Sunday, November 30, 2008

حب العزيز

أظن السفر أصبح عشيقا مخلصا.
يمنحها الخلاص ...
يخلص جسدها من شحنات الحزن والغضب
التي تسرسبها داخلها وطأة التكرار والعادية .

تراكم الأحزان الذي ينال من روحها رغم المقاومة
انكسار قلبها الذي قد يعالجه الزمن ..
لكن نفس الزمن لن يمنع تسرب الروح عبر الشق حتى ميعاد الإلتئام


السفر إلى الإسكندرية ..
الساعات الهادئة التي منحها لها القطار،
وسماعة الأذن التي تسكب موسيقى عمر خيرت في روحها .
نافذة القطار .. نافذة العالم المتاحة .. ثقب روحها
تتماس جميعها وتقودها للخلاص .. تتفرج على نفسها من نافذة الروح ..
تتعجب من الهدوء الذي يقيد انفعالاتها ..
من الإجهاد الذي يمنعها من ابتكار الحكايات ،والذي يقتل الكلمات قبل ولادتها ..
تتعجب من استسلامها للهدوء وضجيجه الثقيل على روحها .

عبر نافذة القطار..
يبادلها الجمال سرا .... بسر
تنتصر ابتسامتها وهي تلمح الخضره بقدر ما تسع طاقتها ومخيلتها ..
تقارن درجات ألوان الخضرة .. تفكر أن اللوحة أمامها تشبه طبق ملوخية كبير
تضحك للخاطر...
تنحني أمام جمال النخيل والأشجار يمر القطار على الترع ، على جانبها تتعرف على " كرنبه"
تفكر انها أول مرة ترى كرنبه نائمة على الأرض الزراعية جوارها أخريات ..
تفكر أن المشهد الوحيد الذي ترى فيه " كرنبه" في السوق أو على منضدتها في المطبخ قبل طهيها .
تفكر أن ذاكرتها المرئية بحاجة لإنتعاش وتغيير وتفكر أن المنظر يشع بهجة ، وتتحير ما المبهج حد الضحك في حقل مزروع به " كرنب" .
القطار يمضي في طريقه ، وتمضي روحها في لملمة الجمال الذي يتصف به الطريق .

تفكر انها تشعر بصلة بكل ما تراه وتمر عبره ..
تتذكر رحلة القطار الطويلة إلى أسوان .. تجتاحها مشاعر تعرفها جيدا "
خليط البهجة والإثارة والحنين والحزن" مضافا لهم الهدوء ذلك الضيف الغريب عن عالمها .
أظنها تحتمي بكل ما ترى .

ترى حمار يحمل فوق ظهره نوع من الزرع الأخضر لا تعرفه ..
تتأمل الطريقة التي يمضي بها جوار الترعة خلف صاحبه ..
تفكر انها تحب الحمار وانها تظن انه كان سيكون رفيقا جميلا محببا لنفسها
لو كانت طفلة غير قاهرية تنتمي للأرض والبراح البعيد عن مدن الأسفلت القاسية .
من نافذة القطار تشاهد الأطفال وتلمح السيدات في سوق القرية ، والرجال وقت صلاة الجمعة ..
ومجموعة أخرى خارج البلد قرب المقابر ربما ..
يذكرها ذلك بالحوادث الكثيرة التي شاهدت حزنها دامغا ودماءها باقية على التراب
في مدن الصعيد الأكثر حزنا من أي شئ شاهدت .
تفكر في المفارقة ... وفي المقارنة التي تعقدها روحها فورا بين بلاد الصعيد وبلاد بحري .
تفكر في الجمود والصلابة والرهبة التي تشعها الخريطة الآخرى لمصر العليا .
بينما تحمل صور ورائحة الجو هنا نحو الإسكندرية
تراث ونسيم آخر تدركه هي فورا وتتأكد منه مع كل ميل يقطعه القطار ..
في الاسكندرية تقايض على احزانها وتتركها هناك
تمشي الى جوار الترام وتزور " اماكن غير التي تعرفها ..
ترى عبق خالص للزمن واغوائه " وتكتفي

في طريق العودة يشتري لها صديقها " حب العزيز" تجربه للمرة الأولى ...
يعجبها مذاقه ويبهجها جدا ويترك على وجهها ابتسامه وفي روحها ..
قطعه فرحه صغيرة تساهم في سد نفق الحزن ووحشته .

Wednesday, November 26, 2008

على الأرض السلام


لا أجد متعة في الحياة تضاهي متعتي وأنا اصنع طعاما لمن أحب
! كيف يبدو العالم لحظتها
في مطبخ بيتنا - ذلك الذي تعودت مشاهده امي داخله تمارس سحرها الخاص
وتصب من جمال روحها ورقتها وحبها للعالم في أواني الطهى -
أقف انا الآن أستخدم أدواتها واعرف تاريخ كل ملعقه في هذا المكان
اعرف ما الذي اشتراه لها جدي عند زواجها وما الذي اشتراه لها أبي
ومناسبة كل طبق - وحكاية كل كوب
لكل شئ في عالمي أنا وامي حكاية - لكل شئ إشارة ودلالة
جعبة الحكايات لا تنفذ بين نساء عائلتي -
وأنا تعلمت ذلك التاريخ السري كله

لا أجد متعة تضاهي متعتي وأنا اصنع طعاما لمن احب ...
لحظتها اشعر اني على حدود العالم المادي والعالم الروحي
هناك ألمس يد امي ونحن نقلب بعض الكريما
وأسمع ضحكتها وفكرتها بشأن طبق ما
هناك أشعر اني اهزم الموت وانها موجودة باقية تراقبني
وأظنها فخورة بي
لأني أعتني بمن تحب

هناك أتشمم عبق جدتي وأنا اصنع الاطباق التي كانت تعدها لي في طفولتي
ولا أظن احد من بنات جيلي تعرفها
هناك أتماس مع عماتي وخالاتي وزوجات عمومتي وصديقاتي
وكل من علمتني طبقا او قالت لي وصفة صنعتها وكانت جميله
ورسمت سعادة وبهجة على وجه من ذاقها ممن احب
أظنها مملكة سرية للحب ..
أظنها طاقات العطاء والحب في أرواح كل هؤلاء النساء
تسكنني في تلك اللحظة التي يراها البعض عادية وبسيطة ومتكررة

فيما كنت أفكر اليوم وانا اصنع حساء لأخي الصغير بعد عملية جراحية أجراها أمس
كيف بدت رائحته طيبه ومذاقه جميلا
ابتسم وانا اعرف ان ما تسرب من روحي إلى إناء الطهي
كان كل لحظات قلقي عليه .
. كان دموعي التي قاومتها امس
وكانت تلك الطريقه التي كنت اربت بها على كتفه ويده
وكأني كنت اتمنى أن اخفيه في جعبتي بعيدا عن الوجع
ما الذي سمعتني أردده وأنا اخرج من المطبخ
وبداخلي كل الهدوء والسلام النفسي والحب
أظنه كان
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّه.

Monday, November 24, 2008

الفرار من الحب


تتكأ على جسدي فأشعر الحد الفاصل بين الحلم والحقيقية
لا أفهم لغة جسدك هذه المرة
فلا أعرف هل تقاربنا في هذه اللحظة حد التطابق
هو طريقتك في الوداع
أم طريقتي في الفرار
ربما سكننا سويا في ذات اللحظة هاجس أننا خيالات ضوء متكسر في عين الآخر
كان لابد من التلامس حد الألم لأدرك أنك لم تزل حقيقي
كان لابد ان يعترف جسدك مرة أخيرة اننا نتناغم رغم أنف قسوتك
أفكر في استسلامي لتلك اللحظة
وفي الإشارات الهادئة التي مرت بيننا
وفي الإنفعالات العنيفة التي سكنت لحظتنا تلك وتغلبنا عليها بالصمت والإبتسامات والنكات الجديدة
ليبقى أخر ما بيننا ضحكات عاليه رجت الهواء الذي جمعنا للمرة الأخيرة
أفكر في الراحة التي تسكنني بعد انتفاضات الحياة والرغبة والأمل الذي أغلق عليه أناملي وكفك طوال الوقت
أظن ان قطرات العطر التي بللت لك كفك بها يومها قد جفت
وأن عطرك الذي استقبله بمسام روحي سيمر تلقائيا على ذاكرتي المتعبة ويتبخر
أفكر في حمام ساخن وبخار دافئ يبدل برودة أطرافي وارتعاشة قلبي بدفء لم تمنحه لي أبدا
بفضل هاجسك المسيطر بتعريتي
طوال الوقت تخلع عني كل لفافاتي التي احيط بها قلبي وأحزاني
تخلعها لتتلهى عن كيانك
وأستسلم لك بإرادتي لأني اتلمس لديك دفء عرفت اخيرا انك لا تملكه
يغادر جسدك محيط طاقتي الآن
لا تنتبه للدماء التي تغطي القمر القريب من كوكبي ونجمك
ألملم أوراق تعاويذي وبلورة الضوء
ومدارات الطاقة التي لن تجدي نفعا معك لأنك لا تؤمن بها
ولا بي ولا بشئ إلا جنونك
تخبرني تعاويذي أن جنونك يكفيك .
وتخبرني طاقة الحب الذي تحوطني أنها تكفني
لأعبر نفقك وأفر من الحب وتضع لي شرطا واحدا للنجاة
" ألا أنظر خلفي ابدا "

Thursday, November 20, 2008

أكثر من هلاوس

ديوان محمد ابو زيد الجديد يصدر قريبا عن شرقيات
الكاتب حامد عبد الصمد في ندوته بميريت


كتاب القاهرة لحمدي ابو جليل



الروائي والكاتب حمدي ابو جليّل



الكاتبة والصديقة سهى زكي



حبوب زيت سمك


أخيرا نمت بشكل طبيعي 3 ايام متتالية
أظن الامر يستحق الإحتفال
بدت لي الحبات الروز التي وصفها لي الطبيب لتساعدني على الغرق في نوم هادئ
سحر عظيم
جاءت كل الاحلام هادئة مثالية
كنت ابكي طوال الحلم الذي استيقظت عليه في الصباح
كان مزاجي رائقا ككل الصباحات التي تتنتهي لياليها بتلك الحبات السحرية
أمارس فعل الهلوسة طوال اليوم
وابدو رائقة ومزاجي – عنب-
أما عن البكاء في الحلم الذي كانت تفسره جدتي انه خير عظيم في الطريق
.. ذكرني ذلك فور استيقاظي بأحلام امي لي
لم تكن تخرج عن 3 لقطات
إذا رات في الحلم مشنة من ورق العنب الاخضر او أطباق من السمك
وأنا موجودة في ذلك الكادر تخبرني ان خيرا عظيما قادما
واظن انه جاءني كل الخير لأن دعواتها ظلت تحاوطني حتى بعد رحيلها
فتحقق لي كل ما كانت تدعو به الله
أما الحلم السئ فدوما كان يجيئها بلقطة واحدة ايضا أعرف بعدها ان مأزقا سيقابلني
وكان يحدث ولن احكي عن ذلك الحلم صاحب الفأل السئ الذي تكرر مرتين فقط في حياتها لي
وسبب فوضى ودمار كبير

لنعود للعالم الذي احتاج الحبات الروز لأنفصل عنه
يبدو العالم مزدحما ومؤرقا
اصبحت قلقله طوال الوقت .. أعمل واخطط لأحلام قادمة واقلق
واتورط في علاقات مع بشر ومسئوليات لا ارغب في فعلها
وتجارب لا اتحمس لخوضها لكني لا ارفض شئ افعل كل ما يطلب مني
وأنجز كل ما اشعر انه واجبي حيال الآخرين
بما فيهم السمك الاسود الذي لا احبه لكني أطعمه وانظف له الدورق والاعبه ليلا
وابتسم له في الصباح من باب الواجب والمسئولية.

أتظاهر امام الجميع أن – كله تمام- وأتظاهر امام نفسي اني متماسكة كجدار من الطوب الاحمر
واتناول الحبة الروز في نهاية اليوم فأنهار وانام
حذرني الطبيب من تكرار شريط الدواء
تهورت امس وتناولت حبتين لأن اليوم كان طويلا قاسيا ضاغطا كالجنون ذاته
لم يعد يبقى في الشريط غير 4 حبات مما يعني أن السحر سينتهي قريبا

واعود لتمثيل دور النائمة
أفكر أني يجب أن أتعلم النوم كالبشر

أفكر أن قضاء اليوم في الفراش بدى لذيذا
وأن الاستيقاظ بعد الواحدة ظهرا كان رائعا
أفكر ان وسط البلد كانت حزينة مشوشة أمس
وأن ندوة حامد عبد الصمد في ميريت كانت حميمة ولطيفة
وأن حامد كان وسيما اكثر مما ظننته واني لم اعرف ان اتعامل معه بشكل حقيقي
كما تتيح الرسائل والصور لأن حضوره هذه المرة كان متجسدا لحم ودم ورح .
أفكر انه حان الوقت ايضا لتهنئة حمدي أبو جلّيل
بصدور الطبعه الثانية من كتابه الجميل " القاهرة شوارع وحكايات "
الذي صدر منذ شهور قليله عن الهيئة العامة للكتاب
أفكر حتى أن التهنئة بهذا الطريقه ستصيبه بالإحباط لانه يستحق بوست لوحده وليس مع
السمك الاسود والحبات الروز
كتاب القاهرة شوارع وحكايات بدى موسوعه جميله عن القاهرة
وقد اعده في سنوات طويله ككل اعماله وقد اهداني نسخة أعرف انه اشتراها لي مخصوص
لانه نسى داخلها قسيمة الشراء وصمم أن يكتب الإهداء لابي وليس لي لأسباب اعرفها انا وحمدي وحدنا

هذا الكتاب الذي جعلني كلما ذهبت لسوق الحميدية وجلست هناك أذكر ما كتبه
عن " ميدان باب اللوق " ومعناها كما شرحه في الكتاب وابتسم

اليوم كان بين الفراش وشاشة الكمبيوتر والمطبخ لصب فناجين القهوة
وذلك جعلني أرى غلاف ديوان صديقي الشاعر محمد ابو زيد الجديد
وأرى ان بوست الحبات الروز والهلاوس مناسبا تماما
للجمال والجنون الخالص في ابداع ابو زيد لأبارك له على كتابه


في نفس اليوم ستكون ندوة صديقتي العزيزة سهى زكي في ندوة علاء الاسواني
لمناقشة مجموعتها القصصية كان عندي طير
واظن عليّ نفض الكسل والنهوض الآن لارتداء ملابسي والذهاب .
أظن انه مناسبا أيضا في هذا البوست ان اعتذر لصديقي احمد عبد اللطيف عن عدم قدرتي على مقابلته امس
لعطل فني في اجهزة المحمول
وأدعو لصديقي هدرا جرجس بالشفاء العاجل حتى يدعوني للخروج كما اتفقنا سابقا
واتمنى ايضا ان يعود محمد زوج هبه للبيت لأني لن احتمل زيارته مرة ثانية في غرفه الرعاية كما اضطررت امس ..
لا اعرف ما الذي اكتبه لكن الهلاوس تبدو مثاليه ليوم يبدا في الواحدة ظهرا

أظن أن هذا البوست الوحيد الذي لن أعرف أن أضع له خاتمه من الكلمات
وساكتفي بنقطة صغيرة في أخر السطر
وصمت .


Tuesday, November 18, 2008

سحر وساحر

سحر بريشة عبد الله

سحر في لقطة من اوبرا كارمن
مع روايتي مكعبات الرخام

أفكر كثيرا في الطريقه التي ينفذ بها البشر لعالمي
الطريقه التي تخدش قلبي لتصنع لهم وجودا جميلا وحضورا دائما
أفكر في دائرة الطاقة الإيجابية الحميمية التي تتسع كل يوم لتصنع لي عالما من التعاويذ الطيبة
التي تقيني طوال الوقت مشقة الإستسلام للألم والإخفاق
دائرة الطاقة الإيجابية التي تتكون من عدة مستويات
أحسبها الآن كالمدارات التي تسبح فيها طاقة الذرات
تبدو مقسمه نظريا بينما تتماهى فيما بينها
أظن ذلك تمهيدا طويلا لأتحدث عن صديقتي سحر
هي أحدث صديقاتي .. لكنها شخصية تحمل تفاصيل وطاقة استوقفتني كثيرا وأيقظتني اليوم لأكتب عنها
سحر - طفلة لطيفة
فنانة لها خطوط ألوان تشبهها .. أنا اعرف رسومتها في مجلة قطر الندى دون ان أحتاج لقراءة الاسم
أحب الفتيات التي ترسم بشعر كيرلي منكوش يشبه تسريحتها المفضله
أحب الكلب الشرير المتظاهر بالطيبة الذي ترسمه
يأسرني حديثها وابتسامتها
والطريقه التي تخبرنا بها أخبارها السعيدة
سحر وحكايتها عن كلبها وقطتها ..
والمقالب الطيبة التي تفعلها في الآخرين قبل ان ترتد عليها مقالب أخرى بدورها
كل الامسيات التي خرجت فيها مع سحر كانت امسيات مميزة غارقة في الفن والرقه والجمال
معا ذهبنا لمشاهدة فرقه الزار وحضرنا عروضا لموسيقى الفلامكنو وعرض الليلة الكبيرة واعتراضها على مسرحية الأطفال سمر وسامر وسؤالها بجدية لماذا لا تكون سحر وساحر وبالفعل أطلقنا عليها معا الاسم الذي اختارته وتلقائيا كلما رأيت اعلان لهذه المسرحية صححته بصوت عالي وابتسمت.
حضرنا سهرات في بيت السحيمي ووكالة الغوري وجلسنا على مقاهي الحسين وتهنا بسيارتها ونحن نبحث عن مكان واكلنا بيتزا وانتهزت فرصه انها صديقة جديدة ولا تعرف مسألة إني اعاني من حساسية تجاه الكاتشب وممنوعه منه مما يدفع صديقاته لدفعه بعيدا عن اي منضدة سنجلس عليها في اي مكان
سحر التي لم تكن تعرف تلك المعلومة سمح لي عشاءي معها أن اضع الكاتشب كما احب
قبل ان تتحول بدورها لصديقه قديمة تعرف هذه المعلومة
سحر صدقتني أمس وساعدتني في ارسال كرة من الطاقة لصديق اظنه يحتاجها
في المقهى على الرصيف
اغمضت عينها كما طلبت منها وتشبكت أيدينا وارسلنا له تلك الطاقة
ثم فتحنا عيوننا وفككنا تشابك ايدينا ورحنا في نوبة من الضحك
سحر شكرا لصداقتك ورقتك



Sunday, November 16, 2008

ليالي العمر














ليالي العمر

أفكر كثيرا في مدلول ليله العمر
ولا يجئ على خاطري أبدا " ليلة الزفاف"
اظن ليلة العمر الأولى لي كانت يوم حفل التوقيع الأول لروايتي مكعبات الرخام
اظن ليله تسلمي جائزة بالساقيه في مطلع العام كانت ليلة عمر
واظن يوم خطبة اخي الصغير محمد كانت لي ليلة ذات شجن وإيقاع خاص وليلة عمر .
وأظن حفلة تخرج اخي الصغير طارق من كلية الفنون التطبيقة ليلة عمر
اظن كل ليلة كان يعود فيها ابي من سفره الطويل ليختلط دفئة بأنفاسنا في البيت هي ليلة عمر
وأظن حضوري لعرض " منمنات تاريخية " قبل ان اتم العشر سنوات في مسرح السلام إلى جوار أمي كانت ليلة عمر
العرض الاول – اكتشاف المسرح وجماله –
كنت احبس انفاسي لسنوات وأنا اجلس في قاعة المسرح القومي إلى جوار امي نشاهد
– رائعه الفخراني الملك لير – أو يا مسافر وحدك أو أنتيجون –

لم اجرب حضور الاوبرا أبدا لكني كنت اشاهد عروضها على التليفزيون واسمع أسطواناتها
انا متيمة ببحيرة البجعه وإبهار كسارة البندق و بدائية كارمن

طوال اسبوع مضى لم يشغل بالي سوى حضور عرض كارمن لفرقة أنطونيو جادس الإسبانية
العرض لمدة 3 ايام على المسرح الكبير بالاوبرا
ذلك المسرح الذي يقول عنه عمرو صديقي انه حتى لو سمعنا فيه شعبان عبد الرحيم لبدى عذبا رائعا.
العرض سيبقى في القاهرة 3 ليالي فقط

في الليلة الاولى وبينما أنوي الذهاب للأوبرا لشراء تذكرة من فئة ال100 جنيه
حيث أجلس هناك بعيدا معلقه كنجفة في سقف المسرح أشاهد من بعيد
كنت خائفة ألا أجد تذاكر نظرا لضيق الوقت وكان قلبي يخفق بعنف بفعل القلق قبل ساعات من ذلك
وفجأة جاء لي تليفون من زميل صحفي بالجريدة يخبرني فيه انه استطاع ان يحصل لي على تذكرتين في الصفوف الاولى للصاله في عرض الليله الأولى
كاد قلبي أن يتوقف لم اصدق حتى وأنا امسك التذاكر بيدي
لم اصدق حتى وانا اجلس في انتظار افتتاح الستار إلى جوار صديقتي

متى أطفات الأنوار وانسحبت الستائر القرمزية وبدأت ليلة العمر ..
كارمن قامت بدورها استيلا اراوزو وادريان جاليا في دور دون خوسيه .
ما بقى في روحي من موسيقى أوبرا كارمن لجورج بيزيه !
أوبرا كارمن لميرميه –
كارمن ... التي ترى أن الموت هو الشئ الوحيد الذي يخلص البشر من مشاعر الرغبة والحب
. ليلة لها طعم المارتيني وحبات الكاجو

Monday, November 10, 2008

لقاء


أفكر في الأشياء المبهمة التي تسربها لروحي
أتساءل ما الذي جعل العالم ينقسم للحظتين لا ثالث لهما
لحظة لقاءك .. ولحظات اجمع فيها الحكايات لأجل لقاءك
تجلس على الكرسي الوثير
واجلس أنا عند قدميك
واشعر اني الآن في اكثر الاماكن ملائمة لي بعد رحم امي
أنا الآن إلى جوارك ...
أعرف اني سألقاك اليوم
يلزم الامر إحتفال
تنزع قطعه السكر الشعيرات المتناثره على جسدي ..
أغمض عيني وأعض على شفتي وأستسلم للألم الخالص للمتعه
أفض روب الحمام الوردي الجديد من ورقته
المس بخدي نعومته
أتشمم رائحة أنوثتي ودلالي وكل ما توعدني به لمساته الناعمه
بعد خروجي من المغطس الغارق حتى حافته بشاور التوت
الذي أشترته لي صديقتي عندما اخبرتها اني أبحث عنه ولا اجده
ينسحب جسدي داخل نعومة وحنان الروب
في المطبخ اخرج الباتيه من الفرن بعد أن أصبح ساخنا أضعه في الطبق المربع ،
ومعه قطعه الزبده وملعقه عسل النحل
في الصينية أضع الشوكة والسكينة وعصير البرتقال الذي عصرته في المساء
وكوب الشيكولاته الساخنه
تلتهب وجنتي كعادتي دائما بعد حمام صباحي رائق
في الفراش أتناول إفطاري الذي يلائم دلال ونعومة يوم سألقاك في نهايته .
صوت فاتن حمامه ترد على فريد الاطرش
استقبل الإنكسار والضعف بمسام جسدي كله
أدندن خلفها
أغفو
لا أفتح عيني لأن وجودك يخيم على المشهد
ولمساتك تملأ ذرات جسدي المدثر بالروب الوردي ولا شئ غيره
رائحة جسدك المنعشة تزاحم رائحة التوت المعطر بها جسدي
هنا اشعر بإنتفاض كياني كله
أشعر بإتكاءك على جسدي،
وأتساءل بين النوم واليقظة عن الاشياء المبهمة التي يسربها حضورك لروحي .

Saturday, November 01, 2008

-ذلك الذي بيننا



نستقبل في كوخنا الصغير
إيزابيل الليندي كضيفة لي ولا ننسى أن ندعو ماركيز كضيف لك
تقبل انت إيزابيل من خدها ويطبع ماركيز قبلة على يدي
نجلس على المنضدة السداسية تخرج ايزابيل من حقيبتها نسخة من روايتك وتطلب منك أن توقع لها عليها .
تبتسم وتتناولها منها وتكتب لها " إلى إيزابيل الليندي الكاتبة التي صنعت نفقا من الجنون في عالم نهى" .. " تناولها النسخة وتميل على اذنيها وتهمس لها بكلمات تحرص ألا أسمعها
تضحك ايزابيل وتخبرك انك تحسن صنيعا ..

اناول ماركيز نسخة من روايتي الأولى
وأخبره اني أنتظر قريبا صدور روايتي الثانية عن دار ميريت
يتناولها شاكرا،
وينظر نحوك بإنبهار ويسألك كيف كتبت روايتك العظيمة تلك
تبتسم وتضع ساقا على ساق وتهم ان تتحدث ثم تغير رأيك –كعادتك- وتقول له عادي يعني وتصمت

أصب الشاي في الفناجين الزرقاء التي ابتعتها خصيصا لتلك الزيارة
تنجح في لفت نظر إيزابيل وتسألني عنها .. أداعبها واخبرها اني اشتريتها مع تابرا
تفاجأ أنت ماركيز بسؤال حول عاهراته الحزينات وتسأله بتعالي اذا ما كانت مستوحاه من الجميلات النائمات لكواباتا
ينظر للارض في خجل ويخبرك ان الافكار على قارعه الطريق .. الفكرة كلها في التناول
تضيق انت الخناق عليه اكثر وتسأله لكن بلطف أكثر .. عن كيف جاءته الشجاعه ان يحكي واقعه صغيرة تتلخص في سطرين في كتاب كبير " مثل الحب في زمن الكوليرا "
يستفسر هو بقلق اذا كانت لم تعجبك
اتدخل أنا لافض الموقف بانها من اقرب كتاباته لقلبي وأني قرأت نسخة اعارها لي طه فاوست يهز ماركيز رأسه ويخبرني انه صديق له على الفيس بوك

تلتفت انت لإيزابيل مما يجعل بعضا من الغيرة يتسلل لقلبي وافكر اني سأخاصمك بعد ان يغادرا
تعاملك هي بدلال زائد .. أفكر في اني كنت مخطئة بشان وفاءها لزوجها " ويلي"
ثم انفض عن ذهني الفكرة كلها لأني اثق بها واعرف انها ستجد فارق السن بينكما عائقا كبيرا

أفكر ايضا انك لن تخونني مع ايزابيل الليندي
خاصة وأنت تدللني طوال الوقت بكنيتها تلك
لا اجرؤ على مبادلك الدعابة لأني ارى أنك أعظم من ماركيز
ليس للأمر علاقه بالشغف والحب لكنه يتعلق بالكلمات واليقين الذي تنقله لي
أناديك بأسمك الذي أحبه واكتفي .

تسأل ايزابيل إن كانت تحتاج لقطعه سكر أخرى لكنها تخبرك انها لا تاخذ السكر مع الشاي لأنها تحت نظام حمية ..
أناول انا ماركيز قطعه من الكعك ساعدتني انت في صنعها هذا الصباح بان وقفت إلى جواري تنثر الدقيق على ملابسي وتضع اصبعك في طبق العجين لتأخذ منها لحسة ترسم بها خطا على وجهي .. ثم تمسحها لي بطريقتك

كنت متعاونا لأنك سمحت لي ان اصرخ واضحك كما لا افعل في حياتي
لأنك تقطع لي طوال الوقت تذاكر لركوب الهوا ..

يفضل ماركيز ان يمكث عندنا اسبوع ، وتتحمس إيزابيل للفكرة
واطمئن انا عندما تزيل اصباغ وجهها وتستعد للنوم بينما يحتاج ماركيز لمساعدتك لارتداء بيجامة النوم

في المساء تنام إيزابيل جوار المدفأة
ويفضل ماركيز الجانب المطل على أشجار غابتنا الصغيرة
ونجلس أنا وانت على القش الذي نضعه في الحجرة الصغيرة الملحقة بالكوخ
وبيننا كتابك الجديد وروايتي
وصوفيا وإيزابيلا الصغيرتان .


 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner