Monday, August 18, 2008

كلاكيت ممل

تقترح هالة أن اشغل وقتي أكثر حتى اقاوم وجودك
أوافق انا لأكسر دائرة غيابك
أقضي في المطبخ أكثر من عشر ساعات .. ألعب في الماء والصابون اغسل كل ما يمكن ان يطوله الماء
عشرات الاطباق والأكواب والفناجين أرص كل شئ من جديد
ابتهج لإحساس اللمعان المسيطر على الاشياء
يجرحني حرف طبق يكسر من يدي .. يبدو قطعا غائرا لكني لا اهتم اواصل اللعب في الماء والصابون لا يتوقف النزف

ألف يدي وأذهب للفراش احاول النوم بعد ساعتين انهض من فراشي وأعاود العمل .. اغسل الثلاجة والحوائط والأواني المعدنية والزجاج كل شئ

في اليوم التالي اعود من العمل مرهقة أجلس أمام التليفزيون أتابع 4 أفلام في وقت واحد انتقل بين قنوات الأفلام
ثم انهض من مكاني وابدء العمل من جديد

يخبرني أبي امس وأنا فوق الدولاب أرتب بعض الأغراض – أني من الافضل أن اعمل في هيئة نظافة وتجميل القاهرة –
يسألني أن ارتاح قليلا لكني لا أريد

إذن انا أعمل وأغسل وأطبخ وأمارس مجهودا بدنيا وأتجول في الشوارع كالمجاذيب وأغني وارقص
وأعاني من نوبات سعادة قاسية تدفعني لان أخبر كل من أعرف ولا اعرف " أني فرحانه "
افتقدك رغم كل شئ .. أبكي غيابك ..

أقضي ليلة جميله مع هالة نصنع الكعك ونأكل السوداني ونضحك

أنهي قراءة ثلاث كتب تعجبني كلها

في حفل تخرج اخي الصغير طارق أغني وارقص وأضحك وأتسلل مع أبي من وسط الجمع لنأتنس بأمي وتسلل دمعات من عيوننا ويغمرنا احساس طاغي بوجودها

في الصباح أدخل فراشها وأنام إلى جوارها واسألها بهدوء وشجن-مبسوطة؟
ابتسم لأني استخدم صيغة السؤال الخاصة بها .. وابكي حين اشعر بها تربت على كتفي وتقبل رأسي
أمي – كيف هو الغياب
اشتريت لأجلك " جوافة" .. رمضان رابع سيأتي وأنتي غائبة


أنا مرتبكة وحزينة
أنا هادئة أجلس في أقل أركان العالم إضاءة أنتظر عودتك وزيارة أمي
ربما المزيد من الاطباق والأواني لأغرقها في الماء والصابون ومعها كل ما يشغل بالي ويربكني
لاشئ أخر ..
أنت وامي وبعض الماء والصابون

16 comments:

سمير مصباح said...

الفقد
اشد الاحاسيس مرارة عبرتى عنه ببساطة موجعة
ليتنا نستطيع ان نغسل نفوسنا من الالم كما نغسل الاطباق

تحياتى

Anonymous said...

متابعاكى من زمان على فكرة
و على فكرة بوستاتك عن مامتك بتخلينى أعيط بجد
مش عارفة الكلام دة يفيدك بأيه
بس حبيت اقول لك

مُزمُز said...

شفيف جدا يا نهى

يعني لازم نوبات السعادة دي يتسلل في كثافتها الغياب المؤلم؟؟؟ لازم؟؟؟

Unknown said...

نهى يا حبيبتي
كلامك لمسني اوي اوي ..
انا مش عارفة اقولك ايه
بس انا باعزك و بفدرك و بحترمك اوي يا نهى
:)
بجد و الله
اني احبك في الله

Ahmad Abdulatif said...

جميل أوي يا نهي
. علي فكرة أنا اوقات باروح التكعيبة من غير ما كنت اعرف اسمها ، بس أنا متعود علي كدا ، لأن في حاجات تانيةكتير ما اعرف لهاش اسم وان كنت أعرفها .
أنا بانشر دلوقتي في مدونتي رواية مترجمة ، هاتعجبك !1!

blue-wave said...

ما اعذب كلماتك
وما اقساها
تحياتى

عين ضيقة said...

كلاكيت آدمى وداع للبكاء الذى لا يملنا


ــــــــــــــــــــــــــــــ
هقابلك اكيد فى يوم واتناقش معاكى فى كتاباتك على جميع المستويات بدءا من موهبتك
وانتهاء باختراقك خلايا القارىء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تحياتى بجد

_ زين_ said...

تنميل الدماغ
وهد الجسد
ممكن..
أعتقد إنه ممكن..
فكيف الهروب من تلك الذكريات..وهل نحن نهرب فعلا..أم أننا نستلذ بها ، نبحث عن تلك اللحظة التي ننفرد فيها بأنفسنا لنعيد ترتيب وبناء بازل الذكريات الجميلة والمزعجة حتى..نفعل الأعاجيب، نريد لرأسنا أن يتم تنميله على أحسن مايكون التنميل، عزبة حشيش بحالها قد لاتكفي،ولذلك ليس هناك أجمل من التنظيف الداخلي، تنظيف الجسد بعد هده في تنظيف البيت، كل النساء تقريبا يفعلن ذلك، أما نحن فنكتفي بعزبة الحشيش أو تمزيق كلمات غبية على المقاهي مع أصدقاء مهمتهم الوحيدة في الحياة إضحاكنا، نحن سيئو النية نحو العالم والذكريات..
أقولك اعملي اللي يريجك مادام بيريحك.. وبالمناسبة الحب هو اللقمة التي يستطيع مضغها اثنان في وقت واحد؟
فكري..
وخالص محبتي وباستريح عندك والقط نفسي..
صباحك جميل

كراكيب نـهـى مـحمود said...

سمير مصباح - ليتنا نستطيع ان ننتزع كل ما يحززنا ويقلقنا ويوجعنا
ليتنا
خالص امنياتي الطيبة لك

المجهولة- يفيد دائما ان نعرف ان هناك أحد في هذا العالم يشعر بحزننا يشاطرنا وجعنا يفيد طبعا
مش عارفه اقولك ايه على تعليقك وقد ايه اسعدني شكرا لقراءتك وتعليقك مودتي

مزمز- وحشتني جدا
لازم لازم يا مزمز ما انت عارف
يا صاحب كهف النشوة
الجميل خالص محبتي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

قهوة بالفانيليا - ماذا باستطاعتي ان اقول امام هذا الحب والرقه
شكرا لك يا شيماء
احبك في الله
ربنا يكرمك

صديقي العزيز احمد عبد اللطيف- شكرا على مرورك
الاسماء لا تهم ولا تدل انا معك في ذلك
اتابع الرواية المترجمة وانتظر باقي البوستات اشوفك قريب في التكعيبة


بلوواف- ليس هناك اعذب من الحياة وليس هناك اقسى منها - الكلمات عبث مجرد محاولة فاشله لتجسيد الحياة

كراكيب نـهـى مـحمود said...

عين ضيقه- ان شاء الله نتقابل قريب
وشكرا لاهتمامك بكلماتي
اختراق خلايا القارئ ياااه شكرا لك
خالص محبتي

د- زين- اقولك ايه طيب
وحشتني تعليقاتك اللي كنت بحبها اكتر من البوستات بتاعتي
هيه دي الحاله بالضبط
الغرق في تنمسل الدماغ المجهود البدني الشديد - الجنون ربما
عل الوجع يخجل ويتوارى عله
ولعل جنينة حشيش تكفي محبتي يا دزين

hamsaa said...

نهي صباح الخير عليكي يمكن فترة طويلة لم اكتب اليكي بسبب ظروف الشغل القاسية ذي ما قولتلي شغلنا عامل ذي هيئة النظافة مرهقة للغاية لكن متابعة اعملك
واشعر دائما براحة بقرائتها واتاملها واشعر بجسدي كله يتالم بها اذا كنتب تتالمي واسعد متي سعدتي
فعلا العمل اليومي والارهاق والبحث عن اي شىء يلهينا عن الانفراد بالذكريات هو مهمتنا نخشي ان نبقي في المنزل حتي لا تستيقظ الذكريات وتنفرد بنا ونختنق بالمها ربما فعلت مثلك وانشغلت عن ذكرياتي وفقد من بقلبي بعملي وبكل ما يجعلني اشعر بالهده لانسي تعاطيت النسيان وفي كل مرة اسالك هل نسيت لا لم انسي وقد كنت اردد له مبسوط ويردد لي مبسوطة كما كانت تفعل امك رحمها الله معك وقد ضاع كل شىء منا ولم تبقي سوي الكلمة التي اخشي ان ارددها لاتذكره
مشاعره فوق الوصف وفوق كل المعاني
معلشي هي دي الحياة وقدرنا ان نبحث عن النسيان ونبقي في رحلته لنفعل ما يجعل الجسد يشعر بالارهاق وينام دون ان يجد ولو ثواني للتفكير لعلنا نختار ارهاقه بدل من ارهاق القلب فهو اهون كثيرا
تحياتي اليكي
همسه حب

سمر الشافعى said...

انا مرتبكه وحزينه

Saadya Arafat said...

تحياتى اليكى

كلماتك مستنى

وسابت بصمه بداخلى

لكى منى كل حب وتقدير

:)

Anonymous said...

ازيك يا نهى
كان نفسى بجد تحضرى ندوتى بمكتبة البلد مه الغالية سهى والعزيز طه
بعيدا عن اى شىء كان نفسى اشوفك
محبتى
اميمة

r said...

البعد او غياب الاشخاص اللى فعلا بنحبهخم بيفقدنا توازنا غالبا ونظرتنا الاحسن للحياه لانها المتهم فى التفرقه دى
ومحاوله انشغالنا بحاجات تانيه زى الميه والصابون اعتقد انها محاولات واهيه لان عقلنا غالبا بيكون بيفكلر فيهم
فلا ننعم براحه العقل ولا راحه القلب
بوست مؤثر بجد
سلمتى

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner