Thursday, June 03, 2010

مشعلو الحرائق

عشق بسيط لأني ارنو والوله التركي لأنطونيو جالا ، وصديقة قتلت حبيبها واخرى انتحرت ،وعذاب العشق الذي يملئني ولا يمس رجل احبه فأبدو مثل غارقة تلوح من خلف زجاج فاميه يسمح لي أن أراك جيدا، وأرسم على وجهي كل علامات الغباء والحزن لأنك لا تستجيب لإشاراتي . مثل ذلك كله يبدو العالم حولي مضطربا
أتذكر مسرحية مشعلو الحرائق لماكس فريش ... وأنا ارمي عقب سيجارتي السرية على أرضية الحجرة الممتلئه عن اخرها بأوراق تخصنا
أنا وأنت والكتابة التي تخلق بيننا رابطة دم ... يشتعل كل شئ
في ليلة الخميس أجلس في المنضدة التي تسمح لي أن أرى جانب من ميدان طلعت حرب ...المنضدة الوحيدة التي تستطيع عليها أن تهرب من بار ستلا ، الذي يحيلك فور دخوله لفيلم عربي قديم ، ويفصلك عمن تجلس معهم لانك تنتظر أن تنزل هدى سلطان سلالم غير موجوده وهي تقول ايوووه اسكندراني ما عاد يستخدمها أحد .
أدفع الساعات الباقية في الليلة ليجئ يوم الجمعة فأرتدي عباءة خليجية ناعمة وأذهب للسيدة نفيسة وأنا اتذكر أن صديقتي ستوبخني لأني أتعامل مع الأولياء كالمجاذيب.
أصحح لها المعلومة – السيدة نفيسة حاجة تانية- هناك أجلس على الأرض وأفكر في اشياء كثيرة تؤلمني ، أترك لصاحبة المقام حكاياتي وأصلي الجمعة في ذلك الطقس الذي يضم روحي ويربت جسدي المتعب .
وأقرر أني سأشعل شمعه أخرى عند زيارتي الكنيسة المعلقة المرة القادمة ، وأني سأجدد نفس دعوتي ولن اغيرها
أن يمسك داء العشق الذي يملئني ، أن تنظر في عيني ذات مرة فترى شيئا جديدا لم تصادفه في كل السنوات الفائتة أن تعرفني عندما تلقاني
هل تكفي دعوتي هكذا !

بجوار السائق الملتحي تجلس سيدة تشبة موظفة خمسينية نسلها كله من الذكور ، تحكي للرجل الجالس جوارها دون سابق معرفة عن الشاب الذي شنق نفسه على حديد كوبري اكتوبر وعن آخر رمى نفسه من فوق سطح العمارة بالشيخ زايد...تحكي الحكاية مرة أخرى دون تغيير ثم تخرج الجريدة وتري الرجل والسائق الحادثة .
يسري جدل في الأتوبيس حول سبب الإنتحار،تؤكد السيدة ان الحوادث سببها قصص حب فاشلة يرفض السائق تماما ويقول ده كلام جرايد
مفيش حب دلوقت – سبب الإنتحار فشله في الحصول على وظيفة او ضائقة مادية... يؤمن الركاب على كلام السائق الذي يعيد الكلام هو الآخر بذات الثقة ده كلام جرايد مفيش حب دلوقت.

أتذكر أنا رجل القطة الذي أحرق الشقة من أيام بعدما احتضن قطته التي اعتاد ان يضعها تحت الماء البارد في ثلاجة الكولدير بالشارع
ثم يعود لبلكونته حيث يجلس عاريا تماما يخاطب كائنات لا يراها غيره
أتذكر كل ذلك ... ومعه فشلي في القبض على حكاية تصلح لقصتي القصيرة التي أحتاج أن أنجزها عن المهمشين .
تلك القصة التي وضعتني أمام حقيقة مخزية ... انا لا اعرف الكتابة عن سكان الفوضى في هذا العالم ، تبدو حكاياتي عنهم تقريرية
أكتب ما اشاهده لا أملك نقطة يقين أنطلق من داخلها نحوهم
فيبقوا طوال الوقت رجل القطة العاري والفتى المشنوق على الكوبري
في البيت أجلس أمام المرآه لأفكر ، وكالعادة لا المح انعكاسي
أتذكر أني منذ غرس ذلك الرجل عاري القدمين متسخ الثياب مديته في جنبي عندما كنت اتحدث معه عن حياته بحثا عن قصة تصلح للكتابة
من يومها لا ألمح طيفي في مرآه حجرتي
.

3 comments:

اميرات الاسرار said...

السلام عليكم

بوست جميل وطريقة كاتبتك له رائعه

تقبقلى مرورنا

اميرات الاسرار

أسماء علي said...

أكثر من رائع يا نهى
غرقت في النص حقا

دمتِ مبدعة

قضايا مصيرية said...

الا تعرفون يا سادة قانون اذا ارتفعت الايدى تساوت الرتب
فعلام الملامة والاحتجاج وعلى من يحق العقاب والعتب
على البادى الضارب ام على المضروب زميل الدراسة والكتب
وهل يسجن المضروب بعد ان ضرب ضاربه ابن الاكرمين والحسب
والضارب ينعم بحريته اكراما للحصانة والمهابة لمن ينتسب
واين الخليفة العادل الذى يقتص من ابن الاكرمين والنسب
وهل نسينا مقولة الناس سواسية كاسنان المشط بلا حسب

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner