أشتريت كتاب " محمد فاروق" لأنه ولد لطيف ، ابتسامته طيبة وطاقة روحه رائقه ، هذا ما أقوله لنفسي كلما قابلته صدفة ، وحيا كل منا الآخر .
فاروق صديق لأصدقائي ، وفي وسطنا الأدبي صديق الأصدقاء هو صديق ، وفي روحي أعرف أن الذين يكتبون بينهم صلة دم ونسب .
مجموعة محمد فاروق " سينما قصر النيل " كانت على الرف في " ميريت " في هذا الموسم المميز ، بعد عام تقريبا من امتلاء الحياة بكتب الثورة ، ما نراه على الصحف ونشاهده في برامج السخافة التي تملأ الشاشات ، ونشارك فيه سواء في شوارع وسط البلد والميادين والمقاهي والمواصلات ،نقرأه أيضا في كتب .
لعنة أن تكون هنا بينا يصنع جزء من التاريخ ، تشاهده وتشارك فيه وتهز رأسك وأنت تراه يمسخ امامك .
موسم جديد للكتب ، مجموعات قصصية ودواوين شعر وبعض الروايات
أشعر بالفرحة وأنا أجمع الكتب من على الرف ، في البيت أبدء بفاروق .
غلاف جميل للصديقة سعاد عبد الرسول ، وقصة أولى بعنوان المجموعة " سينما قصر النيل "
أنهى المجموعة الصغيرة في يوم ، ابتسم معها ولها ، وأعرف أني أكتب نقد إنطباعي سئ ومثير للشفقة ، لكني أردت حقا ان أكتب عن قصص فاروق .. ذلك الحس الراقي للسخرية الشديدة ، الحسرة التي تبدو صوتا يعزف بحماس من أرواح كل أبطال المجموعة ، الرمزية التي تشبه الأحجيات .
هنا في بعض القصص نسمع حكايات العمر لنساء ورجال ، لا يقطع الموت الحكايات وإنما يمر عبرها فلا يخدش شئ ، هنا في هذه المجموعة سنعرف أن احد لن يضاجع القضية الفلسطينية /، سنشعر بشفقة تجاه رجل
الإسفنج الذي وقع في غرام عروسة الحلوى .
سنفكر كثيرا في حالنا في قصة عزلة الفئران ، سنفكر ونخاف ثم ننسى حتى نلقى مصير مشابه .
هناك حكايات أختصرت الحياة في صور لألبوم ، ما بين البدء والموت لقطات في صور غير موجودة .
القصص كلها بها تجريب وطزاجة ، ولغة جميلة .
كل القصص اعجبتني ، قصة واحدة بدت أجمل من الكل ، وأقوى من الآخريات حملت اسم " إ م رأة "
قصة بديعة ، خدشت قلبي ، وتركت فيه أثرا يخصها ..
كانت تسأل المرآه في القصة " ما اسم هذا الشئ الذي يعتصر قلبي . هو شعور فريد من الفرح والحزن وشئ من بكاء .
وعندما تتساءل عن سبب قسوة الرجل الآخر فتقول " هل لابد أن يعرف امرأة تصنعها النجوم لكي يكون أكثر إنسانية .
هذه القصة دمجت الكون وأشياءه مع الحب ، فردت أمامنا كل شئ ثم جاءت رقصة عاصفة وحولت كل شئ لصمت ورماد .
مجموعة أولى لمحمد فاروق تحمل كل هذا التميز والجمال تستحق الكثير من التحية .
0 comments:
Post a Comment