Sunday, May 08, 2011

أبيض لون الحزن



تحتاج نشرات الأخبار ، وصوت طلقات النار ، وإشعال الحرائق للكثير من الماء والحب .
لا ترغب في الإعتياد على ذبذبات التوتر والقلق التي يحملها الهواء في بلادنا العربية ... لا ترغب أن تصدق أن الشعوب تفنى ، ويبقى الطغاة
وأن شعب ليبيا سينقرض ، وتتحول سوريا لمدن كبيرة من الأشباح .
ولا تنوى أن تقضي بقية عمرها رهينة الأريكة الخضراء تتابع برامج التوك شو

لا تعرف أن تستسلم للخواء ، فتبقى يدها مطبقة على ابتسامتك الهاربة من قلبك عندما تفكر فيها ، هي التي تنعتها بالطفلة ، وتعتني بها كحبيب ، وتفارقها كأنها لم تعن لك شئ .

المعادلة البين بين
هي استبدال جنون العالم ودماء الأبرياء ، بوعد ستمنحه لها دون أن تختبره
تعدها أن تبقى جوارها حتى وانت تخطط لغياب طويل ، تتحسس هي الفجوة التي يتركها رحيلك وتعرف أنها تحتاج للكثير من الماء والحب لتشفى .

وأنها لا تستطيع أن تستبدلك بأي سحابة أو صفحة بيضاء ، أو بحيرة ثلجية متجمدة
بياض العالم كله غير قادر على محو سواد الألم والفوضى التي يتركها غيابك
فلا تجد من تقتسم معه مخاوفها بشأن نشرات الأخبار ، وصوت الرصاص
، ولا تتحمس لإقتسام الجمل الحلوة في الكتب ، وقطع الموسيقى ، والحلوى والسجائر ، والأحضان ، والكثير من الشعر التي تحبه معك أكثر ..حتى ولو لم تهديها قصيدة لها / عنها

ستحبك وهي تعرف أنها لا تستطيع ان تخبرك أبدا بذلك
لأن البوح بالحب سيقتل ما بينكما ، هل تعيش الآن في هذا العمر قصة بهذه القسمات .. تقف أمام المرآه ويمر امامها ميدان التحرير ، وأحاديث الناس في المواصلات العامة ، وجهاز الأشعه الذي تقف امامه عارية ليخبرها الطبيب أنها لن تموت في هذه اللحظة ربما بعد ذلك بوقتا كافيا لتحفظ ابتسامتك .
تشتاق لحضنك في لحظة مثل تلك لتخبرها من بين دموعها أنك هنا قريبا حتى وأنت تخطط لبعد ممتد مثل أصابع الشمس على السماء لحظة الغروب
خطوط حمراء ممتدة للنهاية .
ستقرأ أشعار محمد ابو زيد ، وحنان شافعي ، وتختبئ في جمال كتابة عزت القمحاوي ، وتشعر بالفتوة والحنان العميق في ما يكتبه وحيد الطويلة عن الألم

ستقاوم أن تنطق كلمة أحبك ، ستختفى تحت أغطيتها كلما ملئتها رغبة ملحة في البوح لك ، ستطهو صنفا معقدا من الطعام يحتاج لعشر مكونات على الأقل ، ستخلطها كلها ربما يشعرها ذلك بالدفء ويمرر لها بعض التعزية .
ستشاهد نشرات الأخبار ، وتوقع على بيانات الشجب والتنديد العاجزة ، ستقف دقائق كثيرة حدادا على أرواح البشر ، وتشرب نخب من القهوة والشاي معك احتفالا بإنتصارات صغيرة تخصكما معا .

سترسل لك كل نهار أمنيات طيبة ، ودعوات صادقة أن تفرح لأنك تستحق
، ستلعب لعبة خيال الظل على سطح الماء في الكوب ، ستطمئن على أصدقائها في البلدان التي يحكمها الطغاة ،وتعد قائمة طويلة بخيبات العمر ستحتل أنت أول عشر ورقات فيها ، ستضع اسم صديقتها التي غادرت دون كلمة وداع واحدة في الصفحات التالية ، ستذكر الموتى والأحباب ، وأعذار الرحيل.. ستدون كل شئ ، وتتأكد أن عطر الفواكه الذي تضعه يخفي تماما رائحة الفقد الذي تفوح منها

6 comments:

يا مراكبي said...

من الآخر

الإستسلام للأحداث المُحيطة بينا مش هينفع .. والعمر غصب عننا بيجري

عشان كده لازم تخرج نفسنا من الدوامة دي مهما حصل .. ولازم نعيش

غصب عن عين كل الأحداث لازم نعيش ونستمتع بالحياة على قد ما نقدر

صفية الصاوي said...

كلامك معبر أوي يا نهى

Sheroo said...

تتأكد أن عطر الفواكه الذي تضعه يخفي تماما رائحة الفقد الذي تفوح منها

جامدة يا نهى كالعادة

sara rabie said...

صافية وحنينة دي اوي يا نهي

البدوى الأخرس said...

مرور أول لعله لا يكون ثقيلا
الكتابه شفافه ونافذه
دمت بخير

Anonymous said...

What i find tough is to discover a weblog that can seize me for a minute however your weblog is different. Bravo.

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner