Tuesday, December 14, 2010

في هجاء الحنين

لا يسرسب لي الزمن أي إحساس بالنضج ..
النضج .. ذلك الذي يمنع الناس من الضحك كلما شاءوا ،
يجعلهم يشعرون بحرج أعتبار مصاصة الفراولة حلوى مقدسة .
لا يسرسب لي الزمن عجز مشاعر ولا خصلات بيضاء في طريقة روحي لإستقبال العالم .
لكني منذ عبرت للجانب الآخر من الثلاثين ، واصبحت ثلاثينية بدأت أشعر ببعض الحرج في كتابة خواطري عنك- على مدونتي- التي تقاطعها في خصامنا لأن حزني يربكك ويعكر مزاجك ، ولان غضبك يفسد استمتاعك بنصوصي .
قلت لنفسي أن كاتبة ثلاثينية لا يمكنها نشر المزيد من النصوص عن الحب الحب الشوق الشوق بذات الوتيرة من الهشاشة والحماس الذي يليق بمراهقة صغيرة لم تجرب أوجاع الحب .
توقفت عن كتابة نصوص موصومة بالحنين ، وفكرت في إختبار البهجة التي تمتعني لكنها لا تجني أي كتابة .
الكتابة تجئ من منطقة مغايرة .. طوال الوقت تفاضل البنت بين أن تعيش لتفرح او أن تلملم العالم لتكتبه
قد يبدو الامر مربكا وربما متعارضا لكنه حقيقي تماما
الكتابة بغوايتها تعطل الأشياء الأخرى كلها .. تقف وحدها بنرجسيتها وتقول بلا خجل " لا أقبل شريكا " .
في الفترة الماضية كنت ألعب مع العالم ، وافرح لنفسي .. فرحا صغيرا يكفيني ولا يخرج من دائرتي الحسية ، لا يتحول لكتابة ولا لمشاعر نحوك .
فقط سعادة صغيرة تربت كتفي وتعبر معي الشوارع وتمدني بأشياء تمنعني من التداعي .
الكتابة تقف غاضبة تراقبني بعجرفة ، تقول لنفسها اني بنتا ضالة سأبتعد قليلا ثم اعود لأطلب منها الصفح والغفران ، هي تعلم ذلك جيدا .. وأنا ايضا لكن ذلك لم يمنعني من ممارسة عصيان عليها وعليك .
لا أخجل ان اعود وارتمي في حضن الكتابة - حضنها الذي يسعني تماما .
لكني أتعثر كثيرا في طريق عودتي نحوك ، هل تشعل لي شمعه لتدلني على طريقك !، هل تطبق علي يدي عندما اعود لأتأكد أنك حقيقي بما يكفي !

7 comments:

سندباد مصري said...

الكتابة بغوايتها تعطل الأشياء الأخرى كلها

....
تعبير أكثر من رائع
تحياتي

الحسينى said...

معادلة صعبة
أتمنى لكى الكثير الكثير من البهجة "مع أنها لا تجنى أى كتابة "ولا أستطيع تحمل تبعات بهجتك ومساحات خالية فى انتظار كلماتك التى لا تأتى إلا من منطقة مغايرة
تقبلى تحياتى

moony said...

انتى مش ممكنة....معقول تكونى حقيقية بكل الروعة والسحر ده.. تسلم روحك وقلمك.. اووووووووووعى تغيبى...ربنا يديكى كل الحاجات الحلوة

كريم بهي said...

ا أخجل ان اعود وارتمي في حضن الكتابة - حضنها الذي يسعني تماما .
*
ارجوكِ لا تخجلي من ذلك بدا فنحن نعيش فى ضي حروفك الملائكية

شوارعي said...

هذه هي زيارتي الأولى لمدونتك الجميلة والتي بالتأكيد ستتبعها زيارات أخرى...
أمتعتني كلماتك والإحساس "المتسرسب" عبر حروفها

إيناس حليم said...

الكتابة تجئ من منطقة مغايرة .. طوال الوقت تفاضل البنت بين أن تعيش لتفرح او أن تلملم العالم لتكتبه..

دي فرحة ودي فرحة يا نهى
عارفة كل ما بيجيلي الخاطر ده مش عارفة ليه بفتكر بطل رواية الخيميائي لما راح القصر والحكيم اداله معلقة فيها نقطة زيت وقاله عايزك تلف القصر كله من غير ما توقع نقطة الزيت دي، وفعلا لف القصر ورجعله بنقطة الزيت سليمة فالحكيم سأله شفت التحف واللوحات والسجاد اللي في القصر؟ فالراجل قاله لأ عشان كنت مخلي بالي من المعلقة، قاله روح لف القصر تاني وخد بالك من التحف فلما اخد باله رجعله من غير نقطة الزيت..
طبعا انتي عارفة انا عايزة اقول ايه..
الموازنة في الحياة يا نهى بتدي فرص كبيرة للنجاح والفرحة
وانتي جميلة وتستاهلي كل الفرحة

يا مراكبي said...

النُضج

كلمة أكره أن تؤثر على تصرفاتنا وتطبع بتأثيرها على روحنا فتفسد ما تبقى من حلاوتها .. الشيء الوحيد الباق لدينا

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner