Saturday, May 30, 2009

الموت قبحا






كيف يعيش الحب في زمن صعب شحيح كالذي نحياه
كيف يصمد الجمال والهدوء والتسامح أمام كل ما نغلق أبواب الروح دونه لكنه ينفذ لمسامنا ويستبيح الأحلام ويسمم كل ما نعرفه ونؤمن به0

- في اسبوع واحد أشاهد فيلم –إبراهيم الأبيض _ ودكان شحاتة-
في ابراهيم الأبيض هالني جمهور العرض
الأسبوع الأول السينما ممتلئة كلها
على شباك التذاكر يعطي شاب للبائعه 4 جنيهات فوق ثمن التذكرة ويوصيها على مكانين مخصوص
في سينما محترمة أدخلها كثيرا مع صديقاتي حدث ذلك .. تناولت منه المبلغ بهدوء وأشارت لكرسيين في اخر القاعة رغم انها منذ دقائق أقسمت لشابيين انه ليس هناك سوى الكراسي القريبة من الشاشة هي غير المحجوزة
لعبة من الواضح أنها دائمة ومتكررة لا تبيع الكراسي ذات المواقع المتميزة لآخر وقت لان لها زبائنها .

في السينما كان الجمهور معظمه من الشباب
الحماس الذي بدى لمشاهد الدم كان فوق إحتمالي
شئ يذكرك بصراع الديوك في الحلبات الرومانية
الشباب مثار غاضب – موافق تماما على العنف للعنف
لو كنت حسنة النية سأقول أنهم يفتقدون – جيفارا وروبن هود- ربما علي بابا
أي نموذج يخبرهم انهم – رجال-
معني الرجولة الغائب طبعا في ذاكرتهم وذاكرتنا
التحدي الذي لا يعرفه جيلين ربما إلا في العاب الفيفا وسباق السيارات على البلاي ستاشين وجميز الكمبيوتر أو في مباريات الاهلى أو مصر وإفريقيا
لا تحدي ولا امل في شئ خارج ذلك الإطار المرسوم

عن الفيلم – قصة الحب – التي تشبة قصة روميو وجيوليت في ذاكرتي
الحب الذي يصيبك بالبكاء والموت والجنون – والتساؤل كيف ينبت ذلك الشيطاني في قلوب ووسط بشر بهذا العنف والقسوة
محمود عبد العزيز ذلك العبقري الساحر الذي خطف كل اللقطات التي ظهر بها على الشاشة وشغلني وقت إختفاؤه
أحمد السقا الذي بدى مقنعا تماما في دوره ومكررا لكنه جميلا
عمر واكد الذي جسد شخصية من لحم ودم يصعب عليك تفرقتها عن الواقع
هند صبري – تلك المهرة الجامحة الغجرية التي أعشقها
والتي تمثل بروحها وتدخل للدور فلا اعرف اني رايتها في فيلم قبل ذلك- كل اداء لها هو الاداء الأول

ما الذي أراد ان يقوله السيناريست عباس أبو الحسن
ذلك يطرح تساؤل – هل من الضروري أن يقول الفن شيئا طوال الوقت- ألا يكفي احيانا ان يعرض لنا اشياء في مخيلة الكاتب او يجمع لقطات من واقع قبيح ومؤلم وفانتازي من شدة جنونه
أظن تلك كانت اللعبة – الكشف عن رغبتنا الدموية واشتهائنا للعنف لنكسر نعومة حريرية مميتة التفت حول رقابنا
أنا نفسي بدى لي مشهد شديد القسوة والفجاجة ملهما وممتعا – أظنني ضبطت نفسي أبتسم وأستمتع به- وأظن هتافات الشباب في السينما لمشاهد تخصهم كان يحرك ذلك الدموي المجنون الكامن في نفوسنا الصدئة .

- دكان شحاته- أنا بكيت كثيرا في هذا الفيلم
، واذكر ان اول تعليق لي بعد خروجي من السينما أنه عصر قلبي
قصة حب أخرى تولد في كره آخر
لا اظن خالد يوسف اراد هذه المرة ان يقول كلاما عظيما
لو كان الحب والكره شيئا ليس مهما
ولأنه خالد يوسف لم يستطع ان يعزل العلاقات الإنسانية عن الوطن
ولا شحاتة عن مصر
لماذا وضع كل مصائبنا في الثلاثين عام الاخيرة في سلة واحدة مع شحاته وعائلته لأننا جميعا في سلة واحدة – لماذا وضع كل المشاكل فقط لان هناك طوال الوقت من يغنون للأشياء الاخرى وللإنجازات
ولأن أزمة الخبز والماء والغلا والسرطان وكل ما اشار له ورفع يده نحوه
موجود وخانق
يبث السم ويقتل الحب ويقسي القلوب
يقتل الحب ويقتل مصر ويغرق شحاته في دمه ودمائنا
.

5 comments:

مواطن مصري said...

نفسي ادخل الفلمين دول بس الامتحانات مش عارف لية

بينزلو الافلام الحلوة تنزل وقت واحد


وقت الامتحانات

عَبْدو المَاسِك said...

غالبا ما يكون الألم النابع عن العنف مصدر ثرى لإيحاءات متداخلة و مشاعر إنسانية تغلى و تمور فى كائنات بشرية رهيفة و حساسة حتى يعصر قلبها فتفرز دماً هو الرحيق الذى ينسكب بعفوية على الورق...الألم هو الأرض الأكبر مساحة لتخطو عليها خطوات الآخرين..هو المساحة التى ربما لن نبتعد عنها حتى نقترب أكثر فأكثر ...تشدنا لنفهمنا أكثر و نضم أجنحة متكسرة على قلوب متكومة تنزف ألما براقا يبعث بنا مشاعر دافئة تستدر الدموع و الآهات و الكلمات لتسير سيرا حثيثاً على الورق بتؤدة و نبض براق

Unknown said...

ما تعيشه مصر المحروسه يصعب ان يحتوية
لأشة أفلام
وفيلم دكان شحاته تعبير عن جزء من المجتمع المصري
انت يا سيدتي
لا تعرفين اجزاء كثيرة من الوطن
هناك قري كاملة تسقط من ذاكرة مصر
فى الصحراء

Rosa said...

تعرفي أنا لا هدخل الفيلم دا و لا الفيلم دا و لا فيلم الفرح كمان.

أنا تعبت و قلبي وجعني من كل القبح و الكآبة المفروضين علينا دول و كأن خلاص ما بقاش حيلتنا إلا القبح و الكآبة و المآسي.

أنا مابنكرش وجودهم و بقوة كمان لكن السعادة موجودة و الحب موجود و الفرح موجود و نقدر نشوفهم كلهم لما الرضا يكون موجود.

حسا اني هجومية جداً بس انا رافضة كل القبح و العنف و الدموية دي و شايفة اني بدل ما نظهرهم بكل القوة دي و نركز عليهم كدا ما نركز على ازاي نصلحهم و لا ايييييييييييييييييه؟؟

دعاء مواجهات said...

ومن يمكنة ان يشاهد كل هذة الكمية من الالم والقسوة والطيبة الساذجة ولا يبكى

انا ايضاً بكيت

بكيت اثناء مشاهدتى لموت الحب
لموت الطيبة
لموت المعنى الجميل

تحياتى ومودتى

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner