Thursday, April 08, 2010

جسد الكتابة




الكتابة تشبه الجنس
كلما تقدمنا في العمر إزداد الأمر تعقيدا
قبلة السلم الأولى مع مراهق لا يجيد التقبيل لها وهج الحياة
لكنها ليست في متعة قضاء ليلة في أحضان عاشق
الجنس الذي أعرفه لا ينفصل عن الحب أبدا
والكتابة التي أحبها لا تؤرخ لغرباء
حميمة حضن رجل احبه ، هي ذات دفء كتابة قريبة من قلبي

لا شئ يربكني قدر رجل كنت احبه وتوقفت فجأة تحت وطأة حماقته المتكررة وزهدي فيه
الزهد إحساس فاجئني في قمة الشبق نحوه
جاء وسط طوفان من الهياج والرغبة في قضاء كل ما تبقى من العمر جواره
بين يديه ، وسط ركام أوراقه وحكاياته وسجائره وربما قصص نساءه التي لا تنتهي
أستيقظت ذات صباح بلا حبه
كأني فقدته مع قطع ملابسي الداخلية الزرقاء التي أشتريتها خصيصا لأجله
فقدت القطع ومحبتي له
وصرت اشاهده من بعيد فلا ارتجف

باغتني في البداية هدوئي ولا مبالاتي
ثم عرفت أنه خرج من قلبي وانتهى .

لا شئ يربكني قدر كتابة كانت هنا على الرف الأقرب من العقل اتناولها مثل علبة الملح
وصارت بعيدة غامضة
تؤرق أيامي
وتعذبني كذلك الرجل الأناني الذي وقعت في حبه
ثم أنصرفت بلا مبرر
فعرفت ان المجئ والرحيل قدر

أعرف أني أحتمل خيانة رجل لم يكن هنا أبدا
لكني لا احتمل قسوة كتابة أعرف أنها هنا
أتحسس جسدها وأتركها تستبيح جسدي ومشاعري
أفتح لها بئر الأسرار أتركها تهدد الحزن وتخترع الحكايات
وتسرق الواقع وتحوله لخرافات
أسمح لها أن تفتح الباب بين الأحلام واليقظة
وان تشوشني قدر ما تحب ، وأن تورطني في الأنين بإسمها في نشوة غيابي في حضن رجل من لحم ودم
منحته جسدي بعدما أقسمت أن أخون الكتابة معه
الرجل ذاته الذي فقدت حبي له لأنه يكره ما أكتب ، ويفضل كاتبات الشعر
لأن الشعر رجل والكتابة انثى
وانا اميل للكتابة وأعترف بمزاجي المنحرف امامه بلا خجل
ويطمئن هو لإمرأه تكتب الشعر لأنها تعرف قيمة الرجال بينما أنتشى انا من حضن الكتابة الطيب ، وأقارن طوال الوقت بين قبلته الأولى لي ومضاجعه الحكايات
فأنتصر في مخيلتي للحكاية
وأتركها تتحسس جسدي وتمنحني ذلك الخلاص الذي لا يعرفه رجل كان هنا وتسرب في عتمة الحجرة .

7 comments:

أسما عواد said...

تحفة يا نهى
تعرفي انها قريبة
جدا من كتابة كتبتها من تلات ساعات عن الكتابة
التي هي بديلا للحياة عندي
أكثر حاجة عجبتني هي صحو الانسان فجأة على زهده في شيئ أو شخص كان بالننسبة له كل الاماني
أشكر الله ان جعل لنا هذه المنطقة التي تشفينا من أوجاعنا
دمت جميلة

عبدالقادر حميدة said...

رائعة يانهى
لقد قلت ما كنت أود أن اكتبه اليوم
القراءة لك ايضا ممتعة

Anonymous said...

رائعة :)

لسه في أمل said...

بتمتلكى ملكة كتابه عاليه
بس مش عارف ليه حسيت بالإمتعاض والنفور من غرس الجنس فى كل كتباتك وحشوه بلا قيمه
مما أخل بقيمة ما تكتبين !!!

يا مراكبي said...

:-)

رؤية جديدة لم أنتبه إليها من قبل:الكتابة تشبه الجنس
كلما تقدمنا في العمر إزداد الأمر تعقيدا

أخذت أفكر في هذه الرؤية ولكن بطريقة مختلفة عن موضوعك هنا .. فوجدت أنها رؤية سليمة فعلا .. يوجد العديد والعديد من الأمور المشتركة بينهما فعلا

الكلمة نور said...

رائع

fawest said...

وعشان أنا بتلكك عشان أنهى موقف زعلى منك، بقولك جميله يا نهى ومستنى أقابلك عشان أديكى كتاب ولا ينقطع جسر الكتب بنا

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner