Saturday, June 20, 2009

حلقات بصل

الليلة سأحكي لك عن حزن يشبهني
عن كلمات معادة تحفظها تماما من فرط تكراري لها
سأحكي لك عن هزائمي التي تشبهني ودمائي التي سالت حتى أمتلأت عروقي بسائل أخر احمر ولزج ربما هو الكاتشب مشوش الطعم ..

الليلة لن احتاج لحضنك لأبكي لأنه لم يعد يسع رغبتي أو يكفي للصقيع الذي يسكنني
سأبدأ من علبة الهدايا البرتقاليه
اجل تلك التي على شكل قلب – التي أهدتها لي سحر في عيد الحب والتي أستخدم غطاءها الآن كمنفضة للسجائر التي أدخنها في السر وابلل أعقابها كمنحرفه ساذجة لا تعرف عن التدخين شئ ، السجائر التي تفوح رائحتها من فمي عندما تحتوي شفتي السفلى في فمك لتتأكد من درجة حرارة جسدي
سأمر على نفس الحكايا واستخدم المفردات ذاتها
وسأبكي في المقاطع التي تعرفها
أجل تلك التي تحمل عنوانا جانبيا بالفقد والغياب .

سأضيف بعض ما لا تعرف
عن الغضب الذي يسكنني
وعن تورطي في قصتي حب على الأقل لا أعني منهما سوى قتل الفراغ وشراكة تكسر قسوة الليل الذي لا ينتهي .
سأخفي عنك أني أتقيأ بعد كل ممارسة للحب مع أحدهما
وسأترك لهما مسألة إعلان الاسم الذي أناديه وأنا مغمضة العينين .. مستباحة

سأفقد اعصابي وأهينك ثم اعتذر وانا ملقاه على الارض ومكرمشة كورقة لن يستعملها احد منا في كتابة خواطر ساذجة لا تصلح للنشر
سأحبك قليلا .. لأنه لم يعد لدي غير القليل من كل شئ
سأمر على جدران حجرتي كشبح ذلك الرجل المقتول الذي ينادي – هاملت – كل ليلة ويطالبه بالثأر
سأتعذب – كإحدي بطلات المآسي الإغريقية – وسأندب حظي العاثر كقصيدة حداثية مشوهه
سأترك شعري مشعثا لأن شريطتي الوردية ضاعت وأنت لم تنفذ وعدك لي بشراء أخرى جديدة .. سأجلس على الأرض إلى جوار الفراش الذي تعرفه
لأني لم اجرؤ أن اعود للنوم عليه منذ تلك الليلة التي نسيتها من فرط ما يزحم ذاكرتك الهشة عن العاهرات .

سأخبرك عن خلافي مع سهى وعن جسر من الحماقة والغضب يسرح فيما بيننا وأقف عاجزة ولا أتحرك لأني منهكة وفاقدة للرغبة في فعل اي شئ .
سأمتنع عن حكاياتي التي تزعجك عن الأطفال وعن كل اصناف الطعام الجديدة التي تعلمتها وعن استخدامات جديدة للبروكلي ونوع صوص من اختراعي استخدم فيه الكاري وعن الدماء التي سالت من إصبعي وأنا اقطع البصل حلقات كثيرة لأصنع عشر أصناف من الطعام تقتل الوقت وتخبرني أني لازلت إمرأة قادرة على العطاء ... رغم اني ارتعد من ذكرى اللقطة الأخيرة لبطلة يوسا في – شيطانات الطفلة الخبيثة – وهي تحتضر وجسدها مقطعا بفعل المرض الذي لا نذكر اسمه ونعرفه ضمنيا .

سأترك جانبا كل الأخبار السعيدة التي تمر جوار قلبي
سأترك سطرين فارغين ربما لأعود ذات ليلة لأملائهما بما لا تعرف
سأترك سطرا أخر لأسرار لا تعنيك


سأتجاهل الحديث عن أحلامي وكوابيسي التي تمنعني من النوم ، وسأرفض قطعا أن احكي لك عن مشرط الطبيب الذي صنع جرحا أعمق قليلا هذه المرة في الجرح المفتوح هناك ... سأتجاهل ما قلته للطبيب وأنا تحت تاثير المخدر
وما قلته للنساء في غرفة التعري ... وما قالته الملائكة لي وهي تغلق عيني وتقرأ لي نقوش فنجان قهوتي . قبل ان تتعثر في ترجمة الإشارات الكابوسية الدالة على مصير ما بيننا

سأتجاهل ما بيني وبينك
وأحكم إغلاق الزجاجة ثم ألقيها في البحر الذي تجلس على حافته في إنتظار جنية تعرف أنها لن تحبك قدر ما أحبك أنا .لكنك مستعد تماما لحظة ظهورها للسقوط في البحر والغرق .

6 comments:

هبة رفاعي said...

سأترك جانبا كل الأخبار السعيدة التي تمر جوار قلبي
سأترك سطرين فارغين ربما لأعود ذات ليلة لأملائهما بما لا تعرف
سأترك سطرا أخر لأسرار لا تعنيك
..سأتجاهل ما بيني وبينك
وأحكم إغلاق الزجاجة ثم ألقيها في البحر الذي تجلس على حافته في إنتظار جنية تعرف أنها لن تحبك قدر ما أحبك أنا .لكنك مستعد تماما لحظة ظهورها للسقوط في البحر والغرق .
..مبدعة.. مبدعة.. مبدعة..

راسبوتين said...

جامدة جدا
بعد ما قراتها حسيت بالحزن والشفقة عليها
وصف رائع للمشاعر
بجد جامدة
شكرا

الست فرويد said...

انت ملكيش حل بجد

Αρετή Κυρηνεία said...

انت رائعة يانهى ، وكانت المفاجأة الاروع ان تكونى وصوفى شخص واحد..ربما لم اتعمق فى قراءة اعمالك لدرجة التى اصبح فيها قادرة على التخمين او التقريب بينكما ..لقد شوقتينى للبحث عن اعمالك واتمنى ان اجدها هنا فى احدى مكتبات بلادى ..سأظل اعود مرارا وتكرار لكراكيبك وعالمك ياصوفى /نهى ...مودتى العميقة لك

يا مراكبي said...

لن أقول لك كذا
لن أعترف لك بكذا
لن أحكي لك عن كذا

كلها عبارات معكوسة تعني

لن أقول لك كذا
لن أعترف لك بكذا
لن أحكي لك عن كذا

****

عنوان جميل للبوست .. للبصل إيحاء خاص

يا مراكبي said...

عفوا أخطأت الكتابة

كلها عبارات معكوسة تعني

أقول لك كذا
أعترف لك بكذا
أحكي لك عن كذا

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner