Thursday, June 04, 2009

العالم الذي ينقصه الحالمون


مشاعر كثيرة سكنتني اليوم وأنا استقبل يوما مختلفا في التاريخ
ما الذي سيقوله الرئيس الأمريكي باراك أوباما هنا في جامعة القاهرة – هنا على ارض مصر
الشوارع التي بدت هادئة .. الحافلات العامة التي تمضي شبه فارغة من البشر وكاننا في فيلم خيال علمي
الترقب –
أمام شاشة التلفاز أجلس في الجريدة أتابع الخطاب " لي الشرف أن اكون هنا في القاهرة تحت ضيافة مؤسستين عريقتين .
لاكثر من الف سنة بقى الازهر منارة للتعليم الإسلامي ولقرن كامل بقت جامعة القاهرة مركزا للمعرفة .
المؤسستين معا خلقا تجانسا بين التقاليد والتقدم .
أنا شاكر لضيافتهما0 ولإستضافة الشعب المصري ، ولي الفخر أن احمل لكم الامنيات الطيبة من الشعب الأمريكي وتحية سلام من المسلمين في بلادي ... السلام عليكم-

هنا تحديدا سرت كهرباء في جسدي كله
الرجل قادم ليتحدث بالسلام ويلقي علينا تحية السلام – سمعت الخطاب
ثم طبعته وقراته باللغة الإنجليزية
شاهدت الفليم التسجيلي عن أوباما والحقيقة أني تاثرت

أوباما – حالم آخر نعرفه في تاريخنا
رجل ألف كتابين أنظروا معي – كتاب " أحلام ابي " وكتاب " جسارة الأمل "
له تاريخ طويل مع الأمل والاحلام
اتجه اوباما بعد إنهاء دراسته إلى مجال العمل الأهلي لمساعدة الفقراء والمهمشين, ".في عام 1985 انتقل أوباما للأقامة في مدينة شيكاغو ليعمل مديراً لمشروع تأهيل احياء الفقراء وتنميتها. ثم تخرج المرشح الديمقراطي من كلية الحقوق بجامعة هارفرد , وحاضر في القانون في جامعة إلينوي في عام 1993 .

لا أريد أن أحكي سيرته الذاتية لكني أفكر فقط انه صاحب سيرة ذاتية تستحق الإهتمام وانه ليس دجال ولا مدعي
قد يكون متهور .. قد لا ينجح .. لكنه يعرف كيف يحلم واظنه يجد سبيلا لتحقيق بعض الأحلام
الإيمان الذي غاب عن حياتنا الايمان بالحلم
الذي تذكرته اليوم تحت قبة الجامعة بدى لي الأمر شبيه بخطبة السادات في الكنيست السلام عليكم .. ورحمة اللهوالسلام لنا جميعا .. باذن اللهالسلام لنا جميعا .. على الأرض العربية و فى إسرائيل .. وفى كل مكان من أرض هذا العالم الكبير المعقد بصراعاته الدامية , المضطرب بتناقضاته الحادة , المهدد بين الحين والحين بالحروب المدمرة , تلك التى يصنعها الإنسان ليقضى بها على اخيه الإنسان وفى النهاية , وبين انقاض ما بنى الإنسان وبين أشلاء الضحايا من بنى الانسان , فلا غالب ولا مغلوب , بل ان المغلوب الحقيقى دائما هو الإنسان .. ارقى ما خلقه الله .. الإنسان الذى خلقه الله – كما يقول غاندى قديس السلام – " لكى يسعى على قدميه " يبنى الحياه .. ويعبد الله " .وقد جئت اليكم اليوم على قدمين ثابتتين , لكى نبنى حياه جديدة لكى نقيم السلام وكلنا على هذه الأرض , ارض الله : كلنا مسلمون ومسيحيون ويهود .. نعبد الله ولا نشرك به احدا .. وتعاليم الله .. ووصاياه .. هى حب وصدق وطهاره وسلام .

بدى لي الموقف مهيبا وتذكرت عبد الناصر ذلك الرجل الذي كانت احلامه أطول قامة من قدرته ورغبة من حوله
انا من جيل الثمانينات
لم أشاهد لا بعد الناصر ولا السادات
درست كتب تاريخ معهم وكتب أخرى ضدهم
قرأت عمن أدانهم واعتبرهم سفاحين وعمن وصل به لدرجة التقديس
أنا لدي افكاري بشأن كل منهم ليس مجالها الآن
كل ما أردت قوله أني لا انتظر شيئا من أوباما لانه بالطبع لن يصنع مجدا لنا كعرب ومسلمين انه يحارب لقضيته هو التي تخصه وتخص بلاده

انا افكر أننا ايضا ان ننتمي لقضية وحلم
حتى وإن كنا مخطئين خير من ألا يكون لنا حلم ولا شمس نامل ان تسطع يوما
أنا اقول ما قاله أوباما اليوم وردده قبله السادات وعبد الناصر وتوماس مور وغيرهم
أردد دعوة الحب والسلام والحق في العيش
أرددها وأدعو لها واصدقها حد الإيمان

3 comments:

شيمـــــاء said...

موافقاكى جدا من كل قلبى
الرجل سيرته جديرة بالاحترام و الاهتمام

عندما انتهيت من صنع سفينتى..جف البحر said...

الحب والسلام
كلمتان جديراتان بأن نقف امامهما ونعيد ترتيب أوراقنا الذاتية الخاصة منها والعامة ونصنع معهما حلما نراهن انفسنا على تحقيقه
أما اوبماما فهو ناجح بلاشك فى وصوله لهذه المكانة ليس بالغة القتل والدمار ولكن بالغة السلام التى اصبح يفتقدها العالم وعندما تأتى من دولة مثل امريكا فكل العقول تتحير بأن تصدق هذا ام هو مجرد بعض كلمات لكى يستميل بها القلوب ولكننا كلنا تقريبا يفتقد الرمز والبعض منا وجد فيه حلم الرمزالمفقود الذى نبحث عنه

دكتور مستكنيص said...

معاكي يانهي ومحدش يقدر يختلف علي كاريزمة الراجل وصدقه اللي لمس معانا كلنا لكن فيه نقطة احب اتكلم عنها
هو أوباما ده مطلوب منه إيه عشان نرضي عنه؟
مطلوب منه يروج يجيب القدس ويسلمها للفلسطينيين والعرب وهم عمالين يطحنوا في بعض؟
مطلوب منه يجيبلنا حقوقنا واحنا قاعدين نتفرج ونقيم فيه هو غيره
أوباما مش مطلوب منه اكتر من انه ميزودهاش علينا وميستعبطش زي بوش واعتقد إنه هيعمل كده فعلا
لكن في الاول وفي الاخر هو مش هيعمل الا اللي في مصلحة شعبه وزي ماقال لازم الدول تشتغل لمصلحة شعوبها فالمفروض نعمل زيه مش نستني منه منحة منستحقهاش

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner