Saturday, March 29, 2008

عن رجل تحبه

الرجل الذي أحبه يحمل وجه عملة الملك وأحمل انا وجة الصورة
احبة في الصباح اكثر ومع وهج الشمس في الشوارع اذوب فيه
يحبني في المساء اكثر وفي ضوء صاخب للحجرة التي تجمعنا يتلاشى فيّ
احبه عندما يقبض على اناملي يحتويني في حضنه
يلامس بشفتيه رقبتي لينقل لي همسات الميلاد

أحبه عندما يلعن الرومانسية ويهمس في اذني ان لها طعم خاصا عندي
يحبني عندما يسكن مملكة مفرداتي يكتسبها عبر مسام روحه
أحبه عندما أدرك ارتباكه وعبثية ميله وانتمائه للخط الموازي لوجودي
يحبني لحظة أن أغضب بلا حنق حقيقي
وأحبه بإبتسامة مشرقه واعتراف لا اشك فيه أني لم اغضبه يوما
احبه بهمجيته وتحضره الوهمي وتزويره لاوراق اللعب بيننا حتى لا اهزمه
يحبني بمحاولاتي غير الجادة للتحرر ومداراة ما يثور في وجداني


أحبه ويحبني
على حافة الفراق ألقاه
وفي منتهى اليأس والوجع نشرق كأمل لا يغيب
ألفظه لحظة أن اكتبه
ويمقتني لحظة ان ينالني
ولا يتبقى بيننا غير بقعة دم وبقعة حبر ومنديل لا نعرف صاحبه

Sunday, March 23, 2008

طماطم- تصفيق حاد


علي خشبة المسرح تقف هي تصدع برائعة سنية كفته
وجع قلبي وأحبه وأموت 00 عندما تصل لمقطع بنام الليل وبشخر

تنهال الهتافات تلتهب الأيدي من التصفيق
يقف هو في اخر الصالة يتحسس حبة الطماطم في جيبه يتأكد من وجودها
يستعد للحظة الحاسمة وعلى وجهه شبح ابتسامة .

بعد انتهاء وصلة الغناء تتلقفها الأيدي كما نيكول كيدمان في رائعة " مولان روج " "
عندما تصل لحجرتها وقبل ان تفتح الباب تماما

يخرج لها نص رغيف بلدي استطاع تدبيره رغم الأزمة بداخله قطعه جبن أبيض قريش
تناولته منه وفي عينها أمتنان لا تعرف الكلمات أن تصفه
قضمت منه قطعه كبيرة وابتسمت قبل ان يخرج لها حبة الطماطم من جيبه

فتطبع على جينه قبلة ناعمة وتفتح باب حجرتها وتغيب داخلها.

Tuesday, March 18, 2008

تاريخ معلن للحب

تمضي الأيام ناعمة ..
محملة برائحة العشق والهوس بشمس مارس
أرسم طقوسا جديدة للعالم من حولي ..
أستمتع بجلستي في المقهى العذب أشرب قهوة صباحية هادئة .. اكتب كما لم أكتب من قبل
أقاوم كل أشباح الحزن .. أقهرها
يسيل دمها أعلن انتصاري .. لا اخفى الزهو الذي يملأني
أعمل كثيرا .. أقابل البشر ..
أخفق في ترتيب مواعيد للقاء بعض الاصدقاء
أنشغل عنهم
.. نتحدث عبر الهاتف .. نلتقي .. نقتسم هدوء قاعات السينما
نمضي في الشوارع او امضي وحدي ابحث عن أفكار تائهة ألتقطها
أجلس على الرصيف أدونها
أضبطتني متلبسة بالرقص في حجرتي في المساء
أفرح ابتهج استسلم اغني وارقص واضحك
.. أنزل السوق اشتري خضروات وفاكهه .. أصنع وجبات لها رائحة الدفء والحب
أتأكد بيقين اني موجودة اصنع تاريخ الحب في عالمي .
أرفع لافتات الأمل وأضيئ شموع حجرتي كلها
استقبل ومضات القمر تلك القادمة من مدار بعيد
فقط لترسل لي بعض البهجة والبشارة .

Saturday, March 15, 2008

فاعل - حمدي ابو جليّل

خائن وعميل *


عربية الأمن المركزي كانت ممتلئة كالأتوبيسات العامة، خمسين طالب لائق وطالب معوق
وطالب ابن ضابط شرطة خرج قبل أن نتحرك، نفس العربية الزرقاء إياها،
وأثناء طلوعي سلمها رأيت طالب معرفة، لم يكن بيننا أي علاقة،
ولكنا صرخنا واحتضنا بعضنا بكل بفرح ولهفة، وتأرجحنا وكدنا نطيح فوق الناس، وقلنا معا " شوفت ..
شوفت اللي حصل " وانفجرنا في الضحك، سيل جارف من الضحك، حاولت أن أتماسك، وحذرت نفسي من ويلات الصفع والركل، ولكن هيهات، ويبدو أننا عديناهم، العربية كلها، ضحك متواصل وضرب على الأكف والأرداف وحتى الأقفية، حتى العساكر ضحكوا، وشحنونا على مديرية أمن بني سويف، والمسافة بين المعهد والمديرية قضيناها في الضحك، ولو رأيتنا في عربية الأمن المركزي لظننت أننا في رحلة أو حتى فرح، وأمرونا بوضع أيدينا فوق رؤوسونا ونزلنا في استقبال مديرية أمن بني سويف، وأوقفونا صفين وأمرونا بالجلوس وربطوا عيوننا .
وأدخلونا اثنين اثنين على شخصية لابد أنها خطيرة، وسمعت صرخات وآهات تنطلق بين فينة وأخرى، وكم ارتعبت عندما سحبني أحدهم، كل خطوة أحس أني أتقدم لحتفي، شىء مهول أن تجر مربوط العينين في مكان كمديرية أمن بني سويف، سرنا مسافة طويلة، قيل لي فيما بعد أنها لا تزيد عن مئة متر، ولكني أراهن أنها تزيد عن الكيلو متر، وكان الحل في الطاعة العمياء، إشعار ساحبي أن تحت يده شخص في منتهى الغلب والمسكنة، ونزلنا سلالم وصعدنا سلام ومشينا في طرق وممرات حتى أحسست أننا دخلنا على ناس، وتخيلت نفسي مربوط العينين وسطهم، وقلت لابد أنهم الشخصيات الغامضة المخيفة التي ربطت عيوننا أساسا حتى لا نراها، وفجأة أحسست باقتراب أنفاس وهمهمة، وكانت يدي مازالت على رأسي فضغطها ومت في جلدي لكن ضحكة جماعية أراحتني، وقال أحدهم ما تخافش، وأضاف بهدوء من يدلي بمعلومات حربية " من الفيوم ، مركز اطسا دانيال، والده متوفي وتعوله امه هو واخوته الاربعة ، ولدين وبنتين ، ومصدر الرزق فدان وحيد تركه والده " وسألني بحنان بالغ " شاركت ليه في المظاهرة يا حمدي " فقلت والله العظيم ما شاركت أنا كنت واقف في المعه .. ولكنه قاطعني " ما تحلفش، إحنا عارفين كل حاجة، إيه رأيك بقى في رئيس الجمهورية " وعلى الفور قلت " والله العظيم ما أعرفة "، ولكني تراجعت بسرعة قصدي قصدي، وعلقت على قصدي، فقال متخافش، إيه اللي تعرفه عنه، فقلت مين حضرتك ؟ فابتسم وقال الرئيس فقلت معرفش حاجة معرفش أي حاجة بشوفو في التفزيون والجرايد بس، وكدت أدعو له بالصحة والعافية ولكني خفت أن يفهمني غلط، فقال " طب إيه رأيك في السيد وزير الداخلية " فقلت إنه " السيد وزير الداخلية " وأعجبتني الإجابة فكررتها "إنه السيد وزير الداخلية " فقال " أنت متهم بالتجمهر وتخريب ممتلكات عامة والتآمر لقب نظام الحكم " وبينما أقول أنني ليس لي في الموضوع وأنني كنت واقف في المعهد .. اندار على زميلي، والحقيقة أن إجاباته أخجلتني من نفسي، كان قويا وشجاعا لدرجة أن الضابط نفسه خاف منه ولم يسأله إلا سؤالين، كلمتين ورد غطاهم :
- ما رأيك في السيد الرئيس ؟
- جبان وعميل ويحق جهاده وقتله على كل مسلم .
- ما رأيك في السيد وزير الداخلية ؟
- نفس الكلام جبان وعميل ورأس الزبانية ويحل قتاله ودمه.
وخرجنا، وحمدت الله على أننى خرجت ماشيا على قدمي، وسحبونا مربوطي العيون على الحجز، والإخوة هتفوا في الحجز، وصوتهم هز أركان مديرية الأمن وبني سويف كلها، والحقيقة أني أعجبت بهم ولكني ركزت في الدعاء ( سمعت احدهم يقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال اللهم ارفع عني الضرر وما يمكرون إنك السميع العليم ثلاث مرات لم يصبه مكروه في يومه وليلته ) وأنا قلتها عشرة، عشرات، وأنا أبحث عن مخرج، منقذ من المصيبة التي وضعت نفسي فيها .
لي قريب كان يعمل ضابطا و استشهد في التسعينات برصاص المقاومة الفلسطينية في رفح، وأيامها كان يعمل في تموين بني سويف وسألت عنه العسكري وجاء ولكن ليته ما جاء، بدل ما يطمئنني ويساعدني أرعبني أكتر، بمجرد أن رآني انهال " أيه اللي جابك هنا .. أيه اللي دخلك مع الناس دي..إنت مالك؟", ولكني قاطعته " أنا مش ناقص أسئلة، أنا اتهريت أسئلة، إن كنت هتعمل حاجة اعملها مش هتقدر مع السلامة " فبرطم وانصرف غاضبا ولم أره إلا في سجن بني سويف العمومي .


* جزء من رواية الفاعل
حمدي ابو جلّيل
صدرت عن دار ميريت للنشر
جائتني رواية الفاعل في ايام عصيبة
لم اعرف أن احتفل بها كما كنت أتمنى
لكتابات حمدي ابو جليل في نفسي وقع بهجة العيد الحقيقي ذلك الذي جربنا احساسه ونحن اطفال
وتلاشى كلما تقدمنا في العمر
رواية الفاعل – بسيطة ومدهشة
تسمع في مقاطع منها صوت حمدي ابو جليل وهو يتحدث أو يضحك .. قبل ان يرسم على وجهك ابتسامه ليس بالضروري ان تكون ابتسامه سعادة
حمدي يكتب المأساة التي تضحك من القهر .. ويحول العادية إلى فعل مربك يدعو للتأمل
أحببت الرواية .... أدعوكم لقراءتها

-

Friday, March 14, 2008

شمعة

أحب فصول العام لقلبي هو فصل أغسطس لاني ولدت فيه

أكثر الفصول قربا لقلبي هو مارس
أذار الحبيب
ذلك الذي يعدني كل عام بوشوشات البهجة والورود والحب

العالم يبدأ من جديد لحظة ان نقرر نحن ذلك
لحظة ان نملك إرادة الرغبة في السعادة

التفاؤل .. الأحلام الممتدة عبر السنوات القادمة
هدايا الله لنا في كل الاعوام التي مرت

أشعر بأن كل من حولي مثقلون باكياس الرمل في قلوبهم
لا احد قادر على العدو نحو نهار جديد وابتسامات امل قادم

يؤلمني ذلك
يعوقني عن التنفس ببراح
يشعرني أني احفر في بحر
أنا لا أملك قوة إضاءة كل شموع العالم
لكن الحزن بجلاله وقدرته عجز تماما على إخماد نور شمعه واحدة تضئ لنا الطريق
طريق الحياة والأمل

أصدقائي .. ابتسموا .. أحبوا .. اشعلوا الشموع
حان وقت المرح

Friday, March 07, 2008

قليل من الحب يكفي...

من حين لآخر نحتاج مراجعة تفاصيل الحياة حولنا وداخلنا
نتأكد من جدية بعض الاشياء ومن عبثية امور أخرى .
ختم بعض ملفاتنا بالشمع الأحمر وإزالة الحواجز عن بعضها .
البحث عن طاقة الحياة التي تخفت احيانا في قلوبنا
نحتاج سد مواطن الرتق في ارواحنا ... مقاومة بعض رغباتنا والخضوع لغيرها .
استيعاب دهشة الموت وحقيقة الوجود .
اليقين .. إجابات أسئلتي الحمقاء التي تخصني وحدي
شحذ قوى العالم .. استدعاء قوارب الحب .. توديع بعضها
التلويح لها والبكاء .. أو تنفس الصعداء لانها رحلت بخسائر أقل من المذابح بقليل .
من حين لآخر نحتاج كل مخزوننا الإستراتيجي من الحب ليقف أمام طوفان الأحزان .
تلتبسني حالات الجنون كثيرا ..
ما أحلى الجنون والكتابة والشوارع
الدفء والأصدقاء وكل ما في الحياة
ما أرحم التداعي والدموع اذا كانوا رغبة حقيقية خالصة .. واستراحة نعاود بعدها التحليق .
ما العيب أن نخفق في استيعاب ألم أو حزن
أن نضعف ونبحث عن الخلاص أو نبقى في حاله من الجمود فترة
ما العيب أن نبكي ونضحك ونحب ونتألم ونفارق ونلتقي
أن نلمح بعض الشعيرات البيضاء تغزو أرواحنا
وأن نقاومها بصندوق ألوان وقليل من الحب
أظنه يكفي جدا
 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner