Tuesday, September 08, 2009

حلوى المكنتوش


تشتبك ضحكتي بابتسامته فيتوقف الزمن من حولنا
، يعالج الحزن ويطرد الشجن من قلبي حتى وهو منهك مشغول خافت الطاقة
تشتبك ابتسامتنا مرة اخرى وصمتنا وأفكارنا المتداخلة بشأن الملل والأرق
فأحبه من جديد
في صفحة بيضاء أكتب فوقها بحبر سري
تشتبك عيوننا أفلت سؤالي " كيف تفعل بي ذلك؟ "
ثم أشطب بي ليبدو السؤال غامضا – هكذا لن يفهمني ، ولن يعرف كيف يؤثر فيّ وجوده !
أسأله من جديد – كيف تفعل ذلك !-
كعادته يكتفي بالفعل ولا يجيب / كعادته يورطني في سماءه ويضع في يدي نجوما بنفسجيه، ويمضي أمامي ويتركني خلفه ألهث في محاولة للحاق به حتى لا أتوه في هذا العالم المرسوم بالحبر السري .
على عتبة الممر المظلم أخبره أني أرهب المشي هنا
ولا اخبره أن الخوف لا يمس قلبي طالما هو هنا
داخل الممر المظلم ألمح عيون الكائنات الفضية ... ألمح مسوخ الكوابيس ...
وأرى كل لحظات فزعي وأنا أمر هناك وحدي
وابدل كل ذلك بنجوم بنفسجية اطبق أناملي عليها وأنثرها هناك لتضئ لي كل ما هو قادم .

عندما يكون هنا أبدو كبلهاء – احدق في نجوم السماء ، وابتسم للفراغ
واكتفي من العالم ، ابتسم ابتسامة مسالمة مطلقة هانئة
لا يشغلني غير وحدتي المزدحمة به
لا يشغلني سوى حضوره وطعمه
كيف لم اخبره من قبل انه صندوق حلوى المكنتوش الخاص بي
- لحلوى المكنتوش في ذاكرتي طعم كل ما يثيره حضوره
- أول نوع شيكولاته اعرفه عندما كنت طفلة – علبة المكنتوش كانت هدايا ابي الأولى لي كطفلة مهذبة لا تضايق امها ،كان يشتري لي ما يكفي ويفيض لاوزعه على اطفال الجيران في بيتنا في ذلك البلد العربي
أطفال الجيران العشرة الذي لا يعرف والدهم اسماءهم ويتركهم طوال اليوم يلعبون أمام البيت فيما اجلس أنا خلف شباك بيتنا وحدي امرر لهم قطع الحلوى وأتفرج على لهوهم
حلوى المكنتوش الملفوفه مثله بكل الألوان المبهجة والتي تكفي الآن ان المس طرف أحداها بلساني حتى أرى قوس قزح وأتحسس طريقي في عالمي البكر اللطيف ،
حلوى المكنتوش التي تحبها صديقاتي وتخبئ كل منهن لها ألفا من الذكريات والحكايات ...
شيكولاته المكنتوش بالحليب والكريمة والمكسرات والتوفي وجوز الهند وكريمة البرتقال والفراولة
أنت كل قطع الحلوى التي تحمل في عمري مذاق السعادة والفرحة وأمان طفلة لم تنه أعوامها الثلاث الأولى وتشاهد العالم واطفال الجيران عبر شرفة بيتها وتنتظر ابيها .
أنت كل قطع الحلوى وكل أطفال العالم
وانا هنا في شرفتي أنتظر وميضك البنفسجي في السماء
التي أعرف طريقها بنجوم أعطيتها لي واطبق عليها أناملي.

5 comments:

Yusuf said...

مبروك علي " نامت عليك حيطة" وبالتوفيق دايماً

تدوينة أكثر من رائعة ، لها مذاق خاص .. كحلوي الماكنتوش

Dr. Tantawy said...

بوست جميل اوي

كلماتك رقيقة و الشوكلاته الماكنتوش احلى و احلى :))

تحياتي

ملاحظة: علبة ماكينتوش هديه خاصه ليكي و كمان الشكل القديم :))
http://1pakistangifts.com/productimages/633183569866718750_quality_street.jpg

Heba Faruq said...

جريتي ريقنا يا نهى والواحد صايم

شيكولاتة المكنتوش فعلا لها مذاق خاص تفوح منه رائحة ذكريات كثيرة جميلة

شكرا لك لانك ذكرتيني بها

جمال الدولي said...

كعادتك دائماً

تقدمين المتعة فى قالب فني

تحياتي

نورسين said...

رائعة
مذاق كلماتك يكاد يفطرني
انها حلوى الماكنتوش
اشتقتها كثيرا

دمت بود

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner