Tuesday, April 21, 2009

مولد



أنت أسبابي الوجيهة جدا للفرح وللحياة
العالم متسع كمولد الحسين في الليلة الكبيرة ..
أظنني تلك الطفلة المذعورة التي تاهت عن يد أمها
رغم رغبتي أن أكون الولد الصغير بالجلباب المقلم المتسخ الذي يلحس قطعه من نبوت الغفير وهو سعيد
.. رغم الزحام وأصوات الميكروفونات
وارتباك المقابر وامتلاءها بالحياة ..
في المولد الكبير أحبك كأبي ليلة العيد
لن تعرف معنى ثناءي هذا

أحبك كأبي – ليس لأبي مثيل غيرك
السرداب السحري بينكما يربكني
أنت اسبابي الوجيهه للفرح وللحياة
هل كان ينقصني احتواءك المادي لفزعي من الزحام والبشر لأعرف كم أحبك !
هل كنت أحتاج لأعرف كم أطمئن
وآمن جانب العالم في اللحظات التي اقتسمها معك لتعرف كم هو مؤلم ما أحمله لك !
هل تعرف كم من صفحات كراستي المهترئة أمتلأ بأسباب تدفعني لحبك
ولتدوين كل اللحظات التي أرغب في الإختفاء فيها في حضنك !
هل جربت أن تبكي من الحب ... وتتألم من الوله

أقبل أعتذار الحياة عن كل المواقف السخيفة التي مررتها لي
لتضع ختمها الأحمر الدموي فوق جسدي قبل ان تزج بي في سوق النخاسة
أقبل اعتذارها .. أغفر للموت كل سياطه الملتهبة التي صنعت على قلبي علامات تعذيب رهيبة
أنسى كل شئ .. ويتسرب كل ما أوجعني لحظة وجودي جوارك

أنت اسبابي الوجيهه للفرح وللحياة
أحبك كأمي التي تشتري لي طبلة صغيرة ودمية بلاستيكية من المولد لأنها ذهبت بدوني ...
أمي التي ترسل لي مع هبة رسائل شفوية
أمي التي تحبني وتربت على كتفي رغم الموت
أحبك كأمي التي أفتقد حضنها ويدها وطعامها ورائحتها
أشتاق لكل ما يجمعني بها واشعره معك
في سنوات عمري كلها تحممني أمي ليلة العيد وأول يوم في إمتحاناتي كل عام
أنتهى من مراجعتي الأخيرة للمادة الأولى
وأرتمي في حضنها بين يدها تفك عني ملابسي
تحررني من مخاوفي
تتغلل يدها الرقيقه في شعري تغسله لي مرات
تمر على جسدي بلوفتها الغارقة في رائحة شاور الفواكه الذي أفضله
تجففني وتلفني بفوطتي الوردية
تلثم وجهي وتدعو لي بالنجاح

ليلة العيد أفتقد يدها وهي تدلكني
وليلة المولد أستقبل يدك التي تسرسب لي إحساسا أعرفه بأنك أمي أو ابي
لست حبيبي
لا يسع العالم حبا فوق حبي ولا حزنا أكثر من وجعي ولا جنونا قدر ما يملئني نحوك
ليلة العيد .. ليلة اللقا وليلة العمر وليالي الموت والفراق
كل ما بيني وبينكم يفوح منه رائحة الرحيل
وأنا اتشبث بجلباب أمي ويد ابي وحضنك
رغم الدفوف والزحام ورائحة البخور ...
ابتسم للوجوه الطيبة التي تحوطنا وتدهشني ..
ابتسم لوجودك وأغلق يدي على أناملك وأمضي
أفكر أنك كل اسبابي الوجيهه جدا للفرح وللحياة .




17 comments:

أسما عواد said...

غريبة هي هذه الحياة يا نهى
اليوم وانا أضع أحمد في السرير
كنت أغني له أغنيتنا المفضلة ضميني وانسى الدنيا
وكنت أشعر بما تكتبين
ترى هل سيأتي يوم يشعر به احمد بما تشعرين
به
أبكي الآن لمجرد احساسي بألمه عندما يحدث هذا
الفقد الممزوج بالقهر
قهر الحرمان
عندها أدعو الله أن يطيل عمري من أجله
وأتذكر قول درويش
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
وأعشق عمري لأني
إذا مت أخجل من دمع أمي
الحالة عكسية

محمد عبدالرحمن شحاته said...

لا يسع العالم حبا فوق حبي ولا حزنا أكثر من وجعي ولا جنونا قدر ما يملئني نحوك
ليلة العيد .. ليلة اللقا وليلة العمر وليالي الموت والفراق
كل ما بيني وبينكم يفوح منه رائحة الرحيل
وأنا اتشبث بجلباب أمي ويد ابي وحضنك
رغم الدفوف والزحام ورائحة البخور ...
ابتسم للوجوه الطيبة التي تحوطنا وتدهشني ..
ابتسم لوجودك وأغلق يدي على أناملك وأمضي
أفكر أنك كل اسبابي الوجيهه جدا للفرح وللحياة .


ما اجمل هذه الكلمات يا نهى
دمتي مبدعه
وتقبلي مروري

Unknown said...

كل ما بيني وبينكم يفوح منه رائحة الرحيل


وارتباك المقابر وامتلاءها بالحياة

مقطوعتان

الاولى جعلتنى ارتجف
والثانيه

جعلتنى اندهش

دمت مبدعه

Rosa said...

حلوة قوي التدوينة دي يا نونا و قد ايه معبرة يعني زي كل حاجة بتكتبيها

ربنا يجنبك آلام الفراق في المستقبل

و دمتي سعيدة و مبتهجة

تــسنيـم said...

ولأنه هو أهم أسبابك للفرح والحياة.. فيصبح لزامــا عليكي التشبث به أكثــر والاقتراب أكثــر.. والذوبان فيه أكثــر وأكثـــــــر



تشبثي في حقك من الفرح في هذه الحيــاة.. تشبثي به


:)

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صديقتي الغالية اسما عواد- وحشتيني جدا جدا
ليه بس كل الشجن ده !
أمهاتنا بتزرع جوانا زرعه شبه صبارك الطيب العبقري بتكبر وتتثبث في اعماقنا مع كل يوم بيمر في عمرنا
دمتي لاحمد لحد ما تفرحي بيه وبأولاده
دمتي لكل ما تحبين كل محبتي

الشاعر محمد عبد الرحمن- شكرا لك مرورك جد شكرا

محدش بيموت ناقص عمر- الليلة كلها تحمل رجفة ودهشة وموت متشبث بالحياة وفرحة غارقة في الشجن
هي الحياة كلها\شكرا لمرورك
تقبر مودتي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صديقتي الغالية ام هاجر- دمتي طيبة ولك مني كل الامنيات الطيبة واكثر

تسنيم- اه يا قلبي
ليقين كلماتك وطاقة دفعها حس لا يخطئ يمس القلب ويبقى
لتغلق قلوبنا على ما نحب ومن نحب وقتها سنصنع ما يبهجنا ويفرحنا
كل المحبة

hanan khorshid said...

حين اكتشفت مدونتك كان لها على نفسى وقع المفاجأة من هول ما وجدت بها مما ابحث عنه
كنت افتقد الحكى اللى من القلب
واكتشفت فيك حاجات حلوة اوى
زى الصدق المفرط جد الاحراج
وزى الحب اللى كله عطاء دون انتظار المقابل
وزي حميمة بتصبغى بها سردك للذكريات من فرط تعلقك بها
وبجد زعلت اوى انى لسة شايفاها
بس انا اتيت على كل ما بها
وبجد فعلا انتى عندك كل تدوينة اروع من اخواتها
بيتنافسو جميعا فى خلق دافىء او هالة ناعمة الملمس

بس عارفة احلى جملة قريتها لكى اللى قلتى فيها ما معناه
"ان لا احد يعرف طعم الفرحة الا اللى عانى كتير من الم حقيقى"

يا رب دائما قلمك حواليينا

وفى سؤال مش قادرة اوصل لاجابته

"نامت عليك حيطة موجود فى دور نشر ايه
يعنى ممكن الاقيه فى ميريت مثلا
وبجد شكراااااا
جدا من قلبى
على كل تدويناتك الممتعة

هبة خميس said...

جميل قوي احساسك يا نهى
عجبني قوي الجزء دة

رغم الدفوف والزحام ورائحة البخور ...
ابتسم للوجوه الطيبة التي تحوطنا وتدهشني ..
ابتسم لوجودك وأغلق يدي على أناملك وأمضي
أفكر أنك كل اسبابي الوجيهه جدا للفرح وللحيا

انا اول مرة اعلق هنا
تحياتي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

حنان- دمعت عيني عندما قرأت كلماتك الدافئة المحبة
ليا انا كل اللام الحلو ده شكرا ليكي جدا
نامت عليك حيطة موجود في مكتبات وسط البلد والشروق ومدبولي وفيرجن واي مكان بس مش موجود في ميريت
هستنى رايك فيه ويا رب يعجبك
كل المحبة والسعادة ليكي


هبه خميس - اهلا بتعليقك الاول
وشكرا لزيارتك
كل المودة

basma saghir said...

الله
:)

Ahmad Abdulatif said...

نهي

ربنا يحقق كل أمانيك يا رب


النص مليان جمال وحب وفقد وذكري .

نص رائع

عَبْدو المَاسِك said...

نهى
بجد انا سعيد بكتابتك جد
و الحكى فوق مكعبات الرخام أكتر من رائع
و نامت عليك حيطة
كتاب حميى جدا رجعنى لأزمان ماضية طمرها النسيان و لكنك قلبتيها لأتذكرها و أحس بالفرح

قلب ارهقته الاحلام said...

لا يسع العالم حبا فوق حبي ولا حزنا

أكثر من وجعي ولا جنونا قدر ما يملئني

نحوك


كيف اصف إحساسي بما ابدعتيه هنا

لاأستطيع وصفه إلا لو رسمت لك دموع علي

خدي انسابت

تحياتي لكي

أحساس لسه حى...كلام من جوه روح لكل روح said...

عزيزتى

الكلام جميل اوى والمشاعر دافئه

الام والحبيبه أدفى قلبين فى العالم

اهداء اليهما


انتى حبى


ولا امى


ولا عشقى


انتى حضن


مدفى حضنى


انتى ميه


بتروى عطشى


انتى صورة


اشوفها ابكى


انتى عارفه انتى ايه


روحى حبى

تحياتى

سلام

Nostor Azzuro said...

مدونة رائعة وكلامك مؤثر

حلم اتولد .. حقايق تتقتل said...

إن غابتبوججها عنى بين طيات الدنى ... حل الظلام مغطيا ً كل جوانحى ... حتى طعامى .. حتى دموعى ... حتى رائحة الورود ... ظل الظلام مرافقا ً حتى .....حتى تعود .... جوزيتى خير ا وتقبلى مرورى مع المارين

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner