لعبة الكسل من الألعاب التي أحبها كثيرا
الإستلقاء على الرصيف في الشارع والتحديق في النجوم الإفتراضية
التي تحولت لإفتراضية بسبب صعوبة رؤية السماء من موقعي هناك على أرصفة الشوارع المزدحمة بالبشر والعربات والبيوت وانوار عواميد الكهرباء .
الإستلقاء على ضهري ووضع يداي اسفل راسي ، والتحديق في سقف حجرتي المرسوم بنقوش أحفظها منذ طفولتي
أعرف الآن اني قضيت وقتا أطول من الازم داخل تلك الحجرة
قضيت اوقاتا طويلة في المذاكرة والنوم على الكتب أيام الثانوية العامة ، أوقاتا اخرى وانا معتصمة داخل الحجرة
كنت اعتصم هناك بالأيام لتحقيق رغبات اراها الآن تافهة – كالذهاب لحفل نهاية العام في مدرستي ، أو الخروج مع زميلة لي
طلبات تشبه تلك تواجه كلها بالرفض لأني تربيت – تربية قديمة – من تلك التي تنتج أطفال مرضى نفسيين أو كتّاب
اعتصمت هناك 4 أيام كاملة رفضت خلالها الكلام ... ورفضت أطباق الطعام التي ادخلتها لي خالتي رحمها الله – لأعلن أني لن آكل حتى يتفاوض أحد معي بشأن حصولي على اكلسير للكتب
كنت وقتها في الصف الثاني الإعدادي وتوقفت فتيات الصف كله عن حمل حقيبة المدرسة ... وحدي من كنت احمل الحقيبة
حجة امي وقتها ان حقيبة المدرسة مظهرها أكثر وقارا / وحجتي ان كل زميلاتي بالفصل حصلن على اكلسير للكتب .
اعتصمت في الحجرة وصممت امي على رايها وكدت انا
أن أموت من القهر والملل
كل يوم أذهب للمدرسة في طريقه العودة اتفرج على اكلسير احمر يعجبني كثيرا وسط مئات الاشكال الأخرى / أدخل حجرتي أراجع دروسي ... أرفض الطعام
لا اتحدث مع أحد
أطفئ نور الحجرة واحدق في الظلام
في اليوم الخامس فتحت عيني من النوم ووجدت الاكلسير الأحمر الذي يستوقفني كل يوم للفرجة عليه
فركت عيني وتساءلت هل اريده بهذه القوة لدرجة اني احلم به وانا افتح عيني
نهضت من الفراش واضأت نور الحجرة لكنه لم يختفي
كان هناك
لمسته وفتحته وعرفت ان أحدهم احضره
يحدث كثيرا أن يشتري لي أبي شئ يعجبني دون ان اخبره
يشتري لي تماما ما كنت اريده ... ويحدث طوال الوقت ان اختلف مع أمي وهي على حق
لم يناسبني الاكلسير ولم استطع حمله ولم يكفي كل الكتب التي كان عليّ انا اخدها كل يوم ... ولم اعرف ان امشي وانا احمله
ولم أجد شجاعه كافية وقتها للإعتذار لأمي
كنت اخطئ كثيرا في حقها ولم تجئ لي ابدا فرصة للإعتذار
كنت ابنة متعبة ومرهقه ، وكانت هي اما متعبة ومرهقة
كنت اشبها لحد التنافر – كنت افهمها من نظرة عينيها
وكانت تفهمني من وجهي
لم استطع ابدا ان اكذب عليها ، هكذا كانت تقول لي وهي تضحك
أن النسخ الجينية لا يمكنها أن تكذب على بعضها
كنت اتحدث عن الكسل لكن الحنين لحماقات المراهقة هو ما انتصر
الغضب والاعتصام في الحجرة اصبح نوعا من الرفاهية
ليس فقط لأن امي ماتت ولأن أبي يدللني كما لا يفعل اب في هذا العالم
ولا حتى لأني كبرت وصرت حرة وناضجة يمكنني أن اتلهى بكسر قلبي ومتابعة اخطائي دون لوم من أحد
ولكن لأن ما ينتظرني دوما خلف باب حجرتي أقوى من رغبتي في التعطل والاستلقاء داخلها احدق في السقف الذي احفظه جيدا
هناك في الخارج
العمل والناس والحكايات والاصدقاء والحنين
هناك المكتب الذي اعتز به والمقهى الذي احبه والمطبخ الذي اصنع فيه ومنه الاف الحكايات ... وإناس أعرف انهم ينتظرون مني المؤازرة والتفاوض لفك اعتصامتهم لأسباب سيعرفون بعد سنوات انها خائبة ولا تستحق
هناك تعاويذ احرص على صنعها وجنون احاول ان اعالجه، وحياة اعرف انها لا تنتظر أبدا من يعتصم بالصمت وينتظر التفاوض مع عالم يستيقظ كل يوم لينتهي مهامه بكل قسوة وتصميم.
الإستلقاء على الرصيف في الشارع والتحديق في النجوم الإفتراضية
التي تحولت لإفتراضية بسبب صعوبة رؤية السماء من موقعي هناك على أرصفة الشوارع المزدحمة بالبشر والعربات والبيوت وانوار عواميد الكهرباء .
الإستلقاء على ضهري ووضع يداي اسفل راسي ، والتحديق في سقف حجرتي المرسوم بنقوش أحفظها منذ طفولتي
أعرف الآن اني قضيت وقتا أطول من الازم داخل تلك الحجرة
قضيت اوقاتا طويلة في المذاكرة والنوم على الكتب أيام الثانوية العامة ، أوقاتا اخرى وانا معتصمة داخل الحجرة
كنت اعتصم هناك بالأيام لتحقيق رغبات اراها الآن تافهة – كالذهاب لحفل نهاية العام في مدرستي ، أو الخروج مع زميلة لي
طلبات تشبه تلك تواجه كلها بالرفض لأني تربيت – تربية قديمة – من تلك التي تنتج أطفال مرضى نفسيين أو كتّاب
اعتصمت هناك 4 أيام كاملة رفضت خلالها الكلام ... ورفضت أطباق الطعام التي ادخلتها لي خالتي رحمها الله – لأعلن أني لن آكل حتى يتفاوض أحد معي بشأن حصولي على اكلسير للكتب
كنت وقتها في الصف الثاني الإعدادي وتوقفت فتيات الصف كله عن حمل حقيبة المدرسة ... وحدي من كنت احمل الحقيبة
حجة امي وقتها ان حقيبة المدرسة مظهرها أكثر وقارا / وحجتي ان كل زميلاتي بالفصل حصلن على اكلسير للكتب .
اعتصمت في الحجرة وصممت امي على رايها وكدت انا
أن أموت من القهر والملل
كل يوم أذهب للمدرسة في طريقه العودة اتفرج على اكلسير احمر يعجبني كثيرا وسط مئات الاشكال الأخرى / أدخل حجرتي أراجع دروسي ... أرفض الطعام
لا اتحدث مع أحد
أطفئ نور الحجرة واحدق في الظلام
في اليوم الخامس فتحت عيني من النوم ووجدت الاكلسير الأحمر الذي يستوقفني كل يوم للفرجة عليه
فركت عيني وتساءلت هل اريده بهذه القوة لدرجة اني احلم به وانا افتح عيني
نهضت من الفراش واضأت نور الحجرة لكنه لم يختفي
كان هناك
لمسته وفتحته وعرفت ان أحدهم احضره
يحدث كثيرا أن يشتري لي أبي شئ يعجبني دون ان اخبره
يشتري لي تماما ما كنت اريده ... ويحدث طوال الوقت ان اختلف مع أمي وهي على حق
لم يناسبني الاكلسير ولم استطع حمله ولم يكفي كل الكتب التي كان عليّ انا اخدها كل يوم ... ولم اعرف ان امشي وانا احمله
ولم أجد شجاعه كافية وقتها للإعتذار لأمي
كنت اخطئ كثيرا في حقها ولم تجئ لي ابدا فرصة للإعتذار
كنت ابنة متعبة ومرهقه ، وكانت هي اما متعبة ومرهقة
كنت اشبها لحد التنافر – كنت افهمها من نظرة عينيها
وكانت تفهمني من وجهي
لم استطع ابدا ان اكذب عليها ، هكذا كانت تقول لي وهي تضحك
أن النسخ الجينية لا يمكنها أن تكذب على بعضها
كنت اتحدث عن الكسل لكن الحنين لحماقات المراهقة هو ما انتصر
الغضب والاعتصام في الحجرة اصبح نوعا من الرفاهية
ليس فقط لأن امي ماتت ولأن أبي يدللني كما لا يفعل اب في هذا العالم
ولا حتى لأني كبرت وصرت حرة وناضجة يمكنني أن اتلهى بكسر قلبي ومتابعة اخطائي دون لوم من أحد
ولكن لأن ما ينتظرني دوما خلف باب حجرتي أقوى من رغبتي في التعطل والاستلقاء داخلها احدق في السقف الذي احفظه جيدا
هناك في الخارج
العمل والناس والحكايات والاصدقاء والحنين
هناك المكتب الذي اعتز به والمقهى الذي احبه والمطبخ الذي اصنع فيه ومنه الاف الحكايات ... وإناس أعرف انهم ينتظرون مني المؤازرة والتفاوض لفك اعتصامتهم لأسباب سيعرفون بعد سنوات انها خائبة ولا تستحق
هناك تعاويذ احرص على صنعها وجنون احاول ان اعالجه، وحياة اعرف انها لا تنتظر أبدا من يعتصم بالصمت وينتظر التفاوض مع عالم يستيقظ كل يوم لينتهي مهامه بكل قسوة وتصميم.
8 comments:
يمكن حاسه ان البوست بتاعك جاي ف وقته بالضبط يا نهى
كنت لسه بقول اني في حالة تقوقع
في أوضتي برضه
مش معتصمة لموقف
يمكن معتصمة ضد نفسي
و يمكن معتصمة لكتير من حقوقي اللي مش عارفه اخدها
يمكن واخده موقف من الحياة و بحاول افنع نفسي اني بس ف أجازة و ان من حقي شوية كسل
قبل ما أرجع اتطحن في الشغل تاني
...
مش عارفه انا بعمل هنا ايه دلوقتي بس المرة دي قولت ماينفعش ابدا اعدى من غير ما اسيب أثر
شكرا نهى
أليس من المحزن أن نكتشف أن الشيء الذي دافعنا عنه بكل ضراوة و اعتصمنا من أجله و بكينا و تمسكنا به.. يجيء في النهاية غير مُرضي و مُخيب لآمالنا
كم من الأشياء التي لم نحصل عليها في رحلة الحياة و مازلنا نبكي عليها لأننا لم نتيقن أنها لا تلائمنا
:\
كنت اخطئ كثيرا في حقها ولم تجئ لي ابدا فرصة للإعتذار
لا يخيفني إلا أن يفوت آوان الاعتذار
هناك تعاويذ احرص على صنعها وجنون احاول ان اعالجه، وحياة اعرف انها لا تنتظر أبدا من يعتصم بالصمت وينتظر التفاوض مع عالم يستيقظ كل يوم لينهي مهامه بكل قسوة وتصميم.
انا مبسوطة اوى بالجملتين دول
و لو انى عارفة انى مش هعرف انفذهم
بس مبسوطة :)
لا وقت للاعتصام عندك حق
دايما بقول ان الحياة ما بتستناش
..
صباحك كلام يفتح النفس يا ست نهى ,,, وحمد الله ع السلامة
تحياتى يا صاحبه الكراكيب.
من زمــــــــــان ما جيتش عندك بس احساسك زى ما هو شفاف لدرجه ما تتصدقش.
برضه لسه مصمم ان مكانك اكبر من كده بكتير.
كل سنه وانتى طيوبه زى ما انتى.
مدمن كتاباتك.
محمد من جده
:-)
فكرة بجد
يمكن كان الإعتصام في الماضي غاية وترف متاح .. وكنا بنقدر نستمتع بيه حتى لو كنا زعلانين
النهاردة احنا كبرنا وممكن نعمل اللي احنا عايزينة (او هكذا يتهيأ لينا) لكن للأسف .. ما ينتظنا هو اكبر واعمق من ان نتمتع بلحظات الاعتصام الجميلة تلك
لأني كبرت وصرت حرة وناضجة يمكنني أن اتلهى بكسر قلبي ومتابعة اخطائي دون لوم من أحد
من هنا ولآخر التدوينه .. معبره بزياده
سعيدة انى مريت هنا
مساء الخير او صباح الخير
حقيقتا لا اجد ما اقول لااننى حقا لا اجد ما اقولة شكرا لكى
Post a Comment