Monday, July 06, 2009

هروب من النمل

يخبرني أصدقائي الغائبين طوال الوقت لأني مشغولة عنهم بمطاردة الأشباح
أني أراقب نفسي أكثر من الازم
أنفي عني هذه التهمة
والحقيقة اني لا اراقب نفسي وإنما أتلصص على العالم من مشربية روحي ..
. هناك تبدو الحياة آمنة أكثر
يمكنني أن انسحب للداخل في لحظات الخطر
وأن اتكور على ذاتي في أيام الطوفان ...

تلسعني نملة صغيرة اليوم ..
أفكر ان اقف كبرطمان العسل داخل طبق بلاستيك وأنتظر كيف ستأتي لسعه النملة القادمة
بشرتي جاذبة للنمل ، ودمي جاذب للناموس
يلزمني الهروب من لسعات هذه الكائنات مجهودا ضخما
والشوارع التي أحب المشي عبرها مغلقة لأن العمارة التي تسندها أعواد الثقاب منذ سنوات
أختارت ان تسقط اليوم في دوي يليق بحزنها .

عندما سقطت أمس ونزف جسدي كله عرق بارد
وشعرت اني أودع الحياة .. شغلني هاجس عن حزن ابي
في الصباح وانا اشرب كوب اللبن واتناول قطعه التوست قلت له – ألا يحزن إن مت –
لأني أشفق عليه من طريقته في الحزن ...

في نهاية كوب اللبن – كنت قد توقفت عن حب الولد الذي لا يحب أن اناديه بولد
وغوصت بقدمي في الماء البارد لأضلل النمل وتوقفت عن مراقبة نفسي
وودعت الحياة .

9 comments:

77Math. said...

nice one

شبه إنسانه .....( سهوره ) said...

رائع سيدتى
أولا بعد الشر عليكى من الموت
وثانيا أكتر حاجه بحبها فى كتاباتك انك مش تقليدية
وبتقدرى تدخل جوانا
ماشاء الله عليكى
ياريت تشرفى مدونتى
هيفرق كتير تعليقك معايا
ميرسى
تقبلى مرورى

Unknown said...

كوب من اللبن

الجميل


جيد

Anonymous said...

كتبت في وصيتي التي أضعها في حافظة نقودي نفس ما قلتيه لأبيك ولكن لأمي : (لا تحزني فأنا سأكون سعيدة مع أبي)
ولكن ألا تظنينين أننا بذلك نكون أنانيين؟!الا يستحقون أن نتشبس بالحياة أكثر من ذلك ؟!ألا يستحقون أن نسعدهم ونعوضهم بكل ما أوتينا من قوة؟
كلما أنظر في وجه أمي التي زاد عمرها من الحزن علي فراق رفيق عمرها فجأة وبدون مقدمات ، تاركا لها إبنة لم تتزوج بعد وقد تخطت الثلاثين وتخشي عليها من الوحدة،وإبن في الغربة يطمئن عليها في اليوم أكثر من مرة خوفا من أن يفقدها .
أعتقد أن الموت يجعلنا ننظر ونتعامل مع الأشخاص والأشياء بشكل مختلف تماما عن ذى قبل
أحبك في الله
ديدي

زيان وزيري said...

ان التلصص من شرفه غير كافي مهما كان اتساعها
و لكن
لا بد من الخروج
و لو لبعض الوقت
لمراقبة مدى موائمة الشرفه للتلصص

كراكيب نـهـى مـحمود said...

شيماء - مش كده والنبي

77math- شكرا لك

بقايا انسانة - مدونتك جميله جدا وحساسة وتتحدث في مواضيع الفقد والحزن والحب واظنها تروقني جدا
شكرا على رايك في مدونتي المتواضعه ولك مني كل الامنيات الطيبة

كراكيب نـهـى مـحمود said...

مجدش بيموت ناقص حلم- اللبن ودلالته المريحة وطعمه الطيب اظنها جميله
شكرا لك

عزيزتي ديدي- عدم الخوف من الموت يمنح مزيدا من الحياة - لا أظن انه يجب الاستسلام لهاجس فقد من نحب لكن ربما علينا الاعتناء بهم لان ذلك يسعدنا نحن وهم
كل محبتي وشكرا لك

الصديق الشاعر زيان - لأنك رجل لن تعرف سحر التلصص من مشربية الروح
انا معك طبعا ان الحياة تستحق من حين لاخر الخروج لاختبارها
شكرا لمرورك - خالص مودتي

ساعه الغروب said...

رغم انه حزين اوووى
الا انه عجبنى اوووووووووى



ودا اسلم حل على ما اعتقد الى انتى بتتبعيه


لسه بتلمسينى اووووووووى يا نهى

ربنا يديم عليكى احساسك العالى اوى دا

ربنا معاكى ويكتبلك كل خير

نشوى said...

أولاً ربنا يبارك لك فى عمرك أختى الغالية

وقد كنت أنظر للموت دوماً على أنه الراحة الأبدية

وإن كنت بدأت أسأل نفسى الأن وأناقشها "هل هو كذلك حقاً" ولا أدرى من أين داخلنى هذا الشك

أجمل ما فى هذا البوست أنه يدور حول فكرة أساسية ولكن دورانه فى كل الاتجاهات

وهذا ممتع للعقل لأنه يحفزه
أما المشاعر فلها الله فى توهتها فى هذا التنوع

نصيحة
لا تنسى وضع الماء فى الطبق البلاستيك يا أرق وأحلى من العسل

أحبك فى الله يا نهى

فتقبلى محبتى أختى الغالية

وبرضه نشوى
وبرضه الشهيرة
بـ بونبونى

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner