Friday, April 25, 2008

حب رغم المطر


أخجل من نفسي لأني احبك الآن
وسط كل إخفاقات الحياة .. بين اوجاع البشر
رغم أطفال الشوارع وطوابير الخبز
وإنشغال كل من نعرف بتسجيل الأحفاد في بطاقات التموين
أخجل لأنك ترسم على روحي إبتسامة تضئ كياني كله
في عتمة نشرات الاخبار والصحف الكاذبة والأحداث المؤسفة
والاعتصامات والإضراب وعربات الأمن المركزي
ومصادرة الكتب والهزيمة والتطرف والإباحية والجنون ذاته
أخجل لأن قسمات وجهي تشي بكل ما أحمله لك من حب
فلا ابدو جادة في مواجهة أحزاني وأوجاع الفقد داخلي
ولا وأنا استمع لحزن صديقاتي ولا لمشكلات اصدقائي
لا ابدو جادة وأنا أعمل أو اضحك أو أكتب أو ابكي
لاشئ حقيقي سوى وجودك
الذي وارب لي بوابات السحر فعبرت

أخجل من نفسي لأني أحبك كل هذا الحب
رغم كل هذا الصقيع والوحشة المخيمة على العالم من حولي ..
اخجل من التيه الذي تنقذني منه وأنت تبدو لي من بعيد منارة تدلني وسط العاصفة

أخجل لأن العالم صار قبيحا أكثر من قدرتي على الاحتمال أو الاستيعاب
وأنت تظنني قوية وتبحث في أكوام القش داخلي عن واحتك الآمنة
انت تصدر لي طاقة احتمي بها وأنا لا أملك ما أرده إليك
تعرف !أفكر احيانا انه
ليس بوسع بعض الدفء على الارض أن يهزم زخات المطر
ليس بوسع بعض الوردات البيضاء أن تهزم سواد الصحراء ووحشتها
وانه ليس بوسع قطعة الشيكولاته التي نقتسمها كل صباح ان تبدد مرار العالم
لكن لمسة يدك الطيبة التي تمدني بالحياة تبدد كل الخوف
وتفتح لي أبوابا من الأمل مفترض الحدوث .

Wednesday, April 23, 2008

بين الكتابة والحب

إذا كتبت شيئا أخشى أن يحدث
وإذا أحببت أحدا أخشى أن افقده
ولكنني لا أستطيع مع ذلك
أن أتخلى عن الكتابة وعن الحب
إيزابيل الليندي

Saturday, April 19, 2008

حوار

يسألني كيف يطهرني الحزن وتحررني دموعي
أعرف انه يحن للخلاص
يقتسم معي بعض أسراره التي أعرفها دون ان يحكيها ..
أراها تحاصره كطلاسم سحر تحتاج لعرافة قريتنا –
وحدها القادرة على كسر السحر الأسود – وحدها قادرة على إعادة قدرة البكاء لعيونه
- البهجة لقلبه – الحلم لروحه المثقلة.
وحدها تساعده على العودة – الوطن- يحمل له غضب لا أعرف سببه ،
ولن اعرف لأنه لن يدخل معي أو مع أي مخلوق اخر حجرة أسراره المعتمة ..
لن يحتمل رائحة العطن المنبعثة من ذكرياتنا الموجعة ، ومن منا يحتمل !

أفكر كيف إذن تبدو معجزات الحب !
وكيف يتواطأ الجنون مع الحب ليشعرنا بالحيرة والحزن .

أتعجب من تضفيرة الحزن والهدوء التي تسكن روح البنت
كانت تظن ان لحضور الحب ملمس أخر غير ذلك المسكون بالوجع .

الوحدة هي الكائن العملاق الذي يتباهى بجسده فيمنع عنا ضوء قرص الشمس
ذلك العملاق الذي يسد منافذ شبابيك روح ذلك الولد
الحزن هو الكائن العملاق الآخر الذي يتجسد للبنت كل صباح
لا تستسلم له تبتسم .. تتسع الإبتسامة لتبدو ضحكة مضيئة على وجهها وهي تحكي ..
يطرق الحزن كل ابواب عقلها لكنها لا تصغي
عندما تستسلم يلمح الولد دموع عيناها ..

تتعجب هي لأنها تخجل من بكائها أمامه –
تمارس البكاء طيلة الوقت أمام الدنيا كلها
لكنها تكاد تموت من الخجل عندما تخونها دموعها امامه
تكاد ان تعتذر له وتهرب – تقاوم رغبتها في ان تجري ..
تستسلم لوجودها معه وتضحك .قبل ان تتسلل الدموع لتغطي وجنتيها من جديد

Monday, April 14, 2008

بنت أسمها نهى


نهى

تعجبني الطريقة التي يناديني بها ذلك الولد
يمسني التغيير الذي يحدثه وجوده في كياني
أتحسس الخيط الأبيض الذي يرتق به خدوش روحي ،
أمرر أصابعي على حوائط كياني فأراها متراصة في قوة ويقين
لا اثر للشرخ الذي شقها أيام الطوفان
لا اثر لدمي السائل المختلط بانهار حديقتي فقط جداول صافية عذبة
كما لو كانت لم تدنس ابدا من قبل

نهى هكذا يناديني بأسمي .. أكتشفه معه من جديد
يحرره من كل نداءات الحياة السابقة وإخفاقاتها
يقوله بخجل فأتلقاه بحياء
يتمتمه كتعويذة فيتحقق السحر

يمرر لي الهدوء وأسحبه لضوضائي
أتبادل معه ضحكتي التي يحبها بلمعة عيناه التي تأسرني
أتجرد امامه من كل ما يثقل قلبي
أبدو أكثر شرا وأبتهج لذلك ويشجعني هو بإبتسامة عيناه
يشجعني على الشر – هذا ما كان ينقصني تماما
رجل يأتي من المجهول يفك معي أربطة العقل التي تبقيني على أرض أشعر فيها بغربة
كل مساء يقابلني تحت تمثال أم كلثوم – في ذلك الميدان الذي لا اعرف اسمه
تمتلئ أيدينا باكياس سوداء وحدنا نعرف ما بها
بعد قليل يمر طائرنا الاخضر نصعد على ضهره يتشبث هو برقبته أحيط انا يدي بجناحه الايمن يصعد بنا
إلى تلك البناية البعيدة العاليه التي نرى النهر من جانبها الشرقي بينما تخنقنا إعلانات شركات الكولا وكروت الشحن من ناحيتها الاخرى
نفرغ الاكياس على الارض ونبدأ في العمل
نطلي الجدران بلون بنفسجي .. نرتب متاعنا القليل
نفترش الأرض ونثرثر
أسأله عن يومه ويسمع مني كل ما كان
أحيانا عندما يشتد بي الحزن أبكي بين ذراعيه
وأحيانا عندما تملئه الحيرة يختبئ هو في حضني
.

Thursday, April 10, 2008

تجريب

لم أعتد الكتابة وأنا متزنة في كامل قوايّ النفسية والعقلية
ثمة خلل يبدأ من روحي يمتد حتى أناملي .. يدفعني لصياغة الكلمات
ليبدو فعل الكتابة كظاهرة فيزيائية من اهتزازات الأجسام ليحدث الصوت .
لكني أكتب الآن في حالة ثبات تلك المولدة داخلي دوما " طاقة الصمت"
لكن الناس تتغير شأن فصول السنة وعاداتنا التي تبدو أبدية ، وأنا جد أتغير
لأول مرة أشعر بالتغيير الإيجابي – النضج- نادرا ما يفعل الزمن فعلته معنا بلا أثر مادي لكنه يفعل ذلك الآن .

أعرف اني متناقضة كالجنون ذاته ...
أفكر طوال الوقت – ثم أزيح التفكير العقلاني كله كأنه لم يكن وأفتح لطوفان المشاعر /
أكتب كثيرا وأمزق كثيرا
احكي كثيرا جدا وأصمت احيانا
أضحك وأبكي في لحظة واحدة ..
أحمل الإحساسين بالصدق نفسه فيبدو الأمر كحدث ولادة توأم " ولد وفتاة" يعاركان لأجل الخروج
يمرر الولد قدمه بينما تدفع البنت يدها ..
يبدو وضع الأم من الناحية الطبية خطير جدا ..
يفكر الطبيب في التدخل الجراحي
قبل أن يشفق الولد على أمه فيسحب قدمه للداخل ويسمح لأخته بالعبور أولا
تطل برأسها على الدنيا بإبتسامة ترقب وإنتصار ربما
تعقبها بصراخ يسمح لقوة الحياة أن تجتاحها ..
ثم يمر الولد هكذا تمضي الاشياء عندي ..
متناقضة ومتلازمة في فعل عبثي أقرب لطبيعة الحياة تلك التي تفوق كل عبث ..
أعيد إنتاج عوالمي مرات كثيرة حتى استنفذها تماما ..
أكتشف بحذر عوالم أخرى أغرق في الدهشة المؤدية للجنون
تمتد عباءات الإكتشاف تلقي على روحي طلاسمها أفرح ..
أدرك أخيرا ذلك الإنفعال الرهيب باكتشاف الإنسان الاول للنار
اكتشاف الأنبياء للإيمان –
العالم الذي أختبره الآن ويقيس هو درجة تحملي – العالم الذي أعرفه والظلال التي أهابها
الستائر المغلقة التي أعرف منذ طفولتي ان خلفها أسد متوحش يزورني في أحلامي الطفلة –
الشبابيك المفتوحة على روحي لتدخل البهجة والإثارة والحب
وأنا واقفة أتلقى وشوشات السماء

Monday, April 07, 2008

كمبيوتر وأشياء أخرى


كزوجة هجرها زوجها عشر سنوات بلا رسالة واحدة او عذر
فعلها الهارد معي – مرة ثانية
لكن هذه المرة تسببت لي في حالة غريبة أصبحت اخشى الاقتراب من الكمبيوتر والعمل عليه مباشرة
ضاعت مني صفحات كثيرة من الرواية الجديدة المرهقة اصلا في كتابتها ..
عدت لتسجيل الشغل في ورق ثم الكسل من كتابته على الكمبيوتر لكن لذلك قصة مؤثرة فعلا
..
بإبتسامة أخي العبقري طارق تلك التي أعرفها كإعلانات وزارة الصحة الجديدة المغايرة للحملة السابقة عن انفلونزا الطيور بضرورة لعب الاطفال في اماكن مغايرة لوجود البط والوز وكده
سألني – في حاجة مهمة على الكمبيوتر ؟
وفي محاولة أن ابدو هادئة كالعادة – لا يا حبيبي – شغلي كله بس –
يحاول أن يبدو عابثا وهو يخبرني انه كان يجرب-
كنت انتظر هذه الكلمة في الأمر دوما انه كان يجرب – يشدني من تفكيري ومحاولتي الهدوء
أصلي كنت بجرب برنامج ممكن يرجع كل حاجة على الهارد لما يتمسح
اعتدلت في جلستي وكأنني مهتمة ويعنيني ما يفعله
بجد.. كويس وبعدين
تزداد حماسته – تصوري مسحت هارد محمد صاحبي كله ورجعته
امممممممم يعني هترجع الهارد بتاعنا تاني؟
لأ أصل متعرفيش الهارد دخله كهربا وده عيب مينفعش معاه البرنامج ده
طب يا حبيبي ايه اللي دخله كهربا ما كان زي الفل
اقترب مني بحذر – يظن اني لا سمح الله ممكن اغضب أو اخنقه مثلا
ده اخويا ومش معقول اخنقه علشان لعب كالمعتاد وحرق الهارد
مهندس برضه ومن حقه يجرب – بصرف النظر انه مهندس نسيج
بس هوايته الكمبيوتر
هكذا يقولها لي في كل مرة يعمل مصيبة .. هيه دي شكرا
بعملك صيانة للجهاز .. احدث برامج.. تعرفي حد بينزل نسخة ويندز على الاقل مرتين في اليوم
افرح طبعا وابتهج وأكاد ان ازغرد وأنا احتضنه بتأثر ومفيش مانع أبكي كمان قبل ان أقبل قدمه
الله يخليك يا طارق عشت زخرا للبيت .
في الاسابيع الماضية كنت حزينة للاوراق التي ضاعت
استنذفت الوقت في تجميع الاجزاء كما كانت من مسودة ورق أو جهازي في العمل أو الإيميل
اخيرا بدأ كل شئ يعود لطبيعته واستعوضت الله فيما ضاع
اخي الصغير طارق شكرا ولا انسى ان اعرض طارق للبيع
عن مميزاته بينزل نسختين ويندز على اقل تقدير في اليوم الواحد
أي جهاز له علاقة بفيشة الكهربا يقدر تعامل معاه لتوصيله لمثواه الاخير
في نسخة تانية من طارق في الشقه اللي قدامنا- وليد ابن خالي - بس متخصص أكتر في ريسفير والتليفون والتليفزيون لو حد هياخد الاتنين في تخفيض ألحق العرض – طارق يتحدى الملل .

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner