حياته بحثا عن قصة تصلح للكتابة
من يومها لا ألمح طيفي في مرآه حجرتي
.

Friday, May 21, 2010

رسايل



عندما تؤرقني الكتابة ، وأعجز عن العمل
أخبز اشياء طيبة
الدقيق الأبيض ، ورائحة الخبيز تربت على روحي .
أنهيت اليوم أجازتي الإجبارية التي قررتها لنفسي من مشروع أعمل عليه
كان قرار الأجازة يبدو كطوق نجاة من هزائم متكررة حدثت بيني وبين تلك العنيدة المراوغة الممتعة نداهة الحكايات
بدأت اليوم باللعب في أوراقي القديمة .. اليوم كان مع الخطابات
تذكرت كم أحببت الخطابات وكيف قضى البريد الإلكتروني على متعة وحميمة الورق والطوابع ورائحة الحنين .
وجدت خطابا احبه ارسلته امي لأبي منذ سبعة وعشرين عاما تخبره فيه أني ساذهب للمدرسة وانها تحبني ولا تقوي على فراقي
وجدت خطابا ثانيا كتبته لأبي اطلب منه أن نذهب لحديقة الحيوان
الخطاب قديم جدا كنت في الصف الأول الابتدائي ربما
كنت طفلة خجولة جدا ، أظن الآن ان الكتابة انقذتني من تخلف عقلي وشيك
كنت اخجل أن اتحدث فأكتب
يومها كتبت لأبي رغبتي في الذهاب لحديقة الحيوان ووضعتها فوق الوسادة في حجرة النوم وذهبت
ورقة ثالثة وجدتها اليوم
بها كلمة واحدة
أنت
كتبتها منذ أكثر من ثلاث سنوات عندما سألني صديق عن الرجل الذي أحبه
ابتسم الآن فيما كنت افكر لحظتها
كنت أكره ان أخبره بمشاعري ، لكني لم استطيع أن اكذب بشان الرجل الذي أحبه
كتتب الكلمة في طرف ورقة كراستي التي احملها دوما وقطعتها وطويتها بعناية وبدلا من ان أناوله إياها
وضعتها في حقيبتي وابتسمت له .
من خطابات تشبه تلك يمكنني ان أبدأ يوم جديد
جلست أمام قناة أفلام وكانت تعرض فيلم " رسالة في زجاجة " بطولة كيفين كوستنر
ابتسمت كالمجذوبة واستسلمت للفيلم رغم قراري بمقاطعة الأفلام الرومانسية لأنها تؤثر على استقبالي للعالم ، وانتظاري لفارس وحصان ابيض وحضن مع موسيقى تصويرية وشاطئ محيط ونوارس وجيتار ورقص حول النار وهلاوس كثيرة .
رغم كل ذلك استسلمت للفيلم وبكيت معه كعادتي ، وامتلأ قلبي بالشجن والخرافات التي تسمى الحب .
عندما عدت لمكتبي وجلست لأكتب ، تذكرت اني ارغب بشدة في عمل " زلابية " نهضت من مكاني ودخلت للمطبخ
عندما صنعت الخليط المرن من الدقيق والماء والخميرة الساحرة بدأ العالم أكثر هدوء ، وعرفت أني أهرب من مواجهة الكتابة بالمزيد من الدقيق الذي سيقص لي هو الآخر حكاياته في رسالة مشفرة أعرف وحدي طلاسمها .

Tuesday, May 11, 2010

الغسالة الأوتوماتيك واشياء أخرى

عصارة البرتقال البراون القديمة
التي علمتني أن اشرب عصير البرتقال في بداية اليوم ليمرر لي البهجة ويعدني بيوم جميل
تلك التي تخص أمي وأحبها توقفت عن العمل بعد وفاة أمي بأيام ، لم استطيع التخلص منها وضعتها في مكانها المعتاد في المطبخ لأني عندما اشاهدها اتذكر كل لقطات البهجة التي تخصها ، أذكر أمي وهي تستخدمها لصنع العصير .
. لا أستطيع أن افلت لحظات مثل تلك بأن ألملمها في علبة وأزيحها بعيدا .
وضعت الجديدة جوارها وظللت أشعر بمحبة للقديمة .
عندما توقفت الثلاجة عن العمل حدث الشئ نفسه حملناها لمكان اخر خارج المطبخ
واشترينا جديدة بعد محاولات كثيرة ان تعود الروح للثلاجة القديمة التي نحبها لأن لنا معها ذكريات حلوة .
ثلاجة البيت التي أوقع أخي الصغير منها اللبن وهو صغير و كنت اخبئ أنا بها كراستي التي أكتب بها الشعر حتى لا تغضب مني أمي وتتهمني بإهمال دروسي
الثلاجة الكبيرة العملاقة التي جاءت منذ سنوات بعيدة لتزيح اخرى قديمة كانت موجوده ..
أذكر بهجتنا ونحن أطفال ندور حولها كأنها ألهة إغريقية ننتظر البلاستيك المحيط بها
و الذي يصنع صوت عندما نضغطه لنلعب به .
الثلاجة التي كبرت معنا توقفت عن العمل ووضعناها في الصالة وصرنا نستخدمها دولاب كراكيب ،
عندما توقفت الغسالة الأوتوماتيك عن العمل منذ أيام ، لاحظت لأول مرة ان السيناريو يتكرر ...
بدأنا نتحدث عن الغسالة بقدسية ،
ونحكي عن يومها الأول في البيت وكيف استبدلنا الغسالة العادية بها بعد مفاوضات كثيرة مع ماما التي كانت ترى ان الغسيل بالطريقه التقليدية أكثر نظافة ، الطريقة العادية التي كانت تستهلك يوما كاملا
وصوت الماء يغمر البيت كله
المياة تمتلأ في المغطس ويعبر الغسيل في الهواء من الغسالة للبانيو ومنه ليد أمي ويدي عندما كنت اتظاهر باني اساعدها في حين اني ألهو بالماء .
لظروف صحية مؤلمة أضطرت امي لإستخدام الغسالة الأوتوماتيك ، لكنها احبتها فيما بعد ، الغسالة الأوتوماتيك التي اكتشفت لأول مرة بعد وفاة أمي أني لا اعرف كيف تعمل وأني أنفقت اكثر من خمسة عشر عاما أمر جوار الغسالة السحرية واراها تدور وتعمل وأنا لا أعرف كيف تفعل ذلك
انا اخاف من ازار الكهرباء ... اعاني مع الخلاط ولا أتخيل ابدا ان استخدم ألة كهربية لإزالة الشعرعن جسدي ولا أعرف عن الكمبيوتر اكثر من أنه جهاز طيب يساعدني في إنجاز الكتابة والدخول للمواقع الإلكترونية .
لكني ومع ذلك احمل للاشياء التي أعرفها وأراها كل يوم محبة .
وربما حنين
اكتشفت أن بيتنا تعيش فيه كل الأشياء جوار بعضها
وأن أرواح الراحلين لا تغادر وأنما تبقى وتعود من جديد في ملامح طفل يولد
فعندما اشتاق وجه امي أنظر لملك أبنة هبة
وعندما أشتاق سنوات طفولتي أفتح باب الثلاجة القديمة وأقف قليلا
بيتنا الرحب ، بحجراته الكثيرة الواسعه واسقفه العالية كسماء تخصنا
بيتنا الممتلئ عن آخره بالمحبة والكراكيب التي ترفض الرحيل لأنها هي ونحن كانت لنا حكايات.

Saturday, April 24, 2010

دائرة تكفي للبقاء


أفكر أن ما بيننا يبدو كدائرة
الدوائر هي الشكل المحبب لي منذ كنت طفلة
ابتهج عند رؤيتها
لم تنجح معادلات الهندسة ان تفسد علاقتنا
رغم أني أكره الرياضيات ...
أفكر في الدوائر المقدسة التي تحبها / الدوائر في جسد النساء تؤلمك ، هو اعترافك المخجل الذي لا تتوقف عن إعلانه في البرامج الثقافية التي يقدمها أشخاص لا يعرفون عنا غير اننا ملئ لفراغ ساعات الإرسال .

الدوائر التي أحبها أنا أكثر براءة
هي تلك الملونة بتقنية الكولاج – المحبب لدى صديقتنا سحرعبد الله.

أشتاق حبوب الهلوسة التي توقفت عن تعاطيها لأني وعدتك ، سخرية القدر أن تكون أنت السبب الوحيد في إدماني لها ، توقفت عنها لأني وعدتك ... دون أن أطالبك بوعد مماثل أن تتوقف عن مضايقتي .

أحاول التوقف عن الثرثرة
لأن مثل هذه الكتابة الحرة لا تعجب صديقنا محمد عبد النبي وتثير حفيظة أحمد عبد الحميد
احاول التوقف لكن متعة صوت اصابعي على الكيبورد يبدو أكثر إغوائا من اللوم الذي سأتلقاه لاحقا .

أفكر في طريقة أتخلص بها من مطالبة وسادتي لي أن أعلن زواجا شرعيا عليها لأني أحتضنها بريبة في كل المساءات التي أشتعل فيها بالتفكير فيك .
أتزوج وسادتي لاني اخطأت معها !
لا يبدو لي الوضع عادلا ...
ليس بيني وبينها مشاعر
اعاملها بعادية
عادية تشبه تلك التي تورط انت بها نصف دستة من الفتيات ، تورطهم في محبتك
لأنك عندما تميل وتغمض نصف عينك اليسرى علامة على التفكير تبدو قديسا وجذابا أكثر من احتمال قلوب هؤلاء الوحيدات .

الدائرة الكهربية المغلقة أوتوماتيكيا بيننا
كافيه لصنع برق ورعد يمنع الطيور المتجمدة من السقوط للأرض
فتبقى هناك كلوحة حداثية رسمها فنان مجهول في باريس

باريس التي لا اعرف عنها أكثر من طريقة تحضير التوست الفرنسي في الصباحات التي أتخفف فيها من وطأة الروتين ،
، وتخفف فيها أنت من إغواء دوائر النساء الاخريات ، وتحن لأقلامي الملونة وصفحاتي البيضاء وأشياء خاصة أعرف أنك لا تجدها إلا هنا في دائرة الطاقة بيننا
.

Thursday, April 08, 2010

جسد الكتابة




الكتابة تشبه الجنس
كلما تقدمنا في العمر إزداد الأمر تعقيدا
قبلة السلم الأولى مع مراهق لا يجيد التقبيل لها وهج الحياة
لكنها ليست في متعة قضاء ليلة في أحضان عاشق
الجنس الذي أعرفه لا ينفصل عن الحب أبدا
والكتابة التي أحبها لا تؤرخ لغرباء
حميمة حضن رجل احبه ، هي ذات دفء كتابة قريبة من قلبي

لا شئ يربكني قدر رجل كنت احبه وتوقفت فجأة تحت وطأة حماقته المتكررة وزهدي فيه
الزهد إحساس فاجئني في قمة الشبق نحوه
جاء وسط طوفان من الهياج والرغبة في قضاء كل ما تبقى من العمر جواره
بين يديه ، وسط ركام أوراقه وحكاياته وسجائره وربما قصص نساءه التي لا تنتهي
أستيقظت ذات صباح بلا حبه
كأني فقدته مع قطع ملابسي الداخلية الزرقاء التي أشتريتها خصيصا لأجله
فقدت القطع ومحبتي له
وصرت اشاهده من بعيد فلا ارتجف

باغتني في البداية هدوئي ولا مبالاتي
ثم عرفت أنه خرج من قلبي وانتهى .

لا شئ يربكني قدر كتابة كانت هنا على الرف الأقرب من العقل اتناولها مثل علبة الملح
وصارت بعيدة غامضة
تؤرق أيامي
وتعذبني كذلك الرجل الأناني الذي وقعت في حبه
ثم أنصرفت بلا مبرر
فعرفت ان المجئ والرحيل قدر

أعرف أني أحتمل خيانة رجل لم يكن هنا أبدا
لكني لا احتمل قسوة كتابة أعرف أنها هنا
أتحسس جسدها وأتركها تستبيح جسدي ومشاعري
أفتح لها بئر الأسرار أتركها تهدد الحزن وتخترع الحكايات
وتسرق الواقع وتحوله لخرافات
أسمح لها أن تفتح الباب بين الأحلام واليقظة
وان تشوشني قدر ما تحب ، وأن تورطني في الأنين بإسمها في نشوة غيابي في حضن رجل من لحم ودم
منحته جسدي بعدما أقسمت أن أخون الكتابة معه
الرجل ذاته الذي فقدت حبي له لأنه يكره ما أكتب ، ويفضل كاتبات الشعر
لأن الشعر رجل والكتابة انثى
وانا اميل للكتابة وأعترف بمزاجي المنحرف امامه بلا خجل
ويطمئن هو لإمرأه تكتب الشعر لأنها تعرف قيمة الرجال بينما أنتشى انا من حضن الكتابة الطيب ، وأقارن طوال الوقت بين قبلته الأولى لي ومضاجعه الحكايات
فأنتصر في مخيلتي للحكاية
وأتركها تتحسس جسدي وتمنحني ذلك الخلاص الذي لا يعرفه رجل كان هنا وتسرب في عتمة الحجرة .

Wednesday, March 31, 2010

عن يوم جديد

تخلصني أدوية البرد من أرقي المزمن
أنام في لحظات بعد تعاطي حبوب الدواء
أنام عند منتصف الليل تماما ، نوما هادئا عميقا يسمح للكوابيس التي تعيش في أعماق المحيط المظلم البارد ان تواجهني
هناك ربط طفولي داخلي بين الكوابيس وأسماك القرش كلاهما له اسنان تحاول قضمي .

أستيقظ مبكرا جدا مع أول عصفور يجرب صوته قرب الفجر
يضعني ذلك في مأزق الوحدة
عندما أستيقظ في ميعاد مثل ذلك افتقد التواصل الإنساني واخترع اسبابا تبدو حتمية لإزعاج الآخرين
أمسك هاتفي وأمر بيدي على كل الأسماء الموجودة فيه
أتأكد ان البشر لم يختفوا حتى وإن كانوا أسماء على هاتف يطمئني ذلك كثيرا
أنزلق من الفراش لأرضيه الحجرة وأتكور على بعضي وأنصت للهدوء الذي تفسده في تلك اللحظة اقل حركة مني

فأتحرك بخفة كأن الصمت يراقبني ويتربص بي كي لا أفسده

أتحرك قليلا لأصنع بعض الأشياء
موسيقى مارسيل خليفة تتسلل لسكون الحجرة ، أربت على زر الأباجورة البنفسجية وكاني اشكرها على ساعات الإضاءة الليلة التي تعمل هي فيها بينما أكون انا نائمة واخبرها سنتبادل الأدوار الآن – استريحي قليلا
أحب هذه الاباجورة لأنها هدية من هالة وترتيل
هدية عيد ميلاد جميل قضيته بين صديقاتي
لا شئ أجمل من تبادل هدايا في جلسة على الارض ، نضحك ونقتسم الحكايات ونسقط السندوتشات في كؤؤس العصير ونفرح
الفرح أنا احب الفرح
لم أعترف له من قبل لكني أرى الوقت مناسب تماما لأخبره

أتناول حبوب الدواء الصباحية واشرب فنجان قهوتي وقطعه التوست الغامقة ، وافكر في بيضة مسلوقة
في المطبخ أصنع جلبة مناسبة بصباح باكر جدا ، أخرج من المطبخ بطبق به البيضة ، أفكر كعادة سيئة أكتسبتها الأيام الماضية
ما الذي سيفاجئني عندما أقشر البيضة
أفكر في احتمالات تبدو لا نهائية
أفكر في ارنب يشبه باني باني أرنب أليس
أفكر في برتقاله تخرج لي من البيضة ، أفكر في ابتسامة
بترقب شديد أقشر البيضة ولا أستطيع أن أخفي دهشتي عندما أجد داخلها بيضة
لم أكل بيضة منذ فترة طويلة
أستمتع بطعمها وابتسم
أعود لحجرتي ، أجلس على الأرض جوار الفراش استمع لموسيقى مرسيل خليفة وانتظر نوم الصمت واستيقاظ النهار
يوم جديد ربما اقابل فيه أرنب بلاد العجائب أو أصادف كتابة حلوة أو رجل يرقص معي على ألحان عذبة تشبه الفرح.

Monday, March 29, 2010

أجنحة

العالم هذا الصباح له أجنحة
الوردة التي تفاجئني وهي تميل وترفرف
الشاب الذي يمد ذراعية لحظة تغير لون الإشاره للأخضر
يمد يديه على اتساعهما من فوق الماكينة التي يركبها خلف صديقه
العالم والشمس وشعري المشعث كما احبه
وملابس بيضاء أرتديها
وهدوء تغيب فيه ذاتي
هدوء مزدحم بالشجن والحنين ورحيل حبيب ومبادلته بتعاويذ محبة من الكون كله
تخفف عني لكنها لا تفرحني
إتصالات هاتفية وخطط أكتبها بقلمي الرصاص في كراستي البنفسجية التي أهداها لي صديق عندما كنت مريضة
الكراسة البنفسجية التي تشبه سابقتها البرتقاليه التي أشتريتها لنفسي لأحتفل معي بمناسبة مفرحة ، شبيهه الكراسة الزرقاء التي اشتريتها لأن البرتقالية أمتلئت بالعلامات السرية غير المفهومة التي تحوي اشارات تخصني وحدي
نفس الكراسة الثالثة التي تشبه الأخريات والتي جاءت أمتدادا لإعتيادي على ذلك النوع من الكراسات التي بلا سطور وورقها مقوي وتصلح للرسم وللحزن ولبعض الحكايات
العالم الذي يدغدغني
ويلثم جبيني ويحضني كما أحتاج واستحق
فأذوب وأصبح نتفة ثلج في مناخ صيفي مشمس
فيرتبك رجل احبه عندما يراني ولا يعرفني
يضعني بين إصبعيه ويفركني ليتأكد أني نتفة ثلج باردة وحزينة ومبهجة في آن واحد
يضعني على شفتيه ويطبق عليّ فأختنق واتلاشى
عندما أبدأ من جديد
لن اكون نتفة وحيدة سأكون وابلا من كرات الثلج المكورة الزجاجية
كدموع تنساب من قلبي بسبب جروح قديمة وأحزان متجددة ورهبة أشياء حلوة قادمة
عندما أتجسد من جديد سأختار نفس القلب وسأحرص أن أنال نفس الخدوش
وأقع في ذات الأخطاء واحب الرجل القاسي ذاته
ثم أفرد جناحين لهم رهافة السحب وقسوة البعد وأمضي .

Thursday, March 18, 2010

صباح بنفسج


النداء السحري الذي يدوي في اصداء روحي منذ الصباح
اتحسس الكون كله في اللحظة التي أفتح فيها عيني
أتذكر الحلم ، واجربه من جديد في لحظاتي الخاصة بين النوم والصحو
الحلم الذي يبدأ بالدقيق وينثر الخير في طرقات الحكايات يبهجني
ويمرر لي مزاج رائق ، وألعاب تكفي نهارا جديدا
اليوم سأبقى في البيت وسأصنع " مكرونة بالباشمل"
الصنف الأكثر بهجة الذي يستدعي وجود أمي في المطبخ
أترك ملعقتي الخشبية وصنيتي الزجاجية ، وأستخدم أدوات امي
اقتصد في إضاءة الكهرباء ، وأمشي وراء ظلال شمس تداعبني وحدي أتصيدها خلف جدران البيت الواسع الرحب
المملؤ بأرواح أعرفها واشعر بها تمر عبري وتنزلق داخلي ثم تتحرر بعدما تربت على أوجاعي وتهدهد قلقي .
اليوم استيقظ في يوم قديم
يوم من الماضي
أتجنب النظر في المرآة واعتمد على إحساسي ، وضفائري التي أتحسس شرائطها الحمراء التي تشتريها أمي لي من عم طلبة الخردواتي العجوز الذي غادر هو ومحله والعقار كله – كانه لم يكن ابدا-
أستيقظ في يوم قديم بلا هزائم ولا فقد ولا إنكسارات رحيل من نحب.
الجميع هنا
انا وحدي في البيت أنصت لضوضاء الصمت
اسمع صوت جدتي في الدور الأرضي – الشقة التي أغلقت تماما منذ عام بعد وفاة خالتي –
خالتي التي رايتها اليوم في الحلم وهي تناولني الخبز ، صوت أولاد خالتي وشجار أولاد خالي وغناءي انا واخوتي
الجميع هنا
وانا أقف خلف الستارة الملونة العب بالمنشار الزجاجي وأحاول أن المس الألوان ، البنفسجي – هو لون طفولتي الذي حاولت طيلة ساعات وأنا مختبئة خلف الستارة أن أطبق عليه يدي
البنفسجي الجذاب المراوغ
الذي أحبه
رائحة البيت القديم تملأ أنفي
أضع صينية المكرونة بالفرن وأنا ارى انها تشبه تلك التي تصنعها امي منذ طفولتي ، أفكر أن طارق سيفرح عندما يعود من العمل
لانها صنفه المفضل ...
أفكر أني سرسبت كل قلقلي بشان ندوة الليلة لمناقشة روايتي
استبدلت القلق بصنية مكرونة لها طعم صباح قديم

Friday, March 12, 2010

عشيق

..

هل يمكن أن أكون عشيقة رجل لا أريد منه إلا أن يحضني في مكان مغلق؟
-من رواية برهان العسل سلوى النعيمي


العالم الذي جاء لحظة اختفاءك بدى للوهلة الأولى مريحا مسطحا بلا أبعاد ثلاثية ، بلا جبال ولا مرتفعات ترهق قلبي في تسلقها وتذكرني بأن التدخين أثر على قدرتي في حبس الهواء داخل رئتي.

الفقد الأول جاء من بداية ممارستي للعالم .
الكتاب الأول الجديد الذي أقرأه بعد أن دفعتك خارج بوابة عالمي كان سيمتعنا الحديث عنه " رواية إيروتيكية " رواية سلوى النعيمي –برهان العسل-
في الرواية العسل هو سائل المرآه
في الرواية - برهان العسل هو العسل نفسه- كما يقول ابن عربي

النصوص الموحية تسرسب لي طاقة الكتابة ... تثير قدرتي على استدعاء الأفكار
الكتب الإيروتيكية أو التي استقبلتها أنا بدلالات ايروتيكية
حسية العالم الذي عرفته بسبب مشاعري نحوك
كميائي المتهيجة في دائرة طاقتك
تعاتبني صديقتي منذ أيام أني صرت ألوح بكلمة " جنس " في حديثي المعلن
أقولها هكذا عندما أتحدث عنه
أفكر بعد ان انهي محادثتي الهاتفية معها / هل له اسما آخر
الحب يقولها البعض هكذا – ممارسة الحب

ابتسم وأنا أطلب من أحمد الذي يعمل بدار ميريت كتابيّ قصة الجنس
لأني اتذكر صديقتي التي توبخني لأني صرت أقول الكلمة هكذا
قلت له وأنا أقف أمامه وكأني اشتري برطمان نيسكافيه من السوبر ماركت
كتاب الجنس الذي ترجمه ايهاب عبد الحميد.. أظنني اضفت اسم المترجم لأجعل الكلمة الواقفة بلباسها الداخلي ترتدي بنطلون بيجاميه ، ومع ذلك الكلمة تبقى باللباس واقفه هكذا بلا حياء
أسمع أصدائها في روحي " كتاب الجنس"

انتبه لأني قلت كتاب الجنس فأعدل من وضعية الكلمة داخل الجملة " كتاب قصة الجنس " يا أحمد
لكني انتبه ان أحمد لم يعد أمامي اصلا وانه ذهب ليحضر لي الكتابين ومعهما كتب أخرى طلبتها

أكرر الآن كلمة – جنس- أضيف لها من باب الوقار وربما التلاعب
جنس بشري ، جنس أدبي
ابتسم وانا أتذكر صديقتي وفمك وتفاصيل جسدي الطري وهي متحررة في برنس الحمام القصير المغوي .
أتذكر كل ذلك وأنهى قراءة "برهان العسل" التي تملئني بحالة غريبة تشبه تلك التي سكنتني بعد قراءة رواية " الوله التركي " لأنطونيو جالا

هل يضعني مثل هذا النوع من الأدب وجها لوجه مع انحرافات مزاجي ، مع رؤيتي العميقة للجسد والجنس وكأنهما المحرك الوحيد الذي يقودنا في عالم السعادة.

هوسي بالسعادة ... رغبتي المخلصة القاسية في الفرح هي ما يورطني في التملص من البشر والقيود ، وتضعني أمام عري جسدي الملفوف في بورنس الحمام الذي اقضي فيه وقتا أطول مما أخترع لأجله .
أرتديه بعد الحمام وقبله ، أجلس به على طرف فراشي أتحسس فنجان قهوتي وارشف منه باستمتاع يشبه عناقنا .يشبه رغبتي فيك ، ورغبة جسدي في ملامسة روحك المتدثرة بعيدا في أعماق كهفك الذكوري .

في رواية " الوله التركي" لم يكن هناك غير جسدها ويمام بطلها الأسطوري الذي صنعته رغبتها واحتياجها ،والكمياء القاسية التي تشبه سريان اشد أنواع المخدر فتكا للجهاز العصبي
هي ترغب فيه طوال الوقت تمارس الكون لتلتئم به في الفراش
هذا هو الفعل الأساسي ... كل ما عدا ذلك جنون
ممارسات عبثية للبين بين
للزيف والنفاق والإلتزامات
في الفراش مع يمام / معك
يتجلى العالم كما تحبه ... تنحسر ألعاب الظلال ، وتبقى تفاصيل الجسد والروح وصوت النشوة ونحيب الوجع الممتع .
تكره النساء رواية " انطونيو جالا" تلك لأن نموذج المرآه التي تقدمه يبدو شاذا مريبا ... معلنا عن تواطأ مع قهر الرجل واستعباده لأنثى بما يمنحها في الفراش
أجل يعلن جالا ذلك صريحا في روايته لأنه لم يتكلف مشقه تعلم أحدهما لغة الآخر
ليس بينهما لغة / حوار
يتحدثان بكلمات مجمعة ضعيفة من خلالها يأمرها بفعل كل ما يريد
تهرب لأجله المخدرات في السجاجيد / تنام مع رجال أخرين كرشوة جنسية يدفعها هو لتسيير أعماله / تخضع لقابله حقيرة .. تفتح لها قدميها لتسلبها اطفالها منه واحدا تلو الآخر / تقابل حتى عشيقته الجديدة وتقبل أن تمارس جنسا ثلاثيا معها لترضيه هو / انت
يمام الذي يستنفذ ألعابه كلها في جسدها وروحها دون ان ينطق بكلمة ... دون أن يكون هناك حوارا مشتركا
هي التي تقطع صلاتها بالعالم وأصدقائها وبلدها وزوجها وبيتها لأجله وتجئ لعالمه
هي التي تنتحر وتغادر العالم عندما يطلب منها ان تغادر البيت لان عشيقته الجديدة قادمة .

كيف تحب النساء رواية كهذه !
الرجال ايضا يكرهونها
هل لأنهم لم يعرفوا ابدا ان يكونوا ذلك اليمام ، أم لأنهم لم يقابلوا إمرأة تقدم هذه الفروض من العبادة ، ام لأنهم يتظاهرون بالتحضر ، ويهذون بكلمات تجذب دفة الحياة بعيدا عن الجسد والكميا والفراش
لا اعرف غير اني أحببت هذه الرواية جدا ...
رغم انها كابوس خاص بي ، هل ينتظرني نفس المصير في حبك
هل ستلعب بي كل الالعاب التي تعرفها ونخترعها سويا ثم تغادر!
أنت لست هنا اصلا ، يمام لم يكن هناك ابدا .

Thursday, March 04, 2010

تذكرة سينما واحدة / وحيدة


الفوضى
لاشئ في الافق غير الفوضى
أترك الكتابة تمر عبري ولا امسك شيئا منها
أفلت الكتابة وأترك الحروف تتسرب عبر الصفحات التي اقلبها في الكتب دون ان اعي شيئا ، أغادر مكتبي في الجريدة لمقعدي بالمقهى ، أمشي في الشوارع أو اجلس وسط الاصدقاء أو الاعداء
أعطى مواعيد ثم اخلفها وأرتجل
أسمح للإرتجال والفوضى أن يخرجا من حصان طروادة
مدينتي نائمة مستباحة

في الأحلام الملعونة يختلط الواقع بالجنون
أنام معك في لقطة شديدة العنف واللذة على حد سواء ، عندما استيقظ لأن تليفون من صديق قاطع ما كنا نفعله
قاطعه ليخبرني أن ارتدي ملابسي وانزل لأقابله على المقهى
اسبه في سري ، وأخبره بصوت غير ناعس أني قادمة
ليس لصوتي درجة ناعسة أبدا
أنا استيقظ فورا واكون في كامل وعيي فورا
في الطريق افكر في لقطة الحلم من اين جاءت مكتملة حسية هكذا ، اتذكر فيلم شاهدته منذ يومين
أعرف ان الحلم كان تجسيدا للقطة ، أدرك الآن أن المشهد في الفيلم اعجبني تماما
كان عن ولد أحب بنتا سنة كاملة وفي اليوم الاخير من العام الدراسي صارحها وكانت هي الآخرى تحبه وتراقبه
لقطة جنس جاءت بعد ذلك كيف كانت
بريئة كالمرات الأولى ، وطاغية كالفعل القادم من الحب والشوق على حد سواء
في الفليم كانت مشهد المفتتح لأن البطل مات في حادث تصادم في اللقطة التالية
وفي حلمي كان المشهد الوحيد لأن ثمة من قاطعنا لأني أترك هاتفي مفتوحا طوال الوقت .

الفوضى التي أعيشها الآن
تملئني بزحام من البشر والأفكار والأحلام والحزن والبهجة
كل شئ مختلط، لا شئ حقيقي
كيف نستطيع تذوق ملعقة سكر مخلوط بالملح
ما هي المحصلة لا شئ ولا أحد

الكتابة التي اخاصمها ، التوتر لأني أتعود الآن على نمط جديد للحياة
الفقد الذي يملئني
أمي التي اشتاق حضنها ، ومارس الذي جاء محملا بعبق كل ايامي الحلوة التي غادرت
البحر الذي تملئني رائحته كل يوم عندما اعبر الطريق لأذهب للجريدة
كل يوم تملئني رائحة المصيف والبحر
تدغدغ اعصابي فأضحك
في المساء أجلس على طرف فراشي واصطاد سمكا افتراضيا بعصا المقشة من أرضية حجرتي الزرقاء

في المساء أنفض عن ذهني كل ما شاهدته في يومي المزدحم
كل الضحكات الكاذبة وإبتسامات المجاملة التي شعرت بها تنغرس في وجهي

في المساء أحرر دموعي
واخبرني أني سأذهب لفيلم رسايل البحر وحيدة

أقف كل يوم امام باب السينما
أسأل فتاة الشباك عن ميعاد الحفل القادم ولا اعود أبدا
رهبة تذكرة سينما واحدة لفتاة وحيدة
ليس ثمة فتيات وحيدات هذا الموسم
عند النهر اقف ... أنظر للسماء البعيدة المشوشة مثلي وأخبرها اني في الغد سأجرب من جديد
اقول لنفسي الامر في غاية البساطة
سأدخل الفيلم وحدي لأن كل اصدقائي شاهدوه عندما كنت مريضة
ثلاث أسابيع في الفراش كانت كافية ليدخل كل اصدقائي الفيلم
في اليوم الجديد ساجرب من جديد
سأسأل فتاة الشباك عن ميعاد الحفل الجديد ومن ثم سأعود ربما
.

Saturday, February 27, 2010

كراكيب التي أحبها

كراكيب مدونتي
مساحتى الجميلة من هذا العالم التي اصدق اني أملكها ، وأنها تعرفني
كنت عايزة أنشر اعلان عن حفلة توقيع لكتابي الجديد كراكيب
كان المفروض أنشر صورة الغلاف ، أو صورة الكاتبة اللي هتحضر الحفل
بس مقدرتش اقاوم رغبتي في وضع الصورة دي
نهى الطفلة
يمكن تلائم فرحتي وسعادتي بكتاب عزيز على قلبي
شاركوني الفرحة والبهجة دي
يوم الثلاثاء القادم 2 مارس الساعه السابعه مساء بجاليري كونست ، الكتاب ينتمي لأدب السيرة الادبية وصدر عن دار مزيد للنشر
،يدير الحفل الكاتب محمد كمال حسن

Monday, February 08, 2010

كراكيب في المكتبات

عن دار مزيد
صدر كتاب" كراكيب نهى محمود"
تجدونه الآن بمكتبات الشروق
وجناح دار ليلى بمعرض الكتاب"
لوحة الغلاف الرسامه الجميلة سحر عبد الله
تصيم الغلاف الصديق أحمد مراد

Friday, February 05, 2010

البنت التي تمطر


أقتنعت أخيرا بضرورة توقفي عن ذلك النوع من الكتابة ،
الكتابة التي تمس أشياء حقيقية داخلي ، وتشير لشخصيات بعينها
تخدش غموض العالم ، وتحكي قدر طاقتها
أقتنعت بأن التوقف عن هذا النوع من الكتابة الفضائحية المخجلة سيمنحني قدرا من الخصوصية فيما يتعلق بأفكاري الشريرة ، ونزواتي العاطفية ، وانحرافات مزاجي السرية .
صدقت تماما بأن ذلك النوع الكريه من الكتابة لا يفرق كثيرا عن المادة التي يصرح بها عبيط القرية ، ومجذوب المدينة
ليس ثمة إختلافات تذكر
بنطلون بيجامه متسخ له رجل اقصر من الاخرى ، الفانلة التي كانت بيضاء ذات يوم ، جاكيت بلا لون يغطي بعض الجسد
عصا مقشة أو غصن من شجرة أو قلم
القدم حافية عارية لا تتأثر بإنغراسها في التراب أو الاسفلت على حد سواء
عبيط القرية ومجذوب المدينة وأنا نمارس ذات البوح ونفس طريقة الحكي ونرتدي نفس الملابس في تلك اللحظات المباركة .

أقول لنفسي في فترة مقاومة تلك الكتابة – أني سأجرب كتابة القصص القصيرة ، ربما أعد كتابا عن القرود او الحشرات أي شئ يساعدني على تجنب أستعمال البشر والحكايات التي اعرفها .
أي شئ يخلصني من الحوارات العقيمة المشوشة حول الشخصيات التي أكتبها ، والأسرار التي اذيعها عبر ميكرفون الحروف
لن يدقق احد معي بشأن ممارسة قرد صغير للحب مع أخر تحت سرير حجرتي لو كتبت ذلك ، بينما لن يتركني أحد في حالي لو حكيت الحكاية نفسها وكنت طرفا فيها .
التورط في الكتابة .. يفوت عليّ رغبتي في الإختفاء
عندما ابتلع أقراص المهدأ ، وأتكور على بعضي في الفراش واغلق هاتفي المحمول وانوي أن أغيب قليلا عن العالم بكل ما فيه
بالضوضاء التي أحبها ، والصمت الذي يفزعني
برغبتي في التخلص من الحب ، والفراغ الشديد الذي يملئني لأني نجحت في إفساد التعويذة التي أعرفها بشان رجل كان هنا ثم فتحت له الباب وتركته يتسرب كشعاع لضوء لا اعرف مصدره
بخروجه أنتهى الأرق الذي يصنعه الضوء الذي يشتتني
بخروجه صار بإمكاني ان أنعم قليلا بالظلام
الصمت بلا حكايات ، والظلام بلا ذلك الرجل
عالمي بلا ذلك النوع القاس من الكتابات ، براية الهدنة البيضاء التي رفعتها صديقاتي بعد شهور من الإستنزاف
الجلسة الطيبة التي جمعتني بهن ، اهدتني مفتتحا جميلا لروايتي الجديدة التي أكتبها
الرايات البيضاء الاخرى التي ملئت مملكتي
رايتي الأولى واستسلامي للقدر وللحزن وللموت
رايتي الملونة التي تبدو كإشارة سلام ألملم عبرها قطع البازل في لوحتي التي أعلقها على حائظ العالم لحين إشعار أخر

رغبتي في إختراع كتابة جديدة ، ورطني في التوقف عن التفكير فيما أحس
مرر لي الكثير من التشويش والشجن الذي لا تطيقه روحي .
كتابة البوح ، تلك الفضائحية المحببة لنفسي
رغبتي في كرهها ، وعجزي عن فعل ذلك
سعادتي بخلطة الشر والخرافة في أجساد وحكايات من أعرف لم يفسدها حتى رحيلك .
رحيلك الحتمي ... وبقاءي المكتوب
المكتوب كقصة شعبية يثرثر بها مجذوب المدينة
ويقولها عبيط القرية في الأيام الحارة المشمسة ، واكتبها أنا بعدما أطمس بعض ملامحها ، أو أسرسب لها بعض شري ومكائدي وأحزاني
الكتابة المباركة التي اقاومها وتسكنني
أحبها وأسقط في بئر إغوائها وخطيئتها بلا خجل ولا لحظة ندم واحدة .
أسقط الآن مطرا كثيرا يبلل جفاف أوراقي ، ويسمح لنبتة خضراء رقيقه ان تشق الأرض القاسية وتجئ .

Friday, January 08, 2010

حفل إطلاق راكوشا


دعوة لحفل التوقيع الأول
لرواية راكوشا
يوم الأربعا ء القادم 13 يناير
الساعة السابعة مساء
دار ميريت للنشر
6 ب ش قصر النيل بجوار سينما ومسرح قصر النيل - بوسط البلد
الدعوة عامة
راكوشا ستحضر حفلها الأول / وقد تجئ الكاتبة معها أيضا
ربما
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner