مثل الطريقة التي تنبت بها زهور الياسمين ، تنبت
الكتابة في قلبي
زهرة الياسمين تولد كل نهار جديد ، مكتملة وفاتنة
.. تغويني لأقطفها فينبت في قلبي شعور مزدوج بالفرحة والقلق .
فرحة استمتاعي
بزهرة فواحة بيضاء نقية ومبهجة وقلق وانقباض أن تكون الأخيرة .
مثل الطريقة التي ينطفئ بها جمال البحر في المساء
، ينطفئ شغفي بالأشياء وبالعالم ، ينسحب
قوس قزح ، ويترك عالمي رمادي شاحب .
اتذكر مشهد قديم .. في ركن ذاكرتي القديمة ، تبحث
فيه بطلة عرض مسرحي عن " كلمة " كل ما تعرفه انها لوتذكرتها سيتغير
حالها ، هي المكسورة البائسة المحتجزة رهينة في بيت رجل ما
لا أذكر غير انه كان رجل يشبه كل الرجال المرضى –
المختبئين في قصص الثراث في رمز الثعلب او الظلام –
البطلة كانت مشعثة وفي عينها نظرة جنون ، تبحث
بدأب داخل عقلها عن الكلمة ، يعطلها صوت بكاء طفل جاء في ليلة حب مغتصبة ، وملابس
متسخة ورائحة بقايا طعام وهي لا تهتم تبحث عن الكلمة ، تركض داخل عقلها
أواجه الآن مأزق تشبيك الفقرات السابقة ببعضها
لأداري الفكرة التي أرغب في كتابتها أو ربما
لأفضح فكرة تبدو كبش فداء ، سأقتل فكرة على عتبات هذا النص ، لأخفي فكرتي
الأصلية
سابحث مع بطلة العرض المسرحي عن كلمتها االناقصة ،
لترد لي هي المعروف وتبحث معي عن فكرتي المختبئة .
في افتقادي لقوس قزح الذي يمس روحي فيبدل ثقل
العالم لخفة وأحلام ، وابتسامة من القلب ، وحلم برجل لا يجئ .. لا يدنو من الأرض ..
لكن أنتظار مجيئه يكفيني لأمس النجوم .
رجل آخر غير كل من اصادف ، ويخدش جسدي بكلمة أو
نظرة .
رجل لا يمارس الوصاية فيشعرني بعاهتي الإفتراضية ،
وآخر يجعلني استدعي كل أفكاري في ورشة الكتابة النسوية عن القهر والموت والقسوة في
قلوب الرجال .
أفكاري التي تغرس نصلا حادا في هدوء سحابة قطنية
أجرجرها خلفي من حجرة لأخرى بعدما سقطت من السماء في ليلة خذلها فيها قمرها .
السحابة تنزف دما بشريا وتترك بقعا على حاجياتي ،
وبدلا من ان أعالجها .أو أحكي لها حكاية .
أجلس جوارها على الأرض أبحث مع بطلة العرض عن الكلمة المختبئة في عقلها ،
والتي حال تذكرتها تحررت من سجنها .
1 comments:
هذا حالنا جميعاً - نحن من يحب الكتابة ويعشقها - حينما نريد أن نقول الكثير وتضن عقولنا بالكلمات
إنه البوح الذي يجعلنا نستطيع مواصلة الحياة، فإذا حُرمنا منه .. يُصيبنا الصيق والإختناق
Post a Comment