Thursday, September 02, 2010

وأطير



لم يكن الطيران احد أحلامي أبدا
أنا مولعة بالأرض تلك المحببة القريبة .
هي مكاني المفضل في لحظات الحزن ، والفرح ، الغياب ، والتحقق.

أحلامي القاسية كانت رغبات موجعه لتعلم السباحة وركوب الدراجات والرقص .، والخبيز.
في حوض السباحة يتعلم فريق الاطفال الذي تربيت بينهم
وحدي مرتدية لباس السباحة الازرق ، أرتجف واخفق واغوص وابتلع ماء الحمام العدبة بنكهة الكلور
يحتار معي مدرب السباحة يخرجني من الحوض ويناولني لعمي
أبكي كثيرا ، واحاول في سنوات كثيرة تعلم السباحة ولا أنجح
لا استطيع العوم لأن شيئا في قلبي يأخدني للعمق ، شيئا اثقل من يقين الآخرين اني سأنجح لو اتبعت التعليمات .

عندما أراقب أحد يركب دراجة ، اشعر اني أمام حلم بالغ الصعوبة والجمال .
في المصيف يركب الجميع الدراجات وفي الشوارع يحمل عمال المطاعم الخبز فوق دراجات ، وفي فيلم مدينة الملائكة تذهب ميج رايان لعملها فوق دراجة .


كنت طفلة تشبه الكرة ، لم أكن نحيفة ابدا .
لكني لم اشعر أبدا أني ممتلئة ، لم يعاملني أحد على اني طفلة تشغل حيزا زائدا من العالم
كنت أحب مدرستي
كنت طفلة متفوقة ، قضيت طفولة متميزة في مدرستي ، وفي بيتي كنت مدللة غارقة في محبة قبيله من النساء والرجال
وألعب كل الالعاب
كرة القدم بالدوم ، كنت أجري في النادي في تمارين الأولاد
كنت أقع كثيرا وأتكور على بعضي ، ولازلت اقع كثيرا واشغل حيزا زائدا من العالم
لكني لا اشعر بذلك لأني لازلت أجد ترحابا ومحبة من العالم .

في مراهقتي كنت بنتا وحيدا لا تجيد الرقص ، ولا تعرف غير أن تصفق بمرح في جلسات البنات ، وفي أيام الحنة كنت أشعر ان الرقص جزءا من السحر يمارسه الصفوة من المخلوقات وأني لست منهن .
أنا اكتب الشعر .. هذا ما كنت اقوله لنفسي لأهون عليّ عجزي عن فعل ذلك الشئ المبهج الذي يبدو عفويا وبسيطا وأنثويا جدا .

عندما أتورط في تجربة ألم ، أقاومها بمغامرة جديدة.
والحقيقة اني خلال الأيام الماضية غيرت لون شعري وقصصته ، واشتريت ملابس جديدة بألوان لم تكن لديّ ابدا من قبل .
وأخذت أول درس لتعلم القيادة ، وذهبت لأماكن جديدة ، وذبت في زحام السيدة زينب في رفقة عذبة من الفتيات .
الشوارع الجانبية الصغيرة ، زينة رمضان البسيطة التي تشي بالعناء والبهجة والصخب الذي شاع وقت تعليقها .
وشاهدت صديقتي وهي تتشاجر مع نادل المطعم الذي تاخر في إحضار الطعام لنا ، قالت له في حماس مخزي انه تاخر لأننا مجموعه من الفتيات ولو كان معنا رجل لجاء الطعام مبكرا
عندما غادر النادل كنت اشعر انها اعترفت له اننا بعين واحدة ونعرج ووشت له بلون ملابسنا الداخلية ، كنت محرجة وأضحك في الوقت ذاته
لقد ارجعت تاخير الطعام لأسباب ذكورية ، كان الأمر اكثر من شجار انه تجسيد للقهر الساكن في أعماقنا – نحن النساء-
المحل ذاته الذي اعجبني أناقته ووجباته وخدمته لن استطيع أن اقترب منه ثانيا لأني فتاة ، بعين واحدة وعرجاء وترتدي ملابس داخلية زرقاء وتجئ دائما بدون رجل ، فقط الصديقات .

تعلمت خبز الكعك اخيرا من جدة طيبة ، سمحت لي أن أجلس جوارها وأضع يدي في العجين وأتماس معه وابث له سري وأخذ منه طيبته ومحبته
العجين كان يؤرقني أني لا استطيع أن أخترعه
فهو عندي مثل الكتابة والخلق والعطاء وربما الإنجاب
الآن اصنع فطيرة ساخنة وكعكا وخبزا ومحبة .
الآن انا احلى .


في الأيام الماضية ضحكت من قلبي، وحفرت نفقا جديدا للفرح

اشتريت كتبا جديدة ، وبدأت في قراءة كاتبة جزائرية جميلة هي فضيلة الفاروق ، قرأت لها رواية كادت أن توقف قلبي من فرط العذوبة والرقة
احترت بعض الوقت في اقتسام أشياء وأسرار ونكات مع أحد
قال لي صديق أحبه " أننا جميعا هنا لأجلك " وأنا أعرف ذلك جيدا

شكرا للأحلام الجديدة التي تزورني مثل رجل الحلوى في عيد القديسيين
منذ أيام نظرت للسماء وكان هناك نجما أعرفه وأحبه سألني أن اطلب منه شئ ، فقلت بخجل
أحتاج لمعجزة

النجوم تفي بوعودها ، والحياة تجد سبيلها ، والفرح يمس القلوب المتعبة فتضئ
.

11 comments:

Αρετή Κυρηνεία said...

كم أنت رائعة يانهى تدوينة بعد أخرى اجد نفسى اغادر كراكيبك وانا متشبعةبالضوء والجمال من كلماتك المنسكبة ببساطة وعذوبة وعمق لا يسهل العثور عليها هذه الايام....أنت كاتبة جميلة ياعزيزتى، جميلة الروح والعقل...محبتى ومودتى لكِ..

Unknown said...

رائعة ... واحلى كالعادة :)

Unknown said...

رائعة ... واحلى كالعادة :)

candy said...

I really in bad need 2 your posts 2 keep alive !
love ur soul ...

إيناس حليم said...

انتي جميلة يا نهى

Unknown said...

عاشقة انا لكتاباتك لك اسلوب خاص ومميز :) انت رائعة

Sheroo said...

ليت الفرح يمس قلبى المتعب فيضئ
رائعة كعادتك
تؤثرينى بكلماتك التى دائما ما تمسنى

محاولة للتفاؤل said...

منحتني تدوينتك قدرا من السعادة، أشكرك بشدة وخاصة على تلك الجملة "منذ أيام نظرت للسماء وكان هناك نجما أعرفه وأحبه سألني أن اطلب منه شئ ، فقلت بخجل
أحتاج لمعجزة"

أنا أيضا مثلك، احتاج لمعجزة

شكرا لك

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صاحبة المحيط الجميله- اشكرك جدا جدا على مشاعرك الحلوة تجاه كراكيبي لك مني كل المحبة

إم - شكرا لك

كاندي- يااااه ماذا ستشعر لو قال لك أحد ذلك عن كلمات الكثير جدا من الخجل والامتنان امنياتي الطيبة لك

الجميلة إيناس حليم - انتي طبعا طبعا الأجمل يا فتاة الأسكندرية الجميلة

كراكيب نـهـى مـحمود said...

شيرو - لكي مني تعويذة سلام وحجاب فرح -سيمس الفرح قلبك فاستعدي

محاولة للتفاؤل - المعجزات تزور الأرض كثيرا ، اكثر مما نتخيل اطلبيها بصدق وستحصلين عليها
اعتبريه - وعد-

Anonymous said...

عارفة ايه اكتر حاجه بحبها فيكي
ان كل مرة اغيب اغيب و ارجع اقرأ ليكي كل اللي فاتني بنفس النهم بتاع المرات الأولى اللي كانت من 3 سنين كده
وحشتيني اوييييييي
يا رب اشوفك قريب
كل سنه و انتي متألقة
:)
دينا

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner