Sunday, December 09, 2007

توت

في مدينتي الحزينة لا تنمو أشجار التوت ..
ولا أعرف طعمه ولا ملمسه
ولا تلك البقع المبهجة التي يصنعها و يفرح بها الأطفال في مدينتك .
تخبرني أني ذلك ال " توت" الذي لا أعرفه

تخبرني أن أتوقف عن صنع مساحات تماس بيننا بأقلامي الرصاص
تستخدم ممحاه لتزيل خطوط تترك أثرا بارزا في الصفحة البيضاء
تخبرني ان أتوقف عن سماع صوت منير الذي يجمعنا ،
أن أتوقف عن حب المشي تحت المطر في ذلك الليل الحزين مثلنا ..
أن أتوقف عن كتابتك في شرايين دمي وقراءتي في عينيك .
أن اتوقف عن إغراقك في تفاصيل يومي الساذجة البسيطة ..
وأن أتصرف كشابة ناضجة يزورها الحب في العام ألف مرة تتلهى بكسر الزجاج والقلوب .

في مدينتي الحزينة لا اثر لأشجار ال " توت"
وفي قلبك لا اثر لتلك البقعه القرمزية التي تحمل اسمي ..
كالمجاذيب افتش عنها تحت ردائك ..
في ابعد نقطة في روحك ..
في بريق معين اعرف انه يسكن عيناك لكنك لا تقابله
.
أخبرك ان تتوقف عن مقاومتي ..
أجذبك بجنون من يدك- أنا الخجلة حد الرعب من ملامسة أناملك –
أرشق لحظات الحزن والبعاد بيننا بكرات الثلج
أعدك بعمر بلا حزن ولا وجع ..
أعدك بحب لا يعرف سبيل للمغادرة
أغلق النوافذ والابواب أتجرد أمامك من كل ما أزعجني في حياتي
أنتظر منك ان تخلع عنك ما يثقل خطوات عبورك نحوي ..
لا اشك في قدرتك على احتوائي ولا أعرف مكانا أمنا غير عينيك

تزورني في حلم حزين
تلمس شفتاي بحبة توت تترك مذاقها الغامض في فمي وترحل
قبل ان تعاود المرور على جدران عالمي كالاشباح التي لا تعرف الرحيل .

12 comments:

MKSARAT - SAYED SAAD said...

صديقى الجميلة حمدالله على السلامة هذا التعليق كنت كتبتة لأنسان اقدرة اكثر من تخيلى الشخصي هو الدكتور زين الدين عبد الهادي ا
اجدة مناسبا لما رايته خلف كلماتك
كان هذا الرد عندما سألنى عن سبب السعادة التى عندي وتمنى لي ان اكون رسول لها في عالم الكتابة
التعليق
كلنا نستطيع التمييز بين الابيض والأسود لكن اقدارنا كثيرا ما تضعنا في النصف ‏الاسود
‏ منا كثيرون لا يكتفون بانغامسهم في ذلك اللون بل يكحلون اعينهم به
هذا الواقع انا ‏ايضا عشتة لكنى كنت انظر للنصف الابيض بحيث لو غرقت يكون اخر شئ رأته ‏عيناى هو الابيض
_______
اتمنى ان اكون بهذا الرد ارسلت شيئا لبعض ما حاولتى ستره خلف كلماتك
تحياتى ومودتى

نداء said...

مش عارف اقول ايه بجد اول مرة احس ان هو ده احساسي وكلامي الليي عايز اقوله بجد
مجهود رائع

fawest said...

عندك حق أنك تحبيها

Moh'd Shaltaf said...

حين تطيل التأمل
حين تطيل التأمل في وردةٍ
:جرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ
/لي أملٌ في الشفاء من الرمل
...يخضر قلبُكَ
حين ترافق أنثى إلى السيرك
... ذات نهار جميل كأيقونة
/وتحلًّ كضيف على رقصة الخيل
...يحمر قلبُكَ
حين تعُدُّ النجوم وتخطئ بعد
الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
/في زرقة الليل
...يبيض قلبُكَ
حين تسير ولا تجد الحلم
/يمشي أمامك كالظل
...يصفر قلبُكَ

محمود درويش من كزهر اللوز أو أبعد

حين تنهل مماأبدعت نهى وتحلق
روحك في فضاء عمرك
...يغدو قلبك قرمزيا كالتوت

مصطفى الحسيني said...

صباح الورد يا احلى نهى
نورتينا
ونورتى البلوج اسبوت
تحياتى لكلماتك واحاسيسك الجميلة

hazem shalaby said...

فى مدننا التى غطاها الحزن ماتت أشجار التوت من زمن وما عدنا نذكر طعمه فقط حين يختلى الواحد منا بنفسه ويتجرد من كل عباءات الزيف التى يرتديها ربما يصادف فوق جلده بعض بقع التوت المحببة الى قلبه ربما .. وربما حين يراها يستطيع من خلالها العبور الى ذلك المكان الآمن الذى يحتويه .. عيون من نحب
العزيزة نهى .. حين أتخيل أننا كنا سنحرم من كلماتك تلك فعلاً يعترينى حزن غريب .. حزن من أستيقظ فلم يجد أشجار التوت تزين مدينته .. التى صارت حزينة

تقبلى على الدوام أرق تحياتى و عظيم تقديرى لقلمك المبدع

كريم بهي said...

الحكيمة نهى محمود
صاحبة المدينة الرمادية الحزينة
والاطفال الذين يلعبون لعبات رمادية
ما بين الحزن والابتسامات
كلماتك الرقيقة هذه التى تبوح بصمت بان الحب مكتوب على جلد شرايينك وصفحات عيونك
انما احساس الحزن يتسلل من بين ثنايا الحروف ويظهر كخلفية لللصورة الحميلة وللحلم الحزين
فهل الرومانسية عندك مسحة حزينة كعادة كثير من الشعراء والادباء
ام انك تودين الصراخ بصوت مبحوح خلف الابواب والنوافذ المغلقة
ام انها مجرد كلمات محبكة فى تدويناتك العميقة الغريقة فى بحر الانسانية
لا لا لا اعلم ؟؟؟

كريم بهي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

صاحب المكسرات- الله يسلمك واحسب اني بهذا البوست وانت بهذا التعليق ققد انتهت فترة غضبك مني خصوصا ان الموضوع فيه الصديق الرائع دكتور زين
ماذا اقول لك
كيف تداري الكلمات ما لا تعرف الا ان تكشفه
شكرا لك على كل شئ مودتي

تائة في دنيا الله -
بجد يسعدني جدا اني عبرت عن حاجة جواك شكرا لك

فاوست- مش كده والنبي

shaltaf-محمود درويش وزهر اللوز
الله عليك

الصديق الجميل - مصطفى الحسيني بفرح جدا لما بتزور كراكيب وبفرح اكتر لما بتكتب بوست جديد ايها العزيز
على فكرة لك عندي مفاجاه قريب خالص مودتي

كراكيب نـهـى مـحمود said...

حازم شلبي- طب ايه ابتسمت لما قريت تعليقك وتساءلت انا ايضا كيف كنت سأتوقف عن الكتابة لكراكيب مساحة البوح الطيبة التي تخفف عني اعباء الحياه كلها
شكرا لان لي اصدقاء منعوني من فعل ذلك كل المودة لك

كريم بهي- ايها الشاعر الصغير
شكرا لك مرة تانية على قصيدتك اللطيفة
رغم ان كراكيب لونها رمادي دلوقت لكن كل الناس عارفه انها عالم وردي لمدة عام ظلت وردية الجدران الرمادي ما هو الا مساحة لالتقاط الانفاس والبحث العبثي عن الهدوء
عن تساؤلاتك الطيبة عن توت اترك اسئلتك الحائرة تحلق في فضاء الهوى لاني لا استطيع ان اقيدها باجابات تناسبني وحدي ربما ربما مودتي

حسن ارابيسك said...

جميلة قوي

Unknown said...

انا ايضا افتقد التوت
وافتقد العصافير التى تفرح بنضج حبات التوت
وافتقد الظل المفروش على الارض تحت شجرة التوتالظل الذى يأوى اليه الغريب والعيال العفاريت والكلاب التى تبدو فى تلك اللحظة ودودة اكثر من
اللازم تنام فى كسل وذباب شقى لا يكف عن الطيران
انا ايضا افتقد مذاق التوت
اقصد التوت الاسمر

Anonymous said...

يخرب عقلك
انا عايزه اخلص الامتجانات دي عشان افضالك بس
جميله و معبره
تعرفي قطعوا كلهم
:]
سلااااااااام
دينا

 

كراكيب نهى محمود © 2008. Design By: SkinCorner