Thursday, January 01, 2009

في حضرة الغياب

ِيعطل القبح جهازي العصبي عن العمل
كالفرق بين قناة فتافيت " أول قناة عربية متخصصة في الطهي "
وبين القنوات التي تتناقل صور العدوان الإسرائيلي على غزة
يبدأ العام الجديد
تجئ ذكرى رحيل أمي مع ليلة رأس السنة
فأرتبك ولا أعرف كيف أجيب على اتصالاتي الهاتفية ..
أصمت قليلا في بداية المكالمة ثم اعرف سبب الإتصال
أرد تبعا لذاكرة المتحدث
الفرق شاسع تماما بين – تعيشي وتفتكري /وبين كل سنة وانت طيبة سنة سعيدة عليكي –
الارتباك يختلط بذاكرتي السمعية بصوت " العجمي يرتل سورة البقرة "
العجمي يستحضر ذكرى الفقد كلها لأنه كان يرتل طوال ايام رحيلها
.. لأنه كان مقرئي المفضل ..
منذ ثلاث سنوات لم اعد احتمل ترتيله هو بالذات لأنه يعيد ذاكرتي السمعية للحزن .
بعد خروجي من البيت تختلط أصوات إذاعة نجوم أف أم بصوت تامر حسني بصدى العجمي ..

أدندن أنا " أحن إلى خبز امي – وقهوة امي قصيدة درويش بغناء مارسيل خليفة "
تتسرسب الدموع طوال اليوم من عيني .. تقهرها الضحكات الهادئة
الابتسامات الطيبة التي تربت على قلبي لأن حصاد العام كان محتملا ..

- عدوان على غزة – مظاهرات في الشوارع – حزن في قلبي – صخب في استقبال العام الجديد /
سكان عالمي يقبضون على كفي بالحب فأدرك اننا كلنا – سننجو- من طوفان الحنين

القبح يعطل جهازي العصبي عن العمل
كالفرق بين كنزي الثمين من مصوغات الفضة التي أحبها لأنها تتوافق وطاقة جسدي وتمدني بالبهجة ..
وكيس المهملات الأسود الطويل الذي يمتلئ كل اسبوع بالورق
الذي اخرجه من حقيبتي وادراج مكتبي وجيب بيجامتى كنتاج لفعل الكتابة على جدران العالم...
الأكياس البلاستيكية السوداء التي تصُنع من المخلفات الضارة بالصحة
كالفرق بينهما تبدلت حالتي

أنحزت لجانب الفضة
وتوقفت عن التشبث بالأكياس البلاستيكية السوداء الضارة بالصحة ..
في الكيس الأخير وضعت كل ما أزعجني هذا العام ..
تخلصت من القبح الذي يعطل جهازي العصبي عن العمل .
لم اعرف ان انحاز إلا لخياراتي في الحياة ..
ليس سهلا عليّ في سني هذا أن ابدأ من جديد في اكتشاف دلالات الأشياء
أنا اثق في جهاز استقبالي حتى وإن خذلني مرات كثيرة

لن أتخلى عن استمتاعي بالأشياء البسيطة
واحتفاءي بالحياة لأني أظنها تستحق
لا احد يعرف قيمة الحياة قدر من عاش تجارب الألم وتماس مع الموت في وجوه من احب
/ وغادر جزء من روحه العالم يوم غادر الأحباء

لا احد يعرف قيمة الابتسامة ولحظة الفرح إلا من احتمل أيام أخرى ثقيلة على القلب والروح
.. بدت ليل طويل نسى فيه النهار موعد حضوره

لا أحد يصدق في الحب وطاقته السحرية قدر المؤمنين بالله
وأنا أصدق في الحب والفرح والحياة
وأؤمن بالله الذي خلقني ووهبني قلبي الذي أعرفه واطمئن لخياراته واصدقه.

12 comments:

Ahmed said...

انا أيضا اصدق في الحب

البِـئرُ والظمّأْ said...

عام سعيد عليكي يا نهى


.
.

شيمـــــاء said...

لا أحد يعرف أن نهى محمود لن تتغير ابدا مهما قالت

رحمها الله
وكل سنة وانت طيبة

77Math. said...

كل عام وأنتِ أفضل يا نهى

تحياتي لكِ :)

Shimaa Esmail said...

الاستاذة/ نهى محمود
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لقد أرسلت لك دليل العمل (صفحتين)والجزء الأول من الاستمارة (8 صفحات) ، أرجو منك إرسال رسالة توضح أن الجزء قد وصلك بالفعل وأنه ليس هناك من مشكلة في إرساله أعاقت وصله لسيادتك .
رحم الله والدتك وغفر لها وللمسلمين والمسلمات جميعًا، وكل عام وأنت بخير
تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحث ماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

عمرو إبراهيم said...

الله يرحمها ويحسن إليها

ويا ريت كان ينفع نحط اللي مضايقنا في كيس ونقفله ونرميه..
كانت الحياة بقت أسهل بكتير

كل سنة وانتي طيبة
وربنا يجعلها سنة أجمل، برغم كل لإرهاصات!

Anonymous said...

انا من المتابعين لهذه المدونة ولكن بصمت غير ان هذا الموضوع حرك شعوري بأن اكتب كلمة شكر تتشرف بوجودها بهذه المدونة تحياتي

مسدس صغير said...

كلمات
مؤثرة
معبرة
ذات حس رفيع
يرحم الله والدتك
وينصر الله اهل غزة على عدوهم
تقبلى تحيتى

fawest said...

اهذة الاسباب
لم أتصل
إرتباك سيزيد الامر سوءا

كراكيب نـهـى مـحمود said...

المهندس أحمد - صدق فيه واقبض على لحظاته بقلبك وسيكفيك

ميكي عام سعيد عليك وعلى الجميع

غاليتي شيماء- لا اعرف ان كان ذلك من حسن الطالع ام سوءه لكنه حقيقي دمتي يا حبيبتي ورحم الله الراحلين وكل سنة وانتي جميله زي ما انتي

math- صباح النور وكل سنة وانت بخير

كراكيب نـهـى مـحمود said...

الأستاذة شيماء اسماعيل- شكرا على زيارتك وارسلت لك كل الرد
ورحم الله امواتنا جميعا شكرا لك

صديقي الطيب الجميل عمرو - كل سنة وانت طيب ويا رب السنة دي تكون اجمل واحلى يا ابو البنات

مدونة رسائل رجل ميت- اذكر مدونتك لو كانت هي ما اقصده واظن اني كنت اتابعها
شكرا لك جدا على متابعتك الصامته وشكرا لتعليقك الان وشكرا للوقت الذي تنفقه في قراءة كراكيبي جد شكرا


مسدس صغير- شكرا لك ورحم الله امواتنا وشهدائنا في غزة

العزيز طه - شكرا على لطفك
وكل سنة وانت طيب وطه

Unbreakable said...

نهى.

عنيا دمعت.

مدمن كتاباتك.

Right now i feel just like a leaf on a breeze.

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner