Tuesday, May 11, 2010

الغسالة الأوتوماتيك واشياء أخرى

عصارة البرتقال البراون القديمة
التي علمتني أن اشرب عصير البرتقال في بداية اليوم ليمرر لي البهجة ويعدني بيوم جميل
تلك التي تخص أمي وأحبها توقفت عن العمل بعد وفاة أمي بأيام ، لم استطيع التخلص منها وضعتها في مكانها المعتاد في المطبخ لأني عندما اشاهدها اتذكر كل لقطات البهجة التي تخصها ، أذكر أمي وهي تستخدمها لصنع العصير .
. لا أستطيع أن افلت لحظات مثل تلك بأن ألملمها في علبة وأزيحها بعيدا .
وضعت الجديدة جوارها وظللت أشعر بمحبة للقديمة .
عندما توقفت الثلاجة عن العمل حدث الشئ نفسه حملناها لمكان اخر خارج المطبخ
واشترينا جديدة بعد محاولات كثيرة ان تعود الروح للثلاجة القديمة التي نحبها لأن لنا معها ذكريات حلوة .
ثلاجة البيت التي أوقع أخي الصغير منها اللبن وهو صغير و كنت اخبئ أنا بها كراستي التي أكتب بها الشعر حتى لا تغضب مني أمي وتتهمني بإهمال دروسي
الثلاجة الكبيرة العملاقة التي جاءت منذ سنوات بعيدة لتزيح اخرى قديمة كانت موجوده ..
أذكر بهجتنا ونحن أطفال ندور حولها كأنها ألهة إغريقية ننتظر البلاستيك المحيط بها
و الذي يصنع صوت عندما نضغطه لنلعب به .
الثلاجة التي كبرت معنا توقفت عن العمل ووضعناها في الصالة وصرنا نستخدمها دولاب كراكيب ،
عندما توقفت الغسالة الأوتوماتيك عن العمل منذ أيام ، لاحظت لأول مرة ان السيناريو يتكرر ...
بدأنا نتحدث عن الغسالة بقدسية ،
ونحكي عن يومها الأول في البيت وكيف استبدلنا الغسالة العادية بها بعد مفاوضات كثيرة مع ماما التي كانت ترى ان الغسيل بالطريقه التقليدية أكثر نظافة ، الطريقة العادية التي كانت تستهلك يوما كاملا
وصوت الماء يغمر البيت كله
المياة تمتلأ في المغطس ويعبر الغسيل في الهواء من الغسالة للبانيو ومنه ليد أمي ويدي عندما كنت اتظاهر باني اساعدها في حين اني ألهو بالماء .
لظروف صحية مؤلمة أضطرت امي لإستخدام الغسالة الأوتوماتيك ، لكنها احبتها فيما بعد ، الغسالة الأوتوماتيك التي اكتشفت لأول مرة بعد وفاة أمي أني لا اعرف كيف تعمل وأني أنفقت اكثر من خمسة عشر عاما أمر جوار الغسالة السحرية واراها تدور وتعمل وأنا لا أعرف كيف تفعل ذلك
انا اخاف من ازار الكهرباء ... اعاني مع الخلاط ولا أتخيل ابدا ان استخدم ألة كهربية لإزالة الشعرعن جسدي ولا أعرف عن الكمبيوتر اكثر من أنه جهاز طيب يساعدني في إنجاز الكتابة والدخول للمواقع الإلكترونية .
لكني ومع ذلك احمل للاشياء التي أعرفها وأراها كل يوم محبة .
وربما حنين
اكتشفت أن بيتنا تعيش فيه كل الأشياء جوار بعضها
وأن أرواح الراحلين لا تغادر وأنما تبقى وتعود من جديد في ملامح طفل يولد
فعندما اشتاق وجه امي أنظر لملك أبنة هبة
وعندما أشتاق سنوات طفولتي أفتح باب الثلاجة القديمة وأقف قليلا
بيتنا الرحب ، بحجراته الكثيرة الواسعه واسقفه العالية كسماء تخصنا
بيتنا الممتلئ عن آخره بالمحبة والكراكيب التي ترفض الرحيل لأنها هي ونحن كانت لنا حكايات.

5 comments:

... said...

ومن هنا جاء ارتباطك بالكراكيب
:)

Anonymous said...

:)

MKSARAT - SAYED SAAD said...

كل وقت وله اذان

كوني بخير

عبد الصبور بدر said...

نهي: ابحث في مدونتك عن والم كتابية جديدة

tona said...

:)

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner