Monday, September 14, 2009

في مديح الجبنة بالقوطة والرجال ومدينة الملائكة ...

...

يورطني التفكير والتأمل فيما يحدث داخلي وحولي في حالة كابوسية أدور داخلها منذ فترة ...
تضيق خناقها حولي تغرس أنيابها في رقبتي على هيئة خربشات حادة
ألاحظها في الصباح وأنا ادير حوار عدمي معي في المرآه
حول مراجعة تفاصيل الأحلام المزدحمة بها ليلتي – كالعادة –
اليوم أجلس على طرف الفراش احاول أن استرجع تفاصيل الحلم الأخير
كنت قبل النوم افكر في التخلص من الأسماك المحتجزة في دورقي ...
ولذلك اسباب متعلقه بكسل شديد بشأن الاعتناء بها وتنظيف الدورق
وتغيير الماء ووضع الطعام
توقفت عن فعل ذلك منذ يومين وانبني ضميري جدا
وقررت ان اقتلهم في الصباح لاني سئمت من الاعتناء بهم ،
ذلك لا يتضمن وضع السكر بدل الملح في أواني الطهي
واحراق الملابس أثناء تظاهري بكيها لأبي واخوتي
ولم يتضمن ايضا التوقف عن المكالمات العائلية
والسؤال عن خالتي وعمي وأطفال العائلة وصديقاتي ،
والتودد للجيران وزملاء العمل
لم يتضمن الرغبة في فصل جهاز التليفزيون عن الكهرباء والقاءه من الشباك
وانا الوح له بيد وبيدي الاخرى منديل ابيض يشبه منديل أسمهان وهي تلوح ليوسف وهبي في أحد الافلام
وذلك للتخلص من فكرة الضغط على ازرار الريموت طوال اليوم دون التركيز على شئ .
كل ذلك كنت افكر فيه في فجر تلك الليلة
الحلم كان مجسما سمعت فيه صوت بلوب بلوب –
بينما كانت عيني مغمضة كنت اعرف ما يحدث في الحجرة قفزت سمكة او اثنين من الدورق
ووصلت للفراش الذي انام فوقه
في الحلم الذي بدى ملتبسا بين لحظة الوعي والغياب تكلمت السمكة لم تتحدث
وانما اصدرت صوتا شبيها بالصفير
ربما كانت تحاول ان تنبهني انها في مهمة انتحارية لأنها وعدت باقي الرفاق في الدورق
ان تعود بوعد مني لأنظف الدورق لهم واضع حبات الطعام
في الحلم ايضا نهضت من الفراش واسرعت بتغيير الماء
ووضع حبوب الكلور وحاولت ان انقذ السمكة التي تشبه الكرة
لا أذكر ماذا حدث بعد ذلك لأني نمت بدرجة اعمق من مهاترات هذا الحلم
في الصباح كنت احدق في الدورق فأجد كل شئ كما هو
السمك يعوم برتابة الدورق متسخ حبات الطعام شحيحة ، رغبتي في مساعدتهم لا تزل فاترة .

ابتسم لأني أدعم الآن رأي رجل أحببته يوما ولم تنجح علاقتنا لأسباب إيديولوجية
متعلقة بخوفي من الاشياء كالملاءات البيضاء في الظلام التي أشعر انها تنهض من مكانها
وتلعب معي لعبة الشبح كاسبر وبعض الكائنات الحية وتصوري للأرنب كدمية في كتب الحواديت -
بعض تلك السخافات التي تلخص شيئا من شخصيتي ورؤيتي للعالم ...
أصدقه تماما الآن بأني مزاجية حد الجنون ولا يمكنني الاعتناء بسمك الزينة
ولا إنجاز أعمال البيت التي تقوم بها اي امرأه تعدت العشر سنوات
دون ان يمدحني الجميع طوال اليوم لأن توقف الثناء معناه فتور رغبتي في اداء واجباتي .
الديفو المشين في علاقتي مع الحياة ... أني أنجز فقط ما ارغب في فعله
وما احب أن افعله وفي اللحظات التي اقررها انا
هكذا تبدو الحياة محتملة

تتسع ابتسامتي لأني اتذكر رأي صديقات عزيزات فشلت علاقتي بهن لاسباب ايديولوجية ايضا
تتعلق بالتغيرات السيكولوجية التي حدثت لي ،
تتعلق بالخطوط البيضاء التي سرحت في شعري وكادت ان تنال من روحي
صديقاتي يؤكدن طوال الوقت أني مدللة كسمكة زينة ويسهل التأثير عليّ كإسفنجة ضعيفة
واني طوال الوقت احتاج لمن يعتني بي وذلك إحساس بدا لي بغيضا ثقيلا رغبت بقوة في التملص منه
تتسع ابتسامتي أكثر لأني اتذكر الآن كل الملاحظات التي تلقيتها عني وعن شخصيتي وحياتي
والتي تفوق بكثير كل ما انجزت وكل الخطوات التي قمت بها
العالم يتحول لعبارات رنانة وجلسات ثرثرة
ووحدة وجدران عازلة وأحلام بغيضة .. وأطباق جبنة قريش دومتي بالقوطة
جبنة قريش دومتي لأني لا استطيع أكل الجبن القريش إلا معلبا لأسباب ايديولوجية ايضا
لها علاقة بشكل قوالب الجبن في أطباق الفلاحات في السوق .

عندما أسكن مدينة الملائكة ليست تلك التي قد اقابل فيها ميج رايان ونيكولاس كيدج
وانما الأخرى التي بها رجل يكتب لي طوال الوقت ملاحظات بشان ادائي مع العالم
وصديقات يرتقن كل ثقوب أخطائى وهفواتي
ورجال يرمقون حريتي بنوع من الزهو باعتبارهم مانحين ،
مدينة ملائكة غارقة في الجنون وميكرفونات تطالبنا طوال الوقت بالتبرع
وفساد وبغض وعبث وتأمر على الضحك والبراح والحياة
عندما اسكن تلك المدينة يجب عليّ أن أمدحها بكل طاقتي
وأصعد فوق تلك السحابة التي تخصني وأقرر الفرار .

7 comments:

هدى said...

صباحك أحلام حلوة

حلو قوي البوست ,,


وخصوصا العنوان.

بفكر وانا بقرا إن المزاجيات والنشيطات جدا والملولات بالضرورة ,, محتاجين عامل محفز طول الوقت عشان يستمروا,, يمكن يكون دا حمل تقيل ع الناس حواليهم

بس اعتقد إنهم بيبذلوا لاجل الآخرين الكثير ,,,

وبالمناسبة إنك تكوني مدللة أو متدلعة مش حاجة وحشة ,, دي حلوة آخر حاجة

كراكيب نـهـى مـحمود said...

هدى - اشكرك على الكلام الحلو ده والصباح الحلو ده كنت محتاجة جدا لرؤيتك دي صباحك ورد وسكر

حبات التوت said...

نهى محمود

اخيرا اخدت الخطوة عشان اكتب تعليق فى مدونتك

انا دخلت على مدونتك بالصدفة من سنة وعجبتنى وحفظت اسمك كراكيب نهى محمود وكنت كل فترة ابحث عنك فى جوجل وااقراللك شوية

بس ولا مرة فكرت اعلق حتى لو كلماتك دى عجبتنى و مست قلبى

مش عارفة لية مش جربت اعلق عندك قبل كدة

بس اخيرا اهو كتبتللك

تسمحيللى الاول اقوللك انتى احساسك لية طعم تانى انتى بجد موهوبة اوى بتعرفى عبرى على فى قلبك باسلوبك اكثر من رائع بجد انا حبيتك فى الله

ا شاله مش تكون المرة الاخيرة اللى اعللقللك فيها


وكل سنة وانتى طيبة ياعسل


بس حرام والله السمكات هيموتوا من الجوع حنى عليهم شوية


مع تحياتى ويلا

يا مراكبي said...

فين المديح ده؟

:-)

ده انتي سيحتي ليهم كلهم كده

:-)

كل سنة وانتي طيبة

Unknown said...

مرحباً يا نهى
كل سنة و انتي طيبة
عيدك مبارك و عسى ايامك سعيدة

Anonymous said...

أولا:عيد سعيد عليكي يا نهي ويارب تكوني في أحسن حال.
وهنيئا لك طبق الجبنة أبو قوطة...إللي أشاركك في حبي له ولكن بأي نوع كان من الجبن " قريش بالزعتر أو النعناع والزيت والطماطم والخيار والفلفل الملون يعني من الآخر سلطة جبنة قريش او اسطنبولي أو دومتي أو جرين لاند ؛ فأنا مدمنة لكل أنواع الجبن بيضاء صفراء وممكن أعيش عليها ومقولش لاء....!!!.ه
بونا بيتي##**
ديدي

Heba Faruq said...

عزيزتي نهى

يعجبني كثيراً اسلوبك الرائع في التعبير عما تشعرين به

أتمنى ألا تزورك الكوابيس مرة أخرى

وعلى فكرة أن تقومي بما تحبين أن
تفعليه شيء يتمناه الكثيرون و لايقدرون عليه




لكن "رجال يرمقون حريتي بنوع من الزهو" دي أشك فيها قوي
"رجال يرمقون حريتي بنوع من السخط باعتبارها كتير قوي عليا وباعتبارها غلطتهم" آه كدة معقول أصدق


ولك كل الحب

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner