Thursday, July 30, 2009

يا رب

يا رب

Tuesday, July 28, 2009

الأخرون الذين هنا


الصورة بعدسة - الصديق عمرو إبراهيم
أظنني قد اطيق كل شئ ... إلا عالما بلا من أحب
الحياة وسط من نحب لها ملمس ناعم ... له إحساس الدلال والرفاهية والطمأنينة

أشتري لي ابي منذ أيام أباجورة للحائط ...
أخرجها من علبتها وقال لي انه بحث كثيرا حتى وجد لي واحدة فضية اللون
لأنه يعرف اني أكره لون الذهب
ابتسمت وسعدت جدا... ليس للهدية وانما لإنه يعرف أني أحب الفضة

كنت منذ فترة احتفل بمناسبة خاصة مع اصدقائي ...
قدموا لي يومها الكثير من الهدايا
لم تفرحني الهدايا
لكن ما فرحت له طريقتهم في إختيار ما احب
اكتشفت أنهم يعرفون عاداتي كلها...
كان من بين الهدايا – كراسات بلا سطور –
ابتسم لأن معلومة اني احب الكتابة في كراسات الرسم او كراسات بلا سطور بدت شيئا خاصا بي
وأني أحب شرب النيسكافيه في – مج- يشبه ذلك الذي جاء ضمن الهدايا
لدرجة انه هو ذاته أعجبني ذات يوم وقررت ان اشتريه يوما
حتى الكتب التي حصلت عليها يومها
كان إختيارها يشي تماما أن من أهداها لي
أراد ان يسعدني ويحضر لي شيئا يعرف انه سيعجبني ...

كنت مع أصدقاء لي في الحسين منذ أيام
وألتقط صديق منهم بكاميرته مجموعه جميلة من الصور
ارسلها لنا في اليوم التالي
اخترت منهم صورة لبائع بالونات ووضعتها خلفيه لشاشة جهازي في العمل
وارسلت له رساله اخبرته ان الصور رائعه واني احببت جدا صورة بائع البالونات
ارسل لي رساله ووجه مبتسم وقال لي انه بينما كان يصور تلك اللقطة – كان يعرف أنها تحديدا ستعجبني-

كيف هي الطريقه التي نري بها من نحب
وكيف هي السهولة التي ننفذ بها لأعماقهم ...
ونراهم عبر جدار شفاف يسمح لنا ان نلمس نبض قلوبهم
ونراقب عن كثب كل ما يحزنهم ويفرحهم على حد سواء

كيف هو عالمي ... وانا محاطة بكل هذا الحب
قد نتكلم طوال الوقت ونحكي دون ان يسمعنا احد...
لكنه إحساس رائع ان نتحدث ونحن نعلم ان هناك من يسمعنا ويهتم بما نقوله
واحساس مفرح جدا ان يكون هناك دائما – الأخرين الذين هنا-

Friday, July 24, 2009

من شرفة القصر

التوقف عن العادات اليومية التي تشبه الإدمان يبدو أمرا مؤلما
قد يسبب التعاسة ...
أظنني مررت بذلك النوع من التعاسة مرات كثيرة في حياتي
حدث ذلك عندما خسرت اصدقاء كنت أظن أنهم باقين في عالمي للأبد
حدث عندما غادر بعض من احب بالموت
وتكرر ذلك الفقد وتلك التعاسة كثيرا بعد إنتهاء قصص الحب أو استنفاذ الأحلام
لنقف في مرحلة الفراغ
العالم بين انتهاء أحلام ومولد غيرها
انتهاء أحلام سواء بتحققها أوبإجهاض وجودها في العالم ...
مربكة حقيقه أن الأمر يتساوى
أطراف الأشياء دوما تتساوى ... الجليد البارد عند قطبي العالم
منتهى الألم يشبه قسوة الفرحة – كلاهما تخفف الدموع حدة توتره
لحظة الموت بغموضها ورهبتها تشبه استقبال الحياة ...
كل الأشياء متطرفة وحادة وقاسية في حدها الأقصى
المهم هو ما بين ذلك
حشو العالم .. التفاصيل الصغيرة هي التي تحدد في النهاية مكاسبنا وخسارتنا .
رغبتي في التوقف عن أشياء كثيرة لا تبدو رغبة سهلة ولا أظنها جادة
ذلك لاني مدللة كما لا يصح لفتاة ناضجة ... وذلك لأني أظنني أنهيت كل حظي من الألم والفقد
الطريقه التي عاد بها كل من أوجعني رحيلهم
تبدو مرعبة للبعض لكنها آمنة ومسالمة تماما لي ... عالمي الممتزجة فيه دلالات الحياة بالموت
الواقع بالخيال ، الأشباح بالحكايات ... الحب بالفقد ...
عالمي الذي أطبق على تفاصيله كلها وأنا أدرك ان ذلك أكبر من قدرتي على التحمل لكني أواجه كل ذلك بذات الكبرياء والتعالي والجنون والرغبة المرضية في الإحتفاظ بكل ما لديّ ...
تبدو اللوحة من بعيد شبحية تماما
الحديقة الممتلئة عن آخرها بالأشجار الخريفية صوت أوراق الشجر لحظة سحقها على الأرض ... القمر البلوري المستقر في جدول الماء الذي يروي القصر
لا شئ جديد أنا هناك في شرفة الحواديت
ليس ثمة أمير في هذه الحكاية ... ساحرة تعاني من تشوه في أصابعها لا تكف عن ارسال التعاويذ الخائبة ووحش وغد يتسلى طوال اليوم بقضم أزهار الفل التي أحبها
وسلم بعيد عن شرفتي واحتجازي بفعل رهبتي من التسلق والمغامرة .... احتجاز يبدو ابدي كجزاء عادل تماما لهؤلاء المدللين الذين يخشون الألم ويفضلون الوهم لأنهم يخافون الوجع والفقد .

Wednesday, July 15, 2009

في مديح القطة


تحكي لي صديقتي والعهده على الراوي
أن هبة قطب – استشارية العلاقات الجنسية قالت في أحد البرامج الفضائية التي لا يتسع وقتي لمشاهدتها
– لأبقى فردا وحيدا في المجتمع لم يشاهد حلقة واحدة من برنامج العاشرة مساء
ولا يعرف من هو أحمد المسلماني ،
ولا يرى على التليفزيون سوى قنوات الافلام الأجنبية وقناة الطهي والكرتون احيانا
المهم قالت هبة قطب أن الإنسان عندما يمارس الجنس يعود لفطرته الأولي
ويخلع عنه كل اسباب التمدن الزائفة
وأن اسباب الكثير من مشاكل الزواج هو خجل طرف او أكثر من خلع اقنعه التمدن المصطنعه عنه
حتى في هذه اللحظات الحميمة .
أثناء ذهابي للعمل
استوقفني المشهد جدا – قطة تحتضن اخرى
التقط صورة للقطط وسعدت بها جدا ، وفرجتها لكل من قابلته في ذلك اليوم
ولمدة اسبوع كعادتي السيئة عندما ياكل موضوع دماغي أو يشد شئ اهتمامي
أشرك العالم كله به
حتى بائع اللبن الذي يطرق باب الجيران ولا يجئ ناحية باب شقتنا
لأنه يعرف اني انتهزت فرصة وفاة امي ومنعت دخول اللبن السايب للبيت
ليس لذلك اي اعتبارات صحية لأن التلوث في كل انواع اللبن السايب منه والمعلب الذي نشربه في بيتنا ...
الحكاية كلها اني لا احب طعم اللبن السايب وتزعجني فكرة الوقوف امامه حتى يغلي
لكن ذلك لا يمنعني من مناداة بائع اللبن والتودد له من باب أن احكي له – حكاية القطة مثلا –
وابتسم لخاطر أني سأبدو عندما اكبر في السن أكثر من ذلك
سأبدو كعجوز شمطاء مزعجة وسيحاول احفادي التملص مني
ومن حكاياتي الرهيبة بادعاءهم ان لديهم واجب مدرسي سيذهبون لأداءه ولن يعودوا .
سألني رجل أحبه يوما عما كنت افعله في حياتي قبل مجيئه للعالم
وكان يقصد اني أغرقه طوال الوقت بالحكايات
واني أفعل طوال اليوم كل الاشياء التي يفعلها البشر الطبيعيين في شهر كامل
وأن ذلك يرهقه ... ويزعجه ويشتت انتباهه
أخبره دوما اني اتحدث مع العالم كله وأقص الحكايات طوال الوقت
وانتظر مجيئه لأحكي له كل ما فاته وكل ما لم يسمعه مني أحد... وكل ما يعرفه الآخرين
أحب ان أفتح له صفحاتي كلها ليقرأ الأخطاء ويعرف نقاط الضعف ومواطن القوة ...
هي طريقتي في الحب
التعري حتى النخاع
الحب عندي فعل تطهر ... عودة للفطرة الأولى
يشعره ذلك بالعجز عن مجاراتي وهو مؤشر خطير في العلاقات العاطفية
يشعره أيضا بالملل .. لأن الرجال مثل القطط
يشدها الغموض لأن الفضول يقودهم للسقوط في إناء الزيت المغلي ...
وأظنهم يستحقون هذا المصير تماما
بدى الأمر محرجا جدا عندما همست لي صديقة بعد اسبوع الفرجة على صورة القطط العاشقة ...
بان الامر ليس كما افهمه
القطط في الصورة لا تحتضن بعضها – انها تمارس الجنس
اغضب من القطط جدا وأتساءل – الملعونة – الفاجرة – تفعل ذلك على قارعه الطريق !
ثم أكاد اموت من الإحراج وأتذكر كم أصدقائي الأولاد الذين فرجتهم على صورة القطط ...
ألعن نشأتي القاهرية التي لم تمكني من مشاهدة حيوانات تمارس الحب من قبل ...

وأفكر في هبة قطب والعودة للفطرة وبائع اللبن
ثم أسحب مخدتي وأحاول أن أنام .

Monday, July 13, 2009

كمان وحيد



من فترة راودتني رغبة شديدة في الكتابة عن صديقي الشاعر- طارق هاشم-
وجود طارق يستدعي مساحات من الطيبة والبساطة ويجسد معنى متذوقي الجمال والفن ...
ابتسم الآن وأنا اتذكر كيف كانت بداية صداقتنا
هي الهوس بوسط البلد واقتسام فناجين القهوة الصباحية في سوق الحميدية
وصديقنا المشترك الطاهر شرقاوي..
وفي المسافة بين هذه العوالم عشرات الحكايات
والشخصيات التي تمر علينا ككائنات فضائية من جرم سماوي ...
تبادل الكتب والحديث عن الكتابة والمثقفين
وحسين كاواباتا كما نسمى الكاتب الياباني كاوابتا صاحب الجميلات النائمات
لا يعرف طارق أن صداقاتي به بدأت ذات مرة عندما كان يحدثني عن قصيدة لا اتذكرها الآن
لكن اتكاءه على معانيها ... البهجة واللمعه التي ملئت كيانه وهو يعيدها على مسامعنا في الصباح ...
أظنه ذلك اليوم الذي قلت فيه لنفسي – أن الممسوسين بالكتابة يعرفون بعضهم
وجعلني اتذكر مقوله كنت قرأتها قديما
ان القبح ليس كثيرا وطاغيا كما يبدو ، وإنما هو فقط مزعج صوته عال
الجمال موجود لكنه يستحي ... خافت الصوت بطبيعته
وأن على الشرفاء في هذا العالم أن يجتمعوا ويغلقوا ايديهم على بعضهم
وقتها سيراهم العالم ويشعر بهم وقتها قد يؤرقوا القبح ويصبحون ندا له .
الطريقه التي يتعامل بها طارق هاشم مع الكتب – يعاملها كقطط ...
كاطفال حديثة الولادة خاصة اذا كانت كتب قديمة قيمة كتلك المولع هو بإقتنائها
طارق مدير تحرير سلسلة ذاكرة الوطن التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة –
وهي معنية بنشر كتب التراث الجميلة ... يسمح له ذلك بمخالطة الكتب بنت الناس بتاعت زمان
يسمح له ان يشبع هوايته في التنقيب ومد سرداب سحري بينه وبين تاريخها وعبقها وسحرها
طارق هاشم يكتب في جريدة القاهرة مقالات نقد فني ..
أزعم اني لم ارى لغه شفيفة عذبة تشبه السحر كتلك التي يكتب بها هذه المقالات ..
طارق شاعر صدر له ديوانين – ميت خيال – وكمان وحيد
طرقات الحزن في شعره موجعه ... يستلزم أن تطبق على قلبك حتى لا يغافلك
ويهرب من بين ضلوعك من فرط الإحساس والرقة ...
خيانة الآخرين وغيابهم والفقد الإختياري لمفردات العالم كلها معان واضحة في شعره
قد يبدو مرهفا لكنها ليست رهافة الضعف
وانما قوة تحويل الإخفاق لجسر نعبر به نحو عالم افضل ، وفرص أخرى للحياة
ديوانيين ومعتز وسلمى – وزوجة رقيقه هو ما يكون جدران عالم ذلك الصديق
الذي تلمح في عينيه تلك النظرة المحيرة الخليط بين الأسى والسعادة ... الضيق والبراح
القوة والعجز ..
كيف نعيش وبداخلنا كل ذلك التناقض .. وكيف نجد تلك الصيغه الحقيقية من التصالح مع الحياة
وتقدير تلك الهبة الغالية كما يفعل طارق ويقدر .. لا اعرف ولا أجيد وصفته تلك
أنا مدينة لطارق بأوقات من البهجة والجمال
وقراءات مررها لي واسعدتني كما لم يسعدني شئ ...
مدينة له بإبتسامات وبمساحة خضراء من البراح ترك فيها وردة صداقة غالية ...

صديقي العزيز طارق هاشم أظن الكمان الوحيد يجيد العزف وهو ميت خيال .

Thursday, July 09, 2009

بوابة الحكايات

أظنني مخطئة تماما لتعلقي بكتب الحكايات وإنزعاجي من الصالونات
أنا أحب قصص الاساطير الرومانسية تلك التي بها اميرة وحصان وشباك وغولة
وبحيرة مسحورة ووحش وأحب حجرات المعيشة التي نطلق عليها ليفنج روم –
ونستخدمها في كل شئ فنتناول بها الطعام ونجلس لنشاهد التليفزيون
وفي نهاية اليوم نسحب مخدة ونضعها على الارض تحت الشباك وننام قليلا .

... حكى لي زميل في العمل اليوم أنه سيتزوج بعد شهر
الخبر ليس غريبا على الإطلاق – مرسي سيتزوج بعد شهر-
منذ عام تقريبا يبحث مرسي عن عروس ...
يقول لنا بفخر أنه زار حتى الآن ما يقرب من سبعين عروس وأن واحدة منهن لم تنل رضاه
أنا امقت الزواج التقليدي ... في الحقيقة أنا لديّ مشاكل كثيرة مع – فكرة الزواج – كلها بشكل عام .
لكن الزواج التقليدي هو اكثر الأشياء التي تزعجني بعد البطيخ كفاكهة
والرجال ككائنات خرافية والفانيليا لأنها تسبب لي الدوار .
الزواج التقليدي....
صينية القهوة ... والكعكة ومتابعة خيوط السجادة في الأرض من فرط الخجل والإنزعاج
وأحدهم – سيكون احدهم يجلس هناك لأنه قرر أن يتزوج ،
واشار عليه احدهم آخر أنك لطيفة وتصلحين لمهمة أن تكوني زوجته
وهكذا يحدث المشهد الأثير ... وأنت بتشتغلي إيه – أعرف اني سأرد بسماجة على هذا السؤال واقول بشتغل قلم
ثم يفسر أحدهم اني صحفية وصدرت لي كتب
سيتحمس أحدهم العريس ويقول لي بجد.؟ وبتكتبي عن ايه ؟
سأبتسم وارد في هدوء أكتب عن الحب الحب ... الشوق الشوق
يصطنع الذكاء ويقول رومانسي يعني ... على فكرة انا بحب الرومانسية أوي
أخبره أني أفضل عصير القصب في كيس والمكرونة بالكبدة من عند رضا في باب اللوق
سأخبره ايضا عن المقهى وجلسات الحشيش وأصدقائي الكثيرين
وهوسي بالمشي ساعات طويلة وفي النهاية سأشعر بالنعاس
ولأننا لم يعد لدينا حجرة صالون منذ سنوات بعيدة
ولأننا نجلس في الليفنج روم سأسحب مخدتي وأنام تحت الشباك .

مرسي سيتزوج بعد شهر ...
لأن هناك واحدة من السبعين نالت رضاه ولأنه أعلن في فخر أنه مش بتاع خطوبة
وإنما بتاع جواز تمم كل شئ وسيتزوج بعد شهر

من الحكايات التي أفسدت عقلي – مسرحية " تاجر البندقية لشكسبير-
الطريقه التي تزوجت بها بطلة الحكاية تعجبني جدا
ترك لها أبوها ثلاث صناديق واحد من الذهب وأخر من الفضة والثالث من الرصاص ..
كان كل صندوق يحمل رساله
طلب منها ابوها أن تدخل كل من يتقدم لها إلى حجرة الصناديق
ولا تتزوج ابدا إلإ من يختار الصندوق الصحيح ...
أنا انتظر رجل يعرف الصندوق الصحيح

منذ أيام وانا افكر في الحصول على ضفدع
لم يكن لديّ سبب لتلك الرغبة الملحة.. فقط كنت في زيارة منذ أيام للريف
وسمعت صوت الضفادع وعلقت بذهني
في المساء أعلنت عن رغبتي في ضفدعه
ولأنهم معتادون على نزواتي تلك لم يعلق أحد في البيت

الضفدع مرتبط في ذهني ارتباط شرطي بكتب المكتبة الخضراء
في طفولتي كنت اتساءل كثيرا كيف أستطاعت الأميرة الجميله أن تضع الضفدع في فراشها
وتشاركه طعامه وتقبله في فمه ليتحول في الصباح لأمير جميل وتزول عنه اللعنه ...
هل كانت تعرف أنه أمير مسحور !

بالطبع كانت تعرف ربما قرأت ذلك في كتاب حواديت من قبل

أظن التعويذة لم تكن في تحول الضفدع لأمير
وإنما هي الكيفية المطلقة التي يعمل بها الحب

الحب وحده يحرك داخلنا الرغبة في مشاركة الآخر كل شئ
أدوات الطعام والفراش والحكايات والأسرار
الحب وقصص المكتبة الخضراء تنهي لعنة الأمير وتمنحه قبلة الخلاص .

لأن مرسي سيتزوج بعد شهر وأنا سأبيع نسختي من تاجر البندقية
وأحدهم سيجرب طهي الضفادع في مسابقة – الطاهي الحديدي – على قناة فتافيت

Monday, July 06, 2009

هروب من النمل

يخبرني أصدقائي الغائبين طوال الوقت لأني مشغولة عنهم بمطاردة الأشباح
أني أراقب نفسي أكثر من الازم
أنفي عني هذه التهمة
والحقيقة اني لا اراقب نفسي وإنما أتلصص على العالم من مشربية روحي ..
. هناك تبدو الحياة آمنة أكثر
يمكنني أن انسحب للداخل في لحظات الخطر
وأن اتكور على ذاتي في أيام الطوفان ...

تلسعني نملة صغيرة اليوم ..
أفكر ان اقف كبرطمان العسل داخل طبق بلاستيك وأنتظر كيف ستأتي لسعه النملة القادمة
بشرتي جاذبة للنمل ، ودمي جاذب للناموس
يلزمني الهروب من لسعات هذه الكائنات مجهودا ضخما
والشوارع التي أحب المشي عبرها مغلقة لأن العمارة التي تسندها أعواد الثقاب منذ سنوات
أختارت ان تسقط اليوم في دوي يليق بحزنها .

عندما سقطت أمس ونزف جسدي كله عرق بارد
وشعرت اني أودع الحياة .. شغلني هاجس عن حزن ابي
في الصباح وانا اشرب كوب اللبن واتناول قطعه التوست قلت له – ألا يحزن إن مت –
لأني أشفق عليه من طريقته في الحزن ...

في نهاية كوب اللبن – كنت قد توقفت عن حب الولد الذي لا يحب أن اناديه بولد
وغوصت بقدمي في الماء البارد لأضلل النمل وتوقفت عن مراقبة نفسي
وودعت الحياة .

Saturday, July 04, 2009

أضغاث أحلام

أحيانا تخونني طاقتي
وتخذلني بسمة دائمة أتكأ عليها في عتمة الطريق
ينفرط عقد علاقاتي بالأخرين وابدو كقنفد وحيد يتوق من لا يعرفه لإحتضانه لكن كرات الشوك تمنعه من الموافقه
المشهد يملأه الحزن .. أخلع بإرادتي ثوبي الأبيض وأسلم كجندي مهزوم سلاحي وملعقتي الخشبية وأصمت .
في ركن الحجرة أجلس وارقب أشيائي وهي تتسلل وتغادر
تبدو الحجرة مزدحمة بشخصيات ثلاثية نجيب محفوظ ... من الذاكرة يجئ خاتم ذهب أعرف ان له مدلول القيد في كابوسي
على كرسي الطبيبه تجلس فتاة صغيرة تباعد ما بين ساقيها ووتئن
دم يتسرسب فيفسد مدلول الحلم
ويلوث المفرش الأزرق الباهت .
صوت رجل يبدو مالوفا في ذاكرتي ينادي أسمي
يقترب الصوت حتى يهمس لي .. أشعر حتى بإطباق شفتيه على أذني تتسلل شفرة القبله لرقبتي .. تلك المنطقة المثيرة التي تفضلها بطلات حكاياتي وأطلب من رجل احبه أن يداعبني بدءا بها حتى أكتفي ...
أتململ من تكرار الحلم ... أفتح عيني وأمزق الصفحة وابدء في كراسة جديدة
وأكتب تعويذتي الجديدة
ثم ادرك اني منهكة ولا املك سحرا كافيا ولا شموعا فأمزق الصفحة وابدء من حلم جديد ...
في الحلم الآخر أحبك من البدء
وأنتظر منك طوال الوقت هجرا وضياعا واتلهى عن معرفة لون عينيك بجمع الضمادات وزجاجات المطهر ... في العمر الجديد لن انزف حتى موتي ... لكني سأكتفى بجرح غائر يضاف لنياشين الألم على حائط العمر .
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner