Friday, October 30, 2009

حجرة الطعام التي ينتظرك الذئب خارجها

تقليد حجرة الطعام من التفاصيل التي تزعجني جدا
فكرة ان تضع منضدة في اي مكان في البيت ويتجمع حولها من تحب ليتشاركون معا في وجبة
تبدو اكثر اتساعا وغراما لي
حجرة المعيشة هي المكان الذي يقضي فيه معظم المصريين كل أوقات اليوم
نتحدث ونتشاهد التليفزيون ونتناول الوجبات
وربما نسحب مخدة وننام هناك امام التليفزيون ووسط الجالسين يشاهدون المسلسل
الونس – الحميمية الطيبة التي تعرفها العائلات خاصة البنات وأمهم
منضدة المطبخ حتى تلك التي تصلح للإفطار والعشاء تبدو اكثر طيبة من فكرة حجرة الطعام
التي لن يدخلها احد إلا في المناسبات
لا اظن اني سأقتني حجرة طعام في بيتي
سأمشي بطبق في البيت واكل منه... سأجلس في حجرة المعيشة أو في المطبخ أو على الأرض
سأحافظ على يقيني تجاه طيبة الاشياء وبساطتها
ولكن

أنا مغرمة بحجرتي طعام
الأولى في متحف اندرسون – تلك الموضوع على بابها تمثال من النحاس عاري لكيوبيد
ومكتوب تحته عبارة " اذا دق الحب الباب أفتحوا له "
البيت كله يثير فيّ ذبذبات وطاقات غير مرئية لبشر كانوا هناك
أكاد ابكي من فرط اتكاء تلك الطاقات على روحي
لكني دوما أعود لهناك لأحدق في باب الحجرة
وأتفرج على اللوحة الزرقاء المعلقه على الحائط ،
واحيي سيدة البيت زوجة الطبيب الانجليزي
التي أثق أنها ترمقني من مكان ما في هذا البيت الموحش المقبض الجميل

الحجرة الثانية تبدو زيارتها كطقس تعلمته من صديقتي الغالية رحاب
هي من راتها أولا وأغرمت بها وظلت تزورها في أرض المعارض كلما سنحت الفرصة
وبمرور الوقت انضممت أنا لطقس رحاب في زيارة الحجرة المباركة تلك
ابستم لأني أعرف ان أحدكم سيسأل – هل تبقى حجرة الطعام هذه كل هذه السنوات دون ان يقتنيها أحد-
أجل تبقى وتنتظر زيارتنا السنوية لها
أنا ورحاب
الحجرة رائعه ساحرة بعشرين ألف جنيه – فقط-
وفقط هنا ليست سخرية وانما معلومة تقريرية
لو كنت أملك هذا الحجرة سأقضى فيها كل الساعات المتاحة لي للجلوس مع ذاتي
سأكتب هناك/ سأضع الطعام فوقها واتأملها
واخيرا سأسحب مخدتي وأنام جوارها لأتاكد بين الحلم واليقظة أنها هنا
مجرد أن تدخل لهذه الحجرة ستشعر انك في كوخ في غابة جليدية ،
وانك كنت تائه منذ أيام تكاد تتجمد وفي لحظة لمحت الكوخ القديم الخرب
ودخلت بعد ان لمحت ذئب يطاردك ... من حقك ان ترتعد تماما
وفجأة تجد حجرة الطعام تلك بمنضدتها السداسية وشمعدانها الكبير المعلق فوقها
وكراسيها التي تشبه لحاء الأشجار
ستضئ الشموع وتجلس بحثا عن الدفء والأمان
بينما يعوي ذلك الذئب هناك في الخارج .

3 comments:

Rosa said...

الله باين عليها حلوة قوي الغرفة دي يا نونا ابقي صوريها لي من فضلك و لو كدا ممكن نبقى نجيب منها اثنين

Anonymous said...

ياه يانهي اد ايه انا بحبك
عارفه ليه عشان انتي جوايه لدرجة انك بقيتي بتفتكري ذكرياتي اكتر مني
انتي عارفه اني من كتر ماحبيت السفرة دي عمري مافكرت اشتريها لكني لسه بزورها كل سنة تفتكري هانزورها سوا السنة دي اوصيكي لو تسلميلي عليه
نهي انتي لاينتظرك خارج اي غرفة الا اللي بيحبوكي عشان انتي نهي

ام حمزة

كراكيب نـهـى مـحمود said...

روزا- اتنين ؟
دا انا قلت هتاخدي لوحدك سته عامه انتي من القافله اللي هتعجبها الحجرة دي - تنتمين لنفس عنبر العقلاء كل محبتي

حبيبتي رحاب - لن تعرفين بهجة استدعاء حكاياتي معك
ممر الايشاربات - غرفه تبديل الملابس يوم فستان الخطوبة - انتظار نتيجة اختبار الحمل يوم حمزة - ليلة وفاة امي / اول مرة مقابله في الهناجر
الكثير جدا جدا
ذلك الذي يختلط فيه الضحك والدموع والحب طبعا الحب
شكرا لك - ومش عارفه اقولك ايه على السطر الاخير ده تيجي بالسلامه

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner