Sunday, September 05, 2010

عن الأشياء



لا يحتاج أصدقائي للسؤال عني عبر الهاتف يكفي كل منهم ان يفتح مدونتي في الصباح ليعرف كل شئ
– تقول هالة ذلك دائما .
اتصل بي صديق لطيف اليوم وهو يضحك ويقول لي " انتي أجمل من يكتب يومياته "
كنت أعرف انه يعايرني بإخفاقي في الاحتفاظ بأسرار كارثية
وأجدها الآن فرصة لأخبره أن لديّ أسرار ليست كثيرة لكنها موجوده ودافئة باقية في أعماق روحي المظلمة كسمكة حنكليس تعيش في قاع المحيط .

الكوابيس التي تملأ ذاكرتي الآن تجئ كلها بشان الكتابة
عندما أكتب صفحة كاملة وأنام ، تجئ الكلمات مرتدية بدل رقص غير محتشمة تماما
، تخبرني انها رخيصة وحقيرة وعادية
تحثني أن انهض من النوم لأمسحها من على حاسوبي
في الفقرة التالية من الحلم تزورني طفلة صغيرة أحبها وتشبهني هي – ملك- التي اعتبر خالتها رسميا
، الملعونة أول طفلة اصبح بسببها خاله
تطلب مني أن اطعمها ونجلس سويا على الكنبة الحمراء نكسر البسكوت ونضعه في كوب اللبن /
كوب اللبن الذي يخصني ولا أستطيع أن اشارك فيه أحد
، امنحه لها في الحلم الذي اعتبره لهذا السبب تحديدا – كابوس-

في الشارع أعاني من نوبات تخيل قاسية
بينما أنتظر العربة الخضراء التي تبدو فارغه كل صباح لأستقلها للعمل
، أرى زحفا جنونيا من حبات البرتقال
البرتقال الذي يمشي بأقدام صغير ووشاح أحمر يغطي وسطه تماما
يملأ الشارع ويرقص أمامي
، يغني في نهار رمضان اغنية مبتذلة هي – لا والنبي يا عبدو – من هذا العبدو !

في العمل أظهر قليلا جدا
لأني افعل اشياء غامضة في أكثر من مكان ، أدخل مكتبي قليلا
، واجلس تلك الجلسة التي اتظاهر فيها اني اسمع الجميع ، أراقبني وانا أهز راسي وابتسم .
في البيت أمشي على حافة الحجرات لأن اشياء كبيرة تملأ رأسي عن آخرها
أكتب أشياءا أمسح نصفها في نهاية كل ليلة
أطهو ملوخية خضراء في الثالثة صباحا وأخبرهم انها السحور
فقط لأن شحنة توتر زائدة تملكت روحي ولم اعرف ان اتخلص منها إلا بالطهي
الكتب الجميلة التي ملئت قائمتي وبدأت العمل بها تسلب ما تبقى من عقلي وتركيزي
فأضبطني في الصباح وانا اغسل وجهي أرفع عيني للمرآة وأتحدث عن شئ في بناء رواية " اكتشاف الشهوة " شئ جعل رأسي يترنح طيلة ليلة – بنت اللذين
الصفحات الزائدة عن الحاجة التي كتبتها بشأن كتابي الجديد
، اعترافي لصديقتي اليوم بالفوبيا الجديدة التي أصابتني ، والتي لن اكتبها هنا حتى لا يعرفها الآخرين .
رسالة إلكترونية من صديق لي يزور كوريا حاليا يحدثني عن المرشدة السياحية الكورية ويخبرني أنها نسخة مني ، تضحك مثلي وتتحدث تماما كما افعل وتحرك يدها كثيرا وتشبهني
قال لي ذلك وارسل صورتها فشعرت بحيرة انها تشبهني كثيرا ، كتب لي ملحوظة ان قريني " كوري"
هذا يوسع دائرة الاحتمالات التي تخص نصفي الآخر وتفسر لماذا لم أقابله حتى الآن ! ذلك المعتوه الذي سأعلقه في مسمار وأعذبه كثيرا عندما آراه .
المزيد من الأفلام التي تبهجني
فأنهض من مكاني لأرقص قليلا من فرط النشوة التي تحققها هذه الافلام –
قبل ان اعترف لي أني مجنونه تماما

تجمع العائلة الأخير ، والذي لم يسألني أحد فيه السؤال الرسمي – لماذا ابقى حتى الآن بلا زواج- ربما لأني اعترفت لهم اخيرا أني محطمة كليا ولازلت في مرحلة التداوي لأن شيئا كسر قلبي

كانت الجلسة مبهجة جدا ، وكنا نضحك للأبد ، دون ان يعكر صفوها سيرة عاهتي المزمنة – سألتني زوجة إحدى أعمامي عن كتابي الجديد لكني فوت عليها الفرصة ... هززت راسي وقلت اني في اجازة حاليا ولا أكتب
بدت كذبة جميلة وحاسمة .

قبل ان أنام اليوم ، وقفت امام الله وأخبرته بدعواتي كلها ، وطلبت الكثير من الفرح
قبل أن أنام تحدثت مع برتقاله في طبق الفاكهه وقلت لها بحسم لا مزيد من الخلاعه
، وفي الحلم اخبرت الكتابة أني متعبة قليلا ولا أريد المزيد من المراوغة
في الحلم طلبت سحابة وردية وكتاب – الجسد حقبة سفر – لغادة السمان / بعدما تركت ديوان كراكيب الكلام لسوزان علوان لأنها تحدثت في العشرين صفحة الأولى عن المطر والشتاء ، كان ذلك كافيا لأعلن لنفسي أني لا أريد ان أنهى الديوان .ولأعرف اني أكذب تماما في مسألة بداية تعلقي بالشتاء .
أنا كاذبة سيئة – أنا أحب الصيف ولن احب أحد غيره حتى ان مارست الشمس معنا هزارا سخيفا ولسعت كل شئ بقسوة حتى بشرتي ستظل تبهجني وترسل لي رشرشات ملح طيبة .
في الحلم كانت السحابة والكتاب وأغنية زياد سحاب " وعنيكي " التي سمعتها أول مرة من أسماء وشيماء
شيماء التي أفتقدها كثيرا هذه الأيام واخجل من محادثتها رغم اني أنظر للوحة الرائعه التي أهدتها لي في عيد ميلاد وابتسم
السحابة والصورة والأغنية والبرتقالة والكلمات
كل ذلك كان كافية تماما لمنحني سلاما جديدا ، ومحبة
.

4 comments:

Sheroo said...

كم هو جميل أن تجدى ما يمنحك السلام والمحبة بعد كل هذا الجنون
أعشق الجنون
وأخاف منه

محاولة للتفاؤل said...

أحببت أشيائك جدا...وأحببت جنونك أكثر

أتعرفين؟

كنت أظنني الوحيدة التي قررت تعذيب نصفها الآخر لأنه تأخر كثيرا...لكن الحقيقة التي اكتشفتها الآن أني لا افهم ذلك المصطلح..."النصف الآخر"...هل المفترض أن يكون هو الشخص الذي يوافقك في جوانب ما من شخصيتك؟ ام هو الشخص الذي يجعلك شخصا كاملا باختلافه عنك؟ أم هو ببساطة ذلك الذي قرر قلبك رغما عنك أن يحبه رغم كل الاختلافات العقلانية تماما؟ أم هو من يقرر عقلك اعتماده شريكا مناسبا لك؟

Unknown said...

المزيد من الأفلام التي تبهجني
فأنهض من مكاني لأرقص قليلا من فرط النشوة التي تحققها هذه الافلام –
قبل ان اعترف لي أني مجنونه تماما

عزيزتي نهى أشاركك نفس الشعور احياناً كثيرة :)

جني لتزدادي جمالاً وابداعاً وحب ... فالأعمال الإبداعية الكبرى لا يكتبها الا مجانين !!!

شكراً لإبداعك :)

candy said...

شكرااااااااااااااا على أنك تكتبى وتمتعينى

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner