Sunday, June 28, 2009

أمور صباحية

الإختيارات التي يتيحها العالم تبدو لا نهائية
اكتسبت عادة جديدة منذ فترة – الإستيقاظ مبكرا للجلوس مع ذاتي

أبدء اليوم في صباح يحمل نسمة هواء متحايلة على حرارة اليوم القادم
أفتح شرفتي .. أتنفس قدر طاقتي هواء يخصني وحدي
أجلس على أرضيه الحجرة وفي يدي فنجان قهوتي
ألعب في شعري المشعث الذي ارفض ان اصففه في بداية اليوم ..
أحبه هكذا متكسرا حرا قبل ان اعاقبه بربطه في توكه خضراء كثيرا ما تشاكسني وتختفي
وأقرر أن اشتري أخرى جديدة
واتذكر ضغائني نحوها وأنها منعتني يوما من الذهاب للعمل عندما مارست اختفاءا صباحيا ورفضت الظهور ..
ذكرني ذلك اني يتيمة وليس في البيت نساء غيري
لو كانت امي موجوده لدخلت حجرتها وسحبت توكه شعرها واستخدمتها كما كنت افعل احيانا كثيره
وعدني رجل أحبه ان يشتري لي توكه جديدة من الأتوبيس لكنه لم يبر بوعده
لأننا تشاجرنا لأسباب لها علاقة بأمور تبدو خطيرة ولا انوي الحديث عنها ...

في الصباح الجديد مثل كل يوم أسرح في براح يضعه عقلي .. يسمح لي بالإنطلاق
بهدوء لا احظى بمثيله في أوقات أخرى من العمر

أفكر في عيوبي كلها في لحظة صادقة مثل تلك .. فأعرف اني أبدو مزعجة في الصباح
وأني أغني بلا سبب مبرر قبل حتى ان انهض من الفراش أغان حماسية تشبه – تلك التي بها أمل في عيون الولاد – وأني أرفض أن اقابل احد من اسرتي في طرقة البيت أثناء رحلتي من حجرتي للمطبخ لصنع قدح القهوة

أفكر حتى أني أبدو خاملة عن رغبتي في رد تحية الصباح
وأن كسر صمت العالم حولي بضوضاء – صباح الخير- قادرة على إفساد مزاجي المتغير بطبعه
ابتسم لأني يجب ان ابدو صادقة واتعامل مع رجل أحبه يأتي من العدم بنفس الشكل
حتى لا افقد عاداتي الصباحية المبهجة
الجلوس مع ذاتي معناه أن أتسلل من فراش اقتسمه مع رجل احبه
دون أن يدرك وعيي أن ثمة اخر في الحجرة
معناه أن أغنى بصوت مرتفع
بعد ان اضع له في اذنه سدادة من المطاط حتى لا يقاطعني
معناه ان اعترف له في ليلة كادت ان تبدو ساخنة
أني لا اجيد اعمال البيت واكره المنفضة
وأحب ان استخدم المقشة للرقص والطيران ولا أفضلها للكنس
لكني أحب أن العب في الماء والصابون وأحب الطهي
قد اعد له عشر اصناف في ساعتين على الأكثر
لكني قد أقضي نهارا كاملا في تلميع زجاج النوافذ أو طي بعض الملابس ورصها في الدولاب
سأصارحه برأيي في مسأله طي الملابس .. واني لا افضلها واراها اهدار للوقت
لأننا سنعود لفردها لنرتديتها
سأخبره ان دولاب ملابسي لم يرتب منذ سنوات
لأني لا اضع داخله الملابس التي استخدمها وانما اتركها حرة تلعب على كراسي الحجرة
سأخبره اني لن اطهو كل يوم وانما في الأوقات التي تتملكني فيها رغبة قوية للطهي
كتلك التي تملئني لحظات الكتابة وفي نشوة الحب وفي قسوة الالم والحزن
الطهي ليس واجبا عندي وانما هو حالة يكتمل بها دلال العالم
سأخبره أني أخافه وأرهب قوة وجوده المادية في عالمي وأني غير قابلة للطرح
وان مسألة قسمته لي قسمة غير عادلة قد يؤلمني اكثر مما يظن .

سأخبره أني أستمتع بشعري المشعث وابتسامتي البلهاء وضوضائي الصباحية
وان بإمكانه أن يبيت هنا دون ان يقاوم عاداتي الصباحية ...
على ان يخترع لنا طقوسا ثنائية تلائمنا في المساء ..
بامكاننا وقتها ان نضئ نجوم الحجرة الصغيره ونتحدث عن كل ما يشغلني ويؤرقه .

Tuesday, June 23, 2009

رجل الثلج وانف جزر


هل كان الأمر يحتاج لإحتراق شاشة الكمبيوتر
ولأن يذوب محول الكهرباء الكبير الذي اضع فيه الأباجورة البنفسجية
لأعرف أني احمل اجهزة حجرتي ثمن فادح للأرق الذي أعاني منه .
لا أظن السؤال هكذا بدى سليما ...
هل كان لإنتهاء أقراص المهدأ التي تكفي شهرا في بضعه ايام
وانتهاء كل مخزون قطع الشيكولاته الداكنه التي تحتاج لمشقة وإحراج للحصول عليها
وتأكيد في كل مرة أنني أشتريها بدافع الفضول ولا ادخنها ..
هل كان استهلاك كل ذلك له دلالة عصبية ما !

وهل الرعب المسيطر عليّ منذ إنتهائي من قراءه " العمى " لساراماجو
ومهاجمة كوابيس وأنا يقظة وأسير مفتوحة العينيين في الشوارع
بشأن ما حدث في الرواية هو محض خيال وتداعى للتأثير الشديد بجمال هذا العمل وكابوسيته .
وجلوسي على رصيف محطة مترو لا اتذكر اسمها بعد تعطل القطار وإغلاق أنواره واخلائه من الركاب
سمح لحالة من الضحك والتأمل بسكني تماما
بعدما اوصلني صديق وأطمئن على ركوبي المترو – لان لاشئ قد يحدث هناك-

وهل اعتباري لطقس النوم منتهي فور استيقاظ اليمامه الصغيره التي تسكن شرفتي هي وعائلتها
منذ كنت طفلة بضفائر في المدرسة ونزولي للشارع بعد الفجر بقليل
لعد امواج البحر على شاطئ النيل يبدو امرا عاديا


وهل الحلقة الشاسعه التي تدور فيها طاقتي هي دلالة على أني أعبر هوة الجنون
أم اني اتشبث بطريقه ما في الألم

وتفكيري بجدية في الزواج لأني أحتاج من يساعدني في أعمال البيت
و لأن كل ملابس الخروج مكومة منذ أكثر من عشرة أيام في سلة الغسيل
وأنا لا اجيد الغسيل اليدوي ولا أحب ترتيب الفراش
ولا أرغب في النوم في سريري وحيدة بعد الآن
لأن الشبح الذي يرتدي ملاءة بيضاء ويظهر في فيلم الكرتون صار يزورني كثيرا بعد ان ينام أصدقائي


ولأن الولد الذي أنوى أن أحبه لا يعرف شيئا عني
وأنا في حالة كسل شديدة ولا انوى ان احكي له عن هزائمي ولا عن أحزاني
ولا عن أمي ولا عن حلمي الصغير بطفلة تشبهني وتحمل أسمي
ولأنه لا يحب الشيكولاته ولا يفضل أن تكونه حبيبته مثلي تصادق الأحجار في الشارع
وتعرف كل اسماء نادلي مقاهي وسط البلد وتلعب شطرنج على المشاريب في الحرية .

وتغرق معطف المطر الاسود الذي تحبه بألوان رمادية
لها طعم الايام التي غادرت دون أن تشبع هي من عبقها .

يملئها التراخي والكسل عن اختراع شفرات جديدة للتعامل مع حبيب يأتي من الغيب
ويحمل إطار طاقة ترج عالمها ويطرق عليها كحبات مطر ثم يرجها كطائرة تقلع جوار منزل من الزجاج .

يملئها التراخي ان تفهمه حقيقتها
تترك له كل ما تجرب أن تكونه – ثم تمل كل شئ فتترك البشر وزحامهم وتغادر
وهي تفكر في شئ يقتل الوقت
فتفكر أنها منذ ثلاثة ايام تفعل كل شئ
قابلت كل اصدقائها وكأنها تودع العالم.. تركت لابيها وصيتها
واخترعت احلام تحتاج عشر سنوات اخرى لتحققها ... وانها انهت كتابة التحقيق الجديد للجريدة
وكتبت جزءا صغيرا في الفصل التالي بالرواية التي تكتبها
وصنعت كعكة بالفانيليا ، وتعلمت طريقه عمل عصير بطيخ في مكعبات الثلج من قناه فتافيت
وأوشكت على الإنتهاء من رواية " حفلة التيس " ليوسا
وذهبت للسينما والأوبرا ..
ووقفت في ميدان عبد المنعم رياض فحولته برغبه حقيقة
وايمان بصوفيه باولو كويلهو بأن ارادتها قد تجعل قوى الكون تتآمر لتملا الميدان بالثلج في هذه الليلة تحديدا
تزلجت على الارضيه
وصنعت رجل الجليد .. ذلك الذي قرأت عنه اول مرة في كتاب " ساندي وسو- كتاب اللغه الإنجليزية الذي كانت تدرسة في مدرستها الابتدائية
رجل الثلج الذي صنع له الولدين ساندي وسو جسدا من الثلج وانفا من الجزر قبل أن يتزلجا جواره في بهجة ومرح .

فعلت مثلهما .. وكان في نيتها ان تضاجعه لكنها غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة
.. ملئت ارادتها الميدان بثلج كافي للتزلج وصنع رجل ثلجي
عادت للبيت ترتجف من البرد انفها متجمدة ويدها شديد الإحمرار من الألم المنعش للصقيع
اختفت في أحضان من تحب .. وجلست على الأريكة وفي يدها ريموت التليفزيون وقلبت كل قنوات جهاز الاستقبال الربعمائه اكثر من 5 مرات قبل ان تصل لقناه فتافيت مرة اخرى وتشاهد طريقه عمل عصير البطيخ مرة اخرى .

Monday, June 22, 2009

أحلى الأوقات

في الأزهر بارك مع اصدقائي
مع محمد وسارة


مع أبو حازم وهدية أصغر نونو شرفنا

مع أحلى ثلاث صحبات في اسوان - سالي وياسمين وأسماء

مع بابا وطارق


مع كيمو والحسيني



مع سهى ومحمد فتحي


مع سحر وطاهر وأبو زيد

مع حازم


بعد حفلة عمرخيرت مع عصابتي الجميله



مع شيماء وتيري وكأس يوم اليتيم
ملحوظة فاضل رحاب واحمد عبد اللطيف ودعاء ,وفيروز ملقتش صور لينا مع بعض هنتصور في اقرب وقت
الشر يسكن جسد إحدى الساحرتين
تجتمع نساء القرية الصغيرة
تحضر كل منهم مقشة من بيتها
يساعدوا النساء الساحرات على اعداد السائل السحري الذي سيستخدم في طقوس تخليص روح البريئة من الشيطان الذي سكنها

كل ما يحتاجه العالم وقتها كان – الحب والإيمان –
صنعت كل النساء دائرة
تشبثت أيديهن جميعا ...
وجلست الأخت تحاول أن تحارب الموت بالحب

كانت تلك اللقطة الأخيرة من فيلم الساحرات بطولة ساندرا بولك ونيكول كيدمان
شاهدت هذا الفيلم منذ سنوات بعيدة
لكني أذكره دوما كطلسم قوي في حياتي
يحارب معي أصدقائي دائما
سحرة عالمي يحاربون الحزن داخلي – بالإيمان والحب-
يغلقوا ايديهم على يدي
يطبقون على هشاشتي وضعفي .. يسندون تصدع الروح
ويبدلون أوراق الخريف المتساقطة بورود أحبها
يصنعون لأجلى دائرة ويشعلون شموعا ويصلون لأجلي
يمارسون سحرا طيبا لا يعرفه سوى صانعي الحب
أعرف اني منهكة وأني متألمة أكثر من قدرتي على البكاء
لكني أصدق أني سأنجو لأنهم احكموا دائرة السحر حولي ... لأنهم أغلقوا أناملهم عليّ وتشبثوا بالحب الذي بقوته يحررنا من المس .
إلى أصدقائي - شكرا على الحب




Saturday, June 20, 2009

حلقات بصل

الليلة سأحكي لك عن حزن يشبهني
عن كلمات معادة تحفظها تماما من فرط تكراري لها
سأحكي لك عن هزائمي التي تشبهني ودمائي التي سالت حتى أمتلأت عروقي بسائل أخر احمر ولزج ربما هو الكاتشب مشوش الطعم ..

الليلة لن احتاج لحضنك لأبكي لأنه لم يعد يسع رغبتي أو يكفي للصقيع الذي يسكنني
سأبدأ من علبة الهدايا البرتقاليه
اجل تلك التي على شكل قلب – التي أهدتها لي سحر في عيد الحب والتي أستخدم غطاءها الآن كمنفضة للسجائر التي أدخنها في السر وابلل أعقابها كمنحرفه ساذجة لا تعرف عن التدخين شئ ، السجائر التي تفوح رائحتها من فمي عندما تحتوي شفتي السفلى في فمك لتتأكد من درجة حرارة جسدي
سأمر على نفس الحكايا واستخدم المفردات ذاتها
وسأبكي في المقاطع التي تعرفها
أجل تلك التي تحمل عنوانا جانبيا بالفقد والغياب .

سأضيف بعض ما لا تعرف
عن الغضب الذي يسكنني
وعن تورطي في قصتي حب على الأقل لا أعني منهما سوى قتل الفراغ وشراكة تكسر قسوة الليل الذي لا ينتهي .
سأخفي عنك أني أتقيأ بعد كل ممارسة للحب مع أحدهما
وسأترك لهما مسألة إعلان الاسم الذي أناديه وأنا مغمضة العينين .. مستباحة

سأفقد اعصابي وأهينك ثم اعتذر وانا ملقاه على الارض ومكرمشة كورقة لن يستعملها احد منا في كتابة خواطر ساذجة لا تصلح للنشر
سأحبك قليلا .. لأنه لم يعد لدي غير القليل من كل شئ
سأمر على جدران حجرتي كشبح ذلك الرجل المقتول الذي ينادي – هاملت – كل ليلة ويطالبه بالثأر
سأتعذب – كإحدي بطلات المآسي الإغريقية – وسأندب حظي العاثر كقصيدة حداثية مشوهه
سأترك شعري مشعثا لأن شريطتي الوردية ضاعت وأنت لم تنفذ وعدك لي بشراء أخرى جديدة .. سأجلس على الأرض إلى جوار الفراش الذي تعرفه
لأني لم اجرؤ أن اعود للنوم عليه منذ تلك الليلة التي نسيتها من فرط ما يزحم ذاكرتك الهشة عن العاهرات .

سأخبرك عن خلافي مع سهى وعن جسر من الحماقة والغضب يسرح فيما بيننا وأقف عاجزة ولا أتحرك لأني منهكة وفاقدة للرغبة في فعل اي شئ .
سأمتنع عن حكاياتي التي تزعجك عن الأطفال وعن كل اصناف الطعام الجديدة التي تعلمتها وعن استخدامات جديدة للبروكلي ونوع صوص من اختراعي استخدم فيه الكاري وعن الدماء التي سالت من إصبعي وأنا اقطع البصل حلقات كثيرة لأصنع عشر أصناف من الطعام تقتل الوقت وتخبرني أني لازلت إمرأة قادرة على العطاء ... رغم اني ارتعد من ذكرى اللقطة الأخيرة لبطلة يوسا في – شيطانات الطفلة الخبيثة – وهي تحتضر وجسدها مقطعا بفعل المرض الذي لا نذكر اسمه ونعرفه ضمنيا .

سأترك جانبا كل الأخبار السعيدة التي تمر جوار قلبي
سأترك سطرين فارغين ربما لأعود ذات ليلة لأملائهما بما لا تعرف
سأترك سطرا أخر لأسرار لا تعنيك


سأتجاهل الحديث عن أحلامي وكوابيسي التي تمنعني من النوم ، وسأرفض قطعا أن احكي لك عن مشرط الطبيب الذي صنع جرحا أعمق قليلا هذه المرة في الجرح المفتوح هناك ... سأتجاهل ما قلته للطبيب وأنا تحت تاثير المخدر
وما قلته للنساء في غرفة التعري ... وما قالته الملائكة لي وهي تغلق عيني وتقرأ لي نقوش فنجان قهوتي . قبل ان تتعثر في ترجمة الإشارات الكابوسية الدالة على مصير ما بيننا

سأتجاهل ما بيني وبينك
وأحكم إغلاق الزجاجة ثم ألقيها في البحر الذي تجلس على حافته في إنتظار جنية تعرف أنها لن تحبك قدر ما أحبك أنا .لكنك مستعد تماما لحظة ظهورها للسقوط في البحر والغرق .

Thursday, June 18, 2009

حلم ليلة فائته


مرت أيام كثيرة – مر ذلك الزمن الذي تراهن عليه ولا أطمئن أنا لحيله
أظنني من الممكن أن أكتب لك الآن
دون أن اؤنب نفسي وأتهمني بالضعف والإنقياد
أظنني استحق الإحتفال والرثاء لحالي في ذات اللحظة
الآن أتممت أياما أخفقت في عدها دون صوتك ولا ضحكتك
بلا ثرثرتي المبهجة بين يديك
أثرت الصمت

العالم كله بلا أجهزة استقبال تحتمل ضوضائي ورغبتي المحيرة في الحكي لك
في الجلوس على الأرصفه إلى جوارك في لحظات تملأ فيها الشمس فراغات العالم
وتترك الهواء المار بيننا محملا بعبقها هي

كل ما بيننا .. وكل ما أحاول تجاهله ودفعه بعيدا طوال الأيام الماضية
هاجمني الليلة
بلا هوادة
أشتقتك اليوم في الزحام بين الأصدقاء
في عيون الموجودين
أنت جملتي المسكوت عنها ... أنت العالم الذي أحب أن اعيشه
أنت دمعتي التي تعذبني وتمنحني سببا صادقا للتأكد من مرارات الحياة وقسوتها

ككل مرة أثقل كاهلي كل ما أحفظه لك لليلة اللقاء تلك التي نختلف دوما بشأنها
أفضل انا البقاء معك على الشاطئ الرملي مخبأة اصابع يدي اليمنى في نعومة الرمل البارد
وأنامل يدي الأخرى غائبة في كفك
أفضل أن احكي لك كل ما مر في غيابك
ستلاحظ هذه المرة اني أبكي كثيرا وأن صوتي صار أهدأ ولكنتي في الحكي أبطأ
ستلاحظ كم انا منهكة
وسأخفي عنك كيف أصبحت روحي مستباحة ومثقله بالحزن
وسأغطي رقبتي جيدا حتى لا تلمح الثقوب التي صنعتها الخفافيش وكوابيس مصاصي الدماء في جسدي .

سأكور لك بعض الأخبار المبهجة في راحة يدك
وسأهمس في اذنك بسر أحتفظ به لأجلك
وسأعاتب فيك ما اوجعني

قد اقبل هذه الليلة ان نلتقي على طريقتك
سأخبرك لحظتها بلا خجل أني اشتاق جسدك ورائحة حضنك الطيب
وأن اكثر ما اشتاقه طريقتك في سرسبه الحزن من داخلي ...
سأختبئ الآن في حضنك وأخبرك ان فريقنا فاز في مباراة مهمه
سأكرر لحظة الفوز الآن في حضنك
ساهمس لك أني فرحانه

سأخبرك اني أشتقت امي ... وسأترك لك مسألة مواساتي
سأخبرك عن انتصاراتي الصغيرة الكثيرة في الأيام الماضية
سأنتظر منك احتفالا بسيطا ... شمعه برائحة الياسمين ..
وقطعه حلوى نقتسمها في المسافة الهشة بين شفتينا
وبريق يملئ عينيك لحظة ان تهتم
فقط لحظة ان يعنيك ويبهجك ما نقتسم

سأخبرك عن الحماقات التي ارتكبتها في غيابك
سأنتظر منك ان تعاتبني
ثم تعتذر عن إيلامي قبل ان تلملمني كلي .. وتغلق عليا قبضة يدك
وتعيد صنعي
سأكون عندها رائقة اكثر .... بلا عيوبي التي تزعجك
سأكون لحظتها أهدأ وربما اجمل ..
سيختفي النمش الساحر من بشرتي كلها وسترفع عني ذلك الوشاح الحريري الأخضر
وتبدأ من لحظة أنتهاء الحلم الفائت
.

Monday, June 15, 2009

نوستاليجا


إذا دقت بابي – فتاة ساذجة – ترتدي ملابس المدرسة الزرقاء
أظنني سأردها برفق ولن أسمح لها بالمرور
اظنني تعجبني الفتاة الأخرى التي صنعت لها الحياة مزيجا من السذاجة والشر
الألم والبهجة .. وبعض من حيل الذاكرة ، وتدريبات ليست ذات جدوى على احتمال الفقد .. ونبؤات وأحلام تتوق لتحققها
وأشياء أخرى تمثل لها هاجسا مريعا ولا تستطيع أن تنحيها جانبا غير مرئيا في عالمها ..

أخبرت أبي منذ أيام أني لست طيبة كما ابدو – لكني أتجنب أكبر قدرا من المواجهه مع العالم ... أخجل من التورط في مواقف ليست ذات جدوى وإنما تستنفز عاطفتي تجاه الهدوء الذي أبحث عنه وأحرص على وجوده داخلي ليمكني من رؤية مفردات الحياة كما احب أن تكون وكما أحتمل أنا التعامل معها ...

أشارك منذ أسبوعين في تحرير صفحة الأدب لدينا في الجريدة الى جوار عملي الأساسي هناك ...
تجربة لابد لي من تدوينها
لأنها مررت لي حالة من البهجة والقلق كنت أحتاجها جدا لشحن جهازي العصبي بالمزيد من شئ لا أعرفه تحديدا لكني اعرف أني احتاجه
ربما لمحاربة – الكسل الإجتماعي – الذي أعرف أني كثيرا ما استسلم له
ربما لان عملي الاساسي في الجريدة يجعلني أتعامل مع شاشات الكمبيوتر والأخبار والكتابة أكثر منه مع البشر

لم أنشر سوى 4 موضوعات خلال الأسبوعين
كان الأول مع الأستاذ الجميل – اسامة عفيفي – عن كتاب المعلم يعقوب وسلسلة ذاكرة الوطن
لن يعرف ذلك الرجل الجميل كيف أثر فيّ حديثه وشخصيته وكيف حمل طعم البهجة الأولى في أول موضوع ينشر لي في صفحة الأدب وهو ما يختلف عن نشر أي شغل صحافة أخر طوال السنوات الماضية
التزامن بين ذلك وبين نشر نصي عن ايزابيل الليندي في – جريدة أخبار الأدب- ردود الفعل الطيبة الحميمة التي جاءتني بسببه كانت كافيه لإسعادي حتى نهاية العام . .. من الجحود أن أقول غير ذلك

أنا مشغولة جدا جدا هذه الأيام
أعمل في كل ساعات اليوم وأكتب واقرا وأجمع اصدقائي كلهم في يوم واحد وأقابلهم ولا اتكلم لكني استمتع بالصمت ...
أعد أطباق كثيرة في المطبخ في الساعات بين ساعات العمل ، وأعرف ان ذلك بدافع البحث عن العشب الاخضر تحت الأحجار المدورة
- طريقه علاج الصداع لدى الهنود الحمر- فكرة تشتيت انتباهي عن الأرق من العمل والكتابة

لم تكن الحياة منظمة كما هي الآن
لم انام بانتظام وأتناول وجبة الافطار في معاد مناسب تلك التي أكلها عادة في وقت متأخر من النهار

لم تكن لدي شجاعه مواجهه الكثير من مخاوفي كما أصبح عندي الآن
تخلصت من الكثير من الأعباء التي لازمتني فترات طويلة حتى اعتدت التعايش مع وجعها
لا شئ يؤرقني سوى الحزن العادي
سوى حنيني القوي لأمي وللغائبين بالموت
وكأني سأفتح باب شقتنا فأجدهم هناك
يعتذرون عن كل سنوات الغياب
يسمحون لي بالإختفاء في احضانهم ... يقتسمون معي كل ما اعتادوا مشاركتي فيه

أعرف أني كبيرة وناضجة نوعا ما لكن هذا الإحساس الغيبي الطفولي مسيطر على حواسي أكثر مما احتمل ردعه
أمس أخبرني صديقي محمد فتحي أن كتابنا المشترك" نامت عليك حيطة" على قائمة البست سيلر في فيرجن وأن ترتيبه هو الثامن
ابتسم وسألني تعرفي ما اسم الكتاب الذي يجئ في المركز التاسع قال وهو يبتسم " احلام ابي" لباراك اوباما

كنت ساعتها في الزمالك اتجه فوق الكوبري أشاهد النيل واستمتع بالهواء ولمعه الحزن الشفيفه على سطح الماء وأتعاطى ذكريات احبها في هذا المكان نظرت نحو شريك غير موجود في اللقطة وأخبرته اني فرحانه جدا – لكن ذلك لم يمنع دمعة دافئة من التسلل لوجنتي . رغم مداعبة نسمة صيف للمشهد كله
.

Sunday, June 07, 2009

المرأة التي جعلت الحب وطنا والكتابة دواء للألم


مقالي عن الساحرة التشيلية إيزابيل الليندي
في عدد اخبار الادب
الاحد 7 - يونيه
اليوم

Thursday, June 04, 2009

العالم الذي ينقصه الحالمون


مشاعر كثيرة سكنتني اليوم وأنا استقبل يوما مختلفا في التاريخ
ما الذي سيقوله الرئيس الأمريكي باراك أوباما هنا في جامعة القاهرة – هنا على ارض مصر
الشوارع التي بدت هادئة .. الحافلات العامة التي تمضي شبه فارغة من البشر وكاننا في فيلم خيال علمي
الترقب –
أمام شاشة التلفاز أجلس في الجريدة أتابع الخطاب " لي الشرف أن اكون هنا في القاهرة تحت ضيافة مؤسستين عريقتين .
لاكثر من الف سنة بقى الازهر منارة للتعليم الإسلامي ولقرن كامل بقت جامعة القاهرة مركزا للمعرفة .
المؤسستين معا خلقا تجانسا بين التقاليد والتقدم .
أنا شاكر لضيافتهما0 ولإستضافة الشعب المصري ، ولي الفخر أن احمل لكم الامنيات الطيبة من الشعب الأمريكي وتحية سلام من المسلمين في بلادي ... السلام عليكم-

هنا تحديدا سرت كهرباء في جسدي كله
الرجل قادم ليتحدث بالسلام ويلقي علينا تحية السلام – سمعت الخطاب
ثم طبعته وقراته باللغة الإنجليزية
شاهدت الفليم التسجيلي عن أوباما والحقيقة أني تاثرت

أوباما – حالم آخر نعرفه في تاريخنا
رجل ألف كتابين أنظروا معي – كتاب " أحلام ابي " وكتاب " جسارة الأمل "
له تاريخ طويل مع الأمل والاحلام
اتجه اوباما بعد إنهاء دراسته إلى مجال العمل الأهلي لمساعدة الفقراء والمهمشين, ".في عام 1985 انتقل أوباما للأقامة في مدينة شيكاغو ليعمل مديراً لمشروع تأهيل احياء الفقراء وتنميتها. ثم تخرج المرشح الديمقراطي من كلية الحقوق بجامعة هارفرد , وحاضر في القانون في جامعة إلينوي في عام 1993 .

لا أريد أن أحكي سيرته الذاتية لكني أفكر فقط انه صاحب سيرة ذاتية تستحق الإهتمام وانه ليس دجال ولا مدعي
قد يكون متهور .. قد لا ينجح .. لكنه يعرف كيف يحلم واظنه يجد سبيلا لتحقيق بعض الأحلام
الإيمان الذي غاب عن حياتنا الايمان بالحلم
الذي تذكرته اليوم تحت قبة الجامعة بدى لي الأمر شبيه بخطبة السادات في الكنيست السلام عليكم .. ورحمة اللهوالسلام لنا جميعا .. باذن اللهالسلام لنا جميعا .. على الأرض العربية و فى إسرائيل .. وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية , المضطرب بتناقضاته الحادة , المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة , تلك التى يصنعها الإنسان ليقضى بها على اخيه الإنسان وفى النهاية , وبين انقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان , فلا غالب ولا مغلوب , بل ان المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان .. ارقى ما خلقه الله .. الإنسان الذى خلقه الله – كما يقول غاندى قديس السلام – " لكى يسعى على قدميه " يبنى الحياه .. ويعبد الله " .وقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين , لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض , ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به احدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام .

بدى لي الموقف مهيبا وتذكرت عبد الناصر ذلك الرجل الذي كانت احلامه أطول قامة من قدرته ورغبة من حوله
انا من جيل الثمانينات
لم أشاهد لا بعد الناصر ولا السادات
درست كتب تاريخ معهم وكتب أخرى ضدهم
قرأت عمن أدانهم واعتبرهم سفاحين وعمن وصل به لدرجة التقديس
أنا لدي افكاري بشأن كل منهم ليس مجالها الآن
كل ما أردت قوله أني لا انتظر شيئا من أوباما لانه بالطبع لن يصنع مجدا لنا كعرب ومسلمين انه يحارب لقضيته هو التي تخصه وتخص بلاده

انا افكر أننا ايضا ان ننتمي لقضية وحلم
حتى وإن كنا مخطئين خير من ألا يكون لنا حلم ولا شمس نامل ان تسطع يوما
أنا اقول ما قاله أوباما اليوم وردده قبله السادات وعبد الناصر وتوماس مور وغيرهم
أردد دعوة الحب والسلام والحق في العيش
أرددها وأدعو لها واصدقها حد الإيمان
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner