Friday, July 04, 2008

لافتة داخلية


ليس ثمة أخرين في الشوارع
الموجودون كما هم
لا أحد مخترع ...

الموتى تحت لافتات محطة إنتظار الأتوبيسات العامة
تلك التي سقطت على الواقفين
غطتهم الحكومة بالجرائد .. واكتفى الناس بالأسف .

لا أحد جديد يمر في شوارعنا
مئات من بائعي المناديل وحاملي التقارير الطبية – التسول العظيم -
ألفا من المجاذيب
يحكون أطرافا من قصص العشق تلك التي كانوا هم أبطالها
قبل ان يتحولوا لصوت راوي عليم
يشير اليه ناقد اكاديمي وهو يسهب في شرح مشهد سردي في قصة مكررة.

ليس أحد جديد غيرنا
نحن الممسوسون بالسراب والحزن
نحن سكان الاحذية الكاوتشية وجينز ما بعد الحداثة
والشعور المتكسرة كأحلامنا
نحن المعاقبون بتهمة " كليك يمين على الفيس بوك"
المتواطئون مع الفراخ المريضة
لا أحد غيرنا يبحث بشكل تلقائي عن نساء الأمازون في كل من نقابل
نبحث عن الوجوه الشاحبة ..
نبحث عن كل ما ارغب في ترميزه لأني لا أقوى على مواجهته...
فلا يفهمني احد
لأن لا احد هناك ...

نحن الحواة القادرين على ممارسة البذخ والصعلقة
والحب والموت جنبا الى جنب
دون ان نتحرك من فوق مقاعدنا الإلكترونية المتحركة

نحن ساكني العالم الإفتراضي – لأنه ليس هناك قيد انملة في العالم الحقيقي –
هذه نبؤات طوابير الخبز – والزحام الشديد في الطرق
وامتثال الناس للصلب في المواصلات العامة حيث لا مساحة للتنفس

نحن سكان الدوائر المستقيمة
حيث كل الطرق تؤدي للمتاهة
بينما خريطة المتاهة مفقودة ...
لأن طائر أسطوري وضعها بين منقاره وغادر في كتاب حواديت
أحرقه التتر فور خيانة مطار بغداد

18 comments:

Ahmad Abdulatif said...

نهي
كل دا احنا !!!
تخيلي ، عشان كده بيقولوا هنروح الجنة !بعيدا عن الجنة و النار ، تدوينة جميلة .

fawest said...

إنتى عارفه ليه مسميكى حبى الانترنتى


عمرك ما سألتينى السؤال دا
مع إن-أنا شايف انك لازم تسأليه-ولكنى سأجاوب اليوم مع هذه التدوينه

لأنك تجبرينى بشكل أو بأخر على التعليق و التفكير فى أشياء كثيره مع كل تدوينه تكتبيها

مع إعتراضاتى المتكرره وإختلافاتى معك الممله

لقد سبقتى بكلامك عن شعورنا-كألفينين- ما كتبته فى الشهاده

هذا هو حالنا بالتقريب يا نهى
يجب على المجتمع ان يفهمنا بتلك الصوره التى رسمت بعض من ملامحها
كي تفهم - مثلا - سلوى بكر، كيف كتبنا فانيلياوكيف يتهمونا بإنعدام القضايا وحب الظهور والشهره وكافه الاشياء التى ذكرتها فى الشهاده

شكرا يا نهى
تقريبا كل الاطراءات فى تدويناتك لباب النفاق لو قارنها بشكرى ليك على هذه التدوينه

وأخيرا
أزيد وأقول نعم هى لافته داخليه
وموضعها تماما كما للبنت فى الصوره

ولن يفهمها إلا نحن

تــسنيـم said...

هل نسكن هذه المدن أم أنها هي من تسكنا

وهل نحن من علقنا هذه اللافتات الداخلية أم أننا فقط نحملها؟؟

yasmin said...

ولو إن الصورة انا شايفة انها مش مناسبة للموضوع يا نهى إلا إن التدوينة جميلة وكأنك تبشرين بنا نحن "ساكني العالم الإفتراضي – لأنه ليس هناك قيد انملة في العالم الحقيقي" نحن القادرون على الصعلكة والبذخ بالفعل أشعر بجيل مختلف أتمنى أن أنتمي إليه بعيدا عن "الصلب" في المواصلات العامة أو الاختباء وراء الصحف الحكومية العقيمة. الطريف في الموضوع إن هؤلاء الذين يعيشون في عالم الفيس بوك الافتراض والكليك اليمين يعيشون في الحقيقة داخل متاهة أتفق معكي جدا في أنها متاهة يصعب الخروج منها.

على فكرة بطيخة طلعت بتغني أغنية "يوم ورا يوم" بتاعت الشاب مامي وسميرة سعيد انتي كنتي عارفة كدا يا شريرة؟ قبلاتي ومودتي

fawest said...

نهى
بغض النظر عن الصوره ومدى جنسيتها(من الجنس)
فالذى عجبنى أكثر إن التدوينه كلها هى لافته داخليه حقا

العنوان هو أروع ما فى التدوينه

وهو الذى جعلنى حقا أعتقد فى أن هذا الكلام نابع من إحساسك بمعاناه الالفينى

الذى يعرف (معظمنا يدرك)كيف أثرت التكنولوجيا فى حياته

نحن هذا الجيل فعلا يا نهى

بمناسبه صدور ديوان سالم، فمعظمنا لعب هذة الالعاب،ونحن أيضا من نستخدم الفيسبوك والمدونات

نحن أكثر جيل نحس بهذه المعاناه

لا الجيل الذى قبلنا
الذى لا يفهم فى المدونات ويفتتح مدوناته فقط لكى يجارى العصر ويجارينا، لكن لا يعرف أهميه التدوين فى حياتنا

ولا الجيل الذى بعدنا
الذى لا يعرف السبعاويه وثبت صنم وصلح
وفقط مجال لعبه هو مدل أوف أونر وجراند ثيف أوتو
ولا يعرف جمال الالعاب الشعبيه التى لمسها سالم فى شعره

لذلك أجد أكثر العناوين مناسبه هى لافته داخليه

والصوره أيضا مناسبه
حيث أننا نخاف أن يطلع أحد على سرنا الخطير و المنا المختفى فى صدورنا
ونتعامل معه على أنه برشام
نسرسب بعضه فى أبداعاتنا

أرجوك لا تشكرينى
لأن تبادل الاطراءات يحول -بدون وعى- الاعجاب بالادب الى نفاق إجتماعى

وهذا ما لا أحبه

fawest said...

ردى الاخير
رد أيضا على ياسمين

بطوط حبوب said...

بعرف كتير عننا - نحن البشر - هنا فى تدويناتك

شيمـــــاء said...

:)

Unknown said...

نعم ..
نحن المتواطئون مع الدجاجات المريضة
و نحن من حقنها بالمرض..
نخلق دولة أخرى ..
و نزف البشرى بعالم آخر ..
افتراضي أيضاً ..
بوركتِ
:) ..

Beena said...

تعليقا على ما قاله فاوست "والصوره أيضا مناسبه حيث أننا نخاف أن يطلع أحد على سرنا الخطير و المنا المختفى فى صدورنا ونتعامل معه على أنه برشام
نسرسب بعضه فى أبداعاتنا".

أوافقك تماما أن لكل منا سر خطير ولكن هذا الامر في رأيي يتفق فيه جميع البشر من كل الاجيال وليس فقط أبناء الجيل الذي تتحدث عنه نهى هنا عذرا ولكن لا أزال أرى الصورة غير مناسبة للموضوع الشيق.

hazem shalaby said...

نهى العزيزة جدا ... عارفة .. رجعت مصر من حوالى اسبوع فى اجازتى الموعودة و المنتظرة من سنتين .. مصدوم .. ربما لا تعبر تلك الكلمة عن الحال .. احاول من حينها لملمت الكلمات على اعود ببوست جديد .. وبعد ان انفض مولد السلامات و الطيبات .. مررت على كراكيبك الجميلة ... وجدت كل الكلمات التى كنت ابحث عنها بين سطورك .. وصف حى و كامل لحال الناس فى بلادى .. ادركت حين وصلت لنهاية البوست انه لا احد غيرنا نحن الممسوسون بالسراب و الحزن قادر على رؤية الصورة هكذا .. شكرا ايتها الصديقة الغالية على انهاء حيرتى لكن ومن غير شهرزاد الحكايا قادر على سرد ما فى كتاب الحواديت ... مررت على كل البوستات السابقة .. استمتعت لا شك فى ذلك .. احسست ان اجازتى الحقيقية قد بدأت ولا زلت فى انتظار البانفلت الذى وعدتنى به من زمن عن كل معالم القاهرة الجميلة كى اتشجع و اخرج من حدود الاقاليم الى عالم العاصمة الجميل ... تحياتى و مودتى على الدوام

كراكيب نـهـى مـحمود said...

أحمد- كل دا احنا
تخيل علشان كده احنا جيل مميز ومختلف
مصدق مش كده !

طه العزيز - يا واجع قلبي فعلا
افكر كثيرا لو لم تكن موجود في حياتي
كنت هصدق بجد اني حب حد الانترنتي ؟
كان ممكن حد يعمل جروب لمحبي مدونتي ويقف يحمل لافتات افتراضية لعودتي انا المكسره المهزومة الحزينة - وقتها-
هه
طه شهادتك كالفيني جميلة
ربما سيكتب مثلها اجيال قادمة وربما كتبها بعضهم في عصور ما قبل اختراع اللغه
الاختلاف هذا ما يعاقب كل جيل الجيل الذي يسبقه عليه
نحن نعاقب من قبلنا وهم بالتبعية يعاقبونا
كلنا نجلد الآخر ونبكي من الظلم والقهر وكده
عندما كتبت ذلك لم اقصد ان اشرح حالنا لكنها وشوشات شجن همست لي وانا اجلس على الرصيف في الشارع يوم الجمعه
اول مرة انزل وسط البلد يوم جمعه واتفاجأت ان سوق الحميدية قافل
المهم يعني انا لا اتبنيى اي قضايا عظيمة في الكتابة هذا ما يغضب سلوى بكر من جيلنا وما اغضب الاخرين في ندوة الاحد التي لم احضرها
انا وجانت وجيلنا كله يكتب هم أخر
شديد الوجع والخصوصية والعبث والجدية
نكتب وشوشاتنا البعيدة
مش كده !
شكرا يا طه لانك جرجرتني للحديث عما كتبت وذلك شئ بغيض ومرهق جدا لي
لكن لاجلك يا عم
مودتي


تسنيم- لو كانت معي اجابة
لتوقفت عن السؤال !

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صديقتي الصغيرة - ياسمين
انا لست نبيا
ولا أعرف ان أبشر لكني أتلقي شعوذات الجنون وانثرها كقصاصات ورقيه علها تصل لمن يحتاجها

ياسمين يعجبني استقبالك لكلماتي على طريقتك وهي تشبه طريقتي
وحشتني
ومكنتش اعرف انها بتغني
اه يا قلبي وكمان الشباب مامي لالالا
اه يا قلبي
مكنش العشم يا بطيخة


بطوط حبوب- لا تثق كثيرا في الهلاوس
اكثر ماتثق فيه هو حدسك انت وقلبك انت وجنونك انت
مودتي

شيماء - يا رب دايما تضحكي كده


قهوة بالفانيليا - هكذا تتم صلواتنا في محراب الوجع والوحدة والجنون
مودتي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صديقي الغائب - حازم سلبي
زعلانه منك جدا على تاخيرك في الزيارة وفي الكتابة
يا صاحب الحنين
اسعدني انك الان تقاسمنا هواء البلد الملبد بالحزن والشجن والجنون والقهر والامل
استنشقه قدر سعة روحك
شكرا لعى كلماتك الجميلة التي افتقدها
هجهز البانفلت لما نشوف
خالص مودتي واحترامي

الريم said...

اسلوبك جميل واسم مدونتك شدنى اوى انى اصل اليها واعرف ايه كراكيبك انا كمان عندى كراكيب كتير يا نهى

يا مراكبي said...

نهرب إلى العالم الإفتراضي لأنه ليس هناك قيد انملة في العالم الحقيقي


جملة حكيمة وجديدة ومعبرة للغاية .. تحية كبيرة عليها بجد


أما اللي عجبني أكتر بكتير هما العنوان "الموحي" والصورة "الموحية" .. الإختيارات المرة دي بجد تحفة

عين ضيقة said...

لأنه ليس فى العالم الحقيقى شىء حقيقى
حتى البكاء

ــــــــــــــــــــــــ

اللهم لا حقيقة سوى أحلامنا التى لا نحقق فقط تكسرنا فى النهاية

ـــــــــــــــــــــــــــــ
أسلوبك النثرى ده رائع

محمد حويحي said...

ازاي يعني دواير مستقيمه
المتاهه الحقيقيه اللي انا واقع فيها دلوقتي ومش قادر الاقي خريططها
هي الدواير المستقيمه دي
انت جبتيها ازاي اتصرفي بقي يا ريت وخرجيني

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner