Tuesday, December 23, 2008

بمناسبة وجودك


لا شئ يمنح نفسي السلام الخالص
ويبعث في جسدي طاقة حب تكفي كل البشر إلا وجودك
رائحة ذراتك التي تعلق في كفي من أثر المصافحة ...
ذكرى عبقك التي تبقى عالقة في أنفى وملابسي بفعل تقاربنا
يدي التي تلتف بخجل حول يدك ونحن نعبر شوارع وميادين مزدحمة بالضوضاء ..
كفك وهو يجذبني من اناملي لأحافظ على محازاة السير
لحظة كتلك قادرة على أن تمس قلبي بين ضلوعي ..
لحظة أن تمس يدي لتمررني بين العابرين حولنا
تربت على روحي وتبقى ظلالها لايام كثيرة بعد لقاءنا .
إثارتي من ملامستي لفمك بكفي وأنا أمنعك من الإستمرار بمزاحك القبيح الذي أخجل منه دوما لكني أحبه
ملامستي لفمك التي سمحت لي ان أشعر بنعومة ذقنك الحليقة
وألمس مكان الجرح الذي تركته الحلاقة أسفل شفتك العليا ..
اشعر بيدي على وجهك فأنتبه
واتساءل بدهشة ما الذي فعلته الآن !
أسحبها وأشعر بالإحراج .. وأبحث في لوحة مفاتيح اللقطة عن زر – ديليت-
فأنتبه على ضحكتك وانت تسألني أن اكرر فعلتي ..
يزداد حنقي على تهوري فتضحك وتزيد من مزاحك وتقول لي – طب ايديك التانية
أناديك بأسمك لتصمت .. فتصمت ونبتسم معا ...
أنت تصبغ أيامي ببهجة الحب .. ونعومته
وتسرسب لي طاقة تكفيني لأنام وأكتب واتواصل مع أصدقائي واقاربي وأشيائي
لا افكر في مسمى لما بيننا
لا افكر أنك لا تحبني كما اريد ..
ولا اكره نفسي لأني أحبك أكثر مما يستلزم الأمر ..
لكني احب الله لأنه صنعك لأجلي .. واحب العالم كله لأنه يسع نشوتي ووجودك

Monday, December 15, 2008

في حب وطن


لقاء تليفزيوني عقب اعلان الجائزة

حمدي أبو جليّل بين لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ بالجامعة الامريكية


جزء من حضور الحفل



أصدق أن الجوائز لا تصنع الإبداع ،
وأن ألتفاف الناس والحب الذي كان حاضرا في أحتفالنا بصديقي الغالي " حمدي ابو جليّل " لم يأت من عدم .
وأن حمدي يستحق ذلك واكثر.

كيف كانت البداية .. بصوته المضطرب الفرح وهو يخبرني على الهاتف بفوزه بالجائزة ...
أعرف تلك الحالة الجميلة من الصداقة – نحن لا نذوق الفرح المطلق إلا عندما نقتسمه مع اصدقائنا ورفاقنا "
وحمدي إنسان حقيقي كما تعني الكلمة
لا أظن ان حفل الجامعة الأمريكية لجائزة " نجيب محفوظ " كان حميميا ومبهجا كما كان هذه المرة ..
دعا الجميع – دعا كل من يحب أن يقتسم معه هذه اللحظة –
شكل الحضور نفسه وترتيبه كان طفولي مبهج قبل الحفل بنصف ساعه إذا وقفت على الرصيف جوار بائع الجرائد امام " هارديز" ستلمح كل من تعرف من جيلنا الذي يحب حمدي ويحترمه
في دقائق أنتظر فيها بعض الاصدقاء لنذهب معا مر العايدي وإيهاب وعمر شهريار والفخراني وطابور ميريت الغارق في الحب والبهجة عم هاشم وحوله كل الاصدقاء كنت اشعر ان وسط البلد كلها تشاركنا اليوم والفرحة
وأننا جميعا نذهب للعيد
العيد يأتي في الصباح في شهور معينة
بينما نحن جميعا نستعد للذهاب للعيد – ليلة حمدي ابوجليّل بدت لي بطقوسها المبهجة " احلى من ليالي العيد".
في القاعة المزدحمة وبين برنامج الحفل كان الجو مشبعا بشئ لا أعرف توصيفه
كيف يتجسد الإيمان بالكلمات
كيف أشعر اليوم ان الكتابة وطن وأن ميريت وطن
وأن حمدي رجل يستحق الإحترام والحب وأديب له بصمة ولغة رنانة وعوالم ذات سحر وخصوصية .
لو قابلتم عائلته كلها في ذلك اليوم لعرفتوا أنه " ميراث السحر" وأنه نحت لتاريخ وتراكم لموهبة صنعت منه في النهاية " حمدي أبو جليّل"
ماذا عن كلمته التي القاها بمناسبة الجائزة – افكر الآن ان ذلك الرجل يحيرني كما لا يحيرني أحد يورطك طوال الوقت في تصديق عدم تيقنه من الاشياء ومن فكرته البين بين عن العالم
في حين ان ذلك كله ليس حقيقي .. لكنه يفضله كغطاء لشخصيته .
حمدي محب للبهجة والمرح كما لا يحبهم احد يكرس العالم كله بحثا عن لحظات صفاء خالصة .
يعرف بيقين ما يريد واذا سألته أدعى ان الامور تمضي بلا ترتيب .
عشوائية الطموح والترتيب .. عقلانية العبث .. الطيبة الشريرة
في كلمته التي القاها ورطنا في يقينه بتصدير الشك ... وقدم لنا احلام العمر كلها كأنها أوارق حظ ..

أخيرا كان أحتفالنا بصديقنا في بيته وبيتنا " دار ميريت للنشر"
هل تعرفون ميريت!
ما الذي يفرقها عما سواها من دور النشر وتجمعات العمل الثقافي ..
- ميريت – وطن هذا المعنى يحيطها ويذوب فيها ليصبح واقعا
- ميريت وطن في زمن قبيح يغلب عليه التيه
أن تنتمي لميريت معناه أنك صديق لك ما لنا وكل ما عليك أن تتورط في حبها –
حب المكان وبساطته وكتبه وشخوصه وارتباكه وجماله .

حمدي أبو جليلّ
أيها الصديق البسيط المدهش الطيب –
مبروك علينا الجائزة .

Wednesday, December 10, 2008

أشياء تحدث طوال الوقت


أراقبني الآن وأنا أتخلى عن وقاري أمامك
معك أرغب في الإنفلات
تتملكني رغبة عارمة في تقبيلك في الشارع .. في أول إنحناء مظلم نمر عبره للوصول للتاون هاوس حيث تجلس السيدة النوبية في الحفل الصاخب لترسم الحناء على يدي البيضاء التي لا تلفت إنتباهك
أدخن السجائر اليدوية .. تظنها محشوة وألمح في عينيك نظرة رعب ملهمة
أضحك وانا اخبرك اني افضل قضم الحشيش على تدخينه، وأن الأمر كله اني افضل صنع سجائري بيدي .. لأن ملمس التبغ يثيرني وإختلاط لعابي به وبورقة البفرة يبدو باعثا عبقريا لبهجتي ضد الملل المخيم على العالم .

تسألني عن صديقي الجديد
ابتسم بخبث وافكر كيف تعرف أن هناك رجلا جديدا في كل مرة يحدث ذلك
كيف تعرف هالة العبث والمجون التي تشرق في عيني بعد ممارستي للحب في المساء مع أي شقي سأتظاهر خلال شهرين على الاكثر اني مدلهه في حبه .
تضع ساقا على ساق وتخبرني أنك لن تحتاج لسؤالي عنه وأن الأمر بديهي
تخبرني بما يشبه الوقاحة الباردة – انت بحاجة لرجل وليس لحب عظيم-
تخبرني ايضا أنك ستكتفي بمتابعة كتاباتي في الأيام المقبلة
وحدها ستخبرك عن الاماكن التي ذهبت فيها معه
ستخبرك عن مرات المضاجعات وأوضاعها ربما
ستخبرك حتى عن الخلافات والمرات التي خدشت فيها وجهه بأظافري بعد نوبة حنين قوية لك .
ستخبرك بتفاصيل خيبتي ومرارتي المتكررة لأن عشاقي كلهم يخطئون في اسمي في لحظة قاسية ومحرجة وغير قابلة لذلك الخطأ المهين
يبدو الأمر أقرب للجنون عندما تتحقق نبؤات صديقتي – هكذا تخبرني وهي تغير أقمطة ابنها الثالث – لن تصلي أبدا للحب لأنك دوما تختارين كل ما لا يلائمك
تبدأ بلون شعري الصاخب وملابسي التي تبدو غير مناسبة لطبيعتي
واخيرا الرجال الذين اقضي معهم ايامي .

ابتسم لأخفي مراراتي ..
أنظر في ساعتي وأفكر ان لدي أكثر من خمس ساعات يمكنني أن اقضيها معك قبل ميعاد عملي ..
نصل للبيت .. تبدل لي ملابسي .. تدخلني في منامتي البنفسجية أم فيونكات
تصفف لي شعري وتخبرني أن لونه الجديد ساحر ومضئ
تضعني في فراشي وتطبع قبلة بريئة على جبهتي وتهم بالمغادرة قبل ان اجذبك من يدك بكل رغبتي فيك ..
وأحكم الغطاء حولنا وأضع راسي المرهق المزدحم على كتفك وانام
ولا انسى قبل ان اغمض عيني أن اخبرك ان توقظني بعد خمس ساعات من الآن
لكني أنسى ان أسألك ككل مرة – لماذا لا أجدك ابدا عندما يقلقني شعاع الشمس الحارق كل صباح .

Saturday, December 06, 2008

في مديح الغواية

أحن إلى لمسة يدك التي لم تحدث أبدا
أحن لدوري كإمرأة تعرف كيف تغوي ...
أترك ليّ جسدك الذي أعشق تفاصيله ، وأترك ليّ شفتيك لأحل لغزك المحير
وأنتزع اعترافا بأنك تريدني كما أريدك أنا .
أحن إلى خطيئتنا الخالدة – نحن البشر- إلى أوراق التوت التي تتواطأ معنا
لتداري فعلتنا .
إيروتيكية المشهد العادي الذي يجمعنا تثير الشفقة والغثيان ربما
أنت تعبر بي الطريق .. أنا اتشبث بذراعك ... وأنت تتكأ على كتفي
تتحرك ذرات طاقتي كلها في اتجاهك .. تتبعثر وتصنع شحنات جنون لا اشعرها مع سواك ...
أنا اخافك وارهب غضبك
أنا اخجل من قربك ومن صوت تنفسك الهادئ .. من طريقتك في وضع ساق فوق الأخرى ..
أنا اغتوي تماما من الطريقة التي تضغط بها على مخارج الحروف
عندما نتحدث في موضوع محرج ..
وما اكثر كلامنا الخارج وإيحاءتنا الساذجة بأننا لا نبالي ...

أنت تكتشف في ذاتي ميولا مازوخية ملعونة
أنت تعذبني وتجلدني بسياط الحنين ..
أنت تعاملني بهمجية إنسان بدائي يحارب بشرف وشراسة
لشيوعية الطعام والجنس وسيادة الاقوى .
أنا ضعيفة وأنت تحب إنكساري أمامك
أنت سادي وأنا أنتظر منك ان تعاملني بآدمية
وان تبادلني هوسا مماثلا ..
أنتظر منك أن تلملم السكاكين والحراب
وتمحو الدماء التي تغطي اجسادنا وثلج الكرة الأرضية
انتظر منك أن تشعل نارا مباركا في جسدي المغتوي
وأن تقتصد في عنفك وغضبك وجنونك
وتسمح لي أن أمارس الدور التاريخي لحواء جديدة
اخبرتها العرافة أن ضياعا في الارض وتيه ابدي ينتظرها معك .

Tuesday, December 02, 2008

أمير مدينة الحزن

ابتسم الآن وانا أتذكر كيف بدأت صداقتي مع " محمد أبو زيد"
قبل شهور من صدور روايتي
تعرفت على مدونته وعلى دواوينه من صديقتي سهى زكي
كانت تتكلم عنه بحماس شديد
كانت تقول لي عندما قابلته صدفه اول مرة – ده أميري شعرائي-
محمد ابو زيد – كان الصديق الوحيد من الوسط الأدبي الذي قرأ مكعبات الرخام مخطوطه
قبل أن تصبح بروفه رواية
ارسلتها له بالإيميل – طبعها وقراها –
واتصل بي بعد ايام ليخبرني أنها اعجبته وليمنحني بشارة طيبة من قلب طيب بأنها ستنجح
لن يعرف محمد كم اثرت في مكالمته تلك – وكم كان دعمه لي نجما جميلا حمل لي بشارات العالم كله وقتها

لم تكن علاقتي بمحمد متوطدة جدا عندما توفي صديقنا " محمد حسين بكر"
لكن الحزن يوحدنا كلنا ويجعلنا نلتئم اكثر ونختبئ في قلوب بعضنا
كان يتصل بي كثيرا جدا ليطمئن على حال سهى وابنتها نهى
كان يحدثني ليوصيني عليها – نهى خلي بالك من سهى-
كيف كان يقولها ويحثني عليها – بيقين وقوة ورغبه في المساعده تشحذني أنا أيضا
وتملئني بإيمان الصداقة – ربما لا تعرف سهى عن تلك المحادثات شئ
لكنها خطت داخلي لمحمد مكانا لم يخذلني الزمن لأعرف انه كان يستحقه

محمد أبو زيد – ذلك الشاب الهادئ الخجول صاحب الإبتسامه الطفولية
والكلمات السريعه التي يطمئن بها على أصدقائه
محمد الذي يكتب كتابة مغايرة خالصة بالصدق والحزن ودهشة اكتشاف العادي
ليحوله بتراكيبه الخاصة ورؤيته للأشياء تعاويذ تخلصنا من مادية القبح
وتسبح بنا لعذوبة عالم لا يعرفه سوى المختارين .

محمد الذي علمني كيف أستخدم موبايلي الجديد لأنه يشبه تليفونه ..
صديقي العزيز الذي صبغ صباحات السبت
ومعه طاهر وهاني والعزب وأستاذ مجدي وسهى وسلوى وغيرهم من زوار مقهى صالح بوردات روز
ثقبت جعبة الحزن في روحي
وغيرتها ضحكات وذكريات عذبة
محمد الذي لا يتوقف عن التصوير في صباحات السبت عندما نجتمع .
. نتوقف في وسط البلد كاننا نزورها للمرة الأولى نجلس على الارصفه معهم جميعا
ويلتقط لنا بعدسته الخرافية لقطات تعاكس الزمن واتكاءاته علينا
نذهب معه لشراء السندوتشات ونشرب القهوة واليانسون ونحكي ونضحك ونقرأ

محمد الصديق الذي أعتز به كما لا أعتز بأحد
كنت أفكر أني كنت انوي في بداية هذا البوست أن أتحدث عن ديوان جديد لمحمد ابو زيد
صدر صباح امس بعنوان " طاعون يضع ساقا فوق الأخرى وينظر للسماء" عن دار شرقيات
وانه اهداني نسختي الثانية ربما بعدما عايرني الطاهر شرقاوي انه حصل منه على نسخته الأولى .
محمد لقد قضيت امسية عذبة رائقه محملة بالشجن والحب والإبداع مع ديوانك العبقري.
أصدقائي الأعزاء ادعوكم لقراءة محمد أبو زيد
محمد مبروك علينا ديوانك خالص تقديري واحترامي لك
نهى
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner