Friday, July 19, 2013

احجية العتق

  



مثل الطريقة التي تنبت بها زهور الياسمين ، تنبت الكتابة في قلبي
زهرة الياسمين تولد كل نهار جديد ، مكتملة وفاتنة .. تغويني لأقطفها فينبت في قلبي شعور مزدوج بالفرحة والقلق .
 فرحة استمتاعي بزهرة فواحة بيضاء نقية ومبهجة وقلق وانقباض أن تكون الأخيرة .
مثل الطريقة التي ينطفئ بها جمال البحر في المساء ، ينطفئ شغفي بالأشياء وبالعالم ،  ينسحب قوس قزح ، ويترك عالمي رمادي شاحب .

اتذكر مشهد قديم .. في ركن ذاكرتي القديمة ، تبحث فيه بطلة عرض مسرحي عن " كلمة " كل ما تعرفه انها لوتذكرتها سيتغير حالها ، هي المكسورة البائسة المحتجزة رهينة في بيت رجل ما
لا أذكر غير انه كان رجل يشبه كل الرجال المرضى – المختبئين في قصص الثراث في رمز الثعلب او الظلام –
البطلة كانت مشعثة وفي عينها نظرة جنون ، تبحث بدأب داخل عقلها عن الكلمة ، يعطلها صوت بكاء طفل جاء في ليلة حب مغتصبة ، وملابس متسخة ورائحة بقايا طعام وهي لا تهتم تبحث عن الكلمة ، تركض داخل عقلها

أواجه الآن مأزق تشبيك الفقرات السابقة ببعضها لأداري الفكرة التي أرغب في كتابتها أو ربما  لأفضح فكرة تبدو كبش فداء ، سأقتل فكرة على عتبات هذا النص ، لأخفي فكرتي الأصلية
سابحث مع بطلة العرض المسرحي عن كلمتها االناقصة ، لترد لي هي المعروف وتبحث معي عن فكرتي المختبئة .

في افتقادي لقوس قزح الذي يمس روحي فيبدل ثقل العالم لخفة وأحلام ، وابتسامة من القلب ، وحلم برجل لا يجئ .. لا يدنو من الأرض .. لكن أنتظار مجيئه يكفيني لأمس النجوم .
رجل آخر غير كل من اصادف ، ويخدش جسدي بكلمة أو نظرة .
رجل لا يمارس الوصاية فيشعرني بعاهتي الإفتراضية ، وآخر يجعلني استدعي كل أفكاري في ورشة الكتابة النسوية عن القهر والموت والقسوة في قلوب الرجال .

أفكاري التي تغرس نصلا حادا في هدوء سحابة قطنية أجرجرها خلفي من حجرة لأخرى بعدما سقطت من السماء في ليلة خذلها فيها قمرها .
السحابة تنزف دما بشريا وتترك بقعا على حاجياتي ، وبدلا من ان أعالجها .أو أحكي لها حكاية .
أجلس جوارها على الأرض أبحث مع  بطلة العرض عن الكلمة المختبئة في عقلها ، والتي حال تذكرتها تحررت من سجنها .


1 comments:

يا مراكبي said...

هذا حالنا جميعاً - نحن من يحب الكتابة ويعشقها - حينما نريد أن نقول الكثير وتضن عقولنا بالكلمات

إنه البوح الذي يجعلنا نستطيع مواصلة الحياة، فإذا حُرمنا منه .. يُصيبنا الصيق والإختناق

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner