


كيف يعيش الحب في زمن صعب شحيح كالذي نحياه
كيف يصمد الجمال والهدوء والتسامح أمام كل ما نغلق أبواب الروح دونه لكنه ينفذ لمسامنا ويستبيح الأحلام ويسمم كل ما نعرفه ونؤمن به0
- في اسبوع واحد أشاهد فيلم –إبراهيم الأبيض _ ودكان شحاتة-
في ابراهيم الأبيض هالني جمهور العرض
الأسبوع الأول السينما ممتلئة كلها
على شباك التذاكر يعطي شاب للبائعه 4 جنيهات فوق ثمن التذكرة ويوصيها على مكانين مخصوص
في سينما محترمة أدخلها كثيرا مع صديقاتي حدث ذلك .. تناولت منه المبلغ بهدوء وأشارت لكرسيين في اخر القاعة رغم انها منذ دقائق أقسمت لشابيين انه ليس هناك سوى الكراسي القريبة من الشاشة هي غير المحجوزة
لعبة من الواضح أنها دائمة ومتكررة لا تبيع الكراسي ذات المواقع المتميزة لآخر وقت لان لها زبائنها .
في السينما كان الجمهور معظمه من الشباب
الحماس الذي بدى لمشاهد الدم كان فوق إحتمالي
شئ يذكرك بصراع الديوك في الحلبات الرومانية
الشباب مثار غاضب – موافق تماما على العنف للعنف
لو كنت حسنة النية سأقول أنهم يفتقدون – جيفارا وروبن هود- ربما علي بابا
أي نموذج يخبرهم انهم – رجال-
معني الرجولة الغائب طبعا في ذاكرتهم وذاكرتنا
التحدي الذي لا يعرفه جيلين ربما إلا في العاب الفيفا وسباق السيارات على البلاي ستاشين وجميز الكمبيوتر أو في مباريات الاهلى أو مصر وإفريقيا
لا تحدي ولا امل في شئ خارج ذلك الإطار المرسوم
عن الفيلم – قصة الحب – التي تشبة قصة روميو وجيوليت في ذاكرتي
الحب الذي يصيبك بالبكاء والموت والجنون – والتساؤل كيف ينبت ذلك الشيطاني في قلوب ووسط بشر بهذا العنف والقسوة
محمود عبد العزيز ذلك العبقري الساحر الذي خطف كل اللقطات التي ظهر بها على الشاشة وشغلني وقت إختفاؤه
أحمد السقا الذي بدى مقنعا تماما في دوره ومكررا لكنه جميلا
عمر واكد الذي جسد شخصية من لحم ودم يصعب عليك تفرقتها عن الواقع
هند صبري – تلك المهرة الجامحة الغجرية التي أعشقها
والتي تمثل بروحها وتدخل للدور فلا اعرف اني رايتها في فيلم قبل ذلك- كل اداء لها هو الاداء الأول
ما الذي أراد ان يقوله السيناريست عباس أبو الحسن
ذلك يطرح تساؤل – هل من الضروري أن يقول الفن شيئا طوال الوقت- ألا يكفي احيانا ان يعرض لنا اشياء في مخيلة الكاتب او يجمع لقطات من واقع قبيح ومؤلم وفانتازي من شدة جنونه
أظن تلك كانت اللعبة – الكشف عن رغبتنا الدموية واشتهائنا للعنف لنكسر نعومة حريرية مميتة التفت حول رقابنا
أنا نفسي بدى لي مشهد شديد القسوة والفجاجة ملهما وممتعا – أظنني ضبطت نفسي أبتسم وأستمتع به- وأظن هتافات الشباب في السينما لمشاهد تخصهم كان يحرك ذلك الدموي المجنون الكامن في نفوسنا الصدئة .
- دكان شحاته- أنا بكيت كثيرا في هذا الفيلم
، واذكر ان اول تعليق لي بعد خروجي من السينما أنه عصر قلبي
قصة حب أخرى تولد في كره آخر
لا اظن خالد يوسف اراد هذه المرة ان يقول كلاما عظيما
لو كان الحب والكره شيئا ليس مهما
ولأنه خالد يوسف لم يستطع ان يعزل العلاقات الإنسانية عن الوطن
ولا شحاتة عن مصر
لماذا وضع كل مصائبنا في الثلاثين عام الاخيرة في سلة واحدة مع شحاته وعائلته لأننا جميعا في سلة واحدة – لماذا وضع كل المشاكل فقط لان هناك طوال الوقت من يغنون للأشياء الاخرى وللإنجازات
ولأن أزمة الخبز والماء والغلا والسرطان وكل ما اشار له ورفع يده نحوه
موجود وخانق
يبث السم ويقتل الحب ويقسي القلوب
يقتل الحب ويقتل مصر ويغرق شحاته في دمه ودمائنا
.